التايمز البريطانية : انتصار زائف للقوات الأمريكية في أفغانستان

[MandN]

وسط ركام الدمار في شاهي كوت أحد المواقع الحصينة المعروفة لشبكة «القاعدة» في أفغانستان كانت البقايا الملموسة والبائنة للعيان من مقاتلي أسامة بن لادن ثلاث جثث متفحمة وساعة يد رقمية رخيصة على معصم اليد المقطوعة لإحدى الجثث الثلاث قبل أن ينتزعها أحد المقاتلين الأفغان المتحالفين مع القوات الأميركية.هكذا بدأت صحيفة التايمز مقالتها التي تسخر فيها من القوات الأمريكية و تمضي قائلة : أما في واشنطن فقد زعمت البنتاغون بأن القوات الأميركية قتلت المئات من المقاتلين ولكن الحديث المتداول في شاهي كوت يدور حول افلات مئات أكثر من الطوق المفروض بعملية «أناكوندا». وقد تفقد عضو في القوات الخاصة الأميركية مخلفات المعركة التي قتل فيها ثمانية من الجنود الأميركيين وحذر من وقوع المزيد من سفك الدماء. وقال: ان هذا يدلل على ان المعركة أبعد ما تكون عن الانتهاء. ورفض الافصاح عن اسمه باستثناء الاشارة اليه باسم «مارك». وأضاف: لقد قتلنا منهم الكثيرين ولكن كثيرين غيرهم تمكنوا من الهرب بعيدا في عمق الجبال، فالمهمة صعبة والمنطقة وعرة جدا ولدى مقاتلي «القاعدة» ممرات جيدة للهرب. وستضطر القوات الأميركية للبقاء في المنطقة لمدة شهر على الأقل قبل ان تتحرك للبحث عن جيوب مقاومة أخرى، وأوضح «مارك» قائلا: اننا نحاول حرمانهم من المناطق التي يمكنهم استعمالها كقواعد، فهذه هي الطريقة الوحيدة للنيل منهم، بتجفيف المياه التي يسبح فيها السمك. فعلى مدى عشرة ايام كانت شاهي كوت في قمة جبال آرما الشاهقة مسرحا للقتال بين ألفين من الجنود الأميركيين والأفغانيين من جهة وحوالي ألف من مقاتلي «القاعدة» وطالبان من جهة أخرى الذين كانوا متحصنين في كهوف وخنادق كما ان الطريق الموصلة الى المنطقة وعرة ومتعرجة والحركة عبرها بطيئة. وكانت طائرتا أباتشي تحلق فوق قافلة من العربات عند النقطة التي تعرضت فيها مجموعة من المقاتلين الأفغان يقودهم أميركيون الى كمين نصبه مقاتلو «القاعدة» وعى مقربة كانت بقايا سيارة جيب اميركية محترقة حيث قصفت الهليوكبترات الأميركية بعض السيارات الأميركية اثناء تراجعها لمنع وقوع الجنود الأميركيين أسرى في ايدي اعدائهم، وعلى مدخل شاهي ــ كوت حيث قتل ثلاثة من مقاتلي «القاعدة» بقنبلة اميركية لم يكن هناك سوى حمار، وفي داخل الركام لم يعثر الأميركيون إلا على فرشاة أسنان واسطوانة معجون اسنان وجهازي راديو ــ كاسيت محترقين وأكياس ممزقة كانت تحتوي على سكر وطحين وجد متناثرا ومختلطا بالتراب، كما عثر على قائمة مكتوبة باليد تحصر مخزون الذخيرة وتوحي بمشاركة بعض الشيشانيين. وقال دلاقا جندي أفغاني حارب الى جانب القوات الأميركية الخاصة: لقد قاتلونا ببسالة وشراسة ولكننا تمكنا من دحرهم، وقتلت طالبانيا باكستانيا عندما حاول الفرار من الكهف، وداخل الكهف وجدت جثتين لمقاتلين عرب قتلوا بالقصف بالقنابل. وأما مشهد بقايا القرية فيدلل على انها كانت تضم العشرات من القلاع العالية الجدران والبيوت المبنية من الطين وكلها سويت بالأرض جراء القصف الجوي. وفيما احتفل الجنود الأفغان بالنصر، مرت مجموعة من جنود القوات الخاصة الأميركية يضعون نظارات شمسية وقد أطلقوا لحاهم في سيارة جيب مدرعة، وكتب احدهم على جوانب الجيب «العزبة المحببة». وسوف يحتاج الأميركيون الى اسبوعين على الأقل قبل ان يتمكنوا من تفتيش جميع الكهوف المحيطة بـ «شاهي كوت» ومعرفة العدد النهائي للقتلى. ولكن ليس هناك شك بان المئات من المقاتلين نجوا من الموت وشقوا طريقهم للاحتماء في مناطق قريبة من الحدود مع باكستان. ومن بين أكبر الشخصيات الذين تمكنوا من الافلات كان سيف الرحمن ابن شقيق وزير الزراعة السابق في حكومة طالبان. وفي غضون ذلك كان 500 جندي أفغاني يستعدون لفتح جبهة جديدة ضد انصار طالبان و«القاعدة» في «خاروار» وهي قرية تقع شمال غرب شاهي كوت حيث شوهد انصار بن لادن يوزعون منشورات تدعو الأفغانيين لقتال الأميركيين، وعلق رئيس الشرطة في غارديز وهي على بعد 90 ميلا جنوب شرق كابول بقوله: هكذا سيكون الوضع لشهور طويلة قادمة سيعثرون على جيب ويقصفونه ويقتلون بضعة مقاتلين ومن ثم يعلنون انتصارهم، في حين سيفر المقاتلون من طالبان و«القاعدة» الى مواقع أخرى في عمق الجبال.
www.islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/asia/21_3_02/2.htm)