Black_Horse82
17-03-2002, 12:21 AM
المواد المترجمة من الصحافة الأجنبية لا تعبر بالضرورة عن رأي المركز
العودة للرئيسية
بلد واحد ومستقبلان
الكاتب: توماس فريدمان
اخبرني احد المعارف في السعودية بهذه القصة: كان هذا الشخص يقوم برحلة في الريف السعودي بسيارته ثم تاه اثناء المسير. شاهد هذا الرجل سيارة في الطريق فاقترب منها ليسأل صاحبها عن الاتجاهات ولكن كلما اقترب من السيارة كانت تسير بسرعة واخيراً وصل إلى السيارة واخيراً وقفت السيارة وقفز منها سائق مخيف يريد الهرب: كان السائق امرأة سعودية ترتدي زي الرجال، انها الطريقة الوحيدة للمرأة التي تريد سياقة السيارة في بلد يحرم عليها ذلك. هذه القصة هي تذكرة جيدة بأنه ليس كل شيء هنا يعمل بصورة حقيقية كما يبدو على الورق... وهذا يؤدي إلى عدم القدرة على تنبأ المستقبل السعودي ومعرفته بصورة دقيقة. لذا استنتجت بأن هناك نموذجان محتملان للمستقبل السعودي اسميتها ((المدرسة السوفيتية)) و((المدرسة الصينية)).
المدرسة السوفيتية تُظهر بأن السعودية هي الترجمة الإسلامية للاتحاد السوفيتي، كنظام ملكي مطلق يشبه الاتحاد السوفيتي لا يمكن اصلاحه في النهاية. ان جوهر النظام السعودي هو التحالف بين الحكومة الدينية الحديثة ولكنها فاسدة. التي يقودها ((آل سعود)) وبين المؤسسة الوهابية الدينية التقليدية التي تزود ((آل سعود)) بالشرعية.
ولكن هذا النظام ككل يتفكك وينفصل في الدقيقة التي يحاول البعض ادخال الاصلاحات عليه. وهذه هي رؤية المدرسة السوفيتية له، الاخوة الحكام من آل سعود يشبهون أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي القديم؛ وان عدد الامراء السعوديين واقاربهم وعددهم خمسون الف يساوي عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي. الوهابية ـ الطائفة المتزمتة تستخدم من قبل آل سعود لتوحيد القبائل العنيدة في شبه الجزيرة والتي يبلغ عددها اربعون قبيلة. كما استخدمت الشيوعية بواسطة لينين لتوحيد الجنسيات العنيدة في روسيا والتي يبلغ عددها (مائة) جنسية وتوحيد الجمهوريات المجاورة لروسيا.
اسامة بن لادن هو النسخة الشريرة ((لاندرية ساكاروف)) حيث خطى ابن لادن خارج حدود النظام ليفضح العائلة المالكة ويعريها. من جانب آخر تم نفي ساكروف إلى (?وركي) لنفس السبب وتم ابعاد ابن لادن إلى كابل. واخيراً اخذ كلا النظامين سبيله إلى الزوال والانحطاط بعد المواجهات البائسة في افغانستان. ان المنافسة السعودية الشديدة مع ايران للسيطرة على العالم الاسلامي والتي تتضمن التنافس على تمويل المدارس الإسلامية الراديكالية والمساجد من الباكستان وحتى اندنوسيا ان هذا التنافس يشبه التنافس السوفيتي مع الصين للهيمنة على العالم الشيوعي. وتستنتج المدرسة السوفيتية بأن العربية السعودية تحتاج إلى خمسة سنوات اخرى ـ قبل ازدياد الكثافة السكانية وانخفاض متوسط دخل الفرد ـ لاجراء الاصلاحات التعليمية لخلق العمال الماهرين وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة نفقات الدفاع ازدياد محطات بث الاقمار الصناعية وشبكات الانترنيت حيث تتحد جميعاً وتسقط النظام السعودية كما اتحدت جميعاً واسقطت الاتحاد السوفيتي السابق. وتختلف المدرسة الصينية مع المدرسة السوفيتية حيث تفترض ان السعودية لها ثقلها ووزنها ولديها القدرة على تهدئة الامور والعقبات فعليا والذي يجعلها قادرة على اتباع سياستين مختلفتين فيما يبدو في وقت واحد. ففي الصين توجد الشيوعية والرأسمالية وفي السعودية توجد الوهابية والعصرنة (التحديث) السريعة. ان النفط في السعودية والاستثمارات الخارجية الهائلة في الصين هما المصدران الطبيعيان اللذان يسمحان للنظام بالتخلص من تهديد الناس الساخطين والمقتدرين بدفع الاموال لهم وبذلك فانهم يطلقون البخار خلف الابواب المغلقة. وعبد الله حسب المدرسة الصينية يشبه رئيس الوزراء الصيني المصلح ((زهو رونكج)) وبالخصوص محاولة عبد الله لحث السعودية على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لخلق ضغط خارجي من اجل زيادة سيطرة القانون ووضوح اكثر.
ولكن هذه الحركة واجهت مقاومة نتيجة فساد العائلة المالكة الذين استفادوا كثيراً من مركزهم الاجتماعي والسياسي كنخبة.
وأخيراً فان النخبة السعودية الحاكمة مثل الحكام الصينيين يعرفون كيف يبقون في السلطة ويعملون كل شيء من اجل البقاء في السلطة، وفي الصين فان هذا يعني احبار الرأسماليين إلى الدخول في الحزب الشيوعي وسحق الطلبة في ((تياتانمن)). وفي السعودية تعني مواجهة الاسلاميين المتطرفين حيث فعل آل سعود ذلك من قبل عندما ارادوا استخدام الراديو والتلفزيون وتعليم المرأة. ويستطيع الحكام السعوديون ـ مثل الحكام الصينيين ـ اخذ الدعم من الطبقات السعودية الوسطى ـ ليس فقط بالرشوة ولكن أيضاً بواسطة اقناعهم بأن البديل للحكام السعوديين هو اما الفوضى والمتطرفين. وترفض المدرسة الصينية فكرة انهيار السعودية خلال خمسة سنوات. وذكرت بالمقابل بأنه ولمدة خمسين سنة. فان شخص ما سوف ينشى دراسة وفي ((كل خمسة سنوات)) تقول ان لدى السعودية خمسة سنوات اخرى.
اية مدرسة يمكن المراهنة عليها؟
اسئلني في السنين الخمسة الآتية.
نيويورك تايمز
التاريخ: 27/2/2002م
http://www.haramain.org/text/tarjama/2.htm
العودة للرئيسية
بلد واحد ومستقبلان
الكاتب: توماس فريدمان
اخبرني احد المعارف في السعودية بهذه القصة: كان هذا الشخص يقوم برحلة في الريف السعودي بسيارته ثم تاه اثناء المسير. شاهد هذا الرجل سيارة في الطريق فاقترب منها ليسأل صاحبها عن الاتجاهات ولكن كلما اقترب من السيارة كانت تسير بسرعة واخيراً وصل إلى السيارة واخيراً وقفت السيارة وقفز منها سائق مخيف يريد الهرب: كان السائق امرأة سعودية ترتدي زي الرجال، انها الطريقة الوحيدة للمرأة التي تريد سياقة السيارة في بلد يحرم عليها ذلك. هذه القصة هي تذكرة جيدة بأنه ليس كل شيء هنا يعمل بصورة حقيقية كما يبدو على الورق... وهذا يؤدي إلى عدم القدرة على تنبأ المستقبل السعودي ومعرفته بصورة دقيقة. لذا استنتجت بأن هناك نموذجان محتملان للمستقبل السعودي اسميتها ((المدرسة السوفيتية)) و((المدرسة الصينية)).
المدرسة السوفيتية تُظهر بأن السعودية هي الترجمة الإسلامية للاتحاد السوفيتي، كنظام ملكي مطلق يشبه الاتحاد السوفيتي لا يمكن اصلاحه في النهاية. ان جوهر النظام السعودي هو التحالف بين الحكومة الدينية الحديثة ولكنها فاسدة. التي يقودها ((آل سعود)) وبين المؤسسة الوهابية الدينية التقليدية التي تزود ((آل سعود)) بالشرعية.
ولكن هذا النظام ككل يتفكك وينفصل في الدقيقة التي يحاول البعض ادخال الاصلاحات عليه. وهذه هي رؤية المدرسة السوفيتية له، الاخوة الحكام من آل سعود يشبهون أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي القديم؛ وان عدد الامراء السعوديين واقاربهم وعددهم خمسون الف يساوي عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي. الوهابية ـ الطائفة المتزمتة تستخدم من قبل آل سعود لتوحيد القبائل العنيدة في شبه الجزيرة والتي يبلغ عددها اربعون قبيلة. كما استخدمت الشيوعية بواسطة لينين لتوحيد الجنسيات العنيدة في روسيا والتي يبلغ عددها (مائة) جنسية وتوحيد الجمهوريات المجاورة لروسيا.
اسامة بن لادن هو النسخة الشريرة ((لاندرية ساكاروف)) حيث خطى ابن لادن خارج حدود النظام ليفضح العائلة المالكة ويعريها. من جانب آخر تم نفي ساكروف إلى (?وركي) لنفس السبب وتم ابعاد ابن لادن إلى كابل. واخيراً اخذ كلا النظامين سبيله إلى الزوال والانحطاط بعد المواجهات البائسة في افغانستان. ان المنافسة السعودية الشديدة مع ايران للسيطرة على العالم الاسلامي والتي تتضمن التنافس على تمويل المدارس الإسلامية الراديكالية والمساجد من الباكستان وحتى اندنوسيا ان هذا التنافس يشبه التنافس السوفيتي مع الصين للهيمنة على العالم الشيوعي. وتستنتج المدرسة السوفيتية بأن العربية السعودية تحتاج إلى خمسة سنوات اخرى ـ قبل ازدياد الكثافة السكانية وانخفاض متوسط دخل الفرد ـ لاجراء الاصلاحات التعليمية لخلق العمال الماهرين وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة نفقات الدفاع ازدياد محطات بث الاقمار الصناعية وشبكات الانترنيت حيث تتحد جميعاً وتسقط النظام السعودية كما اتحدت جميعاً واسقطت الاتحاد السوفيتي السابق. وتختلف المدرسة الصينية مع المدرسة السوفيتية حيث تفترض ان السعودية لها ثقلها ووزنها ولديها القدرة على تهدئة الامور والعقبات فعليا والذي يجعلها قادرة على اتباع سياستين مختلفتين فيما يبدو في وقت واحد. ففي الصين توجد الشيوعية والرأسمالية وفي السعودية توجد الوهابية والعصرنة (التحديث) السريعة. ان النفط في السعودية والاستثمارات الخارجية الهائلة في الصين هما المصدران الطبيعيان اللذان يسمحان للنظام بالتخلص من تهديد الناس الساخطين والمقتدرين بدفع الاموال لهم وبذلك فانهم يطلقون البخار خلف الابواب المغلقة. وعبد الله حسب المدرسة الصينية يشبه رئيس الوزراء الصيني المصلح ((زهو رونكج)) وبالخصوص محاولة عبد الله لحث السعودية على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لخلق ضغط خارجي من اجل زيادة سيطرة القانون ووضوح اكثر.
ولكن هذه الحركة واجهت مقاومة نتيجة فساد العائلة المالكة الذين استفادوا كثيراً من مركزهم الاجتماعي والسياسي كنخبة.
وأخيراً فان النخبة السعودية الحاكمة مثل الحكام الصينيين يعرفون كيف يبقون في السلطة ويعملون كل شيء من اجل البقاء في السلطة، وفي الصين فان هذا يعني احبار الرأسماليين إلى الدخول في الحزب الشيوعي وسحق الطلبة في ((تياتانمن)). وفي السعودية تعني مواجهة الاسلاميين المتطرفين حيث فعل آل سعود ذلك من قبل عندما ارادوا استخدام الراديو والتلفزيون وتعليم المرأة. ويستطيع الحكام السعوديون ـ مثل الحكام الصينيين ـ اخذ الدعم من الطبقات السعودية الوسطى ـ ليس فقط بالرشوة ولكن أيضاً بواسطة اقناعهم بأن البديل للحكام السعوديين هو اما الفوضى والمتطرفين. وترفض المدرسة الصينية فكرة انهيار السعودية خلال خمسة سنوات. وذكرت بالمقابل بأنه ولمدة خمسين سنة. فان شخص ما سوف ينشى دراسة وفي ((كل خمسة سنوات)) تقول ان لدى السعودية خمسة سنوات اخرى.
اية مدرسة يمكن المراهنة عليها؟
اسئلني في السنين الخمسة الآتية.
نيويورك تايمز
التاريخ: 27/2/2002م
http://www.haramain.org/text/tarjama/2.htm