المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية معركة جارديز ـ أناكوندا (الأفعى القاتلة) .. شهادة أمريكية



Black_Horse82
21-03-2002, 11:39 PM
محيط : كان السارجنت جون تشابمان قد أجبر على الانسحاب مرة من أرض المعركة ، لكنه عاد حالا . وقبيل بزوغ فجر الاثنين ، 4 مارس . تعرضت مروحية تشينوك التي كانت تقل تشابمان وفريق استكشاف صغير لإطلاق نيران كثيف وهي تحاول الهبوط على جبل أفغاني عال . وعرجت الحوامة التي ثقبها الرصاص إلى مكان هبوط آمن . وقفز تشابمان وفريقه إلى مروحية أخرى وعادوا إلى قاعدتهم ، ولكن لإعادة تجمعهم فقط . ثم عادوا حالا للطيران في منطقة الخطر ، لسحب جثة أحد رجال البحرية الخاصة ، الضابط نيل روبرتس ، الذي كان قد سقط من الطائرة أثناء محاولة الهبوط الأولى .
وروى الضابط المسؤول عن سرية عائلة تشابمان ما حصل لاحقا : الفريق المشكل من نصف دستة من أفضل رجال القوات الخاصة قفز من الطائرة وسط رماية نيران كثيفة . وأطلق تشابمان نيرانه لتغطية رفاقه الذين كانوا يحاولون إقامة موقع دفاعي خلف بعض الصخور . وبينما كان يرمي العدو بنيرانه . أصيب بطلقات عدة في صدره . ومات وهو يقاتل كي يعيش رفاقه . وقبل انقضاء النهار ، كان خمسة آخرون من رفاقه وهم السارجنت برادلي كروز / وجندي الرينجرز ماثيو كومونز ، جندي خاص مارك آندرسون ( وجميعهم من الرينجرز الجيش ) ، السارجنت فيليب سفيتاك ( مهندس طيران ) ، وجندي الطيران جاسون كانيغهام ، وهو مظلي " مسعف " ، قد قتلوا .
الجنود الأمريكيون لا يتركون قتلاهم وجرحاهم على أرض المعركة . وبالنسبة إلى جنود القوات الخاصة وهم جنود النخبة الذين اختيروا للعب أكثر الأدوار خطورة في القتال ، فإن قانون المقاتلين هو مسألة شرف . أما بالنسبة إلى يوجين تشابمان ، والد جون ، فإن هذا الشعار مصدر فخر وعزاء . قال تشابمان لنيوزويك : " إنه أمر مفروغ منه . فأنت لا تهجر رفاقك " ، وبشكل عام فإن جنود القوات الخاصة ليسوا من الشباب المتحمسين . وكثيرون ، كروبرتس وتشابمان ، هم رجال عائلة في الثلاثينات من أعمارهم . وبعد انقضاء أكثر من عقد عليه كمراقب عمليات قتالية في سلاح الجو ، درب للنزول خلف خطوط العدو لإرشاد القاذفات الجوية ، كان تشابمان مستعدا للرحيل لقضاء وقت مع ابنتيه الصغيرتين . ثم دخلت أمريكا الحرب ضد أفغانسان . كما شرحت أخته لوري : " قال إنه كأب يريد البقاء في بيته ، ولكن بوصفه أمريكيا ، مهمته رجل عمليات خاصة ، كان يود أن يذهب .
كان يعرف أنه أمر عليه أن يفعله " .
حس تشابمان بالالتزام ، على الرغم من نبالته ، لم يكن مفاجئا في علم زمرة الإخوة في قوات النخبة الخاصة . والأكثر عجبا هو موافقة القيادة العليا على إرسال جنود مثل تشابمان في طريق الأذى .
وخلال السنوات الأخيرة ، كانت هنالك تفوهات متنامية بأن الولايات المتحدة لا تجرؤ على دخول حروبها على ارتفاع يقل عن 15.000 قدم . وكان انسحاب أمريكا المتسرع من الصومال بعد مصرع 18 جنديا أمريكيا في غارة فاشلة عام 1993 زاد من جرأة بن لادن على الضرب باقتراب يتزايد تدريجياً حتى ضرب الوطن الأمريكي .
إن إدارة بوش تريد أن ترسل إشارة مختلفة . فمن خلال الدفع بأكثر من 1000 جندي من الولايات المتحدة ضد قوة كبيرة ، لكنها غير محددة ، من القاعدة تتحصن في جبال شاهيكوت ، فإن الرئيس جورج دبليو بوش وأركان حربه يريدون أن يظهروا بوضوح أنهم مستعدون للتضحية بالأرواح لمحاربة الإرهاب .
عملية أناكوندا تتضاءل مقارنة بحمامات دم الحرب العالمية الثانية مثل تاروا و أيوجيما ، التي كلفت آلافا من أرواح الجنود الأمريكيين . ولكن بالنسبة لصغار العمر من الأمريكيين . الذين يعرفون القتال عن طريق رحلاتهم إلى دور السينما ، فإن مشاهد المعارك التي وصفها الجرحى الأسبوع الماضي كانت حقيقية بدرجة كبيرة ، وفجة ، وتصيب بالصدمة من حيث حدتها . إن أفلام we were soldiers و. Black Hawk Down شديدة الوضوح ، لكن الخيال لا يمكن حتى أن يبدأ بعكس الوجه الحقيقي للمعركة . فالقتال بدأ ( كما تبدأ معظم المعارك ) بخوف وارتباك . ولم يكن معظم الرجال قد تعرض لإطلاق النار من قبل .
وكانوا يقاتلون تحت درجات حرارة تقل عن درجة التجمد ، على ارتفاعات تبعث على الغثيان ، ضد عدو محصن يفضل الموت على الاستسلام . ولأنهم لم يكونوا يتوقعون هذه الشراسة من العدو فقد ارتبك بعض الرجال . لكن كثيراً منهم قاتلوا بشجاعة .
الهجوم لم يسر بالسلاسة المتوقعة ، فالاستخبارات كانت قد قدرت قوة العدو بـ 200 مقاتل ويبدو الآن أن أعدادهم الحقيقية كانت أقرب إلى 800 رجل . وكان يفترض أن يكون وقت الهجوم هو فجر يوم السبت 2 مارس ، لكن العدو لم ينتظر حتى تتم مهاجمته .

وأضاءت الانفجارات الأولى الظلام في حين كان رتل من الجنود الأفغان يتململ حول نقطة الانطلاق في ساعات الصباح الباكر ، منتظرا الأوامر من منسقي قوات الولايات المتحدة الخاصة بالتحرك . قال سعيد وحيد الله ، وهو جندي أفغاني ، 35 عاماً : " كانوا يعرفون أننا قادمون ، ولم نكن نعرف أن للقاعدة هذا العدد الكبير من الناس في الكهوف والأسلحة " . وأثناء انسحابه إلى الخلف إثر هجوم بالهاون والصواريخ ، وقع الطابور الأفغاني في كمين ثان . وقتل أمريكي ـ كبير ضباط الصف ستانلي هاريمان ـ وثلاثة جنود أفغان وجرح نحو 40 آخرين .
ولم تثبط عزيمة القوات الأمريكية التي اندفعت في هجوم الفجر ، وأنزلت المروحيات تشينوك وحدات من قوات مشاة الولايات المتحدة الخفيفة على سفوح الجبال . وكان يفترض بالقوات الأمريكية أن تشكل " قوة إعاقة " تقوم باعتراض جنود العدو الذين يفرون من أمام طابور الأفغان الذي يتقدم ، وهي القوة نفسها التي كانت قد تعرضت لكمين قبل ذلك بساعتين في أسفل الوادي .

ومن الواضح أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد أساءت التقدير ، فقد هبطت و حدة من 80 رجلاً من الفرقة الجبلية العاشرة فوق العدو تقريبا . يستذكر السارجنت روبرت هيلي : " تعرضنا حالا لإطلاق النار ، كانت في كل مكان ، لا أعتقد أنهم كانوا يبحثون عنا ، ولكن عندما سمعوا صوت الطائرات ، جاؤوا راكضين " . ويتذكر السارجنت ديفيد سميث هجوماً بالهاون بمجرد أن تجمع فصيله حول المروحية قائلا : " أصبنا كلنا في الوقت نفسه .

وقد ركض الأمريكيون هاربين إلى وسط انفجار قنبلة هاون . قال سميث : " وقعنا كلنا كأحجار الدومينو ، كان الأمر جنوناً " . وسقط تسعة من الفصيل مصابين بالشظايا . وقال السارجنت وليام ساكيسات الذي أصيب في وركة الأيسر : " أحسست وكأن أحدهم قد ضربني بمضرب البيسبول " .

بعض الجنود الأصغر سنا دخلوا المعركة بزهو وغرور . " اختبأنا في البداية ونحن نضحك " ، قال الجندي الخاص وين ستانتون ، 20 عاما ، الذي قد يكون ضحكه عصبياً لا حقيقيا ،
" الرصاصات الأولى كانت طائشة إلى درجة أننا اعتقدنا معها أننا نتعرض لنيران تهدف لمضايقتنا " .
ولكن بعد ذلك قال ستانتون : " أصيب أول الرجال ، وبدأت أشعر بالخوف " . وسرعان ما انقلبت الآية ، القاعدة بدت هي التي تهزأ [ بالأمريكيين ] .
وقال ستانتون الذي أصيب في ساقه : " كان بوسعنا أن نسمعهم وهم يضحكون منا ، كانوا على ارتفاع 2000 قدم فوقنا . ولم تستطع أسلحتنا الخفيفة الوصول إليهم هناك " . ( " كانوا يلوحون لنا " ، قال السارجنت سميث متذكراً ) .
السارجنت روبرت ما كليف ، المراقب المتقدم المكلف بتعيين الأهداف لضربها بالطيران ، زحف إلى خارج الوادي الجاف الذي كان يستلقى فيه من أجل رؤية أفضل . وقد رأي جنود العدو يركضون بموازة القمة .
" كان هناك مزيد منهم ، والشئ التالي الذي رأيناه هو أنهم بدؤوا يتقاطرون على الجانب الشرقي من القمة أيضاً . كان الأمر وكأن أحدهم نفخ في بوق منادياً رفاقه كلهم " .
وتنامت نيران العدو أكثر فأكثر .. قال ما كليف : " كانوا جميعهم يأتون إلى القمة ويطلقون علينا النار بكل ما لديهم من سلاح ، ثم كانوا يعودون إلى كهوفهم على الجانب الآخر من القمة ثم يعودون بعد نحو نصف ساعة بذخائر جديدة " .
وكانت قذائف الهاون تصبح أكثر دقة . قال ستانتون : " لقد كانوا يحاربون في هذا التضاريس منذ 20 عاماً ، لقد لعبوا بمدافع الهاون التي يملكونها مدة طويلة جداً بحيث إنهم كانوا يعرفون بالضبط أين يصوبونها . إن لديهم مجال رماية في أدمغتهم . وهذا أمر جديد علينا "

ووصلت القوات الجوية " ذات الحركة السريعة " ، مقاتلات أف 16 وأف 18 ، ومروحيات الأباتشي الأبطأ والأكثر فتكا ، أيه سي 130 المسلحة بالرشاشات ومقاتلات أيه 10 المهاجمة التي تستخدم الصواريخ والرشاشات . ولم يدم القصف الجوي سوى مهلة قصيرة . وبعد انسحابهم إلى كهوفهم ، كان مقاتلو الأعداء يظهرون ويواصلون هجماتهم .
وطلب الامريكيون المحاصرون ان تقوم المروحيات باخلائهم . ويقول ستانتون :
" لكنها لم تأت قط ، كان الوضع ملتهبا " . كان الرجال يشاهدون المروحيات وهي تقبل نحو التل فتتعرض لنيران العدو وتنسحب إلى مناطق آمنة .. قال ماكليف : " كنا جميعا نفكر : أين الدعم ، أين الدعم ؟ . وكانت الذخيرة تقل وأصيب الرجال بالبرد والإرهاق وتشوشت أذهانهم وصدموا . ويقول ماكليف الذي كان ينزف من جروح في فخذه وساعده وأصابعه بينما كان يتغطى بسترة مطرية : " ظننا إننا نمسك بحذاء لضرب نحلة ، لم نعتقد أننا سنثير عشا للدبابير " .
وأنقذ الظلام الأمريكيين . وحاول العدو سحبهم إلى الخارج عن طريق تبادل الطلقات المضيئة معهم . إلا أن الطلقات المضيئة الصادرة عن العدو مكنت الطائرة الأمريكية إيه 130 من تعيين أمكنتهم وإسكات معظم مواقع رشاشاتهم ومدافع الهاون . وبدأت مروحيات تشينوك بالوصول بتثاقل لإخلاء الجرحى . ولم ينسحب آخر الأمريكيين إلا عند منتصف الليل تقريبا . مجموع الخسائر : 27 جريحاً أو مصاباً . يقول السارجنت تاجي مور : " ما يدهشني هو أن أحداً منا لم يمت " .

وبينما كان مستلقياً ، ينزف لاحظ مور أمرا مربيا ، فقد كان عدد من جنود العدو يرفعون أعلام القماش البرتقالية الفاقعة التي يستخدمها الأمريكيون في العادة لمنع النيران القادمة من الطائرات الصديقة . واستغرب من مدى الاستعدادات التي يبديها العدو . وقال لنيوزويك : " كأننا كنا قد وقعنا في مصيدة " .
وربما تكون خطة الهجوم الأمريكي قد فضحت بسبب الجواسيس . فالجنود الأفغان المفوضون الذين يستخدمهم الامريكيون غير معروفون بولائهم او بتكتمهم . لكن البداية السيئة لعملية أناكوندا في يومها الأول لم تجبر الامريكيين على التراجع . واستجابة لمناشدات القيادات الميدانية أرسلت القيادة المركزية مزيدا من الجنود والمروحيات خلال الأيام التالية .. ومن السماء ألقت قاذفات بي 52 وغيرها من الطائرات الحربية مئات من القنابل دقيقة التوجيه ، وتأكد موت نحو 700 من مقاتلي العدو في ميدان المعركة ، كما قال قائد رفيع المستوى للمراسلين ( وهي تقديرات أثبتت عدم مصداقيتها في الماضي ) .

أعظم اختبارات الشجاعة جاء في اليوم الثالث للمعركة ، ومع أن التفاصيل لم تتضح بعد ، وبالرغم من أن بعض الروايات تناقض غيرها ، فإنه يبدو أن الجنود الأمريكيين كانوا مستعدين لاتخاذ أخطار استثنائية من أجل استرداد أحد جنودهم . ففي نحو 5:30 من صباح الاثنين ، انطلقت مروحيتان تشينوك نحو الجبال لإنزال فريق استطلاع . وبينما كانتا تحطان ، أصيبت مقدمة إحداها إصابة مباشرة في مقدمتها بقنبلة صاروخية ، ويظهر أن القنبلة لم تنفجر ، إلا أن نيران الأسلحة الخفيفة ثقبت الطائرة ، وانطلقت المروحية مرة أخرى بسرعة وهي تعرج ، وزيت الهيدروليك يسيل منها ، لترتطم " بقوة " أثناء هبوطها بالأرض على بعد نصف ميل . وهناك اكتشف فريق القوات الخاصة أن أحد رجاله ، ضابط القوات البحرية الخاصة أن أحد رجاله ، ضابط القوات البحرية الخاصة روبرتس ، مفقود . هل أصيب أم أنه بشكل ما قد سقط من المروحية أثناء هبوطها غير المنتظم الذي أجهض ؟ أم أنه ترك في الموقع ؟
وكان الحادث قد صور بواسطة كاميرا طائرة بريديتار من دون طيار كانت تحلق عاليا في سماء المنطقة .
وفي مقر قاعدة باغرام الجوية الواقعة خارج كابول ، كان الضباط الكبار يراقبون برعب ثلاثة من مقاتلي العدو وهم يسحبون روبرتس الذي لا بد أن يكون قد عاش ولو لمدة قصيرة ، لأنه كان لديه الوقت الكافي لإضاءة شعلته الإرشادية . وقد أرسلت فريق إنقاذ بسرعة لاستعادته . إن تسلسل الأحداث التالية ما زال يكتنفه بعض الغموض ، ولكن يبدو أن مروحية دعم أخرى كانت قد هبطت على بعد ميل تقريبا من فريق الإنقاذ الأول . وقيل إن المروحية الثانية قوبلت بوابل من النيران مما أدى إلى هبوط عنيف ـ في الحقيقة الارتطام ـ أثناء هبوطها . وخلال يوم طويل وقاس ، اتصل الفريقان أحدهما بالآخر ، وقاتلا ليبقيا على قيد الحياة حتى تم انتزاعهما بعد حلول الليل
واسترجعت جثة الضابط روبرتس . الثمن : ستة قتلى و 11 جريحاً ، ربما من مجموع دستتين من المنقذين .

كان يفترض بعملية أناكوندا أن تعوض عن ما ارتكب من أخطاء سابقة . وبينما لم يعترف بالفشل بكلمات صريحة ، كان البنتاغون مغموما لأن قوة من الأفغانيين غير النظاميين ـ وهم في كل الأحوال والنوايا مرتزقة جندتهم وكالة الاستخبارات المركزية ( سي آي أيه ) ـ لم تكن ترغب بتشديد الحصار على بن لادن وقيادة القاعدة في مجمع كهوف تورا بورا وقت عيد الميلاد .
وخلال الشتاء كله ، راقبت الاستخبارات الأمريكية وانتظرت في حين أعادت القاعدة ومقاتلي طالبان بتجميع صفوفهم في جبال شاهيكوت ، على بعد 80 كيلومترا تقريبا جنوب غرب تورا بورا ، وعندما جمع العدو ما يكفي ليصبح هدفا ، ضربته الولايات المتحدة الأمريكية برا وجوا . ولكن في هذا المرة انضمت الفرقة المحمولة جوا 101 والفرقة الجبلية 10 إلى الأفغان في محاولة لإجبار العدو على الخروج ، ومن ثم سد الطريق أمام هربهم . وأنذر مسئولون أمريكيون الأسبوع الماضي بأن الأمر يتطلب أياما قبل أن تستطيع القوات الأمريكية تطهير المنطقة من العدو ، وأن المزيد من المعارك الدموية سيأتي بالتأكيد .
إن عملية تنظيف الكهوف في شاهيكوت فقط ، دون ذكر أمكنة تواجد القاعدة الأخرى في جبال أفغانستان . قد يكون عملاً دمويا . السبت الماضي ، قابلت نيوزويك رجلا أدعى أنه كان قد عاد للتو من مخبأ للقاعدة في الجبال . وادعى عبد الرحمن بهشتي بأنه اختطف مدة قصيرة من قبل القاعدة لمساعدتهم على إقامة طبق التقاط الأقمار الصناعية لمشاهدة فضائية الأخبار العربية الجزيرة على تلفزيون يملكون قياسه 14 بوصة .
وحسب قول بهشتي فإن ما ينوف عن 1000 مقاتل أفغاني وعربي وشيشاني يصمدون في كهوف جيدة التخزين ، مجهزة بإضاءات النيون الأنبوبية ، ومواقد تعمل على الحطب وأجهزة فيديو . وكانت صور بن لادن تزين الجدران ، وأجهزة فيديو . وكانت صور بن لادن تزين الجدران . وقبل المقاتلون يد شخص غامض " عربي ، طويل يعتمر نظارات شمسية " ، كما قال بهشتي ، مع أنه أسرع إلى القول إن الرجل ليس بن لادن . ويظهر أن قائد الرجال هو سفور رحمان ، وهو ابن عم وزير زراعة طالبان السابق لطيف منصور . وكان والد رحمان هو أول من بنى كهوف شاهيكوت للقتال ضد الغزاة الروس في الثمانينات . ويبدو أن رحمان ، الذي أصيب بجروح بليغة في معارك سابقة ، مصمم على الصمود للمرة الأخيرة .
هل يستطيع أن يجمع الأفغان للموت معه ؟ الأفغان الذين تدعمهم القاعدة والولايات المتحدة يشنون حرباً دعائية . فمقاتلو القاعدة وطالبان وزعوا عشرات الآلاف من الشابنامز ، " رسائل ليلية " مطبوعة طباعة بدائية بلغة الباشتو الأوردو ، يدعون فيها الأفغان للنهوض إلى الجهاد لطرد الغزاة الأجانب . وفي الوقت ذاته يقوم الأفغانيون الذين يدعمهم الأمريكيون بتقديم مكافأة تبلغ 4.000 دولا مقابل كل مقاتل من القاعدة يتم أسره .
وتغامر الولايات المتحدة بالوقوع في براثن نزاعات دم بين أسياد حرب متنازعين . وبالفعل فإن بعض الأفغان يجادلون بأن المعركة الحالية لا تتجاوز كونها تصفية حسابات . فالباشا خان زادران ، القائد الأفغاني الذي يعمل مع الأمريكيين ، معروف بخداعة . ويعتقد بشكل واسع أن زادران هو المسؤول عن هجوم على قافلة في ديسمبر الماضي قتل نتيجته عشرات من زعماء القبائل الذين كانوا ذاهبين لتهنئة الرئيس المؤقت حامد كرزاي .
إن الجمهور الأمريكي ، حتى الآن على الأقل ، ما زال في صف الرئيس بوش ، الذي ما زالت نسب التأييد له فوق ال 80 بالمائة . ويبدو على بوش أنه مصمم على المضي في طريقه . وفي خطاب في فلوريدا الأسبوع الماضي ، كان يواسي أهل اثنين من الرينجرز الذين سقطوا في المعركة بقوله وهو يحاول السيطرة على صوته ، ويمسح دموعه : " أنا أعرف أن قلوبكم تؤلمكم ، ونحن نتألم من أجلكم ، لكن ابنكم وأخاكم قضيا في سبيل قضية نبيلة " .
نيل روبرتس ، رجل القوات البحرية الخاصة الذي ألقى عليه القبض وقتل ، كان يؤمن بوضوح بهدفه . ومن أفغانستان ، كتب لزوجته رسالة طلب إليها أن تفتحها في حال مصرعه . وفي الرسالة كتب روبرتس : " أنا أعشق كوني في القوات البحرية الخاصة . وإذا مت وأنا أقدم خدمة للفرق ، فإنني أكون قد مت وأنا أفعل ما كان يجعلني مسروراً " .
أما بالنسبة إلى جون تشابمان ، فقد جلب صديقه عشرات من الأعلام الأمريكية الصغيرة وزرعها في الشجيرات المحيطة بحديقة عائلة تشابمان في ويندسور لك ، بولاية بنسلفانيا . وقالت لورى ، أخت جون : " لقد قدم حياته وهو يحاول إنقاذ حياة ذلك الرجل . إن ذلك أبعد من الافتخار " .

* نشر هذا التقرير بمجلة النيوزويك في 19/3/2002

رواية طالبان لمعركة جارديز

محيط: قامت حركة طالبان من خلال بعض المواقع المقربة لها على شبكة الانترنت ببث روايتها الخاصة وإحصائياتها بشان أحداث معركة جارديز ، وتضمنت رواية طالبان أرقاما وتقارير تختلف تماما عن الرواية الامريكية الرسمية ، في حين أنها تتشابه بعض الشئ مع بعض ما ذكرته النيوزيك .
أكد البيان الأول لطالبان والذي نشر على موقع " النداء " المقرب من الحركة " أن القائد الطالباني سيف الرحمن منصور ومعه عصبة قليلة من المجاهدين يذيقون العدو الأمريكي أشد الويلات في أقوى مواجهة للقوات الامريكية مع المجاهدين منذ بداية الحملة على أفغانستان ".
وأشار البيان إلى انه " برغم قلة عدد المجاهدين وتواضع عتادهم مقارنة بكثرة رجال العدو وتقدم تسليحهم الذي تدعمه أسراب الطائرات المقاتلة والاستراتيجية ، إلا أنهم تمكنوا ، وبقليل من الأسلحة وصواريخ السام 7 المطورة محلياً ، من إسقاط ثلاث طائرات قتل كل من فيها ، إضافة إلى مقتل 199 من جنود القوات الشمالية فقط دون قوات عملاء جارديز وتم أسر 50 من رجال تحالف الشمال ، كما وقع الأمريكيون الذين تحميهم قوات العملاء في كمائن متفرقة قد يصل مجموع عدد القتلى منهم إلى 70 سوى الجرحى الآخرين " .
أما بالنسبة لخسائر طالبان فقد أشار البيان إلى أنها " بلغت 6 شهداء : 4 من الأفغان و 2 من العرب " ، وتحدى أحد قادة طالبان قائد القوات الامريكية في أفغانستان ووزير الدفاع الامريكي أن يعرضا جثث قتلى طالبان الـ 500 الذين قالوا إنهم لقوا حتفهم في القتال
وشددت طالبان في بيانها علي " أن الإدارة الأمريكية وجدت نفسها بين خيارين : إما أن تنجر إلى معركة لا تمتلك زمام السيطرة عليها ولا اختيار نوعيتها وتوقيت إيقافها فيكون مصيرها مصير الاتحاد السوفيتي حيث الانجرار إلى حرب عصابات طويلة الأمد تدرك عواقبها وتعرف عدم قدرتها على الاستمرار فيها ، وإما أن تتخذ قرار الانسحاب المبكر من ساحة المعركة والحفاظ على شيء من معنويات جنودها المنهارة لا سيما بعد أن عاينوا الموت ورأوا الخسائر الفادحة التي تكبدوها في أيام معدودة ومعارك محدودة " ، مشيرة إلي " أن الإدارة الأمريكية اختارت تحمل مرارة الهزيمة المبكرة ، ولهذا قررت القيادة الأمريكية في أفغانستان سحب كل قواتها من ساحة المعركة التي لم تستطع الصمود فيها ، وآثرت الفرار وتحمل عار الهزيمة حفاظا على الحياة وترك حلفائها الأفغان ليقوموا بالمهمة مع اقتصار دورها علي الدعم العسكري بالطيران وتوالي القصف الجوي " .
http://www.alneda.com