المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أمريكا تورط بريطانيا بحرب فيتنامية جديدة في أفغانستان



MandN
26-03-2002, 12:08 PM
إسلام آباد- مهيوب:

الحماس غير طبيعي الذي أبداه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إبان أحداث نيويورك وواشنطن بتولي المهمة عن الرئيس بوش في زيارة معظم عواصم العالم لحشد تأييد أعمى لبدء العمليات العسكرية في أفغانستان ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان, جعل الحكومة الأمريكية تقدم على مكافئة توني بلير لقاء جهوده السابقة وتتجرأ على تقديم طلب للحكومة البريطانية تطالبها فيه بإرسال قوات عسكرية إضافية إلى أفغانستان.
وما كان من الحكومة الصديقة إلا أن وافقت على الفور على الطلب المذكور حيث أعلن وزير الدفاع البريطاني جيفري همون قبل عدة أيام أن بريطانيا ستنشر وحدة مشاة مؤلفة من 1700 جندي معظمهم من فرق القوات الخاصة التابعة للبحرية الملكية البريطانية, ويعتبر هذا الانتشار البريطاني هو الأكبر من نوعه منذ حرب الخليج عام 1991 خصوصا وان الأمر يتعلق بالقوات الخاصة, وأعلن الوزير أن مهمة هذه القوات ستكون مطاردة قوات طالبان وتنظيم القاعدة في شرق أفغانستان, ومن المتوقع أن تنشر هذه القوات خلال الأيام القليلة القادمة, وتمارس عملها الفعلي منتصف شهر إبريل القادم.
وأثار قرار الحكومة البريطانية موجة من الجدل في الأوساط السياسية البريطانية خشية أن تغرق بريطانيا في مستنقع أفغانستان كما غرقت أمريكا في مستنقع فيتنام, مما اضطر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يوم الأحد الماضي رفض المخاوف المثارة تجاه القوات البريطانية التي أرسلت للمحاربة في أفغانستان من أن تجد نفسها تخوض "حرب فيتنام" تتورط فيها لسنوات.
وفي حديث لسترو مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية قال إن القوات التي أرسلت لمساعدة جنود أمريكيين يحاربون مقاتلي طالبان والقاعدة وقوامها 1700 جندي لن تمكث هناك طويلا إلا انه صرح بأنه لا يعرف تحديدا الوقت الذي ستسحب فيه القوات.
وكان وزير الدفاع البريطاني الأسبق دوج هندرسون قد حذر من احتمال عدم إمكانية القوات البريطانية الخروج من المستنقع الأفغاني وتورطها في حرب أهلية أشبه بحرب فيتنام التي تورطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت بإرسال عدد محدود من القوات للتدخل في الحرب الأهلية في فيتنام عام 1965 إلى أن وصلت إلى أكثر من نصف مليون جندي عام 1970 , وتعجب دوج هندرسون من الدور المزدوج الذي تلعبه القوات البريطانية في أفغانستان حيث تحارب تنظيم القاعدة وحركة طالبان كما تقوم بحفظ السلام في كابل بل وتتولى حاليا قيادة قوة ايساف , وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تلعب هذا الدور واكتفت بمحاربة القاعدة وطالبان ولم تشترك في القوات الدولية لحفظ السلام, وأبدى هندرسون تخوفه من أن يتحول الصراع الدائر بين الفصائل الأفغانية إلى حرب بينهم وبين القوات الأجنبية التي تتولى عملية حفظ السلام في أفغانستان.
وتزداد المخاوف البريطانية في ظل اشتعال وطيس الحرب في أفغانستان يوما بعد يوم وهذا ما يؤكده إدخال الولايات المتحدة طائرة أي 10 المقاتلة التي شاركت في حرب الخليج الثانية إلى الخدمة في أفغانستان حديثا في محاولة قالت إن الهدف منها تعزيز القدرات للقوات الأميركية هناك.
ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ورطت بريطانيا بالفعل في مستنقع أفغانستان على صعيد عمليات القتال من جانب, وحفظ السلام من جانب آخر حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز معلومات نقلا عن تقرير سري أمريكي يؤكد صعوبة تأسيس جيش أفغاني في الوقت القريب, وتشير تقارير الخبراء إلى أنه يتعين توفير ثلاثين ألف جندي على الأقل لتحقيق الاستقرار في أفغانستان بينما العدد الحالي الموجود يقدر 4500 جندي فقط..
هذا في الوقت الذي يطالب فيه رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة حامد كرزاي الولايات المتحدة والأمم المتحدة مرارا وتكرارا زيادة عدد قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان لتتعدى العاصمة كابل إلى جميع الولايات الأفغانية.
هذه هي سياسة الحرب بالوكالة التي نهجتها الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد ما يسمى بالإرهاب في أفغانستان حيث تولت قوات تحالف الشمال الأفغانية المهمة البرية وهي أخطر المراحل التي تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في بداية المعركة, وها هي تعلق الجرس الآن في رقبة الحكومة البريطانية, وعلى توني بلير أن يتحمل المسؤولية أمام شعبه في القريب العاجل.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/A6810BD6-DADD-4072-A0B0-47E1C5F84633.html)