المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية كتب مدرسية ..لمحو الهوية الإسلامية في بلادنا



Black_Horse82
19-03-2002, 04:54 PM
موقع الإمارة الإسلامية : في خطابه الأسبوعي الموجه لشعبه لم ينس الرئيس الأمريكي الإعلان عن استمرار حربه للإسلام والمسلمين في أفغانستان وإظهار الإصرار على تحطيم ما بقي من القيم والأخلاق الإسلامية لدى هذا الشعب المسلم الأبي ، فقد أعلن في خطابه المذكور أنه سيتم إرسال أكثر من عشرة ملايين نسخة من الكتب المدرسية إلى المدارس الأفغانية وأن معظم تلك الكتب ستنشر في المدارس الخاصة بالفتيات ، كما أكد على أنه سيتولى الإشراف على تدريب المدرسين الأفغانيين الذين سيقومون بتدريس تلك الكتب طواقم أمريكية خاصة مهمتها – حسب زعمه – رفع مستوى الكفاءة لدى المدرسين الأفغان ليتمكنوا من إيصال مضمون تلك الكتب لتلامذتهم بطريقة عصرية ، وأوضح الرئيس الأمريكي الهدف الأساسي من قيام الإدارة الأمريكية بنشر وطباعة وتدريس هذه الكمية الهائلة من الكتب حيث قال إن الكتب الجديدة "ستعلم الاجيال الأفغانية الجديدة التسامح واحترام الكرامة الانسانية بدلا من حثهم على التطرف والتعصب" ، وقد طبعت تلك الكتب باللغتين البشتونية والفارسية
ويأتي هذا النشاط الأمريكي الصليبي المحموم على أفغانستان ضمن استراتيجية موسعة وطويلة الأمد ومتعددة الجوانب هدفها الأول والأساس قتل الروح الإسلامية في نفوس المسلمين الأفغان وإذابتهم في التيارات العلمانية والإلحادية المعاصرة وإنشاء جيل بل أجيال لا صلة لها بدينها وتاريخها وقيمها ، وجعل الشعب الأفغاني وشبابه خاصة رهينة للأفكار الأمريكية والغربية الغريبة ، وضحية لوارداتهم التي لفظها كل عقل سوي وفطرة سليمة
فمن دواعي السخرية حقا ومن المضحات المبكيات أن تصبح الإدراة الأمريكية المتغطرسة حريصة على بث روح التسامح واحترام الكرامة الإنسانية ، تلك الإدارة التي لم يبق جزء من العالم لم يكتو بنيرانها ولم يصله ظلمها وطغيانها ، فلعل نموذج التسامح العملي الذي تريد الولايات المتحدة تقديمه للشعب الأفغاني هو صورة الإبادة الجماعية التي ارتكتبها في حقه خلال أشهر معدودة ، والتي دونها دوي وانفجارات قنابلها الذكية التي اختار ذكاؤها ودهاؤها اصطياد النساء والأطفال والشيوخ في داخل غرفهم بل في براريهم ومراعيهم ، بل ربما يريد الرئيس الأمريكي المغرور من تسامحه الذي يسعى لتعليمه للشعب الأفغاني ما يرتكبه جزاره الوفي (شارون) وجلادوه في حق الشعب الفلسطيني المسلم حيث صور الفظائع التي يمسي العالم ويصبح عليها بدعم وتأييد ومباركة أمريكية علنية ومستمرة
إن الرئيس الأمريكي يريد أن يعلم الشعب الأفغاني المسلم التسامح والاحترام ولكنه تسامح مع من ينبطح أمام السياسات الأمريكية واحترام لمن يستسلم لقوانينها وقراراتها وينصاع انصياعا مطلقا لإرادة إدراتها ليصبح دمية تحركها الأيدي الأمريكية كيفما شاءت وتقلبها كما أرادت
غير أن الشعب الأفغاني الذي عهد عنه الوقوف في وجه سائر التيارات الكفرية المعاصرة ما كان له أن ينقاد لما تريده وترمي إليه إدارة بوش ، ولن يقف مكتوف الأيدي يراقب عن كثب تلك الإدراة وهي تعيث في الأرض فسادا بنشر أفكارها ومبادئها وقيمها المنحطة ، بل سيقاوم ذلك كله بكل ما أوتي من قوة وما تيسر له من وسائل وسيبذل كل غال من أجل إحباط المخطط الأمريكي الخبيث وسيقدم التضحيات تلو التضحيات حتى يغسل ذلك الدنس ويصقل أرضه بدمائه وعرقه ويعيد عليها راية الإسلام الممكنة مرة أخرى بإذن الله تعالى
إلا أن هذه التضحيات تحتم على المسلمين في العالم استشعار المسئولية تجاه شعبهم المسلم في أفغانستان وتستوجب عليهم إدارك خطورة الخطوات التي تسير عليها إدراة بوش لسلخ الشعب الأفغاني من انتمائه الإسلامي ، فالمعركة أضخم من كونها معركة عسكرية تدور رحاها في الجبال والأودية والخنادق ، والمؤامرة أعظم من الدعاوى الإعلامية المموهة التي تبثها الإدارة الأمريكية ، وإمكاناتها المرصودة لها والمهيئة لتنفيذها أكبر بكثير من إمكانات الشعب الأفغاني الذي سيقف في وجهها ويتصدى لمخططها ، وهذا ما يؤكد بل يوجب على المسلمين أن يعرفوا واجبهم تجاه هذا الشعب وأن يوقفوا هذا التيار الصليبي الهادر بكل ما أوتوا من قوة وإلا فستكون العاقبة وخيمة وخطيرة ليس على مستوى القطر الأفغاني فحسب بل على العالم الإسلامي أجمع
ويعتبر خطاب الرئيس الأمريكي المغرور صفعة موجعة لأولئك الذين يبتجحون بأن الهدف من وراء الحملة الأمريكية على أفغانستان هو إسقاط حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية فحسب ، وأن خطواتها تتوقف عند ذلك الهدف ، حيث لم يدع الرئيس الأمريكي مجالا للتخمينات إذ قال بالحرف الواحد : [إن واشنطن ما زال لديها عملا تؤديه فى أفغانستان] ، وهذا يكشف عظم جرم أولئك الذين باعوا دينهم وضحوا بقيم شعبهم المسلم تلبية لرغباتهم الخاصة وإرضاء لنظراتهم الضيقة ظانيين – زعموا – أن وقوفهم بجانب العدو الصليبي ضد إمارة أفغانستان الإسلامية إنما هو استغلال لظرف آني عارض ، فهل توقظ فيهم مثل هذه التصريحات شيئا من بقايا الحمية الإسلامية التي أماتوها بأيديهم أم أنهم سيبقون حبيسي الأحقاد والأغراض وعبيدا لشهوات الكراسي والتسلط
http://www.alneda.com