المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المراهقة نعمة ام نقمة!!!!



Zuluf
21-03-2002, 06:19 PM
..........
............

كثير منا يرى أن مرحلة المراهقة تتميّز بالاضطراب والخروج عن السائد والمألوف والفوران العاطفي والغريزي، ونسبة كبيرة منّا يعتقد أن المراهقة هي أزمة وهي تجلب متاعب للمراهقين ولآبائهم وأسرتهم ومجتمعهم وأهم معالمها هي التمّرد والتهاون بالقيم والتقاليد والمطالبة بتغيير الواقع على حساب النظم الاجتماعي.

ولكن أين هي الحقيقة؟ هل المراهقة بالفعل أزمة في عمر الفرد فلا تفتئ تلاحقنا في سن معينة لتخرجنا من طفولتنا الوديعة وسلوكنا السوي؟ ام هي مرحلة طبيعية من مراحل النمو الإنساني وإنما تحمل خصائص جديدة تميّزها عن المرحلة التي سبقتها وتظهر هذه الخصائص بشكل متسارع وتوجد تغييرات سريعة في الفرد، وبالتالي فهي ليست متأزمة في ذاتها وطبيعتها كما يُخيّل للبعض منا أو معظمنا.

ولعل قليل من الناس يلتفت إلى أن المراهقة لم تكن في ذاتها عنصر تأزم واضطراب بقدر ما هي عنصر تحول وتغيير وانتقال وإنما صارت المراهقة توصف بالرهق والأزمة لوجود خلل في العوامل التي تتحكم في مناهجنا التربوية داخل الأسرة وفي نسيج ثقافة المجتمع وطبيعة العلاقات بين الأفراد.

ولكي نحدّد ما هو موطن الخلل الرئيس في إيجاد وتنامي هذه الأزمة وتحّولها أحياناً إلى عنصر قلق كبير لدى الآباء والمعلمين وحتى السياسيين يمكن القول أن عدم التناسق والانسجام بين تربية الطفل وإعداده لمرحلة البلوغ داخل الأسرة مع إفرازات النمو الطبيعي للجسد والفكر والعاطفة ومن ثمّ عدم الاعتراف رسميّاً بدخول الطفل مرحلة البلوغ وانه بات ينتمي إلى عالمه الجديد الذي يضعه على أبواب الرشد، أن هذين الأمرين يجسدان أهم اشكالية في طبيعة النظرة إلى مرحلة المراهقة وطبيعة التعامل معها سواء لدى الفرد المراهق أو أسرته أو مجتمعه.

الخصائص العقلية والعاطفية والنفسية والغريزية إنما تنمو وتتجلى في الإنسان بصورة تدريجية حتى تكتمل أهم أبعادها في سن المراهقة ولا توجد في طريق النمو هذا انكسارات فجائية بل هناك انسيابية في التحول والتغير وحتى الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، في المقابل لا نرى مثل هذا التدرج والانسيابية في منهجنا التربوي داخل الأسرة ولا حتى في المدرسة رغم أن النظام التعليمي يعتمد أساساً منهج التدرج والإعداد والاكتمال ومن ثم الانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة.


وعندما يرى المراهق أنه دخل مرحلة جديدة من النّمو الجسدي والعاطفي والعقلي والغريزي واصبح قادراً على أداء دوره في الحياة بشكل مستقل يُفاجئ أن أبويه وأسرته ومجتمعه ما زال يعاملونه كطفل أو غير مكتمل الشخصية ولا يعترف أحدٌ بشكل رسمي وعملي رغم الاعتراف أحياناً على مستوى الكلام بأنه قد كبر وبلغ وأصبح مؤهلاً لتلقي المسؤولية.

ومن جانب آخر فأن عدم إعداد الفرد منذ انتهاء طفولته الأولى أي بعد السادسة من العمر تدريجياً لتحمّل مسؤوليات الحياة وكسب التجارب الاجتماعية والتعاطي مع القيم الأخلاقية والدينية بشكل يتناسب مع العمر حتى يصل هذا الإعداد كماله في مرحلة البلوغ ومن ثمّ تسديده وتقويمه بعد هذه المرحلة.


إن غياب مثل هذا الإعداد يشكّل خللاً كبيراً في مواجهة مرحلة المراهقة وملامحها وخصائصها وتعابيرها في محيط الأسرة والمجتمع.

فالأسرة تفاجئ لأنها لم تعدّ الطفل، والمراهق يفاجئ لأنه لا يعرف كيف يتصرف ويتعامل مع التغييرات الجديدة وكيف يتحمّل مسؤولياته من خلال متطلبات هذه المرحلة من العمر.

فالانفتاح على الحياة والاستمتاع بما تهبه للفرد من عطاءات وتضفي عليه من معاني الكمال والجمال. ونضوج العقل والأحاسيس والادراكات وتحقيق الذات واحترامها والنهوض بها إنما تتجسد جميعاً من خلال الوعي والمسؤولية فلا معنى لكل هذه الإنجازات بدون وعي تشكّل خلال سنوات أو بدون مسؤولية تكونت عبر تجارب حياتيه وإعداد مدروس.
......................................................................................
......................................................................................

القلب الحنون
22-03-2002, 11:22 AM
اخي المراهقه تكون نعمه عندما تكون التربيه صحيحه وعلى اساس الدين
وطبعااا المراهق لايريد التشديد ولا الرخاء


مشور اخي zuluf

موضوع مره جميل وحساس كمان