Black_Horse82
19-03-2002, 02:10 AM
د. احمد نوفل
كثير علينا هذا الفضل الامريكي. كثيرة علينا هذه اللفتة وهذا الاهتمام، لا نكاد نصدق أعيننا ولا آذاننا، ولا تسعنا ارضنا العربية على اتساعها من الفرحة، ان الصديقين تشيني وزيني في وقت واحد عندنا.. ليس مرحباً واحدة كافية، وانما مليون مرحباً.. حارة مفعمة بالهيل والقرنفل والزنجبيل، ولكن، ما حبسكم عنا طيلة الشهور الماضية؟ لقد ساءت ظنوننا فيكم، و«ان بعض الظن اثم»، فلقد ظننا انكم انتظرتم حتى يقضي شارونكم على ارادتنا ويحطم صخرة معنوياتنا، ويقتل اكبر عدد منا ليوقع القتلُ الوهنَ في ارواحنا وعزائمنا.. فلما فشل بلدوزركم وجيشكم الاسرامريكي المتقدم في كسب المعركة، بل على العكس، دب دبيب الوهن في معنويات حليفكم وربيبكم، وتكاثر مهاجروه يهربون من فلسطين.. جئتم لانقاذه لا من اجل دمائنا.. أقول هذه الظنون السيئة ترددت في عقولنا، والبعد جفا كما يقولون يا خواجة، ولكن مجيئكم سيصلح من العلاقات ما فسد، وانتم تعرفون طيبة العربي وكرمه وسعادته بالضيف، ولن تبرد قهوة الاجاويد، حتى نكون لبينا لكم كل مطالبكم منا، ولجمنا المقاومة، والشارع العربي ملجوم، وكله تمام يا فندم!
ان يخرج الامام المختفي الغائب.. تشيني من مخبئه، ليزور تسع دول عربية، هذا امر عظيم، لم يكتفوا بسكرتير يصدر التعليمات، مع انه يكفينا من شدة تواضعنا وانخفاض سقفنا مبعوث من هذا المستوى، ولكن ان يرتقي الاهتمام بنا الى ارسال رئيس الظل لاقناعنا والتفاوض معنا فهذا فضل نقدره لامريكا حق قدره.. ولن تخيب مساعيه الخيرة.. ولسنا بحاجة لاقناع شيني او زيني، فنحن مقتنعون دون اقناع، وحتى لو كنا غير مقتنعين، فانا لا نملك شيئاً لنفعل، لانا لا نملك الارادة لذلك، ولا نريد ان تكون لنا ارداة، فلا تتعبوا يا خواجة انفسكم في المحادثات والمفاوضات، ولتكن زيارة ترويح واستجمام والتمتع بالشراب واطايب الطعام، ولا داعي للدخول في مفاوضات، فكله تمام كما اسلفنا الكلام. فضرب العراق حاصل منذ اثنتي عشرة سنة، وملايين اطفاله الذين قتلوا على ايديكم نتيجة الحصار لم يحركوا النخوة ولا الدم العربي، ولم يتغير شيء، فما جد جديد، كله على «حطة ايديك» يا «شين» -للتدليع-.
اما اذا كانت الزيارة من اجل التمويل، فأرصدتنا عندكم، فاخصموا منها ما ترونه كافياً ومناسباً، أليس قد فعلتم هذا من قبل؟ أوليس قد مول العرب تدمير العرب طيلة المدة السابقة؟ ولا تغيير تحت الشمس.
واذا كنتم تخافون الشارع العربي ان يتحرك، فاطمئنوا. ان اللجام محكم ،والقبضة ماتزال قوية، وان عيونكم عندنا تستطيع ان تطمئنكم دون الحاجة الى تجشم المشقة والدوران على تسع دول.
والرفيق زيني «تعادلية واحد شين وواحد زين» آت من اجل أمن «اسرائيل». كل الدماء وسيل العذاب لم ينطق السنتكم المتصهينة بكلمة.
تدمير سيارات الاسعاف، وقتل الجرحى والاطباء، لم يحرك ضمائركم، نحن نعتقد ان لاضمائر عندكم تتحرك - واذا كنا نشك ان كثرين من العرب كذلك، فكيف نطلب منكم ان تكونوا انتم بضمير؟!
أتريدون من المأسور في رام الله ان يلجم الشعب، فهلا طلبتم من كلبكم الطليق ان يلجم هو؟
الى متى الاستخفاف بدمائنا يا قوم؟ انكم ومن يساعدونكم في المنطقة تغامرون بمستقبلكم. المستقبل للشعوب، والمستقبل لهذا الدين، وكل من وضع نفسه ضد تيار التاريخ سيكون من الخاسرين.ان قدرتنا على الصمود يا رفيق بلا حدود، وقدرتنا على تقديم الشهداء لا نهائية. أتكلم عن الشعوب وأنت تفهم. اما جماعتكم فلا يعنونني! قد تعدون بعض الاشخاص ببعض المكاسب لتسكتوا انتفاضة الشعب، لكن هذا كله مؤقت، والى حين.
انكم تغامرون بمصالحكم ايها الكاوبوي! العالم الاسلامي لن يلجم الى الابد. وصراع الحضارات لن ينتهي الا بزوال حضارتكم.. لانكم انتم ترفضون التعايش بين الحضارات، وتصرون على افناء الاخر وليس مجرد اقصائه.. والهنود الحمر مثال، لكن حضارة الاسلام ليست حضارة شعب المايا على كل حال.
أسأل الله ان تنقلب كل حساباتكم ،وتخيب كل ظنونكم، وتطيش كل سهامكم، ولا ينقلب كيدكم الا عليكم، ولا يحيق مكركم السيء الا بكم، وبكل من مكن لكم.
و نختم.. فنقول: أترى جئتم تطفئون ناراً في فلسطين.. لتشعلوا النار الكبرى في العراق.. وكل بلاد المسلمين؟!
ولا مرحباً بكم على كل حال وفي كل حين!.
http://www.alneda.com
كثير علينا هذا الفضل الامريكي. كثيرة علينا هذه اللفتة وهذا الاهتمام، لا نكاد نصدق أعيننا ولا آذاننا، ولا تسعنا ارضنا العربية على اتساعها من الفرحة، ان الصديقين تشيني وزيني في وقت واحد عندنا.. ليس مرحباً واحدة كافية، وانما مليون مرحباً.. حارة مفعمة بالهيل والقرنفل والزنجبيل، ولكن، ما حبسكم عنا طيلة الشهور الماضية؟ لقد ساءت ظنوننا فيكم، و«ان بعض الظن اثم»، فلقد ظننا انكم انتظرتم حتى يقضي شارونكم على ارادتنا ويحطم صخرة معنوياتنا، ويقتل اكبر عدد منا ليوقع القتلُ الوهنَ في ارواحنا وعزائمنا.. فلما فشل بلدوزركم وجيشكم الاسرامريكي المتقدم في كسب المعركة، بل على العكس، دب دبيب الوهن في معنويات حليفكم وربيبكم، وتكاثر مهاجروه يهربون من فلسطين.. جئتم لانقاذه لا من اجل دمائنا.. أقول هذه الظنون السيئة ترددت في عقولنا، والبعد جفا كما يقولون يا خواجة، ولكن مجيئكم سيصلح من العلاقات ما فسد، وانتم تعرفون طيبة العربي وكرمه وسعادته بالضيف، ولن تبرد قهوة الاجاويد، حتى نكون لبينا لكم كل مطالبكم منا، ولجمنا المقاومة، والشارع العربي ملجوم، وكله تمام يا فندم!
ان يخرج الامام المختفي الغائب.. تشيني من مخبئه، ليزور تسع دول عربية، هذا امر عظيم، لم يكتفوا بسكرتير يصدر التعليمات، مع انه يكفينا من شدة تواضعنا وانخفاض سقفنا مبعوث من هذا المستوى، ولكن ان يرتقي الاهتمام بنا الى ارسال رئيس الظل لاقناعنا والتفاوض معنا فهذا فضل نقدره لامريكا حق قدره.. ولن تخيب مساعيه الخيرة.. ولسنا بحاجة لاقناع شيني او زيني، فنحن مقتنعون دون اقناع، وحتى لو كنا غير مقتنعين، فانا لا نملك شيئاً لنفعل، لانا لا نملك الارادة لذلك، ولا نريد ان تكون لنا ارداة، فلا تتعبوا يا خواجة انفسكم في المحادثات والمفاوضات، ولتكن زيارة ترويح واستجمام والتمتع بالشراب واطايب الطعام، ولا داعي للدخول في مفاوضات، فكله تمام كما اسلفنا الكلام. فضرب العراق حاصل منذ اثنتي عشرة سنة، وملايين اطفاله الذين قتلوا على ايديكم نتيجة الحصار لم يحركوا النخوة ولا الدم العربي، ولم يتغير شيء، فما جد جديد، كله على «حطة ايديك» يا «شين» -للتدليع-.
اما اذا كانت الزيارة من اجل التمويل، فأرصدتنا عندكم، فاخصموا منها ما ترونه كافياً ومناسباً، أليس قد فعلتم هذا من قبل؟ أوليس قد مول العرب تدمير العرب طيلة المدة السابقة؟ ولا تغيير تحت الشمس.
واذا كنتم تخافون الشارع العربي ان يتحرك، فاطمئنوا. ان اللجام محكم ،والقبضة ماتزال قوية، وان عيونكم عندنا تستطيع ان تطمئنكم دون الحاجة الى تجشم المشقة والدوران على تسع دول.
والرفيق زيني «تعادلية واحد شين وواحد زين» آت من اجل أمن «اسرائيل». كل الدماء وسيل العذاب لم ينطق السنتكم المتصهينة بكلمة.
تدمير سيارات الاسعاف، وقتل الجرحى والاطباء، لم يحرك ضمائركم، نحن نعتقد ان لاضمائر عندكم تتحرك - واذا كنا نشك ان كثرين من العرب كذلك، فكيف نطلب منكم ان تكونوا انتم بضمير؟!
أتريدون من المأسور في رام الله ان يلجم الشعب، فهلا طلبتم من كلبكم الطليق ان يلجم هو؟
الى متى الاستخفاف بدمائنا يا قوم؟ انكم ومن يساعدونكم في المنطقة تغامرون بمستقبلكم. المستقبل للشعوب، والمستقبل لهذا الدين، وكل من وضع نفسه ضد تيار التاريخ سيكون من الخاسرين.ان قدرتنا على الصمود يا رفيق بلا حدود، وقدرتنا على تقديم الشهداء لا نهائية. أتكلم عن الشعوب وأنت تفهم. اما جماعتكم فلا يعنونني! قد تعدون بعض الاشخاص ببعض المكاسب لتسكتوا انتفاضة الشعب، لكن هذا كله مؤقت، والى حين.
انكم تغامرون بمصالحكم ايها الكاوبوي! العالم الاسلامي لن يلجم الى الابد. وصراع الحضارات لن ينتهي الا بزوال حضارتكم.. لانكم انتم ترفضون التعايش بين الحضارات، وتصرون على افناء الاخر وليس مجرد اقصائه.. والهنود الحمر مثال، لكن حضارة الاسلام ليست حضارة شعب المايا على كل حال.
أسأل الله ان تنقلب كل حساباتكم ،وتخيب كل ظنونكم، وتطيش كل سهامكم، ولا ينقلب كيدكم الا عليكم، ولا يحيق مكركم السيء الا بكم، وبكل من مكن لكم.
و نختم.. فنقول: أترى جئتم تطفئون ناراً في فلسطين.. لتشعلوا النار الكبرى في العراق.. وكل بلاد المسلمين؟!
ولا مرحباً بكم على كل حال وفي كل حين!.
http://www.alneda.com