المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طُخُّو .. طُخُّو



لا جاء وقت الجد
14-03-2002, 06:21 AM
اشربوا القدس بعيونكم ..
ثم صلوا..
اشربوا تراب الأرض المقدسة بقلوبكم ..
ثم صلوا ..
ثم طُخُّو ..
ثم طُخُّو..
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوَّا في الأرض ولا فسادا ، والعاقبة للمتقين "، ..
فحين يكون الحق بحجم القدس ..
وحين يكون الباطل بحجم عتمة الإذلال ، واغتصاب الحقيقة ..
حين يكون الزيف بحجم قرارات الأمم المتحدة التي لا تَنفذ وتُصَلّ سكاكينها إلا على رقاب الفلسطينين والعرب ، لأن دماءهم أثبتت أنها رخيصة ، وبلا ثمن ..
بعد أن أثبتت التحاليل الطبية أنها لا تختلف عن باقي دماء شعوب الأرض إلا بنقصان كريات الكرامة ، والغرق في ملذات الدنيا ومفاتنها ، وحب الذات والرضا بالخنوع والاستسلام طالما المصالح الدنيا باقية.
حين يكون المنطق الوحيد هو منطق القوة الظالمة وامتهان الآدمية الذي لا يُفرز سوى مزيداً من الدماء ، وبغرور ، وعنجهية ، وتمريغ جبين الأمة وهي ترى أرض الله المباركة تمتهن بهذا الشكل الصارخ ، والأمة صامتة ، تتفرج ، وتهز رأسها بأسى ، وكأن رجالاتها انتهت ..
وكأن دماء الغيرة في شرايينها نفذت ..
حين يكون البديل لصوت الحياة والمحبة هو صوت المتفجرات ..
وصوت الرصاص ..
ووحشة اليتم ..
وانكسار الفقد اليومي لآلاف الشهداء ..
حين يكون كل ذلك ، يغدو الحل واحدا لا سواه .. فهو الذي أثبت فاعليته ومفعوله ..
طخو ..
ثم طخو .. ثم طخو .. ثم طخو ..
فالتجربة العميلية أثبتت أن العمليات الفردية خلقت قدرا هائلا من الرعب في قلوب الأعداء ، حتى انقلبوا على ذواتهم وعلى بعضهم بعضا ..
وما دام الرحيل أحيانا .. أكثر حضورا من التواجد ..
ومادام الغياب أحيانا أكثر فاعلية من الحياة برؤوس جباهها تلتصق بالأرض ..
وما دامت كل قرارات السلام ووقف أعمال العنف والمهادنة صارت تُنفذ لأمر واحد لا سواه ..
نفث الرصاص
والموت
والدخان ..
لذا فليس هناك من حل سوى أن تطخو ..
عمليات فردية .. أو جماعات .. لا يهم ، المهم .. أن نأخذ أدوارنا الحقيقية التي تجعل الغد أكثر كرامة وأكثر تقديرا واحتراما لتعاليم الله .. والحفاظ على الحق ..
طخو..
" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم.




بقلم : م. ناصر أبو حيمد .