أمة الله
26-03-2002, 12:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته والصلاة والسلام على سيد الانام محمد بن عبد الله حبيب الرحمن :-
قضى رجلان في المستشفى في غرفة واحدة فترة طويلة من الزمن وقد كانا في حالة
خطيرة للغاية. كان لأحدهم الإذن بأن يرفع سريرة لمدة ساعة واحدة في النهار
لمساعدته على إخراج الماء الموجود في رئتيه وكان سريرة بالقرب من النافذة. أما
الرجل الآخر فكان مفروض عليه البقاء على شكل واحد ممد على ظهرة في الفراش. كانت
لهم الفرصة الكبيرة ليتحدثوا عن كل شيء في الحياة من البيت والزوجة والأولاد
والجيران وكل ما يخطر أو لا يخطر ببال.
وفي كل مرة يسمح للرجل الذي بجانب النافذة أن يرفع الفراش قليلاً يقضي تلك
الساعة في وصف المحيط بهم في الشارع والمناظر المحروم زميلة من رؤيتها. أصبح
ذلك أحد روتين حياتهما فقد أصبح الرجل في الداخل ينتظر تلك الساعة التي يصف
فيها زميلة العالم الخارجي وقد عكس ذلك بشكل ملحوظ وإيجابي على نفسيته فبدأت
حالته تتحسن شيئاً فشيئاً.
كان وصف الرجل بقرب النافذة أن العالم الخارجي هو عبارة عن مساحة شاسعة من
الأرض الخضراء المليئة بكل جميل، وفي جزء منها بحيرة كبيرة الحجم يلعب فيها
الأطفال بقواربهم، وبها العاشقين يسيرون يداً بيد وهم في غاية السعادة، والبط
يملأ أرجاء الحديقة وهي أيضاً مليئة بالطيور المغردة جميلة الأشكال ومختلفة
الأحجام.
كل ما كان الرجل بجانب النافذه يصف هذه المشاهد ... يغلق زميله عينيه ويتخيل
تلك المناظر الجميلة التي حرم منها. في يوم من الأيام وصف له احتفال به مجموعة
من الناس يسيرون في الشارع يرتدون ملابس ذات ألوان زاهية وجميلة ومجموعة من
الأطفال والرجال والنساء يرقصون ويمرحون، كل ذلك والرجل الثاني يتخيل ما يتم
وصفه له ويسعد بهذا الوصف الرائع.
في صباح يوم من الأيام كانت الممرضة تحضر لهم الأدوية وأدوات غسل الوجه والجسم
وحضرت إلى الرجل الذي بجانب النافذة ووجدته قد فارق الحياة وعلى محياه بسمة
واضحه. اسرعت بمناداة المختصين ليقوموا بالواجب وفعلوا.
حزن زميله كثيراً لأنه سيفتقد من كان يصف له العالم الخارجي ... مضت أيام وهو
وحيد في تلك الغرفة ... طلب من الممرضة أن تنقله إلى جانب النافذه عله يرى ما
كان يراه زميله ويريح نفسيته وينسى مرضه. وافقت الممرضة وبالفعل نقلته إلى جانب
النافذة.
طلب منها أن ترفع السرير قليلاً فوافقت وإذا به يجد سوراً عالياً أمام النافذة
لا يمكن رؤية أي شيء سواه. أستغرب وسأل الممرضة إن كانت متأكدة أن هذه هي نفس
النافذة التي كانت بالقرب من سرير زميلة فأجابت بالإيجاب، حكى لها ما كان يرويه
له صديقه قبل أن يموت وهو ينظر من النافذة ... ولدهشته ... أخبرته الممرضه أن
ذلك الشخص كان أعمى ولا يتسطيع حتى رؤية ذلك الجدار!!!!
هناك قدر كبير من السعادة في القدرة على أن تجعل غيرك سعيد.
المشاركة في الألم يخفف نصفه ... أما المشاركة في الفرح فهي تضاعفه.
إن كنت تريد أن تعرف مدى غناك ... أحسب جميع الأشياء التي لا يمكن أن يشتريها
مال.
مع تحيات الذليله لله أمة الله
قضى رجلان في المستشفى في غرفة واحدة فترة طويلة من الزمن وقد كانا في حالة
خطيرة للغاية. كان لأحدهم الإذن بأن يرفع سريرة لمدة ساعة واحدة في النهار
لمساعدته على إخراج الماء الموجود في رئتيه وكان سريرة بالقرب من النافذة. أما
الرجل الآخر فكان مفروض عليه البقاء على شكل واحد ممد على ظهرة في الفراش. كانت
لهم الفرصة الكبيرة ليتحدثوا عن كل شيء في الحياة من البيت والزوجة والأولاد
والجيران وكل ما يخطر أو لا يخطر ببال.
وفي كل مرة يسمح للرجل الذي بجانب النافذة أن يرفع الفراش قليلاً يقضي تلك
الساعة في وصف المحيط بهم في الشارع والمناظر المحروم زميلة من رؤيتها. أصبح
ذلك أحد روتين حياتهما فقد أصبح الرجل في الداخل ينتظر تلك الساعة التي يصف
فيها زميلة العالم الخارجي وقد عكس ذلك بشكل ملحوظ وإيجابي على نفسيته فبدأت
حالته تتحسن شيئاً فشيئاً.
كان وصف الرجل بقرب النافذة أن العالم الخارجي هو عبارة عن مساحة شاسعة من
الأرض الخضراء المليئة بكل جميل، وفي جزء منها بحيرة كبيرة الحجم يلعب فيها
الأطفال بقواربهم، وبها العاشقين يسيرون يداً بيد وهم في غاية السعادة، والبط
يملأ أرجاء الحديقة وهي أيضاً مليئة بالطيور المغردة جميلة الأشكال ومختلفة
الأحجام.
كل ما كان الرجل بجانب النافذه يصف هذه المشاهد ... يغلق زميله عينيه ويتخيل
تلك المناظر الجميلة التي حرم منها. في يوم من الأيام وصف له احتفال به مجموعة
من الناس يسيرون في الشارع يرتدون ملابس ذات ألوان زاهية وجميلة ومجموعة من
الأطفال والرجال والنساء يرقصون ويمرحون، كل ذلك والرجل الثاني يتخيل ما يتم
وصفه له ويسعد بهذا الوصف الرائع.
في صباح يوم من الأيام كانت الممرضة تحضر لهم الأدوية وأدوات غسل الوجه والجسم
وحضرت إلى الرجل الذي بجانب النافذة ووجدته قد فارق الحياة وعلى محياه بسمة
واضحه. اسرعت بمناداة المختصين ليقوموا بالواجب وفعلوا.
حزن زميله كثيراً لأنه سيفتقد من كان يصف له العالم الخارجي ... مضت أيام وهو
وحيد في تلك الغرفة ... طلب من الممرضة أن تنقله إلى جانب النافذه عله يرى ما
كان يراه زميله ويريح نفسيته وينسى مرضه. وافقت الممرضة وبالفعل نقلته إلى جانب
النافذة.
طلب منها أن ترفع السرير قليلاً فوافقت وإذا به يجد سوراً عالياً أمام النافذة
لا يمكن رؤية أي شيء سواه. أستغرب وسأل الممرضة إن كانت متأكدة أن هذه هي نفس
النافذة التي كانت بالقرب من سرير زميلة فأجابت بالإيجاب، حكى لها ما كان يرويه
له صديقه قبل أن يموت وهو ينظر من النافذة ... ولدهشته ... أخبرته الممرضه أن
ذلك الشخص كان أعمى ولا يتسطيع حتى رؤية ذلك الجدار!!!!
هناك قدر كبير من السعادة في القدرة على أن تجعل غيرك سعيد.
المشاركة في الألم يخفف نصفه ... أما المشاركة في الفرح فهي تضاعفه.
إن كنت تريد أن تعرف مدى غناك ... أحسب جميع الأشياء التي لا يمكن أن يشتريها
مال.
مع تحيات الذليله لله أمة الله