المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية صحيفة يهودية:أميركااخترعت زيني لإرضاء العرب، وتشيني حصل منهم على وعود تخالف تصريحاتهم



MandN
22-03-2002, 10:53 PM
بعد انتهاء زيارة تشيني نائب الرئيس الأميركي للمنطقة العربية، وبدء زيارة زيني في إثرها، فإن ما ينشر من تصريحات هنا وهناك، للعديد من القادة والسياسيين العرب، يوحي بأن زيارة تشيني قد فشلت في تحقيق أهدافها المتعلقة بخطة أميركية لضرب العراق، وأن زيارة زيني لفلسطين، قد نتجت عن ممارسة ضغوط عربية لفترة طويلة، نجحت أخبرا، وعاد المبعوث الأميركي ..
ولكن للأسف فإن ما يبدو على السطح ليس إلا مادة للاستهلاك الإقليمي، بينما تبعد الحقيقة عن ذلك، فقد وصف بعض المطلعين على الكواليس السياسية في المنطقة أن زيارة نائب الرئيس الأميركي قد نجحت في الحصول على تأييد عربي ضد العراق، بل وصل الأمر إلى حد أن قدم بعضهم وعودا بعدم الاحتجاج إذا ما حدث ذلك، وقد نشر صحفي يهودي معروف هو عكيفا الدار مقالا في هآرتس، تحدث فيه عن حقيقة دور زيني في المنطقة، وذكر فيه أنه مجرد اختراع أميركي فارغ، وغير قادر على إنهاء الصراع، وقال أن زيني نفسه، ليست له أهداف أو طموحات سياسية، يريد أن ينهي بها حياته العملية، فهو مجرد ديكور، لحلحلة الأوضاع في المنطقة، دون أن يسفر عن ذلك نتيجة ملموسة ...
وقال الصحفي اليهودي :
التقارير السرية التي أرسلها وفد نائب الرئيس ديك تشيني الي واشنطن حول لقاءاته مع قادة الدول العربية كانت مشجعة أكثر من الانطباع الذي أثارته تصريحات هؤلاء القادة لوسائل الاعلام. حتي حسني مبارك الذي كان حذرا بصورة استثنائية قال للضيف الهام انه لن يخرج عن أطواره اذا قررت الولايات المتحدة ضرب صدام حسين. الي جانب ذلك وعده بأن لا يصرخ في البوق ضد هذه الهجمة. وفي العواصم الخليجية لم يخفوا تأييدهم لازاحة صدام حسين من خلف الأبواب المغلقة، مبارك أنهي أقواله بكلمة ولكن . مبارك مثل الجميع قال لتشيني انه سيجد صعوبة في غض بصره عن الهجمة الامريكية ضد العراق اذا أغفلت الادارة الامريكية عيونها عن الهجوم الاسرائيلي ضد العرب.
الوعد المبهم الممزوج بالاهانة باخلاء سبيل عرفات بشكل مشروط من المقاطعة الرئاسية بسبب السلوك الجيد، وجه بالاساس (اذا لم يكن فقط) لأسماع قادة الدول العربية. عملية وادي عارة كانت مثابة تأكيد لادارة بوش ـ تشيني بأن قرار عدم التعريج علي رام الله كان قرارا صائبا. الامر الاخير الذي يريده الرئيس الامريكي الذي أعلن حربا ضارية علي الارهاب، هو ان يقوم ناخبوه غدا صباحا .. مع صورة لعرفات وهو يقبل وجه نائبه ، ويذهبون للنوم مع صور وجوه ضحايا العمليات الفلسطينية الممزقة (عملية وادي عارة حدثت في منتصف الليل حسب توقيت الساحل الشرقي في أمريكا).
من أجل مواجهة أوضاع ومواقف غير لطيفة من هذا القبيل اخترعت الادارة الامريكية المبعوث انتوني زيني. سيرته المهنية أصبحت من خلفه منذ مدة طويلة ولا يوجد أي مؤشر علي انه معني بسيرة سياسية. زيني يستكمل تقاعده العسكري بأعمال الاستشارة ويرفض الحصول علي أجر مقابل مهمة السلام التي يقوم بها في الشرق الاوسط. قد يكون أصغي الي أقوال قدامي عملية السلام في واشنطن الذين اقترحوا عليه ان لا يدخل للمستنقع بكلتا قدميه. وكان هناك من حذروه انهم كانوا سيبقون في البيت مع تفويض صغير مثل ذاك الذي أعطاه اياه الرئيس في مهمته.
هذا الامر يمكن ان يعبر عن نفسه من خلال مقالة فردريك هوف التي نشرت في هذه الايام في صحيفة ميدل ايست اينسايت الصادرة في واشنطن. اسم فردريك هوف لا يعني شيئا لاغلبية الاسرائيليين والفلسطينيين. الا ان المستوي الامني والسياسي يعرفان جيدا الشخص الذي أشرف علي العمل الميداني في لجنة ميتشل في الضفة الغربية. هوف هو ايضا من صاغ مع المختص الاوروبي اليستر كروك مسار الانتقال من العنف الي المفاوضات حول التسوية الدائمة. لذلك يوصي جدا التدقيق في اجابته الكاملة علي السؤال الذي طرح عليه: هل يمكن لزيني ان يوقف العنف؟ مقالته كتبت بعد فشل مهمة زيني السابقة وقبل ان يعلن عن مهمته الحالية، الا ان تحليله للنتائج ينطبق ولشدة الأسف علي الوضع الحالي. لو كانت روح الدعابة والصبر وحكمة الشارع كافية لاعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الي مسار المفاوضات السلمية - قال هوف موجها لسعة لمن أرسلوا زيني - لكان زيني هو الشخص الصحيح وفي المكان الصحيح والتوقيت الصحيح . هوف واصل ضرباته قائلا: لو كان زيني قد أرسل للمنطقة بعد زيارة رئيس الـ سي.آي.ايه الناجحة في شهر حزيران (يونيو) 2001 لكان من الممكن ان يكون الجانبان في خضم تطبيق خطة وقف اطلاق النار وتطبيق تقرير ميتشل، الا انهم أهدروا وقتا ثمينا بدلا من ذلك. ووجد زيني نفسه شاهدا مرتين علي عمليات انتحارية وعقوبات جماعية وعملية ضبط دراماتيكية لسفينة السلاح .
من قبل ان يرد هوف علي السؤال اذا كان زيني قادرا علي ايقاف العنف، نجده يقوم بوضع الاسرائيليين والفلسطينيين علي طاولة العمليات الجراحية. ومن ثم يدق ازميله في الجانبين ويشرح: رغم ان الجانبين يدفعان ضريبة لفظية لاتفاقات اوسلو - بالاساس من خلال الاشارة الي قيام الطرف الآخر بخرقه - الا انهما لا يريان به وثيقة تطبق ما وعدت به .
المستشار الامريكي لا يكتفي بتشخيص المرض العضال الذي يعاني منه الزبائن الذين وصلوا الي أيدي زيني بعد ان أهملوا الأدوية التي وصفها لهم ميتشل وتينيت. هوف يقترح سلسلة من الأدوية الجديدة كشرط ضروري لنجاح مهمة زيني:
حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية يعلقان خلال عدة اسابيع تقديراتهما الأخروية التي تبنوها تجاه بعضهم البعض من اجل محاولة بلورة ديناميكية جديدة بتوجيه من زيني. بامكان الجانبين ان يعطيا شيكا مفتوحا من اجل الاشراف علي تطبيق خطة تينيت لوقف اطلاق النار .
وحتي يتمكن زيني من التحرك بفعالية ونجاعة سيحتاج الي قوة تنفيذية تتمتع بحرية حركة ويكون بامكانها ان تتأكد من تنفيذ خطوات مثل اعادة الانتشار والاعتقالات وضبط الاسلحة وتنفيذ ما تبقي من الخطوات الواردة في خطة تينيت.
بواسطة قدرة زيني القيادية والتعبيرية يمكن له ان يفطم جيش الدفاع والمستوي السياسي من الادمان المرهق والمدمر للاشفاق علي الذات ومن الاعتقاد بأن الآخر لا يفهم الا لغة القوة. زيني يستطيع ان يحدث تغييرا كبيرا اذا ساعد جيش الدفاع في استعادة السيطرة علي أعصابه وعدم اللعب في مصلحة الارهابيين الفلسطينيين .
يلمس ان هوف يعرف الزبائن بصورة جيدة، وهو يقدر لشدة الأسف ان لا احتمالية لأن يمنح الطرفان زيني فرصة حقيقية للنجاح الا فقط اذا اقتنعوا بأن تكتيكهم الحالي يوصل الي طريق مسدود. هوف يعرف ايضا ما هو الامر الوحيد الذي يمكنه ان يقنعهم: الكارثة التي تنتظرهم علي الأبواب . الطريقة الوحيدة لمنع الكارثة: اولا، دعم بوش لزيني من اجل بلورة ديناميكية جديدة. ثانيا، الحصول علي صلاحية كاملة من عرفات وشارون للاشراف علي تطبيق خطتي ميتشل وتينيت.
هوف علي قناعة ان الجميع سيعودون في نهاية المطاف الي خطتي تينيت وميتشل. وهو ايضا مقتنع ان حل الصراع سيكون مشابها جدا للخطوط الهيكلية المرسومة التي وضعتها الخطط المعروفة لتقاسم الاراضي المتنازع عليها بين دولتين. السؤال هو متي سيصل الطرفان الي ذلك، وكم سيكلفهما ذلك، وليس ان كانا سيصلان اليه أم لا؟ .
www.islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/arab/22_3_02/11.htm)