المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيلين كيلر ( قصة معاناة الصماء البكماء العمياء )



Donadoni
13-03-2002, 04:35 PM
هيلين كيلر معجزة من معجزات الدنيا ، ولدت في 27 / 6 / 1880 في ريف ايفين جرين في ولاية ألاباما ، وكانت طفلة طبيعية ترى وتسمع وتنطق ببعض كلمات كتلك التي تجئ على شفاه الأطفال ، الى أن جاء يوم أصيبت فيه الطفلة الصغيرة بحمى في المخ أفقدتها حاستي السمع والبصر وبالتالي القدرة على الكلام ، وبقيت هيلين الصغيرة صماء بكماء عمياء الى ان بلغت السابعة من عمرها ، وأشار جراهام بل مخترع التلفون على والدها الذي كان صديقا له بأن يترك أمرها لمربية تعتني بها ، وبالفعل أحضر لها والدها مربية من معهد بيركنز للعميان بمدينة بوسطن وكانت تلك المعلمة هي ( آن سوليفان ) ، فقد عرفت حياة الظلام التي يعاني منها العميان بعدما كانت ضريرة في العشرين من عمرها وأبصرت بعد سلسلة من العمليات الجراحية ،فبقيت بجانب تلميذتها ، فكانت هي عينيها وأذنيها ولسانها ال ىتوفيت عام 1936 ، وواجهت هيلين الحياة ولكن مع معاونة أخرى لها .. وقد سألوا آن سوليفان مرة : كيف بدأت هيلين تتعلم ؟ قالت " كانت تقف معي في أحد الايام بجوار مضخة المياه عند باب المنزل الخارجي ، عندما كان أحد المارة يستخرج الماء ويملأ الدلو الذي يحمله ، وأمسكت يد هيلين ووضعتها تحت الماء المتدفق ، وبينما الماء البارد يتساقط فيبلل يدها تهجيت على يديها الاخرى حروف كلمة ماء water ، ونظرت الى عينيها فوجدتهما تلمعان ببريق عجيب ، لقد نفذت الإشارات الجديدة الى أعماقها ، وفجأة انحنت هيلين الصغيرة ولمست الارض بأصابع يدها وعرفت كلمت أرض Earth بنفس الطريقة .. وعندما أقبل المساء كانت قد تعلمت مئة كلمة "
وهكذا راحت الطفلة المعجزة ترتقي سلم العلم درجة من بعد درجة ، وكانت تقرأ بطريقة بريل وتكتب على الآلة الكاتبة التي صممت خصيصا للذين فقدوا نعمة البصر ، وبهذه الآلة كتبت رسالتها وحصلت على الدكتوراة في القانون من جامعة غلاسكو باسكتلندا ، ولكن حياتها بعد التخرج لم تكن سهلة وإنما كانت كفاحاً متواصلا من أجل لقمة العيش ، فقامت بعدة رحلات الى مختلف أنحاء العالم زارت خلالها المعاهد والمؤسسات التي شيدت لأمثالها من الأطفال الذين حرموا نعمة السمع والبصر ، وكانت تحدثهم بلسان معلمتها وسكرتيرتها وتحكي لهم جانباً من تجاربها الخاصة في الحياة ، وقد تفرغت في أخريات حياتها للتأليف فوضعت عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات كما ظهرت في فيلم يحكي قصة حياتها .. ومن أشهر مؤلفاتها : ( قصة حياتي ) و ( العالم الذي أعيش فيه ) و ( أغنية الجدار الحجري ) و ( الخروج من الظلام ) و ( إيماني ) و ( تفاؤل ) و ( الحب والسلام )
واستقبلها دوايت ايزنهاور ليهنئها على اختيارها واحدة من أهم 25 شخصية من معاصريها في الولايات المتحدة عام 1952 .
سألوها يوماً : إذا أبصرت ما هو أول شئ تريدين رؤيته ؟ فقالت : أن أرى الناس الذين ساعدوني وشجعوني برحمتهم وصداقتهم .