MandN
14-03-2002, 08:56 PM
http://www.islammemo.com/news/america/14_3_02/6.htm3.jpg
تسيطر علي الولايات المتحدة وإسرائيل والهند ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة، تجتمع علي رغم ما بينها من فروق واختلافات علي أمر واحد يتمثل في محاولة بسط الهيمنة علي مقدرات المسلمين والعرب. فما هو الجامع المشترك بينها علي المستويين السياسي والاستراتيجي؟
يطرح اللواء حسام سويلم و هو خبير استراتيجي هذا السؤال في صحيفة الحياة و يجيب عليه فيبين أهمية اعتبار الدين كعامل تفسير العلاقة بين أمريكا و إسرائيل : لم يأت الضمان الأميركي لأمن إسرائيل من منطلقات سياسية واستراتيجية فحسب، بل لذلك أساس ديني في برامج الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الجمهوري والديموقراطي، وان كان ذلك التوجه الديني يبرز بشكل أقوي في الحزب الجمهوري الحاكم حالياً. ويلاحظ المراقبون أن إسرائيل تمثل درة التاج في برامج المحطات الدينية التي تسمي (الكنائس التلفزيونية) علي أساس أن دعم إسرائيل وتأييد احتلالها للقدس هو التزام ديني، وباعتبار أن قيامها هو الخطوة قبل الأخيرة للمجيء الثاني للمسيح. أما الخطوة الأخيرة فهي بناء هيكل سليمان فوق أنقاض المسجد الأقصى في القدس، وأن معركة فاصلة - معركة هارماجدون - ستنشب قبل ذلك بين اليهود والمسيحيين من جهة والمسلمين من جهة أخري، بانتصارهم.
ومن هنا يمكن فهم مغزى تحيز الأميركيين الواضح لإسرائيل، وكيف ان التراث (اليهودي المسيحي) تُرجم في النهاية إلى معني سياسي يتمثل في توافق القيم الأميركية والإسرائيلية.
ومنذ عام 1980 بدأ التحالف بين اليمين المسيحي واليميني الجديد يشق طريقه داخل الحزب الجمهوري، وبرز هذا التوجه في عهد رونالد ريجان حين وُقع أول اتفاق تعاون استراتيجي بين أميركا وإسرائيل عام 1982 سمحت لها بالمشاركة في برنامج حرب النجوم.
وساندت أصوات 80 في المائة من (الإنجيليين) بوش الأب في انتخابات عام 1988، إلا أنهم أسقطوه في انتخابات عام 1992 بسبب تردده في الموافقة علي منح إسرائيل قرضاً بـ10 بلايين دولار لاستكمال خطط الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهو الدرس الذي استوعبه الرئيس الحالي (بوش الابن)، لذلك حرص علي استرضاء إسرائيل واللوبي اليهودي الذي تتزعمه منظمة (ايباك)، وهو ما يفسر دعوته عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الي توسيع الحملة العسكرية ضد الإرهاب لتشمل إيران والعراق باعتبارهما (محور الشر) بعد أن أعلن في زيارته الأخيرة للصين انه لن يضرب كوريا الشمالية. وبوش الابن في موقفه هذا لا ينظر فقط إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، بل لأنه يدين بمعتقدات (الإنجيليين) الذين تنتمي إليهم عائلة بوش، ويسيطرون علي الكونغرس بمجلسيه منذ عام 1994.
و يوضح حسام سويلم البعد التاريخي الديني في تفسير سياسة شارون و ممارساته في الأرض المحتلة :من الخطأ الاعتقاد أن شارون الذي يمثل قمة التطرف اليميني، ليس لديه خطة سياسية تحكم سلوكياته، فهو يعتقد أن له رسالة تاريخية لإقامة الدولة الصهيونية، كما ينبغي أن تكون في تصوره، أي الدولة التي تنجح في تطهير كل أرض إسرائيل الكبرى من سكانها العرب، وتحويلها إلى مستعمرات تقوم علي فكرة (الضم والاستيطان) علي حساب الاراضي العربية، وجلب مليون يهودي مهاجر وتوطينهم خلال ثلاث سنوات.
وإذا كان تهجم حاخامات إسرائيل - أمثال عوفاديا يوسف - علي العرب يعكس ما في نفوسهم من كراهية ليس غريباً، إلا انه ينبغي إن ننظر إلى ذلك في ضوء مشاركتهم في التحالف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل اليوم، إذ يشكل حزب (شاس) الذي يتزعمه الحاخام المذكور ثلث مقاعد الكنيست. لذلك نجد شارون ينصاع إلى تهديد وزرائه المتدينين أمثال أفيغدور ليبرمان بانسحاب حزبه (إسرائيل بيتنا) في حال رفع الحصار عن عرفات، فيبقي علي حصاره في رام الله علي رغم اعتراضات معظم رؤساء دول العالم.
ومع زيادة العناصر اليمينية الدينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية والكنيست، تبرز بالتوازي مع ذلك اكثر من عشر منظمات متطرفة تعمل بجد وتصميم علي هدم المسجد الاقصي لإقامة ما يسمي بهيكل سليمان علي أنقاضه، وهو ما كشف عنه تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت يفيد ان ثمة اكثر من عشرة أطر (منظمات) تضم عشرات آلاف الاشخاص، تعمل فعلياً من أجل تجسيد فكرة اقامة الهيكل الثالث، وهي تشكل خطراً مباشراً علي الحرم ، ويتضح من هذا التقرير الذي ينشر للمرة الأولي أن انصار اقامة الهيكل استأنفوا نشاط ما يسمي بـ دار الفتوي الصغيرة لليهود ، وهو اطار ديني يـضم 23 عضواً كـف عن العمل في القرن الخامس الميلادي، ويقف حالياً وراء استئناف نشاط هذه الدار حوالي 30 شخصاً من أنصار اورشاليم الذين يريدون انشاء دولة دينية واقامة الهيكل الثالث. وأعقب الكشف عن هذا التقرير، بيان له مغزي صدر عن مكتب شارون في 15 آيار (مايو) الماضي افاد بوجود دراسة لبناء كنيس يهودي داخل الحرم الاقصي، وسيكون التصديق عليها بمثابة الاساس لإقامة الهيكل الثالث.
أما المنظمات العشر التي تعمل علي دفع فكرة اقامة الهيكل الثالث علي انقاض المسجد الاقصي، فإنها يجري تدريبها علي ذلك في مستوطنة (متسفيه يرحيو) في الأغوار، وأبرزها منظمة جبل الهيكل التي اسسها جرشون سلمون عام 1967 ممثلاً عن حركة حيروت التي كان يتزعمها مناحيم بيغن. وتتلقي هذه المنظمة الدعم من منظمات أميركية. وحركة جوش امونيم ، ومنظمة مركازهاراف التي اسسها الحاخام بنسحاق كوهين واعدت مخططاً لنسف الحرم، ومنظمة بيتار التي يقتحم شبابها ساحة الحرم من وقت لآخر للصلاة فيه، وقبيلة يهودا وأفرادها معروفون بعصابة لفتا وحاولوا نسف قبة الصخرة مرات عدة ومعظم أفرادها من جنود الجيش المسرحين، وحركة كاخ التي اسسها الحاخام مائير كهانا ومن بعده ابنه بنيامين الذي لقي حتفه ايضاً خلال انتفاضة الاقصي الحالية وحاول افرادها نسف قبة الصخرة بصاروخ مضاد للدبابات، ومنظمة الحركة لإقامة الهيكل ويديرها عويديد شامير ويقوم افرادها بجولتين في ساحة الحرم اسبوعياً، ومنظمة معبد الهيكل ، وجمعية تفاصيل الهيكل ويترأسها يشيعيا نفينتال وتختص بهندسة الهيكل، ومنظمة معرض الهيكل الثالث ويترأسها ديفيد البوم، وجمعية جبل الرب التي يقوم افرادها بجولات حراسة حول الحرم، ومنظمة سيوري صهيون وهي رابطة تستهدف إخلاء القدس من العرب وتلقي دعماً من عمدة القدس ايهودا أولمرت، وجماعة لوبي الهيكل في الكنيست وتضم اعضاء فيه وتدعو الي عدم اعتبار حائط المبكي مزاراً واقامة الهيكل، الي جانب حزب شاس الذي يطالب بهدم الاقصي واقامة الهيكل مكانه.
هذه هي التنظيمات الاسرائيلية التي تريد اشعال الحرب الدينية في المنطقة، لذلك لم يكن اقتحام شارون لساحة المسجد الاقصي في 28 أيلول 2000 بدعم من حكومة باراك إلا الخطوة الأولي في المخطط المرسوم. وهو المخطط الذي ما برح شارون يكرر عرضه علي ادارة بوش في زياراته المتكررة الي واشنطن. واذا كانت الادارة الاميركية تحفظت علي تنفيذه حالياً حرصاً علي مصالحها في المنطقة وانشغالها في الحملة ضد الارهاب، إلا أنه في ضوء توسيع واشنطن لدائرة هذه الحملة لتشمل العراق وايران، يتوقع أن يكون لإسرائيل دور فيها يسهم في دفع هذا المخطط الي حيز التنفيذ.
منذ قفز (حزب بهاراتيا جاناتا) اليميني المتطرف الي الحكم في الهند، أخذ يمارس اقصي مظاهر العنف والتنكيل بالمسلمين في الهند، خصوصاً في ولاية جام وكشمير، الذي راح ضحيتها خلال السنوات العشر الاخيرة الآلاف. ويساعد حكومة جاناتا المتطرفة في هذه الحملة منظمات هندوسية اخري متطرفة، أبرزها منظمة VHP، وحزب الشعب RSS، ومنظمة شيف سينا، والجناح العسكري (بجرنك دال)، وهي منظمات ازداد نفوذها منذ تولي حزب جاناتا الحكم عام 1992.
وكما ينتهك اليهود المتطرفون حرمة المسجد الأقصي في فلسطين، قام المتطرفون الهندوس بانتهاك حرمات مساجد المسلمين في الهند، بل وهدموا بعضها مثل مسجد بابري الأثري، وأحرقوا مسجد كشتوار في كشمير في عام 2001 ليقيموا في اماكنها معابد هندوسية. وايضاً كما سعي الصهاينة الي اقامة دولتهم علي حساب سكانها العرب وطردهم من اراضيهم ومصادرتها واقامة المستوطنات عليها، نجد أن الاطروحات التي يطرحها الهندوس حلاً لمشكلة كشمير تتمثل في أن يهجّر مسلموها من كشمير الي باكستان، أو أن يرتدوا عن الاسلام. بل ان نصح شمعون بيريز اثناء زياراته الاخيرة زعماء الهند بأن يحلوا مشكلة كشمير بالأسلوب نفسه الذي حلت به اسرائيل مشكلة عرب فلسطين، وذلك بأن يُهجّر أهل كشمير الي الولايات الهندية الاخري. وكما تتبع اسرائيل سياسة ارهاب الدولة في فلسطين، نجد حكومة جاناتا المتطرفة تتبع السياسة نفسها تحت عنوان اعتقل واقتل كل شاب كشميري، اضافة الي حرق قري بأكملها من المسلمين كما حصل في ولاية حيدر آباد.
هذه بعض التصريحات التي تكشف عن حقيقة سياسة الهند في العالم الاسلامي، واذا كان البعض لا يعطيها اهتماماً لكونها تنتمي لأفكار بعض المتطرفين الهندوس، الا انه ينبغي ان ندرك أن هؤلاء المتطرفين الهندوس هم الذين يحكمون الهند اليوم ويتحالفون مع الصهيونيين في اسرائيل والولايات المتحدة.
www.islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/america/14_3_02/6.htm)
تسيطر علي الولايات المتحدة وإسرائيل والهند ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة، تجتمع علي رغم ما بينها من فروق واختلافات علي أمر واحد يتمثل في محاولة بسط الهيمنة علي مقدرات المسلمين والعرب. فما هو الجامع المشترك بينها علي المستويين السياسي والاستراتيجي؟
يطرح اللواء حسام سويلم و هو خبير استراتيجي هذا السؤال في صحيفة الحياة و يجيب عليه فيبين أهمية اعتبار الدين كعامل تفسير العلاقة بين أمريكا و إسرائيل : لم يأت الضمان الأميركي لأمن إسرائيل من منطلقات سياسية واستراتيجية فحسب، بل لذلك أساس ديني في برامج الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الجمهوري والديموقراطي، وان كان ذلك التوجه الديني يبرز بشكل أقوي في الحزب الجمهوري الحاكم حالياً. ويلاحظ المراقبون أن إسرائيل تمثل درة التاج في برامج المحطات الدينية التي تسمي (الكنائس التلفزيونية) علي أساس أن دعم إسرائيل وتأييد احتلالها للقدس هو التزام ديني، وباعتبار أن قيامها هو الخطوة قبل الأخيرة للمجيء الثاني للمسيح. أما الخطوة الأخيرة فهي بناء هيكل سليمان فوق أنقاض المسجد الأقصى في القدس، وأن معركة فاصلة - معركة هارماجدون - ستنشب قبل ذلك بين اليهود والمسيحيين من جهة والمسلمين من جهة أخري، بانتصارهم.
ومن هنا يمكن فهم مغزى تحيز الأميركيين الواضح لإسرائيل، وكيف ان التراث (اليهودي المسيحي) تُرجم في النهاية إلى معني سياسي يتمثل في توافق القيم الأميركية والإسرائيلية.
ومنذ عام 1980 بدأ التحالف بين اليمين المسيحي واليميني الجديد يشق طريقه داخل الحزب الجمهوري، وبرز هذا التوجه في عهد رونالد ريجان حين وُقع أول اتفاق تعاون استراتيجي بين أميركا وإسرائيل عام 1982 سمحت لها بالمشاركة في برنامج حرب النجوم.
وساندت أصوات 80 في المائة من (الإنجيليين) بوش الأب في انتخابات عام 1988، إلا أنهم أسقطوه في انتخابات عام 1992 بسبب تردده في الموافقة علي منح إسرائيل قرضاً بـ10 بلايين دولار لاستكمال خطط الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهو الدرس الذي استوعبه الرئيس الحالي (بوش الابن)، لذلك حرص علي استرضاء إسرائيل واللوبي اليهودي الذي تتزعمه منظمة (ايباك)، وهو ما يفسر دعوته عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الي توسيع الحملة العسكرية ضد الإرهاب لتشمل إيران والعراق باعتبارهما (محور الشر) بعد أن أعلن في زيارته الأخيرة للصين انه لن يضرب كوريا الشمالية. وبوش الابن في موقفه هذا لا ينظر فقط إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، بل لأنه يدين بمعتقدات (الإنجيليين) الذين تنتمي إليهم عائلة بوش، ويسيطرون علي الكونغرس بمجلسيه منذ عام 1994.
و يوضح حسام سويلم البعد التاريخي الديني في تفسير سياسة شارون و ممارساته في الأرض المحتلة :من الخطأ الاعتقاد أن شارون الذي يمثل قمة التطرف اليميني، ليس لديه خطة سياسية تحكم سلوكياته، فهو يعتقد أن له رسالة تاريخية لإقامة الدولة الصهيونية، كما ينبغي أن تكون في تصوره، أي الدولة التي تنجح في تطهير كل أرض إسرائيل الكبرى من سكانها العرب، وتحويلها إلى مستعمرات تقوم علي فكرة (الضم والاستيطان) علي حساب الاراضي العربية، وجلب مليون يهودي مهاجر وتوطينهم خلال ثلاث سنوات.
وإذا كان تهجم حاخامات إسرائيل - أمثال عوفاديا يوسف - علي العرب يعكس ما في نفوسهم من كراهية ليس غريباً، إلا انه ينبغي إن ننظر إلى ذلك في ضوء مشاركتهم في التحالف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل اليوم، إذ يشكل حزب (شاس) الذي يتزعمه الحاخام المذكور ثلث مقاعد الكنيست. لذلك نجد شارون ينصاع إلى تهديد وزرائه المتدينين أمثال أفيغدور ليبرمان بانسحاب حزبه (إسرائيل بيتنا) في حال رفع الحصار عن عرفات، فيبقي علي حصاره في رام الله علي رغم اعتراضات معظم رؤساء دول العالم.
ومع زيادة العناصر اليمينية الدينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية والكنيست، تبرز بالتوازي مع ذلك اكثر من عشر منظمات متطرفة تعمل بجد وتصميم علي هدم المسجد الاقصي لإقامة ما يسمي بهيكل سليمان علي أنقاضه، وهو ما كشف عنه تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت يفيد ان ثمة اكثر من عشرة أطر (منظمات) تضم عشرات آلاف الاشخاص، تعمل فعلياً من أجل تجسيد فكرة اقامة الهيكل الثالث، وهي تشكل خطراً مباشراً علي الحرم ، ويتضح من هذا التقرير الذي ينشر للمرة الأولي أن انصار اقامة الهيكل استأنفوا نشاط ما يسمي بـ دار الفتوي الصغيرة لليهود ، وهو اطار ديني يـضم 23 عضواً كـف عن العمل في القرن الخامس الميلادي، ويقف حالياً وراء استئناف نشاط هذه الدار حوالي 30 شخصاً من أنصار اورشاليم الذين يريدون انشاء دولة دينية واقامة الهيكل الثالث. وأعقب الكشف عن هذا التقرير، بيان له مغزي صدر عن مكتب شارون في 15 آيار (مايو) الماضي افاد بوجود دراسة لبناء كنيس يهودي داخل الحرم الاقصي، وسيكون التصديق عليها بمثابة الاساس لإقامة الهيكل الثالث.
أما المنظمات العشر التي تعمل علي دفع فكرة اقامة الهيكل الثالث علي انقاض المسجد الاقصي، فإنها يجري تدريبها علي ذلك في مستوطنة (متسفيه يرحيو) في الأغوار، وأبرزها منظمة جبل الهيكل التي اسسها جرشون سلمون عام 1967 ممثلاً عن حركة حيروت التي كان يتزعمها مناحيم بيغن. وتتلقي هذه المنظمة الدعم من منظمات أميركية. وحركة جوش امونيم ، ومنظمة مركازهاراف التي اسسها الحاخام بنسحاق كوهين واعدت مخططاً لنسف الحرم، ومنظمة بيتار التي يقتحم شبابها ساحة الحرم من وقت لآخر للصلاة فيه، وقبيلة يهودا وأفرادها معروفون بعصابة لفتا وحاولوا نسف قبة الصخرة مرات عدة ومعظم أفرادها من جنود الجيش المسرحين، وحركة كاخ التي اسسها الحاخام مائير كهانا ومن بعده ابنه بنيامين الذي لقي حتفه ايضاً خلال انتفاضة الاقصي الحالية وحاول افرادها نسف قبة الصخرة بصاروخ مضاد للدبابات، ومنظمة الحركة لإقامة الهيكل ويديرها عويديد شامير ويقوم افرادها بجولتين في ساحة الحرم اسبوعياً، ومنظمة معبد الهيكل ، وجمعية تفاصيل الهيكل ويترأسها يشيعيا نفينتال وتختص بهندسة الهيكل، ومنظمة معرض الهيكل الثالث ويترأسها ديفيد البوم، وجمعية جبل الرب التي يقوم افرادها بجولات حراسة حول الحرم، ومنظمة سيوري صهيون وهي رابطة تستهدف إخلاء القدس من العرب وتلقي دعماً من عمدة القدس ايهودا أولمرت، وجماعة لوبي الهيكل في الكنيست وتضم اعضاء فيه وتدعو الي عدم اعتبار حائط المبكي مزاراً واقامة الهيكل، الي جانب حزب شاس الذي يطالب بهدم الاقصي واقامة الهيكل مكانه.
هذه هي التنظيمات الاسرائيلية التي تريد اشعال الحرب الدينية في المنطقة، لذلك لم يكن اقتحام شارون لساحة المسجد الاقصي في 28 أيلول 2000 بدعم من حكومة باراك إلا الخطوة الأولي في المخطط المرسوم. وهو المخطط الذي ما برح شارون يكرر عرضه علي ادارة بوش في زياراته المتكررة الي واشنطن. واذا كانت الادارة الاميركية تحفظت علي تنفيذه حالياً حرصاً علي مصالحها في المنطقة وانشغالها في الحملة ضد الارهاب، إلا أنه في ضوء توسيع واشنطن لدائرة هذه الحملة لتشمل العراق وايران، يتوقع أن يكون لإسرائيل دور فيها يسهم في دفع هذا المخطط الي حيز التنفيذ.
منذ قفز (حزب بهاراتيا جاناتا) اليميني المتطرف الي الحكم في الهند، أخذ يمارس اقصي مظاهر العنف والتنكيل بالمسلمين في الهند، خصوصاً في ولاية جام وكشمير، الذي راح ضحيتها خلال السنوات العشر الاخيرة الآلاف. ويساعد حكومة جاناتا المتطرفة في هذه الحملة منظمات هندوسية اخري متطرفة، أبرزها منظمة VHP، وحزب الشعب RSS، ومنظمة شيف سينا، والجناح العسكري (بجرنك دال)، وهي منظمات ازداد نفوذها منذ تولي حزب جاناتا الحكم عام 1992.
وكما ينتهك اليهود المتطرفون حرمة المسجد الأقصي في فلسطين، قام المتطرفون الهندوس بانتهاك حرمات مساجد المسلمين في الهند، بل وهدموا بعضها مثل مسجد بابري الأثري، وأحرقوا مسجد كشتوار في كشمير في عام 2001 ليقيموا في اماكنها معابد هندوسية. وايضاً كما سعي الصهاينة الي اقامة دولتهم علي حساب سكانها العرب وطردهم من اراضيهم ومصادرتها واقامة المستوطنات عليها، نجد أن الاطروحات التي يطرحها الهندوس حلاً لمشكلة كشمير تتمثل في أن يهجّر مسلموها من كشمير الي باكستان، أو أن يرتدوا عن الاسلام. بل ان نصح شمعون بيريز اثناء زياراته الاخيرة زعماء الهند بأن يحلوا مشكلة كشمير بالأسلوب نفسه الذي حلت به اسرائيل مشكلة عرب فلسطين، وذلك بأن يُهجّر أهل كشمير الي الولايات الهندية الاخري. وكما تتبع اسرائيل سياسة ارهاب الدولة في فلسطين، نجد حكومة جاناتا المتطرفة تتبع السياسة نفسها تحت عنوان اعتقل واقتل كل شاب كشميري، اضافة الي حرق قري بأكملها من المسلمين كما حصل في ولاية حيدر آباد.
هذه بعض التصريحات التي تكشف عن حقيقة سياسة الهند في العالم الاسلامي، واذا كان البعض لا يعطيها اهتماماً لكونها تنتمي لأفكار بعض المتطرفين الهندوس، الا انه ينبغي ان ندرك أن هؤلاء المتطرفين الهندوس هم الذين يحكمون الهند اليوم ويتحالفون مع الصهيونيين في اسرائيل والولايات المتحدة.
www.islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/america/14_3_02/6.htm)