المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مقومات النصر معركة إسلامية، ليست قومية ولا وطنية ولا ترابية ، بل نخوضها باسم الإسلام



Black_Horse82
24-03-2002, 10:05 PM
من البريد

مقومات النصر



لقد تقطع قلوب المؤمنين الذين يرون في وضح من النهار ما يفعله الأعداء بمقدساتنا وإخواننا في العقيدة في فلسطين ، وما يفعله هؤلاء الملحدون في إخواننا وديارهم في الشيشان ، وجزر الملوك ، وفي كل مكان يهان به أهل التوحيد ، وهذا كله بسبب ضعفنا وبعد الكثيرين عن منهج الحق ، فكان لا بد لنا من تبيين ذلك والشروط التي لا بد لنا منها ، وتوضيح بعض ذلك لما ورد في قوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم" الآية ، فما أسباب النصر الواردة في الآية ، وكيف نربطها بواقعنا ؟




بسم الله الرحمن الرحيم

المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ذكر الله - تعالى- في هذه الآية الكريمة من سورة الأنفال ، أسباب النصر:
1- فصدر الآية بـ "يا أيها الذين آمنوا" إشارة إلى ضرورة أن تكون معركتنا مع العدو ، معركة إسلامية ، ليست قومية ولا وطنية ولا ترابية ، بل نخوضها باسم الإسلام ، والإسلام وحدة ، وبطبيعة الحال فإن الدفاع عن الأرض والعرض والوطن والمقدسات والحقوق الإنسانية هو من واجبات الدين .
2- ثم أمر بالثبات ، الثبات على المبدأ الذي من أجله نقاتل ، فلا تثنينا عنه المحن ، ولا تصدنا عنه العقبات "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين " .
والثبات في المعركة ، وإن تطايرت الأشلاء ، ونزفت الدماء ، وتفاقم الخطب ، واشتد الكرب .
ومثلي ومثلك قد نجيد رصف الكلمات ، وتنميق العبارات ، لكننا لسنا متأكدين من أننا نملك قلوباً واعية صابرة في وجه الأعاصير أو في وجه المغريات!!
3- ثم ثنى بذكره ذكراً كثيراً ، وفي هذا الذكر مصالح عظيمة :
فهو زاد إلى الآخرة لقوم يقبلون عليها ، وهو وسيلة إلى الصبر والثبات ، وتذكير بالمبدأ الذي من أجله نفاصل ونقاتل ، وهو جزء من الرعب الذي يلقى في قلوب الكافرين ، ولذلك يقول أحد الحاخامات : إنه لا سلام مع العرب ما دام الأذان يرتفع خمس مرات كل يوم في مراكش ، ودمشق ، وبغداد ، والقاهرة !
ويقول زعيم حزب شاس المتطرف (وكلهم متطرفون) : على العرب أن يختاروا بين القرآن والسلام !
4-" وأطيعوا الله ورسوله " أطيعوه في الرخاء لتجدوه في الشدة ، وأطيعوه في مجريات المعركة وسياقاتها ولواحقها ، وكم من حرب تبدو شرعية وحقيقتها التعصب والهوى والانتصار للنفس لا لله ! وكم من حرب تبدأ دينية عادلة ، وتنتهي دموية سلطوية عابثة .
5- "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" إي – والله-! وماذا أبقى لنا التنازع عبر تاريخنا الطويل إلا الفشل وذهاب الريح .
ولربما كان مفهوماً أن نتنازع ، يوم كان لنا عز وقوة وحضارة ، لكنه من غير المفهوم أبداً أن نتنازع ، ونحن الآن بلا شيء ، وكأن بعض حالنا- والعياذ بالله - كتنازع أهل النار - نسأل الله السلامة - وطالما لعب اليهود وغيرهم على هذا الوتر... فوظفوا التناقضات القائمة بين الفلسطينيين ، أو بين المسلمين توظيفاً يجعل سهامهم مصوبة إلى صدور بعضهم ، ويريح عدوهم من مواجهتهم ، ويا ليت المسلمين تفطنوا لهذا ، وجمعوا صفوفهم ، أو أجلوا معاركهم الداخلية حتى يفرغوا من عدوهم المتربص ، وليتهم استثمروا الخلافات والتنازع داخل صفوف أعدائهم ، وبذلوا الأموال في تأجيجها وإضرام نارها ، فربما كفوا بغيرهم .
6- "واصبروا إن الله مع الصابرين" والصبر ضرورة للحياة كما هو ضرورة للإسلام والإيمان ، وأنت تجد اليوم في المتحمسين ، فضلاً عن عامة المسلمين نفاداً في الصبر ، ومن أجلّ مظاهره النفس القصير ، فليس لدينا وقت لنستمع لمن يقول لنا: استعدوا لغد ؛ لأننا نريد أن نفرغ اليوم من كل شيء ! وكأنه لا غد لنا .
لقد قرر اليهود في "بازل" بسويسرا إقامة دولة إسرائيل في فلسطين ، وتحقق الحلم بعد خمسين سنة ، والآن الكثير من أحبتنا الشباب يملكون حماساً مؤقتاً لمواجهة اليهود الآن ، لكن هل يتحول هذا الحماس إلى إرادة مصممة تستجمع الوسائل والأسباب لمواجهة اليهود ولو بعد خمسين سنة ؟
ماذا قلت ؟ خمسين سنة ؟
إيه دونها حياة وموت!.



أخوكم
سلمان بن فهد العودة
10/1/1423