MandN
14-03-2002, 09:04 PM
فشل أريئيل شارون رئيس وزراء حكومة الاحتلال فشلا ذريعا في جلب الأمن للمجتمع الإسرائيلي بعد مرور أكثر من عام على حكمه... بل إن فترة ولايته تعد الاسوا أمنيا في تاريخ دولة الاحتلال.
فمنذ بداية توليه رئاسة الحكومة وإطلاقه خطة "المائة يوم" لوقف الانتفاضة مرورا بالخطة "المتدحرجة" للقضاء على المقاومة وانتهاء "برحلة بالالوان " الدموية لضرب صمود المخيمات الفلسطينية لم يشعر الصهاينة بالامن في أي مكان من دولة الاحتلال أو المستوطنات. وقد تبخرت الآمال التي عقدها الإسرائيليون على نجاحه في تحقيق الأمن في هذا العام؛ فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية تنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية في قلب الكيان الإسرائيلي، كما تراجع الاقتصاد الإسرائيلي، غير أن شارون استطاع فقط أن يحظى بالدعم الأمريكي ضد الفلسطينيين مقارنة بسلفه "إيهود باراك"..
وتوقعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن يلقى رئيس الوزراء ارييل شارون مصير رئيسي الوزراء اللذين سبقاه بنيامين نتنياهو وايهود باراك .. معربة عن اعتقادها عدم استكمال شارون لفترة ولايته التي تنتهي في نوفمبر 2003 وأن فعل فانه لن يتم التجديد له مرة اخرى بعد أن أصبح مجرد بطة عرجاء.
تعالي أصوات الساسة ضد شارون
وعلى مستوى الاحزاب الإسرائيلية وأعضاء الكنيست الإسرائيلين تعالت في الأونة الأخيرة الأصوات بشكل كبير ضد سياسات الحومة وشارون شخصيا الذي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تدني شعبيته بشكل كبير وأشار اخر استطلاع أجرته صحيفة يديعوت احرنوت ان 56% يعتقدون ان شارون فشل في توفير الأمن في حين يرى 42% عكس ذلك و2% في العينة رفضوا تحديد رأيهم .
وقد أعلن رئيس المعارضة في الدولة العبرية, عضو الكنيست من حركة "ميرتس", يوسي ساريد أن عدد القتلى والمصابين بين "الإسرائيليين", من جراء العمليات الهجومية الفلسطينية, بلغ رقماً قياسياً خلال فترة حكم رئيس الوزراء الليكودي آرائيل شارون.
وقال ساريد أمام الكنيست إنه يتعين على آرائيل شارون أن يظهر أمام الجمهور ويعترف بفشل سياسته، حيث سجل عدد ضحايا ومصابين نتيجة الهجمات إبان فترة ولايته رقماً قياسياً لم يسبق له مثيل في تاريخ "إسرائيل". مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التوقعات للفترة المقبلة قاتمة للغاية, كما قال. وأضاف زعيم المعارضة اليسارية أن شارون مني بفشل ذريع في المجال الأمني, لا سيما العمليات العسكرية التي يقوم بها بين حين وآخر ضد الشعب الفلسطيني, التي تصعد العمليات ضد "الإسرائيليين".
وقد أكد "ساريد" على أن "إسرائيل" تمر حالياً بما أسماه "مأساة قيادة"...ونقلت وسائل الإعلام العبرية عنه قوله: "يتوجب على آرائيل شارون و(وزير الدفاع) بنيامين بن اليعازر أن يعرضا نفسيهما للفحوصات العاجلة, كي نتحقق من أنهم لا يعانون من ظاهرة تسبق إصابات معقدة تقودهم للانزواء عن الواقع", على حد تعبيره.
الحصاد
ولخص د."إبراهيم أبو جابر" المتخصص في المجتمع الإسرائيلي في داخل الأراضي المحتلة لعام 48، مدير مركز الدراسات في أم الفحم -عددا من المؤشرات التي ترصد ما جناه شارون من فشل خلال العام الماضي 2001 على النحو التالي:
1-تراجع الأمن الإسرائيلي:
ففي عهد شارون بلغ عدد عمليات المقاومة 4205 عمليات، إلى جانب مقتل 237 إسرائيليًّا، وجرح الآلاف، حسب تقرير صادر عن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ليصبح شارون –كما يقول أبو جابر- رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يُقتل في عهده أكبر عدد من الإسرائيليين في غير زمن حرب.
وأضاف د. إبراهيم أن شارون لم يفشل فقط بالوفاء بتعهده أثناء حملته الانتخابية بوقف انتفاضة الشعب الفلسطيني، بل إن عمليات المقاومة تطورت في عهده بشكل غير مسبوق، إلى حد جعل الإسرائيليين لا يولون اهتمامًا للأسماء التي يطلقها شاورن وجنرالاته على المخططات التي تُوضع لوقف الانتفاضة؛ بسبب كثرتها وفشلها الذريع.
ومما يدعم هذا الجانب أيضا ما كشفه القائد العام للشرطة الإسرائيلية "شلومو أهرونيشيسكي" الذي قال في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإثنين 11-2-2002: إن عام 2001 شهد ارتفاعا في عمليات المقاومة بنسبة 337%، حيث جرت 410 عمليات، قُتل فيها 208 إسرائيليين، وأصيب 1523 آخرون، فيما وقع في القدس المحتلة عام 2001م 90 عملية، 35 منها كانت عبارة عن عبوات ناسفة، و28 عملية إطلاق نار.
2- تململ المجتمع الإسرائيلي:
ويضيف أبو جابر أنه لا غرابة بعد هذا أن يشير استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد "ماركت ووتش"، ونشرت نتائجه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في 1-2-2002 -إلى هبوط شعبية شارون؛ وهو ما يعني أن المجتمع الإسرائيلي الذي أعطى شارون الفرصة الكافية ولم يحصل حتى الآن إلا على نتائج عكسية راح يتململ تمهيدا لإعادة حساباته، وعلى أساس هذا يمكن توقع تدحرج شارون عكسيا إلى الخلف.
3- تراجع الاقتصاد:
فقد اعتبر العام الماضي 2001 أكثر الأعوام فشلا في المجال الاقتصادي؛ حيث أدت الانتفاضة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الاقتصادية الإسرائيلية، كما تقلص حجم الاستثمارات المتّجهة إلى إسرائيل. وقطاع السياحة والبناء تعرض لضربة قاسية.
وتفشت في عام 2002 نسبة البطالة، وبلغت حوالي 10% من القوة العاملة الإسرائيلية، أي حوالي ربع مليون عامل، أي أن عدد العاطلين عن العمل وصل إلى 250 ألف عاطل، وهذا رقم قياسي في دولة مثل إسرائيل تحرص على أن تكون دولة "رفاهة اجتماعية"، لكي تقنع سكانها (المستوطنين) بأن هناك ما يدعوهم للبقاء فيها، رغم تواصل المقاومة من قبل الشعب الفلسطيني.
4-توقف الهجرة وضرب السياحة:
فقد توقفت السياحة الخارجية بشكل شبه كامل، ونضبت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل خلافا لمخططات شارون التي أعلن عنها في البداية لاستقطاب مليون مهاجر يهودي جديد خلال 5 سنوات، بل وحل محل تلك المخططات هجرة معاكسة يتكتم المسؤولون الإسرائيليون في الكشف عن مداها وأعدادها خشية أن تتحول إلى عدوى عامة.
لكن المراقبين والمحللين يتفقون على أن الإنجاز الأكبر الذي حققه شارون ومقربوه هو أنه استغل الظروف الدولية لتنفيذ معظم مخططاته الميدانية للقضاء على الانتفاضة، دون أن يحدث رد فعل دولي كبير على ما يجري.
تبعوه مغمضي العيون
ويرى ناحوم برنيع كاتب صحفي ومعلق سياسي ان أريئيل شارون بعيد من أن يكون بن غريون، وهذا على الرغم من تأييد الغالبية الساحقة من الجمهور له - نسبة 70% - ولا تسأل الى أين. إن إغماض العيون الشامل كان ردا طبيعيا، ومطلوبا، على رفض اقتراحات براك في كامب ديفيد وبالأساس على حرب الارهاب التي شنت بعد ذلك. وقد وعد شارون بأن لديه حل. ومنحه الناخبون شيكا مفتوحا.
واضاف عندما تحدث شارون خلال الأسبوع المنصرم حول موضوع الدفاع عن البيت, عن بيتنا لم يكن يدرك مدى تنبؤءه بالسوء القادم. فها هي المعركة تصل الى عتبة بيته _ في اشارة الى عملية القدس الذي وقعت بالقرب من منزله_ كما أن شارون، الذي لم يقدر جيداً مقاييس اليأس في الجانب الفلسطيني، والثمن الذي يمكنه أن يجبيه من إسرائيل، كان يمكنه أن يقول: كانت لدينا نجاحات وكانت لدينا إخفاقات. أثبتنا مناعتنا القومية أمام الإرهاب، وتعلمنا شيئاً. تعلمنا أن الامور لا تسير بالقوة فقط. علينا ألا نسقط في مصيدة الحرب: سنخسر فيها ما سنخسره، لكن كارثتنا الكبرى ستكون عندما ننتصر
وتابع... يؤمن شارون بأن لديه حل عسكري ، فقط إذا ضغط أكثر واغتال أكثر ويطوق أكثر وفجر أكثر ويرفع الفلسطينيون الراية البيضاء. فقبل شهرين في احدى فترات توقف الارهاب القصيرة، تفاخر بأن الانتصار على الأبواب وأنه حقا في متناول اليد.
وقد أخطأ فبعد 17 شهراً من الانتفاضة عليه أن يعترف بأن الفلسطينيين لم ينكسروا. واليأس قواهم، وقد دفعتهم الضائقة الاقتصادية والانسانية الى أعمال متطرفة. القيادة الفلسطينية تثرثر على عرفات، ولكن ينبوع المنتحرين يتزايد.
وتابع برنيع... أمل شارون بأن تؤدي المرارة في الشارع الفلسطيني الى اسقاط عرفات من الداخل, وعندها ستفتح الطريق أمام بشير جميل فلسطيني. ويقترح نتنياهو تجاوز مرحلة وطرد عرفات فورا. إلا أن عرفات أفضل منهم في اللعبة: بدل أن يغرق في المرارة يركب عليها، فكل شرخ يجده شارون في الوحدة الفلسطينية يجد عرفات شرخين في الوحدة الإسرائيلية.
يوجه شارون طريقه من غير خطة، يعيش من يوم الى آخر، من عملية الى أخرى، من انتقام الى آخر، ولهذا لا عجب أن الناس الذين تبعوه حتى الآن مغمضي العيون, بدأوا يفتحون عيونهم.
لم يف بوعوده
مصادر صحفية عبرية اشارت الى ان هناك تشابها بين رؤساء الوزراء الثلاثة على الرغم من الاختلاف البين فى شخصياتهم واعمارهم وخلفياتهم السياسية فقد جاءوا للسلطة بوعود ضخمة وامال كبيرة من اجل التغيير وقيادة الدولة بنهج جديد من الاخلاقيات النظيفة إلا أنهم جميعا.. لم يفوا بوعودهم وحلت بدلا منها اوهام كبيرة.
واضافت المصادر "كنا نتوقع من شارون الكثير خاصة على الجانب الامني ولكن للاسف كان هو الاسوأ على الاطلاق بل تحول الى ثور هائج فى محل لبيع الخزف حيث راح يحطم كل شئ هنا وهناك" .. مشيرة الى ان "عدد الضحايا المدنيين الاسرائيليين فى العام الاول فقط من فترة ولايته كانت الاكبر منذ عام 1948 الى جانب ما ساد من شعور باليأس حيث لم يعد هناك امل فى الافق ولا بصيص من ضوء في نهاية النفق المظلم".
وأكدت أن شارون لم يحاول ابدا ان يجرب سياسة متوازنة تمزج بين العسكرية والسياسة والدبلوماسية فلم يعط الامل لا للاسرائيليين ولا للفلسطينيين بطريق واقعى سياسى ليحل محل دائرة العنف والانتقام .
وجاء في مقال بصحيفة جيروزليم بوست العبرية أنه على الرغم من أن كافة محاولات شارون للاطاحة بالزعيم الفلسطينى ياسر عرفات قد فشلت إلا أنه فى نفس الوقت لم يقدم البديل لانهاء العنف واستئناف عملية السلام.
وقالت ان من بين أخطائه أنه لم يضع القضايا الاجتماعية والاقتصادية على قمة اولوياته وبدلا من ان يحاول اصلاح الخطأ فانه لا يفعل سوى اضافة اخطاء جديدة من شأنها تعميق الازمة الاجتماعية في اسرائيل
الاستيطان في ظل حكومة "شارون":
جاء في تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان في عهد حكومة "شارون" والانتفاضة في الفترة من آذار ـ تشرين الثاني 2001، أن التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية دخل مرحلة جديدة بعد صعود شارون إلى سدة الحكم في إسرائيل، لما يجسده شارون من عقيدة صهيونية متطرفة تؤمن بفكرة أرض إسرائيل الكاملة، واعتبار الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 هي جزء من ارض إسرائيل، ولذلك فإن حقيقة أن إسرائيل دولة محتلة غير وارد في قاموس شارون السياسي، وبناءً على هذه الخلفية فمجرد اعتلاء شارون الحكم أطلق يد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ليعيثوا في الأراضي الفلسطينية فساداً، وعملوا على إنشاء عشرات المواقع الاستيطانية الجديد وتعزيز المستوطنات القديمة بمزيد من أعمال البناء ومصادرة الأراضي وأعمال البنية التحتية رغم كل المطالبات الدولية لإسرائيل بوقف سياستها التوسعية، إلا أن حكومة شارون مضت قدماً في تبني السياسات الاستيطانية استكمالاً لخطط الحكومة التي سبقتها، حكومة باراك.
ففي 23/3/2001، دشنت حكومة شارون مخطط تشرف عليه وزارة الإسكان الإسرائيلية لإقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة باسم جفعون جنوب غرب القدس، وقامت هذه الحكومة بإلزام جميع الوزارات بتخصيص مبالغ من ميزانياتها لدعم المشاريع الاستيطانية المختلفة، وتنفيذاً لهذه الخطط خصصت وزارة الدفاع 50 مليون شيقل لدعم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما خصصت وزارة المالية 135 مليون شيقل من أجل تطوير وتعزيز أمن المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما زادت حكومة شارون من أعمال التجريف وشق الطرق الالتفافية وقطع وحرق الأشجار وعلى مدار الساعة لتطال آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وتحولها إلى محميات طبيعية، وتكريس نظام الأبرتايد التي يحول الأراضي الفلسطينية إلى معازل مقطعة الأوصال، وتحاصر فيها مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين لتأمين حركة وتنقل المستوطنين، وفي نفس الوقت يستمر في التهرب من استحقاقات تقرير لجنة ميتشل الذي يطالبها بتجميد كافة الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي للمستوطنات، ومنذ تولى شارون الحكم في إسرائيل وحتى نهاية تشرين الثاني عام 2001 كانت حصيلة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على النحو التالي:
تنفيذ 49 عملية استيطانية تشمل إقامة مواقع استيطانية جديدة وعمليات توسعه بإضافة وحدات سكنية جديدة في المستوطنات .
تحويل ثلاث مواقع عسكرية إلى مستوطنات مدينة وهي : رحاليم جنوب نابلس، وتجوهوت على أرض بلدة دورا بمحافظة الخليل وشفى شمرون شمال مدينة نابلس.
إنشاء مستوطنة جديدة بإسم جفعات سلعيت في الغور الشمالي بالقرب من مستوطنتي كفار ميحولا وشدموت ميحولا.
إضافة 12 بناء متنقل "كرفانا" في المستوطنات المختلفة.
الشروع في بناء 1579 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
إقامة 36 موقع استيطاني جديد تسمى بؤر استيطانية.
إضافة 705 دونماً من الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنات.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/C430886F-B5B1-4C28-AE1A-03828B263B80.html)
فمنذ بداية توليه رئاسة الحكومة وإطلاقه خطة "المائة يوم" لوقف الانتفاضة مرورا بالخطة "المتدحرجة" للقضاء على المقاومة وانتهاء "برحلة بالالوان " الدموية لضرب صمود المخيمات الفلسطينية لم يشعر الصهاينة بالامن في أي مكان من دولة الاحتلال أو المستوطنات. وقد تبخرت الآمال التي عقدها الإسرائيليون على نجاحه في تحقيق الأمن في هذا العام؛ فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية تنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية في قلب الكيان الإسرائيلي، كما تراجع الاقتصاد الإسرائيلي، غير أن شارون استطاع فقط أن يحظى بالدعم الأمريكي ضد الفلسطينيين مقارنة بسلفه "إيهود باراك"..
وتوقعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن يلقى رئيس الوزراء ارييل شارون مصير رئيسي الوزراء اللذين سبقاه بنيامين نتنياهو وايهود باراك .. معربة عن اعتقادها عدم استكمال شارون لفترة ولايته التي تنتهي في نوفمبر 2003 وأن فعل فانه لن يتم التجديد له مرة اخرى بعد أن أصبح مجرد بطة عرجاء.
تعالي أصوات الساسة ضد شارون
وعلى مستوى الاحزاب الإسرائيلية وأعضاء الكنيست الإسرائيلين تعالت في الأونة الأخيرة الأصوات بشكل كبير ضد سياسات الحومة وشارون شخصيا الذي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تدني شعبيته بشكل كبير وأشار اخر استطلاع أجرته صحيفة يديعوت احرنوت ان 56% يعتقدون ان شارون فشل في توفير الأمن في حين يرى 42% عكس ذلك و2% في العينة رفضوا تحديد رأيهم .
وقد أعلن رئيس المعارضة في الدولة العبرية, عضو الكنيست من حركة "ميرتس", يوسي ساريد أن عدد القتلى والمصابين بين "الإسرائيليين", من جراء العمليات الهجومية الفلسطينية, بلغ رقماً قياسياً خلال فترة حكم رئيس الوزراء الليكودي آرائيل شارون.
وقال ساريد أمام الكنيست إنه يتعين على آرائيل شارون أن يظهر أمام الجمهور ويعترف بفشل سياسته، حيث سجل عدد ضحايا ومصابين نتيجة الهجمات إبان فترة ولايته رقماً قياسياً لم يسبق له مثيل في تاريخ "إسرائيل". مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التوقعات للفترة المقبلة قاتمة للغاية, كما قال. وأضاف زعيم المعارضة اليسارية أن شارون مني بفشل ذريع في المجال الأمني, لا سيما العمليات العسكرية التي يقوم بها بين حين وآخر ضد الشعب الفلسطيني, التي تصعد العمليات ضد "الإسرائيليين".
وقد أكد "ساريد" على أن "إسرائيل" تمر حالياً بما أسماه "مأساة قيادة"...ونقلت وسائل الإعلام العبرية عنه قوله: "يتوجب على آرائيل شارون و(وزير الدفاع) بنيامين بن اليعازر أن يعرضا نفسيهما للفحوصات العاجلة, كي نتحقق من أنهم لا يعانون من ظاهرة تسبق إصابات معقدة تقودهم للانزواء عن الواقع", على حد تعبيره.
الحصاد
ولخص د."إبراهيم أبو جابر" المتخصص في المجتمع الإسرائيلي في داخل الأراضي المحتلة لعام 48، مدير مركز الدراسات في أم الفحم -عددا من المؤشرات التي ترصد ما جناه شارون من فشل خلال العام الماضي 2001 على النحو التالي:
1-تراجع الأمن الإسرائيلي:
ففي عهد شارون بلغ عدد عمليات المقاومة 4205 عمليات، إلى جانب مقتل 237 إسرائيليًّا، وجرح الآلاف، حسب تقرير صادر عن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ليصبح شارون –كما يقول أبو جابر- رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يُقتل في عهده أكبر عدد من الإسرائيليين في غير زمن حرب.
وأضاف د. إبراهيم أن شارون لم يفشل فقط بالوفاء بتعهده أثناء حملته الانتخابية بوقف انتفاضة الشعب الفلسطيني، بل إن عمليات المقاومة تطورت في عهده بشكل غير مسبوق، إلى حد جعل الإسرائيليين لا يولون اهتمامًا للأسماء التي يطلقها شاورن وجنرالاته على المخططات التي تُوضع لوقف الانتفاضة؛ بسبب كثرتها وفشلها الذريع.
ومما يدعم هذا الجانب أيضا ما كشفه القائد العام للشرطة الإسرائيلية "شلومو أهرونيشيسكي" الذي قال في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإثنين 11-2-2002: إن عام 2001 شهد ارتفاعا في عمليات المقاومة بنسبة 337%، حيث جرت 410 عمليات، قُتل فيها 208 إسرائيليين، وأصيب 1523 آخرون، فيما وقع في القدس المحتلة عام 2001م 90 عملية، 35 منها كانت عبارة عن عبوات ناسفة، و28 عملية إطلاق نار.
2- تململ المجتمع الإسرائيلي:
ويضيف أبو جابر أنه لا غرابة بعد هذا أن يشير استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد "ماركت ووتش"، ونشرت نتائجه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في 1-2-2002 -إلى هبوط شعبية شارون؛ وهو ما يعني أن المجتمع الإسرائيلي الذي أعطى شارون الفرصة الكافية ولم يحصل حتى الآن إلا على نتائج عكسية راح يتململ تمهيدا لإعادة حساباته، وعلى أساس هذا يمكن توقع تدحرج شارون عكسيا إلى الخلف.
3- تراجع الاقتصاد:
فقد اعتبر العام الماضي 2001 أكثر الأعوام فشلا في المجال الاقتصادي؛ حيث أدت الانتفاضة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الاقتصادية الإسرائيلية، كما تقلص حجم الاستثمارات المتّجهة إلى إسرائيل. وقطاع السياحة والبناء تعرض لضربة قاسية.
وتفشت في عام 2002 نسبة البطالة، وبلغت حوالي 10% من القوة العاملة الإسرائيلية، أي حوالي ربع مليون عامل، أي أن عدد العاطلين عن العمل وصل إلى 250 ألف عاطل، وهذا رقم قياسي في دولة مثل إسرائيل تحرص على أن تكون دولة "رفاهة اجتماعية"، لكي تقنع سكانها (المستوطنين) بأن هناك ما يدعوهم للبقاء فيها، رغم تواصل المقاومة من قبل الشعب الفلسطيني.
4-توقف الهجرة وضرب السياحة:
فقد توقفت السياحة الخارجية بشكل شبه كامل، ونضبت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل خلافا لمخططات شارون التي أعلن عنها في البداية لاستقطاب مليون مهاجر يهودي جديد خلال 5 سنوات، بل وحل محل تلك المخططات هجرة معاكسة يتكتم المسؤولون الإسرائيليون في الكشف عن مداها وأعدادها خشية أن تتحول إلى عدوى عامة.
لكن المراقبين والمحللين يتفقون على أن الإنجاز الأكبر الذي حققه شارون ومقربوه هو أنه استغل الظروف الدولية لتنفيذ معظم مخططاته الميدانية للقضاء على الانتفاضة، دون أن يحدث رد فعل دولي كبير على ما يجري.
تبعوه مغمضي العيون
ويرى ناحوم برنيع كاتب صحفي ومعلق سياسي ان أريئيل شارون بعيد من أن يكون بن غريون، وهذا على الرغم من تأييد الغالبية الساحقة من الجمهور له - نسبة 70% - ولا تسأل الى أين. إن إغماض العيون الشامل كان ردا طبيعيا، ومطلوبا، على رفض اقتراحات براك في كامب ديفيد وبالأساس على حرب الارهاب التي شنت بعد ذلك. وقد وعد شارون بأن لديه حل. ومنحه الناخبون شيكا مفتوحا.
واضاف عندما تحدث شارون خلال الأسبوع المنصرم حول موضوع الدفاع عن البيت, عن بيتنا لم يكن يدرك مدى تنبؤءه بالسوء القادم. فها هي المعركة تصل الى عتبة بيته _ في اشارة الى عملية القدس الذي وقعت بالقرب من منزله_ كما أن شارون، الذي لم يقدر جيداً مقاييس اليأس في الجانب الفلسطيني، والثمن الذي يمكنه أن يجبيه من إسرائيل، كان يمكنه أن يقول: كانت لدينا نجاحات وكانت لدينا إخفاقات. أثبتنا مناعتنا القومية أمام الإرهاب، وتعلمنا شيئاً. تعلمنا أن الامور لا تسير بالقوة فقط. علينا ألا نسقط في مصيدة الحرب: سنخسر فيها ما سنخسره، لكن كارثتنا الكبرى ستكون عندما ننتصر
وتابع... يؤمن شارون بأن لديه حل عسكري ، فقط إذا ضغط أكثر واغتال أكثر ويطوق أكثر وفجر أكثر ويرفع الفلسطينيون الراية البيضاء. فقبل شهرين في احدى فترات توقف الارهاب القصيرة، تفاخر بأن الانتصار على الأبواب وأنه حقا في متناول اليد.
وقد أخطأ فبعد 17 شهراً من الانتفاضة عليه أن يعترف بأن الفلسطينيين لم ينكسروا. واليأس قواهم، وقد دفعتهم الضائقة الاقتصادية والانسانية الى أعمال متطرفة. القيادة الفلسطينية تثرثر على عرفات، ولكن ينبوع المنتحرين يتزايد.
وتابع برنيع... أمل شارون بأن تؤدي المرارة في الشارع الفلسطيني الى اسقاط عرفات من الداخل, وعندها ستفتح الطريق أمام بشير جميل فلسطيني. ويقترح نتنياهو تجاوز مرحلة وطرد عرفات فورا. إلا أن عرفات أفضل منهم في اللعبة: بدل أن يغرق في المرارة يركب عليها، فكل شرخ يجده شارون في الوحدة الفلسطينية يجد عرفات شرخين في الوحدة الإسرائيلية.
يوجه شارون طريقه من غير خطة، يعيش من يوم الى آخر، من عملية الى أخرى، من انتقام الى آخر، ولهذا لا عجب أن الناس الذين تبعوه حتى الآن مغمضي العيون, بدأوا يفتحون عيونهم.
لم يف بوعوده
مصادر صحفية عبرية اشارت الى ان هناك تشابها بين رؤساء الوزراء الثلاثة على الرغم من الاختلاف البين فى شخصياتهم واعمارهم وخلفياتهم السياسية فقد جاءوا للسلطة بوعود ضخمة وامال كبيرة من اجل التغيير وقيادة الدولة بنهج جديد من الاخلاقيات النظيفة إلا أنهم جميعا.. لم يفوا بوعودهم وحلت بدلا منها اوهام كبيرة.
واضافت المصادر "كنا نتوقع من شارون الكثير خاصة على الجانب الامني ولكن للاسف كان هو الاسوأ على الاطلاق بل تحول الى ثور هائج فى محل لبيع الخزف حيث راح يحطم كل شئ هنا وهناك" .. مشيرة الى ان "عدد الضحايا المدنيين الاسرائيليين فى العام الاول فقط من فترة ولايته كانت الاكبر منذ عام 1948 الى جانب ما ساد من شعور باليأس حيث لم يعد هناك امل فى الافق ولا بصيص من ضوء في نهاية النفق المظلم".
وأكدت أن شارون لم يحاول ابدا ان يجرب سياسة متوازنة تمزج بين العسكرية والسياسة والدبلوماسية فلم يعط الامل لا للاسرائيليين ولا للفلسطينيين بطريق واقعى سياسى ليحل محل دائرة العنف والانتقام .
وجاء في مقال بصحيفة جيروزليم بوست العبرية أنه على الرغم من أن كافة محاولات شارون للاطاحة بالزعيم الفلسطينى ياسر عرفات قد فشلت إلا أنه فى نفس الوقت لم يقدم البديل لانهاء العنف واستئناف عملية السلام.
وقالت ان من بين أخطائه أنه لم يضع القضايا الاجتماعية والاقتصادية على قمة اولوياته وبدلا من ان يحاول اصلاح الخطأ فانه لا يفعل سوى اضافة اخطاء جديدة من شأنها تعميق الازمة الاجتماعية في اسرائيل
الاستيطان في ظل حكومة "شارون":
جاء في تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان في عهد حكومة "شارون" والانتفاضة في الفترة من آذار ـ تشرين الثاني 2001، أن التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية دخل مرحلة جديدة بعد صعود شارون إلى سدة الحكم في إسرائيل، لما يجسده شارون من عقيدة صهيونية متطرفة تؤمن بفكرة أرض إسرائيل الكاملة، واعتبار الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 هي جزء من ارض إسرائيل، ولذلك فإن حقيقة أن إسرائيل دولة محتلة غير وارد في قاموس شارون السياسي، وبناءً على هذه الخلفية فمجرد اعتلاء شارون الحكم أطلق يد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ليعيثوا في الأراضي الفلسطينية فساداً، وعملوا على إنشاء عشرات المواقع الاستيطانية الجديد وتعزيز المستوطنات القديمة بمزيد من أعمال البناء ومصادرة الأراضي وأعمال البنية التحتية رغم كل المطالبات الدولية لإسرائيل بوقف سياستها التوسعية، إلا أن حكومة شارون مضت قدماً في تبني السياسات الاستيطانية استكمالاً لخطط الحكومة التي سبقتها، حكومة باراك.
ففي 23/3/2001، دشنت حكومة شارون مخطط تشرف عليه وزارة الإسكان الإسرائيلية لإقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة باسم جفعون جنوب غرب القدس، وقامت هذه الحكومة بإلزام جميع الوزارات بتخصيص مبالغ من ميزانياتها لدعم المشاريع الاستيطانية المختلفة، وتنفيذاً لهذه الخطط خصصت وزارة الدفاع 50 مليون شيقل لدعم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما خصصت وزارة المالية 135 مليون شيقل من أجل تطوير وتعزيز أمن المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما زادت حكومة شارون من أعمال التجريف وشق الطرق الالتفافية وقطع وحرق الأشجار وعلى مدار الساعة لتطال آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وتحولها إلى محميات طبيعية، وتكريس نظام الأبرتايد التي يحول الأراضي الفلسطينية إلى معازل مقطعة الأوصال، وتحاصر فيها مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين لتأمين حركة وتنقل المستوطنين، وفي نفس الوقت يستمر في التهرب من استحقاقات تقرير لجنة ميتشل الذي يطالبها بتجميد كافة الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي للمستوطنات، ومنذ تولى شارون الحكم في إسرائيل وحتى نهاية تشرين الثاني عام 2001 كانت حصيلة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على النحو التالي:
تنفيذ 49 عملية استيطانية تشمل إقامة مواقع استيطانية جديدة وعمليات توسعه بإضافة وحدات سكنية جديدة في المستوطنات .
تحويل ثلاث مواقع عسكرية إلى مستوطنات مدينة وهي : رحاليم جنوب نابلس، وتجوهوت على أرض بلدة دورا بمحافظة الخليل وشفى شمرون شمال مدينة نابلس.
إنشاء مستوطنة جديدة بإسم جفعات سلعيت في الغور الشمالي بالقرب من مستوطنتي كفار ميحولا وشدموت ميحولا.
إضافة 12 بناء متنقل "كرفانا" في المستوطنات المختلفة.
الشروع في بناء 1579 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
إقامة 36 موقع استيطاني جديد تسمى بؤر استيطانية.
إضافة 705 دونماً من الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنات.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/C430886F-B5B1-4C28-AE1A-03828B263B80.html)