نفرمسكين
24-03-2002, 08:16 PM
مرارة الدنيا هي حلاوة الآخرة
مقتطفات عبقة من ماس معاني تسلية اهل المصائب
مرارة الدنيا هي حلاوة الآخرة
و من تسلية أهل المصائب : أن ينظر العبد بعين بصيرته ، فيعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة في الآخرة ، يقبلها الله تعالى ، و حلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة ، و لأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة ، خير من عكس ذلك ، فإن خفي عليك ذلك فانظر إلى قول الصادق المصدوق ، وهو قوله صلى الله عليه و سلم : حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ، وكذلك قوله في الصحيح : يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ، فيصبغ في النار صبغةً ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا و الله يارب ، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا و الله يا رب ، الحديث .
وهذا المقام تتفاوت فيه عقول الناس ، و تظهر حقائق الرجال ، فأكثر أهل زماننا يؤثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ، ولم يتحمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد ، و لا ذل ساعة لعز الأبد و لا محنة ساعة لعافية الأبد ، فإن الحاضر عنده شهادة ، و المنتظر غيب ، و الإيمان ضعيف ، و سلطان الشهوة حاكم ، فتولد من ذلك إيثار العاجلة و رفض الآخرة ، و هذا حال النظر ، الواقع على ظواهر أكثر أهل زماننا في أوائل أمورهم و مبادئها ، و ما ذاك إلا لحبهم هذه الحياة الدنيا .
قال وهب بن منبه : كان عيسى ابن مريم عليه السلام يقول : بحق أقول لكم ، إن أشدكم حباً للدنيا أشدكم جزعاً على المصيبة .
و أما النظر الثاقب الذي يخرق حجب العاجل ، و محاورة العواقب و الغايات ، فله شأن آخر ، فادع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه و أهل طاعته من النعيم المقيم ، و السعادة الأبدية و الفوز الأكبر و ما أعد الله لأهل البطالة و الإضاعة من الخزي و الخسران و العذاب الدائم ، ثم اختر أي القسمين أليق بك ، و كل يعمل على شاكلته ، و كل أحد يذهب إلى ما يناسبه و ما هو الأولى به ، و هذا نصح أخيك فيما يحسن بك و يسليك
مقتطفات عبقة من ماس معاني تسلية اهل المصائب
مرارة الدنيا هي حلاوة الآخرة
و من تسلية أهل المصائب : أن ينظر العبد بعين بصيرته ، فيعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة في الآخرة ، يقبلها الله تعالى ، و حلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة ، و لأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة ، خير من عكس ذلك ، فإن خفي عليك ذلك فانظر إلى قول الصادق المصدوق ، وهو قوله صلى الله عليه و سلم : حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ، وكذلك قوله في الصحيح : يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ، فيصبغ في النار صبغةً ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا و الله يارب ، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا و الله يا رب ، الحديث .
وهذا المقام تتفاوت فيه عقول الناس ، و تظهر حقائق الرجال ، فأكثر أهل زماننا يؤثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ، ولم يتحمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد ، و لا ذل ساعة لعز الأبد و لا محنة ساعة لعافية الأبد ، فإن الحاضر عنده شهادة ، و المنتظر غيب ، و الإيمان ضعيف ، و سلطان الشهوة حاكم ، فتولد من ذلك إيثار العاجلة و رفض الآخرة ، و هذا حال النظر ، الواقع على ظواهر أكثر أهل زماننا في أوائل أمورهم و مبادئها ، و ما ذاك إلا لحبهم هذه الحياة الدنيا .
قال وهب بن منبه : كان عيسى ابن مريم عليه السلام يقول : بحق أقول لكم ، إن أشدكم حباً للدنيا أشدكم جزعاً على المصيبة .
و أما النظر الثاقب الذي يخرق حجب العاجل ، و محاورة العواقب و الغايات ، فله شأن آخر ، فادع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه و أهل طاعته من النعيم المقيم ، و السعادة الأبدية و الفوز الأكبر و ما أعد الله لأهل البطالة و الإضاعة من الخزي و الخسران و العذاب الدائم ، ثم اختر أي القسمين أليق بك ، و كل يعمل على شاكلته ، و كل أحد يذهب إلى ما يناسبه و ما هو الأولى به ، و هذا نصح أخيك فيما يحسن بك و يسليك