المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مأساة أسرى طالبان



MandN
25-03-2002, 11:55 AM
http://www.islammemo.com/news/asia/25_3_02/2.htm1.jpg
كل يوم تقريبا وعند موعد الغداء تحديدا يشهد سجن جوزجان عرضا مخيفا لعدد من سجناء حركة طالبان المرضى أو الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة عندما يتم حملهم من زنزاناتهم وتمديدهم على الأرض القذرة في باحة السجن لعدة دقائق يتعرضون خلالها للشمس ويستنشقون الهواء النقي. وعندما يتم تمديد السجناء على البطانيات الزرقاء الخفيفة يخيل للرائي انهم جثث هامدة ولكن سرعان ما يقوم احدهم بتحريك ركبته او اصدار صوت خافت ومكتوم ليعلم الحراس ان السجين قد نال كفايته وانه مستعد لاعادة إلى زنزانته. هكذا يروي مراسل الهيرالد تربيون الأمريكية عن أحوال أسرى طالبان ويقول الجنرال جوار بيغ المسؤول عن السجن: كل أسبوعين او نحو ذلك يموت أحد هؤلاء الأسرى والمشكلة اننا لا نملك طعاما كافيا لابقائهم على قيد الحياة فضلا عن أن الادوية غير متوافرة على الاطلاق. اذن هذا هو المصير الذي ينتظر نحو ثلاثة آلاف من سجناء حركة طالبان الذين احضروا إلى هنا بعد ان انتهت الحملة العسكرية المدعوة ضدهم وقد القي القبض على معظم هؤلاء الاسرى في قندوز التي هدد الآلاف من مقاتلي حركة طالبان والقاعدة بالدفاع عنها حتى الموت ليستسلموا بعد ذلك دون مقاومة تذكر. وفي ذلك الوقت كان هناك حديث عن امكانية تسليم الرجال إلى منظمة الأمم المتحدة كما صدرت وعود من قبل الأفغان الذين لا يملكون خبرة كافية في هذه المسألة بأن الاسرى سيعاملون بلطف ورحمة. ولكن بعد مرور شهر واحد فقط على عمليات الاعتقال لم يعد أحدث يتحدث عن أسرى حركة طالبان فمع استمرار الفوضى القتالية في أنحاء مختلفة من افغانستان التي تقودها حكومة ضعيفة فإن قلة من الناس فقط لديهم الوقت للأسرى الآن. وكان الأميركيون قد جاءوا إلى السجن بعد اعتقال المقاتلين مباشرة لالتقاط الصور لهم واستجوابهم في محاولة لتحديد أكثرهم خطورة قبل ان يأخذوا 100 منهم إلى قاعدة غوانتنامو العسكرية الأميركية في كوبا. وبعد ذلك بوقت قصير جاء ممثلو الحكومة الأوزبكية واخذوا معهم عشرة من مواطنيهم على الأقل وبحلول عيد الأضحى المبارك قامت ادارة السجن بإطلاق سراح حوالي 2500 اسير معظمهم من الطاعنين في السن او المصابين بأمراض خطيرة لا يرجى شفاؤها. اما السجناء المتبقون الذين ينقسمون بين أفغان وباكستانيين فلم يعد أحد يحفل بهم الآن ويقول مقصود خان 26 عاما وهو مقاتل افغاني اعتقل في قندوز الكل هنا يأمل ان يطلق سراحه اليوم أو غدا. ويضيف: جميعنا نعد الأيام ويعاني خان بشدة من صعوبة الحياة في زنزانته التي يشاركه فيها 50 سجينا لا يذكر أي منهم متى استحم لآخر مرة ومثل معظم الذين ألقي القبض عليهم لصلتهم بحركة طالبان فإنه يؤكد انه بريء من التهم التي وجهت إليه. فبعد أحداث 11 سبتمبر دعاه ابن عمه ناصر أحمد الذين يعمل صحفيا لمرافقته إلى أفغانستان وذلك لمساعدته في التقاط الصور. ويقول خان الذي كان يعمل كميكانيكي في اسلام أباد انه رأى في دعوة ابن عمه فرصة لتحقيق حلمه في ان يكون مسلما صالحا ومفيدا لأمته حيث يقول لقد كنت أصور لصالح الجهاد والجهاد له أوجه عديدة مثل القتال أو العمل الصحفي أو التصوير. والواضح ان خان والباكستانيين الـ 800 المسجونين معه في جوازجان يواجهون مستـقبـلا غـامضا إلى حد كبير. فكأجانب شاركوا في حرب أهلية فإنهم لا يستطيعون الاعتماد الا على اصرار حكومتهم على اطلاق سراحهم وبالطبع على رحمة وشفقة سجانيهم الافغان.. وقد تحدث بعض المسؤوليـن الافغـان في الآونـة الأخـيـرة عن امكانية محاكمة السجناء الباكستانيين او اعادتهم إلى بلادهم في مرحـلـة لاحقـة ولكن بيغ الذي يشرف على السجن وتجمعه علاقة صداقة حميمة بأمير الحرب الأوزبكي عبدالرشيد دستم يؤكد انه لم يتخذ أي قرار بشأن مصير الأسرى حتى الآن. ومن شرفة مكتبه التي تطل على باحة السجن الصغيرة بدا بيغ كرجل فقد الأمل واستسلم للأمر الواقع منذ وقت طويل فهو مسؤول عن حراسة ثلاثة آلاف رجل يعيشون في 40 زنزانة صغيرة رغم ان السجن مصمم لاستقبال 800 معتقل في أسوأ الأحوال ويقول بيغ انه اضطر إلى تخفيض الحصص الغذائية للسجناء لان الحكومة خفضت موازنة السجن بشكل كبير. وفي ظل غياب الأدوية بما في ذلك البسيطة منها فإن أطباء السجن الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة لا يستطيعون فعل شيء يذكر للتخفيف عن أولئك الذين يسقطون ضحية للمرض .
www.islammemo.com (http://www.islammemo.com/news/asia/25_3_02/2.htm)