ملقوف أفندي
14-03-2002, 08:27 AM
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/518/images/Title.JPG
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/518/images/gad.JPG
تحقيق
جمال الشناوي
محمد عبد الوهاب
رغم صعوبة تصديق هذه القصة..
الا أن الراوي يصر علي صحتها ويقسم بأغلظ الأيمان أنها حقيقة..
واقعة مثيرة يصر عليها أحد مصابي قطار الموت.. لم يقل لنا أنه فقد أمتعته، لم يشك من إهمال في علاجه.. لكنه مصمم علي احتراق 2 مليون جنيه كانت بحوزته أثناء الحادث الأليم..
الحاج مختار مهدي.. عجوز من أسيوط.. كان يستقل قطار الموت.. قال في شكاوي لكل الجهات أن حقيبتين كانتا معه أكلتهما النيران.. وبهما صفقة العمر 2 مليون جنيه، بالتمام والكمال..
'أخبار الحوداث' التقت بالحاج مختار.. لنسمع منه..
أصرار غريب تحمله ملامح هذا الرجل.. لايقبل حتي مجرد النقاش، كل ما يردده أنه يريد أمواله إضافة إلي تعويض مناسب عن الاضرار المادية والأدبية.. وتعهد لنا أنه سيحصل علي حقه.. حتي لو أضطر للجوء للقضاء للفصل في نزاعه.. مع هيئة السكك الحديدية، التي يتهمها بالتسبب في ضياع صفقة العمر..
فمن هو هذا الرجل..
اسمه: مختار مهدي محمد صعيدي.. من مواليد عام ..1942 موظف سابق بالادارة الصحية بساحل سليم بمحافظة أسيوط.. يعيش بمفرده في منزله، بعد وفاة زوجته وزواج أولاده الثلاثة..
بعد أن أنهي خدمته في الادارة الصحية بساحل سليم.. اتجه عم مختار إلي نشاط المحاجر.
والغريب أنه اختار التنقيب عن 'الزمرد'.. والأغرب أنه حصل علي تراخيص بالتنقيب عن هذا المعدن الثمين في منطقة البحر الأحمر..
حياة عم مختار حتي الشهر الماضي، لم تكن تهمنا من قريب أو بعيد.. وربما حتي الآن.. لكن ما قاله بعد حادث القطار المشئوم جعلنا نبحث عنه بعدما أرسل لنا شكوي يطلب فيها بتسليمه مبلغ 2 مليون جنيه احترقت في حريق قطار الموت.. ويطالب عم مختار أيضا 100 ألف جنيه أخري قيمة تعويض عن الأضرار النفسية والأدبية التي لحقت به بسبب حادث القطار..
عم مختار يطالب وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية بدفع هذه المبالغ بالحسني وإلا سيلجأ إلي القضاء.. تساؤلات كثيرة تتبادر إلي الذهن تجعل كل من يسمع القصة لايصدقها.. فكيف يملك شخص 2 مليون جنيه في حقائبه ويصر علي ركوب قطار الدرجة الثالثة المزدحم.. وكيف تسمح الدولة لشخص ما باستخراج المعادن النفيسة؟
وبيعها لحسابه بعيدا عن الأعين..
ولكن السؤال لمن باع عم مختار 50 كيلو زمرد قال أنه استخرجها بعيدا عن الأعين..؟
أسئلة كثيرة، لم تجد إجابات مقنعة لدي عم مختار.. لكنه يصر علي موقفه ويزداد أصرارا في المطالبة بمبلغ 2 مليون و 100 ألف جنيه.
عم مختار يحمل بيده عدة أوراق.. لكل من يقابله.. لعل أبرزها ترخيص من وزارة الصناعة صادر في 15 نوفمبر ..1999 يقول مدير عام التراخيص بادارة المناجم والمحاجر.. نتشرف بأن نرسل لكم تراخيص بحث ارقام 3365، 3366، 3367، 3368، 3369، عن خام الزمرد الصادرة بجهات جبل سكيت ووادي اللاوي شرق جبل كابو بمنطقة البحر الأحمر.. مع موافاتنا بمشروع مفصل لأعمال البحث التي يعتزم القيام بها... وبعد قرابة عام صدر قرار من رئيس الوزراء بالغاء كافة التراخيص الخاصة بالبحث عن معدن البديل بالزمرد إلا عن طريق هيئة حكومية..
عم مختار يصر في أقواله أنه استطاع خلال هذه الفترة التي تقترب من العام قرابة 50 كيلو من الزمرد الأخضر الشفاف.. هكذا قال لنا.. عم مختار..
.. ورغم أن شكوي عم مختار تتضمن بالتفصيل حكاية القطار.. ورؤيته الخاصة لحادث القطار وكيف بدأ الحريق المدمر.. ولكن المثير في حكايته هو قصة ال 2 مليون جنيه..
بعد رحلة بحث عن عم 'مختار' في أسيوط وساحل سليم.. والقاهرة.. استطعنا الاتصال ب عم مختار.. وحضر إلينا..
وجلس يقول:
حصلت علي ترخيص بحث وإستخراج الزمرد بالصحراء الشرقية، بالقرب من مدينة مرسي علم علي مساحة 16 كيلو متر مربع وترخيص آخر ب 16 كيلو مربع أخري في منطقة مجاورة.
.. وأنا أعمل في مجال المحاجر.. وأحمل بطاقة ضريبية، صادرة من الغردقة، خاصة بنشاط المناجم والمحاجر..
وبدأت عملية البحث عن الزمرد في مساحة ال 32 كيلو متر مربع.. وأستطعت بالفعل استخراج 50 كيلو جرام من الزمرد الأخضر الشفاف..
وأحتفظت بها ما يزيد علي عام.. وخلال هذه الفترة كنت أبحث عن مشتر.. حتي جاء الفرج.. في يوم 8 فبراير الماضي.. كنت أجلس علي مقهي في منطقة الحسين التي ركزت البحث فيها عن مشتري..
وأثناء جلوسي علي المقهي.. شاهدت سائحا أجنبيا وفي أصبعه خاتم من الزمرد.. فاقتربت منه أسأله عن الخاتم الزمرد، الذي يلبسه.. فأجابني أنه هولندي ويعمل في تجارة الاحجار الكريمة.
............؟
لا.. أنا لا أعرف لغات أجنبية.. ولكن السائح الهولندي يعرف العربي جيدا..
المهم.. أننا جلسنا معا.. وعرضت عليه أن يساعدني في ايجاد مشتري ل 50 كيلو زمرد أخضر شفاف.. كان ذلك يوم الاثنين السابق علي الحادث.. أعتقد أنه يوم 8 فبراير.. فرد علي السائح.. وقال أنا أشتريها..
وتنفست الصعداء.. وقلت له خمسة ملايين جنيه.. فرفض وقال 2 مليون.. وطلب مني إحضار عينة لرؤيتها.. وذهبت معه إلي شقة يستأجرها..
............؟
لا أعرف عنوان هذه الشقة..!!
رفضت المبلغ المعروض علي.. ولكن لانني لم أجد مشتريا آخر.. وافقت علي أن أعطية مهلة عشرة أيام.. لتحضير مبلغ ال 2 مليون جنيه.. وأنا أحضر الزمرد..
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/518/images/mokhtar01.JPG
وسافرت لاحضار الزمرد.. وكان موعد التسليم صباح يوم 19 فبراير في العاشرة صباحا وفي المساء.. أعددت حقيبة بها ال 50 كيلو زمرد.. ركبت سيارة أجرة 'ميكروباص' من اسيوط إلي القاهرة.. ومعي ال 50 كيلو زمرد..!
وذهبت إليه في الشقة..
............؟
لا.. لا أذكر العنوان!
.. وصلت إلي الشقة.. وفتحت الحقيبة التي بها الزمرد.
وتركته يقوم ب 'عد' الزمرد.. وذهبت إلي وزارة الزراعة من أجل طلب تقدمت به.. لتخصيص 20 ألف فدان لاستصلاحها..
............؟
نعم. لم أخش خيانة السائح.. وأنا تركت لدية ال خمسين كيلو زمرد.. وذهبت إلي وزارة الزراعة وتركته يقوم ب 'عد' الزمرد..
أمضيت ساعتين في وزارة الزراعة.. وعدت لأجد مبلغ ال 2 مليون جنيه جاهزين.. مائتي رزمة.. كل ورقة فيها فئة ال 100 جنيه.. قمت بعد إحداها.. ثم وضعت المبلغ في حقيبتين من الجلد لونهما أحمر.. وغادرت الشقة حوالي الساعة 3 بعد الظهر.. وركبت قطار الساعة 11 مساء..
............؟
لا أذكر كيف قضيت الوقت من الساعة 3 ظ حتي الساعة 11 عندما ذهبت إلي القطار المشئوم..
كل ما أذكره أنني أخذت تاكسي إلي محطة القطار وأعطيته عشرة جنيهات..
سألت عن قطار الدرجة الأولي أو الثانية المكيفة.. فلم أجد كرسيا واحدا.. قالوا أن جميع القطارات محجوزة..!
............؟
لا وكل هذا المبلغ لم يدفعني إلي استئجار سيارة خاصة..
............؟
لا.. لم أفكر في ايداعهم في البنك..
............؟
لانني أردت أن أسعد بالمبلغ..
............؟
لم أخش شيئا في الدرجة الثالثة.. حتي اللصوص لن يتخيلوا أن راكبا في القطار يحمل 2 مليون جنيه.
.. الدنيا كانت زحمة.. جدا.. كانت مناسبة العيد سببا في الزحام الشديد.. أخذت العربة قبل الأخيرة.. وجلست بجوار الباب ووضعت الشنطتين علي الأرض ثم جلست فوقهما.. وانتظر القطار الذي حضر من المخزن مزدحم بعض الوقت علي رصيف 11، وقبل منتصف الليل بنصف ساعة تحرك القطار.. بنا..
وفجأة شاهدت النيران تندلع بين العربة الأخيرة والعربة قبلها.. كان أحد الركاب قد وضع فيها كمية من المكانس والقش.. واندلعت النيران.. انطلقت أبحث عن طفايات أو فرامل طواريء لايقاف القطار.. ولكن دون جدوي.. حاولت ومعي العشرات الهرب من الشبابيك لكن الاسياخ الحديدية منعتنا من ذلك..
وأخيرا لم أجد سوي فتحة الباب المغلق لاقفز منها أنا والناس..
............؟
نعم نسيت الحقيبتين والملايين.. وأفلت من النيران..
ولم أدر بنفسي إلا وأنا في مستشفي العياط.. وأحمد الله أن إصابتي بسيطة.
............؟
بالفعل لم أذكر حكاية الملايين التي كانت معي في محضر الشرطة عندما حضر إلي مساعد شرطة لسماع أقوالي.. لم أتذكرشيئا.. المشهد كان مروعا أفقدني القدرة علي تذكر أي شيء..
............؟
نعم.. حضر إليٌ رجل الشرطة بعد ساعات من الحادث ورغم ذلك لم أتذكر المبلغ..
............؟
لا.. لا أري فيما أقول شيئا غير منطقي.. فهذه هي الحقيقة..
............؟
لا لم أذهب للقضاء بعد.. لكني سأذهب للمحكمة اذا لم تسلمني هيئة السكك الحديدية مبلغ 2 مليون و 100 ألف جنيه قيمة المبلغ الذي فقدته واحترق مع العشرات من ركاب القطار.. إضافة إلي تعويضي.
............؟
لم أبلغ أحد بحكاية الزمرد أو الملايين التي أحترقت.. لا يوجد شخص يعرف شيئا حتي أولادي أخفيت عنهم الحقيقة.. خوفا من الحسد أو الطمع.
............؟
نعم كنت أستخرج الزمرد ومعي ثلاثة أشخاص، لكن استبعدتهم.. ولم يشاهدوني وأنا استخرج الزمرد..
............؟
لا.. حكايتي هي الحقيقة وليست لي علاقة بأنها مقنعة أم لا..
...........؟
كنت أنوي إستصلاح 20 ألف فدان من الاراضي الصحراوية..
***
تركنا عم مختار يستقل القطار المتجه إلي أسيوط.. بعدما طاف بمكاتب المسئولين يطالب بالمبلغ المفقود منه.. والتعويض.
عم مختار.. قرر السفر إلي قريته فترة.. ثم يعود ليستأنف رحلة البحث عن الملايين المحترقة..
المصدر : أخبار الحوادث المصرية
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/518/images/gad.JPG
تحقيق
جمال الشناوي
محمد عبد الوهاب
رغم صعوبة تصديق هذه القصة..
الا أن الراوي يصر علي صحتها ويقسم بأغلظ الأيمان أنها حقيقة..
واقعة مثيرة يصر عليها أحد مصابي قطار الموت.. لم يقل لنا أنه فقد أمتعته، لم يشك من إهمال في علاجه.. لكنه مصمم علي احتراق 2 مليون جنيه كانت بحوزته أثناء الحادث الأليم..
الحاج مختار مهدي.. عجوز من أسيوط.. كان يستقل قطار الموت.. قال في شكاوي لكل الجهات أن حقيبتين كانتا معه أكلتهما النيران.. وبهما صفقة العمر 2 مليون جنيه، بالتمام والكمال..
'أخبار الحوداث' التقت بالحاج مختار.. لنسمع منه..
أصرار غريب تحمله ملامح هذا الرجل.. لايقبل حتي مجرد النقاش، كل ما يردده أنه يريد أمواله إضافة إلي تعويض مناسب عن الاضرار المادية والأدبية.. وتعهد لنا أنه سيحصل علي حقه.. حتي لو أضطر للجوء للقضاء للفصل في نزاعه.. مع هيئة السكك الحديدية، التي يتهمها بالتسبب في ضياع صفقة العمر..
فمن هو هذا الرجل..
اسمه: مختار مهدي محمد صعيدي.. من مواليد عام ..1942 موظف سابق بالادارة الصحية بساحل سليم بمحافظة أسيوط.. يعيش بمفرده في منزله، بعد وفاة زوجته وزواج أولاده الثلاثة..
بعد أن أنهي خدمته في الادارة الصحية بساحل سليم.. اتجه عم مختار إلي نشاط المحاجر.
والغريب أنه اختار التنقيب عن 'الزمرد'.. والأغرب أنه حصل علي تراخيص بالتنقيب عن هذا المعدن الثمين في منطقة البحر الأحمر..
حياة عم مختار حتي الشهر الماضي، لم تكن تهمنا من قريب أو بعيد.. وربما حتي الآن.. لكن ما قاله بعد حادث القطار المشئوم جعلنا نبحث عنه بعدما أرسل لنا شكوي يطلب فيها بتسليمه مبلغ 2 مليون جنيه احترقت في حريق قطار الموت.. ويطالب عم مختار أيضا 100 ألف جنيه أخري قيمة تعويض عن الأضرار النفسية والأدبية التي لحقت به بسبب حادث القطار..
عم مختار يطالب وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية بدفع هذه المبالغ بالحسني وإلا سيلجأ إلي القضاء.. تساؤلات كثيرة تتبادر إلي الذهن تجعل كل من يسمع القصة لايصدقها.. فكيف يملك شخص 2 مليون جنيه في حقائبه ويصر علي ركوب قطار الدرجة الثالثة المزدحم.. وكيف تسمح الدولة لشخص ما باستخراج المعادن النفيسة؟
وبيعها لحسابه بعيدا عن الأعين..
ولكن السؤال لمن باع عم مختار 50 كيلو زمرد قال أنه استخرجها بعيدا عن الأعين..؟
أسئلة كثيرة، لم تجد إجابات مقنعة لدي عم مختار.. لكنه يصر علي موقفه ويزداد أصرارا في المطالبة بمبلغ 2 مليون و 100 ألف جنيه.
عم مختار يحمل بيده عدة أوراق.. لكل من يقابله.. لعل أبرزها ترخيص من وزارة الصناعة صادر في 15 نوفمبر ..1999 يقول مدير عام التراخيص بادارة المناجم والمحاجر.. نتشرف بأن نرسل لكم تراخيص بحث ارقام 3365، 3366، 3367، 3368، 3369، عن خام الزمرد الصادرة بجهات جبل سكيت ووادي اللاوي شرق جبل كابو بمنطقة البحر الأحمر.. مع موافاتنا بمشروع مفصل لأعمال البحث التي يعتزم القيام بها... وبعد قرابة عام صدر قرار من رئيس الوزراء بالغاء كافة التراخيص الخاصة بالبحث عن معدن البديل بالزمرد إلا عن طريق هيئة حكومية..
عم مختار يصر في أقواله أنه استطاع خلال هذه الفترة التي تقترب من العام قرابة 50 كيلو من الزمرد الأخضر الشفاف.. هكذا قال لنا.. عم مختار..
.. ورغم أن شكوي عم مختار تتضمن بالتفصيل حكاية القطار.. ورؤيته الخاصة لحادث القطار وكيف بدأ الحريق المدمر.. ولكن المثير في حكايته هو قصة ال 2 مليون جنيه..
بعد رحلة بحث عن عم 'مختار' في أسيوط وساحل سليم.. والقاهرة.. استطعنا الاتصال ب عم مختار.. وحضر إلينا..
وجلس يقول:
حصلت علي ترخيص بحث وإستخراج الزمرد بالصحراء الشرقية، بالقرب من مدينة مرسي علم علي مساحة 16 كيلو متر مربع وترخيص آخر ب 16 كيلو مربع أخري في منطقة مجاورة.
.. وأنا أعمل في مجال المحاجر.. وأحمل بطاقة ضريبية، صادرة من الغردقة، خاصة بنشاط المناجم والمحاجر..
وبدأت عملية البحث عن الزمرد في مساحة ال 32 كيلو متر مربع.. وأستطعت بالفعل استخراج 50 كيلو جرام من الزمرد الأخضر الشفاف..
وأحتفظت بها ما يزيد علي عام.. وخلال هذه الفترة كنت أبحث عن مشتر.. حتي جاء الفرج.. في يوم 8 فبراير الماضي.. كنت أجلس علي مقهي في منطقة الحسين التي ركزت البحث فيها عن مشتري..
وأثناء جلوسي علي المقهي.. شاهدت سائحا أجنبيا وفي أصبعه خاتم من الزمرد.. فاقتربت منه أسأله عن الخاتم الزمرد، الذي يلبسه.. فأجابني أنه هولندي ويعمل في تجارة الاحجار الكريمة.
............؟
لا.. أنا لا أعرف لغات أجنبية.. ولكن السائح الهولندي يعرف العربي جيدا..
المهم.. أننا جلسنا معا.. وعرضت عليه أن يساعدني في ايجاد مشتري ل 50 كيلو زمرد أخضر شفاف.. كان ذلك يوم الاثنين السابق علي الحادث.. أعتقد أنه يوم 8 فبراير.. فرد علي السائح.. وقال أنا أشتريها..
وتنفست الصعداء.. وقلت له خمسة ملايين جنيه.. فرفض وقال 2 مليون.. وطلب مني إحضار عينة لرؤيتها.. وذهبت معه إلي شقة يستأجرها..
............؟
لا أعرف عنوان هذه الشقة..!!
رفضت المبلغ المعروض علي.. ولكن لانني لم أجد مشتريا آخر.. وافقت علي أن أعطية مهلة عشرة أيام.. لتحضير مبلغ ال 2 مليون جنيه.. وأنا أحضر الزمرد..
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/518/images/mokhtar01.JPG
وسافرت لاحضار الزمرد.. وكان موعد التسليم صباح يوم 19 فبراير في العاشرة صباحا وفي المساء.. أعددت حقيبة بها ال 50 كيلو زمرد.. ركبت سيارة أجرة 'ميكروباص' من اسيوط إلي القاهرة.. ومعي ال 50 كيلو زمرد..!
وذهبت إليه في الشقة..
............؟
لا.. لا أذكر العنوان!
.. وصلت إلي الشقة.. وفتحت الحقيبة التي بها الزمرد.
وتركته يقوم ب 'عد' الزمرد.. وذهبت إلي وزارة الزراعة من أجل طلب تقدمت به.. لتخصيص 20 ألف فدان لاستصلاحها..
............؟
نعم. لم أخش خيانة السائح.. وأنا تركت لدية ال خمسين كيلو زمرد.. وذهبت إلي وزارة الزراعة وتركته يقوم ب 'عد' الزمرد..
أمضيت ساعتين في وزارة الزراعة.. وعدت لأجد مبلغ ال 2 مليون جنيه جاهزين.. مائتي رزمة.. كل ورقة فيها فئة ال 100 جنيه.. قمت بعد إحداها.. ثم وضعت المبلغ في حقيبتين من الجلد لونهما أحمر.. وغادرت الشقة حوالي الساعة 3 بعد الظهر.. وركبت قطار الساعة 11 مساء..
............؟
لا أذكر كيف قضيت الوقت من الساعة 3 ظ حتي الساعة 11 عندما ذهبت إلي القطار المشئوم..
كل ما أذكره أنني أخذت تاكسي إلي محطة القطار وأعطيته عشرة جنيهات..
سألت عن قطار الدرجة الأولي أو الثانية المكيفة.. فلم أجد كرسيا واحدا.. قالوا أن جميع القطارات محجوزة..!
............؟
لا وكل هذا المبلغ لم يدفعني إلي استئجار سيارة خاصة..
............؟
لا.. لم أفكر في ايداعهم في البنك..
............؟
لانني أردت أن أسعد بالمبلغ..
............؟
لم أخش شيئا في الدرجة الثالثة.. حتي اللصوص لن يتخيلوا أن راكبا في القطار يحمل 2 مليون جنيه.
.. الدنيا كانت زحمة.. جدا.. كانت مناسبة العيد سببا في الزحام الشديد.. أخذت العربة قبل الأخيرة.. وجلست بجوار الباب ووضعت الشنطتين علي الأرض ثم جلست فوقهما.. وانتظر القطار الذي حضر من المخزن مزدحم بعض الوقت علي رصيف 11، وقبل منتصف الليل بنصف ساعة تحرك القطار.. بنا..
وفجأة شاهدت النيران تندلع بين العربة الأخيرة والعربة قبلها.. كان أحد الركاب قد وضع فيها كمية من المكانس والقش.. واندلعت النيران.. انطلقت أبحث عن طفايات أو فرامل طواريء لايقاف القطار.. ولكن دون جدوي.. حاولت ومعي العشرات الهرب من الشبابيك لكن الاسياخ الحديدية منعتنا من ذلك..
وأخيرا لم أجد سوي فتحة الباب المغلق لاقفز منها أنا والناس..
............؟
نعم نسيت الحقيبتين والملايين.. وأفلت من النيران..
ولم أدر بنفسي إلا وأنا في مستشفي العياط.. وأحمد الله أن إصابتي بسيطة.
............؟
بالفعل لم أذكر حكاية الملايين التي كانت معي في محضر الشرطة عندما حضر إلي مساعد شرطة لسماع أقوالي.. لم أتذكرشيئا.. المشهد كان مروعا أفقدني القدرة علي تذكر أي شيء..
............؟
نعم.. حضر إليٌ رجل الشرطة بعد ساعات من الحادث ورغم ذلك لم أتذكر المبلغ..
............؟
لا.. لا أري فيما أقول شيئا غير منطقي.. فهذه هي الحقيقة..
............؟
لا لم أذهب للقضاء بعد.. لكني سأذهب للمحكمة اذا لم تسلمني هيئة السكك الحديدية مبلغ 2 مليون و 100 ألف جنيه قيمة المبلغ الذي فقدته واحترق مع العشرات من ركاب القطار.. إضافة إلي تعويضي.
............؟
لم أبلغ أحد بحكاية الزمرد أو الملايين التي أحترقت.. لا يوجد شخص يعرف شيئا حتي أولادي أخفيت عنهم الحقيقة.. خوفا من الحسد أو الطمع.
............؟
نعم كنت أستخرج الزمرد ومعي ثلاثة أشخاص، لكن استبعدتهم.. ولم يشاهدوني وأنا استخرج الزمرد..
............؟
لا.. حكايتي هي الحقيقة وليست لي علاقة بأنها مقنعة أم لا..
...........؟
كنت أنوي إستصلاح 20 ألف فدان من الاراضي الصحراوية..
***
تركنا عم مختار يستقل القطار المتجه إلي أسيوط.. بعدما طاف بمكاتب المسئولين يطالب بالمبلغ المفقود منه.. والتعويض.
عم مختار.. قرر السفر إلي قريته فترة.. ثم يعود ليستأنف رحلة البحث عن الملايين المحترقة..
المصدر : أخبار الحوادث المصرية