ATB
31-03-2002, 12:39 PM
>........... حبــي الأول ؛,؛,؛ لن يعــــــــــــود ..........
>
>
>** ( الفصل الأول : في المطار ) **
>(( تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم 37 و المتجه
>بمشيئة الله إلى لندن ,, فعلى السادة المسافرين التوجه للبوابة 19 ….
>))
>
>
>ابتسام : اف ,, اخيراً ؟!!,, زهقت من وقفة المطار ,, يلا نروح!
>الأم : يوووه ,, انتي دايماً مصرقعه؟! ,, اصبري شوي ,, بعدين حنا درجه
>اولى و كراسينا مهيب طايره!!
>ثم اكملت ( مستدركه ) : وين اماني ,,؟؟!
>ابتسام : قالت بتروح الكبينه تكلم مشاعل ,, لأنها نست تسلم عليها.
>الأم ( بتعجب ): و جوالها وينه؟؟ ,, وشوله تروح الكبينه؟!!
>ابتسام : مدري عنها ,, تقول مابه شحن!
>من بعيــد ,, تلوح اماني ,, وهي تقترب عجله ,,
>اماني : اسفه ,, تأخرت عليكم ,, بس مشاعل الهذاره ما خلتني اقفل الا
>بعد ما سمعتها نداء الرحله ,,,,
>الأم ( مقاطعه ) : طيب ,, طيب ,,, يلا عالبوابه
>مسكت كل وحده حقيبتها ,, متجهين نحو بوابة رقم 19
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني : بطاقة تعارف ) **
>
>
>موظف المطار : كم عددكم ؟
>الأم : ثلاثه
>الموظف : رحله موفقة
>
>كانت الطائرة ايرباص 373 ,, وكانت ملئه بالركاب ,, وكأنه لم يبق بها
>الا تلك الكراسي الثلاث المحجوزه في اخر صف!
>اماني : أنا ابي اجلس صوب الدريشه ,, ودي أشوف الإقلاع بوضوح,,
>ابتسام ( ساخره ) : تكفين يا الرومانسيه!!
>الأم : خلاص ,, كل وحده تجلس بأي كرسي ,, ترى كلنا بنوصل بوقت واحد!!
>
>جلست كل واحده منهن ,, اماني عند النافذة وابتسام بجوارها ( على الطرف
>) ,, والأم على الكرسي المنفرد.
>
>كنّ متوجهات إلى لندن ,, ككل عام ,, مع بداية أغسطس ,, حيث تجتاح
>الحرارة و الرطوبة أجواء المنطقة الشرقية ( الخبر )
>أما الأب ,, فقد سبقهم ,, قبل يومين من سفر الأسره ,, لإنهاء بعض
>الأشغال ,,, حيث انه رجل أعمال نشاطاته واسعه,, ولا يرتاح من السفر
>المتواصل ,,
>هو لم ينجب سوى ابنتين ,, وكان يتمنى لو أن الله مـنّ عليه بولد يعينه
>ويخفف العبء عنه ,, ولكن صحة ( أم اماني ) لم تساعد على ذلك!
>وهو لعظيم حبه واخلاصه لها ,,, وتقديراً لابنتيه ,, لم يفكر بالزواج
>بأخرى ,, ورضى بقضاء ربه.
>
>أما أم اماني ,, فكانت مثال للأم الواعية المثقفة ,, فهي سيده اربعينيه
>,, حاصلة على بكالوريس في التاريخ من جامعه الملك سعود ,, و تتعامل مع
>ابنتيها و كأنهن صديقات لها .
>و ابتسام ( دلوعه البيت ) ,, طالبه في ثالث ثانوي ,, فتاه في 18 من
>عمرها ,, نشيطه مرحة ,, ملامحها طفوليه ,, بيضاء البشره ,, عيناها
>ناعستين ,, شعرها طويل مموج و منسدل على كتفيها ,, كانت جميلة لا
>يعيبها شيء سوى قصرها نسبياً ,, لذا فصديقاتها بالمدرسة ينادينها (
>القزمة )!
>أما اماني ,,, التي تكبرها بـ ثلاث سنوات ,, فهي ذات قوام ممشوق ,,
>لونها خمري ,, وشعرها غجري متوسط الطول ,, عيناها عسليتين ,, شفتها
>دائرية , مع حبه سوداء صغيره في الركن الأيسر من شفتيها ,, لتزيد من
>حلاوة ذاك الوجه البيضاوي ذو السحر الشرقي الأخاذ ,, ولتشكل معه تقاسيم
>( اماني )
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثالث : البدايه ) **
>
>
>هاهي المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ,, مذكرة الركاب بضرورة ربط
>الاحزمه و اقفال الجوالات ,,
>ابتسام ( متذمرة ) : يووووووووه ,, الله يعينّا على الجلسة 8 ساعات
>بالكرسي!!
>اماني : انتي دوم زهقانه؟!!
>ابتسام : لا مهو كذا ,, بس الجلسه تملل ,, اجل 8 ساعات!! ,, والله
>كثير!
>اماني : بسيطه ,, شوفي لك أي مجله او كتاب سلي نفسك فيه لين يروح نص
>الوقت وبالنص الثاني نامي.
>ابتسام ( رافعة حاجبيها ) : لا ياشيخه؟!! ,, انتي عارفتني ,, ما احب
>القرايه ,, الحين يالله اطيق المقررات!!,, خلينا القرايه لك يا أم
>العرّيف!!
>اماني ( بابتسامه صفراء ) : الشرهه علي يقترح عليك ,, يا الملسونه!
>
>ثم التفت اماني ناحية النافذة ,, لمتابعة الطائرة وهي تستعد لترك اجمل
>مدن الساحل الشرقي ,,
>هاهي الطائرة تسير ,, هاهي تسرع ,, اكثر واكثر ,, لتميل بزاوية منفرجة
>,, وتعلو ,, مودعه المكان ,, في لحظة ظنت اماني فيها أن الزمن قد
>توقف!!
>
>بعد لحظات ,, وعلى عجل ,, أخرجت اماني نظارة سوداء كانت في حقيبة يدها
>,, و ارتدتها على الفور ,,, كي لا يلحظ أحد حولها تلك الدمعة الحارقة
>المتسللة من عينها!!
>فشريط الذكريات ,, لا يبارحها لحظة ,,, وهاهو يعاد من جديد وبكل
>تفاصيله!!
>مازالت تذكر كل أحداث الصيف الفائت ,,, مازالت تذكر لندن العام الماضي
>,, مازالت تذكر الشهرين اللذان ظنت فيهما انهما اجمل أيام عمرها ,,
>مازالت تذكر عندما كانت وردة يانعة لم يعتري الألم جوانحها ولم تكن
>شاحبة!!
>
>
>مازالت تذكر ,, عندما وصلت مع أختها و والديها مطار هيثرو ,,و استقبلهم
>حينها العم سمير (لبناني الأصل إنجليزي الجنسية ) .
>سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : اهلين فيكون ,, منورين
>أبو اماني ( بصوته الرخيم ) : هلا فيك والله ,, وش أخبارك؟ ,, عسى ما
>تعبناك ,, الظاهر حنا كرهناك بأغسطس ,, كل سنه امشورينك فيه ,, ((
>ويختتم كلامه بضحكه مكتومة ))
>سمير (بابتسامه عريضة ) : لا ,, ولو!! ,, تعبك راحه ,, كيفكون؟ كيفك
>خيتي أم اماني ؟ ,, وكيفون الصبايا؟؟ ما شاء الله كل وحده فيهن احلى من
>التانيه.
>أم اماني : بخير الله يسلمك .
>اماني و ابتسام ( بنفس الوقت ) : الحمد لله بخير
>ابو اماني : والله الحمد لله بألف صحه وسلامه ,,,
>اماني تهمس لامها ,, وتذهب مع أختها.
>ابو اماني : اقول ,, يلا نروح نجيب الشنط قبل الزحمه ,,
>ابو اماني ( باستدراك ) : بس لحظه!!! ,, وين البنات؟؟
>ام اماني : راحو التواليت ,, و قالوا بيلحقونا للبوابه .
>
>مع انتهاء الاجراءت ,, ( وهي سريعة بطبيعة الحال ,, وليست كالتي في
>بلادنا! ) ذهب سمير لاحضار السياره من الباركينق ,,, و أول ما خرجوا من
>بوابة المطار ,, قفزت ابتسام ,, بحبور شديد
>ابتسام : ياااااي ,, الجو رووووعه ,, من زمان والله عن لندن
>اماني ( ساخره ) : إيه من زمان ,, من 10 شهور بس!!
>ابتسام : لا يا ذكيه مهو كذا ,, أنا اقصد من زمان عن جو لندن الحلو ,,
>لانه الصيف الي راح كان حار و مالغ ,, بس هالحين رهيب.
>الأب ( مبتسما ) : طيب يا بسومه ,, دامك فرحانه كذا بالجو ,, فيا ويلك
>ان قلتي زهقت و لاعت كبدي زي الاجازه الي راحت ,, ترى اذبحك!!
>ضحكت الاسره ,,, و لحظتها قدم سمير بالفان الكحلي ,, وعلى عجل فتح
>الابواب ليركبوا جميعا .
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الرابع : النصف الأول ) **
>
>
>
>بينما كانت السيارة تقتطع الشوارع الانجليزيه الطويلة ,,, كان العم
>سمير و ابو اماني يتبادلان الحوار ,, عن الأوضاع الاقتصادية و السياحة
>والعرب وأحوال الأصدقاء ,,,,, الخ
>ابو اماني : أنا والأهل يعجبنا بلندن أنها دايمن تتغير ,, مهيب زي باقي
>الدول ,, تزهق منها من اول زيارة ,, ولا تفكر ترجع لها مره ثانيه
>سمير (بتذمر ) : يا خيي ,, هيك عم بيؤل السياح بس ,, تعا عيش هون سنه
>وحده وتحس راسك يكبر من المشاكل
>ابو اماني ( مقطبا حاجبيه ): أعوذ بالله ,, الله يخلي لنا ديرتنا ,, بس
>مثلك عارف بالصيف ومع الحر الي عندنا ,, ماله الواحد إلا يسيّر عليكم
>هالشهرين ,, و يوسع صدره مع الاهل .
>ام اماني ( مفتتحه حوار اخر ) : سمير ,, كيف حال ( ميري ) ؟
>(( ميري هذه زوجه سمير ,, وهي انجيلزيه الأصل و المنشئ ))
>سمير : منيحه ,, كان بدا تيجي معي ,, بس صار عندا شغله ضروريه
>ام اماني : بنشوفها انشالله دامنا بنجلس شهرين ,,, سلم لي عليها
>
>بعد حوالي النصف ساعة ,, وصلت السيارة الى محطتها ,, شارع (
>الادجوردرود ) ,, أو شارع العرب كما يسميه الغالبية ,,
>حيث يحس الزائر هناك ,, وسط رائحة الشواء و دخان المعسل ,, مع صوت
>الأنغام الشرقية ومع كثرة العرب ( الخليجين خاصة ) ,, يحس وكأنه في
>بقعه عربيه!
>كانت الأسرة معتادة على قضاء نصف الرحلة قريبا من الأسواق والمحلات
>التجارية ,, وبالنصف الأخر تذهب الى (( برايتون )) ,, فهناك بيتهم
>الريفي الخاص بهم..
>أبو اماني : ماشاء الله ,, اشوف الشوارع مزحومه ,, يقولون هالسنه الكل
>نوى على لندن
>سمير ( محركا سبابته ) : ايه مزحومه كتير ,, انت اصبر لليل و تشوف
>الناس الي لسه ما صحو ,, هدول دوامهم ليلي و مابيخلو حدا ينام من اصوات
>السيارات و الاغاني!!
>ما أن اختتم سمير حديثه ,, حتى توقفت السيارة معلنه وصولهم الى عماره
>(( واتر قاردن )) ,, حيث شقتهم رقم 8 في الدور الرابع,,
>سمير ( مشيرا للشقه ): اتفضلوا انتو اصعدوا للشقه ,, وانا بشوف لي
>اتنين يحملوا الشناتي.
>نزلت الاسرة من السيارة ,, متوجهين صوب اللفت ,, وحين توقف ,, دخلوا
>اللفت ,, وكبست ابتسام رقم 8 ,, ليصلوا سالمين الى شقتهم,,,,
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الخامس : شقة الحرية ) **
>
>
>أم اماني ( فرحه ) : الحمد لله عالسلامه
>أبو اماني : ايه والله الحمد لله عالسلامه ,, والله يعينك على تنظيف
>الشقه ,, لو انك سامعه كلامي وجايبه الخدامه معنا كان احسن!
>أم اماني ( بصوت شبه مرتفع ) : من كثرنا؟! ,, بعدين الشقه صغيره و
>مايبي لها شغل ,,و الأكل بيكون من برا ,, والبنات بيساعدوني ,, مالها
>داعي اجيب الخدامه وتضيّق علينا!!
>ابتسام ( متوجه ناحية غرفة النوم المشتركة بينها وبين اماني ) :
>واااااو ,, الجو مسكّت ,, بس الغرفة كنها صاغرة عن اول!!
>اماني ( واقفه عند الباب ) : الغرفه هي هي ,, ماتغيرت ,, انتي الي
>عجزتي
>ثم تبتسم ,, وتكمل حديثها متجهه ناحيه النافذه : وحشني هالمنظر الي يرد
>الروح!
>ابتسام : وانا وحشني السوق ,, متى بنطلع نتمشى ؟,, ولا جاين عشان نجلس
>بالشقه!!
>اماني ( بتعجب ) : الله و اكبر عليك!!! ,, اركدي ,, خلينا نرتاح شوي!
>ابتسام ( مبتسمه ) : وانا وش علي منكم؟! ,, ماني مفوته ولا لحظه الى
>طالعه و متمشيه ,, ويا ويل الي يقول لي ثلث الثلاثه كم!
>اماني : الحمد لله و الشكر!!
>ابتسام ( وكأنها تذكرت شيء مهم ) : اقول ,, منتي متصله على دلال
>تبلغينها بوصولنا ,,؟
>اماني ( ببرود ) : الحين دلال صديقتك ولا صديقتي؟ ,, بعدين انا ماني
>ناسيتها ,, لان لندن ما تحلى الى معها
>
>و تعود اماني لمراقبه الشارع الساكن من خلال نافذة الغرفة.
>
>ودلال هذه فتاة كويتيه تعيش في لندن للدراسة ,, تعرفت عليها اماني قبل
>سنتين ,, و في أخر رحلة للندن لم تكن تخرج إلا معها ,, فقد كانت فتاة
>مرحة طيبه تضفي على كل مشوار طابع جميل ,,
>فمع اختلاف ميول أفراد الاسرة ,, كان كل فرد يذهب للمكان الي يفضله ,,
>ولم يكن هناك مشاوير إلزامية ,, عدا تلك التي تستقطع يوما كاملا ,, كـ
>(( بلاك بول )) و (( برايتون ))
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل السادس : البداية ) **
>
>
>
>هاهي الشمس تشرق ,, وهاهو منبه جوال اماني يرن ,, الساعه الآن الثامنة
>صباحا ,,, استيقظت اماني ( وكانت باقي الاسرة تغط في سبات عميق ) ,,
>غيرت ملابسها ,, مرتديه بنطال كحلي طويل مع قميص زيتي ,, و امسكت حقيبة
>يدها الصغيرة ,, متوجهه للباب الخارجي للشقه ,,
>كان الجو غاية بالبهاء و الروعة ,, السماء صافيه ,, و الشارع الذي كان
>يضج بالناس غدا شبه ساكن!!
>انطلقت اماني بنشاط ,, مارة من محلات (( الادجوردرود )) ,, التي لم
>تتغير كثيرا عما كانت عليه ,, هاهي تتجاوز ( سيفوي ماركت ),, كوافير (
>فولفو ),, مطعم ( لبنان ) ,, محل ( بوتس ) ,, مطعم ( روستوران ايران )
>,, اخيرا انتصفت الشارع ,,, لتصل الى مكتبة ( الأهرام ) ,,
>اماني ( فاتحه باب المكتبه ) : السلام عليكم
>العم زاهر ( البائع ) : مش معئول ؟!! ,, اماني؟؟ كيفك يا بنتي؟؟ عاش من
>شافك!
>اماني ( بابتسامه عريضه ) : اهلين عم زاهر ,, عاشت ايام ,,انا بخير
>الحمد لله ,, تونا امس واصلين ,, و قلت مايصير يمر يوم ثاني بدون ما
>اسلم عليك و اشوف وش الجديد ,, كيفك؟ و كيف المكتبه؟
>العم زاهر هذا بائع المكتبه الذي كانت اماني تحرص على شراء الكتب منه
>,,, خصوصا تلك الممنوعة في بلادها لا لشيء سواء لتتعرف على الاخر كيف
>يفكر؟ وماهي ابعاد ذاك التفكير..؟!
>و زاهر ,, رجل خمسيني ,, مصري الجنسيه ,, عاش في لندن قرابة الـ 12 سنه
>زاهر : انا بخير يا بنتي ,, بس الزمن ما يرحم ,, خلاص ما بقى بالعمر
>كثر ما راح
>اماني ( مقاطعه ) : لا تقول كذا ,, الله يعطيك طولة العمر ,, اصلا انا
>ما اتخيل لندن ولا المكتبه بدونك
>وما أن أنهت جملتها حتى فتح الباب ,, ليعلن عن قدوم ذاك الشاب ببدلته
>السوداء المحملة بقطرات المطر المهنمر بالخارج بقوة ,,
>هو : السلام عليكم
>اماني : وعليكم السلام
>زاهر : وعليكم السلام ,,, اهلين منصور ,, الجو بينوه خادعنا زي كل مره
>!!
>منصور ( مبتسما و ملتفتا صوب اماني) : أي والله المطر لعب فينا ,, وحاس
>كشختي
>اماني ( تقول بينها وبين نفسها ) : امحق كشخه!! ,, لابس اسود كنه بعزاء
>ويتكلم بالكشخه!!
>زاهر : تفضل اوعد ,, شوي كده و يروح المطر
>منصور ( لم يرفع عينه من اماني ) :الله يسلمك ,,, وهاذي قعده ( يجلس
>واضعا رجل على رجل )
>اماني ( بتلعثم ) : اوكي ,, أنا رايحه الحين ,, اجيك وقت ثاني ان شاء
>الله
>زاهر : لالالا ,, ودي تيجي !! ,, مايصحش طبعا ,, استني للمطر يخف شوي
>,,
>منصور ( بحماس ) : ايه والله الجو قلب برا ,, بتمرضين ان طلعتي ,,
>واصلا الشارع صاير فاضي
>اماني ( تنظر إلى منصور نظره ازدراء ) و كأنها تقول (( وش عليك يا
>الملقوف!!!))
>لم ينتظر زاهر اجابه اماني ,, فقام على عجل و همّ بإحضار كرسي أخر ,, و
>مسحه لها ,, لتجلس ( على مضض )
>مرت الدقائق على اماني وكأنها سنين ,, أما منصور الذي كان يرمقها
>بعينيه ,, فلم يبالي للوقت الذي مضى أو الآتي!!
>منصور : حيا الله اهل السعودية
>اماني ( بقت صامته )
>زاهر ( ملتفتا ناحية اماني ) : منصور ده اكتر واحد يزور المكتبه من
>الجاليه العربيه ,, وهو اصلا معروف بالشارع كلوه ,, و يمكن بلندن كلها
>كمان (( و يقهقه ))
>منصور ( مبتسما ) : يعني قصدك اني قطة وجهه؟؟ ,, عموما مقبوله منك ,,
>ثم يقول باستدراك : إلا الأخت من وين إذا مافيه ازعاج؟ ،،، الظاهر
>سعوديه ,, صح ولا غلطان؟!
>اماني ( تقف بسرعه من الكرسي ) : مبين المطر خف ,, اوكي عن اذنكم ,,
>وانشاءالله عم زاهر اجيك وقت ثاني واخذ الكتب الي ابيها ,,
>و فجاءة ,, اختفت اماني ,, وكأنها ضاعت بين الجموع!!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل السابع : دلال ) **
>
>
>عادت اماني إلى الشقه ,, و لم تجد أحد فيها ,, بل وجدت ورقة صغيره أمام
>باب المطبخ كتب عليها:
>(( اماني ,, انا و ابوك طالعين نتغداء ,, اذا بغيتيو تتغدون انتي و
>اختك روحو المطعم بس لا تطولون ,, او اطلبوا الاكل للشقه ,, ونوته
>الأراقم عند التليفون ,,,,,,, ماما ))
>
>دخلت اماني الغرفه ,, و وجدت ابتسام كما ودعتها ,, نائمة على السرير ,,
>و كأنها طايحه من فوق عمارة!! ,, ابتسمت اماني و ذهبت الى النافذة !!
>أغلقت النافذة ,, و ارتمت فوق السرير ,, وبلا شعور وجدت نفسها تفكر
>بالشاب الوسيم الذي التقته قبل لحظات ,,,
>فجأة ,, قفزت من فوق السرير ,,
>اماني : اووووه ,, نسيت اتصل على دلال !!
>و أسرعت تجاه هاتفها النقال المحشور في حقيبتها ,, كان مغلق ,, وما ان
>فتحته حتى انهالت عليها الرسائل ,, متلاحقة ,, و وسط ضجيج الغرفه ,,
>استيقظت ابتسام ,,,
>فأخذت اماني الجوال ,, و ذهب للشرفه ,, و جلست تبحث عن رقم دلال
>بالمفكره ,,
>اماني ( فرحه ) : إيه هذا هو ,,
>كان رقم السكن الخاص الذي تعيش فيه دلال ,, كبست اماني على زر الكول ,,
>طوط طوط طوط
># هالوو
>اماني : الو ,, مرحبا
># اهلين ,, مين معي؟
>اماني : عفوا ,, دلال موجوده,,؟!
># إيه موجوده ,, مين اقول لها؟
>اماني : قولي لها وحده تبغاها لو سمحتي,,
># اوكي لحظه!
>بعد ثواني ,,,
>دلال : هلووو
>اماني : هلالالا دلّول
>دلال : اهلييييييييييين ,, عاش من سمع هالصوت ,, امــونا؟؟ معقوله؟!!
>اماني ( مبتسمه ):ايه اماني ,, اجل خالتها؟!
>دلال ( منفعله ):وينج يا القاطعه ؟ ,, شهرين ما ندري عنج ,, ولا تسالين
>ولا شيء
>اماني : عارفه ,, وربي مدري وش اقول ,, لهيت بالاختبارات و جت الاجازه
>و حوستها ,,
>دلال : بشريني عن الاختبارات و النتايج كيف كانت ؟
>اماني ( بثقه ): لا الحمد لله تمام ,, و هذاني رحت سنه ثالثه ,, بقدره
>قادر!
>دلال : عفيه عالشاطره ,, مو مثلي يا حظي ,, شايله نص السمستر ,,
>اماني ( بصوت خافت ) : لاااااا ,, لا تقولين ؟؟ ضيقتي صدري ,, حسافه
>والله
>دلال ( وهي تضحك ) : لا حسافه ولا شيء ,, تعودنا ,, بعدين لندن حلوه ,,
>و الود ودي اجلس هني على طول
>ثم تكمل : ما قلتي لي ,, وينج فيه ,, بالخبر ولا الرياض ولا ,,,
>اماني ( مقاطعه ) : لالا ,, أنا حولك هنا ,, بلندن
>دلال ( بصوت عالي ) : والله؟ ,,, يا حليلج ,, جذي على طول ,, بالعاده
>تعلميني متي بتيين قبل بأسبوع
>اماني : ما عليه دلوّل ,,, هالسفره جت عرض!
>بعد ذلك اتفقت اماني و دلال على التلاقي مساءً بمجمع (( الوايت ليز ))
>الكائن بـ ( البيكاديلي ) و القريب من سكنهما!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثامن : الوايت ليز ) **
>
>
>هاهي الساعه تقترب من الثامنة ,,
>اماني : يمه ,, تراني رايحه بعد شوي الوايت ليز ,, بتعشاء مع دلّول
>الأم : اوكي ,, بس لا تطولين ,, احنا متفقين ,, حدك إلى الساعه عشر
>اماني : انشالله ,, يلا بباي ..
>خرجت اماني ,, مرتديه معطف رمادي و بنطال جينز ,, فقد كان الجو عندها
>بارد نوعا ما ,,, استقلت أول سياره اجره بالطريق ,,, متجهة لـ ((
>الوايت ليز )) ,,
>بعد 7 دقائق ,, وصلت اماني ,, و كانت البوابة ملئه بالناس من كل حدب و
>صوب ( عرب و إنجليز و هنود و أفارقه )
>لم ترغب اماني بالدخول مع الحشود ,, بل فضلت الوقوف ,, منتظره دلال ,,,
>ظلت واقفه قرابه الربع ساعه ,, صامتة ,, تتأمل المارة ,, و لم يقطع
>خلوتها ,, سوى ذاك السكير الذي قدم نحوها بصوره جعلتها تهرع و ترتبك ,,
>كان يطلق كلام غير مفهوم ,, تشنجت لحظه ,, ثم رجعت للخلف ,, لتصدم به
>,, نعم انه هو ,, ( منصور!)
>منصور ( ببرود ): ما عليك منه ,, لانه مهو حاس بحد حوله ,, بس مهوب عيب
>بنت محترمه مثلك توقف بالشارع و بهالوقت ,,, و الناس رايحه و جايه؟!
>اماني ( بذهول ) : انت وش جابك هنا؟
>و قبل ان يرد منصور ,,, قدمت دلال بفستانها الليكي القصير و معطفها
>الجلدي ,,
>دلال ( بابتسامه عريضه ) : هاااااااي امـــــونا
>اماني ( لا زالت مذهوله ) : اهليـــن دلال!
>دلال : ما شاء الله محلوه ,, تغيرتي كثير عن العام الماضي ,,
>لم تجب اماني ,,, فهي لا تعلم للان ماذا يفعل ذاك المدعو منصور هنا!
>تتابع دلال حديثها ملتفته ناحيه منصور : منصور وين جاسم ؟
>منصور : بيوقف سيارته بالباركينق ,, و يحصلنا
>دلال ( و هي تسير ) : اوكي اوكي ,, ادخلو ,, الجو بارد ,,
>دخلوا ثلاثتهم ,,, و اماني لم تتكلم ,, والاسئله كثرت في جعبتها!
>كان المجمع ( كعادته ) مزحوما بالفتيات و الشباب الموزعين على مطاعمه
>المتفرقة القابعة في الدور الثالث ,, أما المحلات فجميعها كانت مغلقه
>,, فلندن تقفل محلاتها بعد مغيب الشمس!
>دلال : شرأيكم نجلس اهني ؟ ,, الايس كريم وايد حلو ,, و الخدمه سريعه
>منصور ( مبتسما ) : از يو لايك ,,
>اماني : ,,,,,,
>بعد دقيقتين ,, قدم شاب ,,, عرفت اماني في مابعد انه يدعى جاسم ,, و
>انه إماراتي,,
>رحبوا ببعضهم البعض ,, و اتضح لأماني انهم أصدقاء ,, وأنها محشورة
>بينهم بلا داعي!! ,,
>جاسم : شفيها صديقتج يا دلال ,, ما تحجى؟؟
>عندها ,, وقفت اماني ,,قائله باستياء : عن إذنكم ,, تأخرت ,,
>و سحبت حقيبتها متجهة نحو اللفت ,, لحقت بها دلال على عجل ,,
>دلال : اشفيج ؟؟
>اماني ( منفعلة ) : فيني اني غلطانه لما جيت معك ,,, ولما عرفتك أصلا
>,, انا ماني تافهة عشان تجيبيني و تعرفيني على شلة شباب بهالصوره
>الرخيصه ,,
>دلال ( بانكسار ) : الله يسامحج ,, انا اسفه لو غلطت عليج أو حسستج
>بشيء من الي قلتيه ,, و ربي ما كنت عارفه انهم بيون هني ويانا ,, كانت
>صدفه ,, صدقيني امونا ,,, بالطريق و مع الزحمه ,, شفت جاسم و يا منصور
>رايحين المجمع ,,, جاسم معي بالجامعه ,, ومنصور هذا صديقه ,, استحيت
>اقول لهم لا تيون معنا ,, و خصوصا و إن ,,,,,
>اماني ( تقاطعها ) : خلاص خلاص ,, ما هموني اثنينهم ,,, مالي علاقه
>فيهم اصلا
>دلال : خلاص ولا يهمج ,, نغير المكان لعيونج ,, كم امونا عندنا ,, هي
>وحده و دلوعه (( تبتسم ))
>أحست اماني أنها بالغت بردة فعلها ,, و لم تعلم ما هو السبب الذي جعلها
>تغير رأيها لتقول لدلال ,,
>اماني : عموما أنا ما يرضيني أفشلك قدام أحد ,, أنا بمشيها هالمره
>عشانك ,, و بنعدي هالساعه على خير ,,
>و عادت اماني إلي الطاولة ,, و خلفها دلال المتعجبة من تغير رأي اماني
>,, بينما كان الشابين يحتسيان كوبين من القهوة ,,
>جاسم ( مبتسم ) : ولكم
>دلال : ما شاء الله طلبتو و شربتو القهوه و احنا للحين ما شفنا المنيو
>!!
>جاسم (( و هو يقهقه )) : بالله عليج ما حفظتي المنيو ؟؟ ,, انا ما ايي
>هني الا اشوفج مرتزه بأول طاوله!
>كان منصور صامتا ,, ينظر إلى اماني و يتابع كل ردات فعلها ,,, أما
>اماني فكانت مندهشة من نفسها ,, ولا تعلم ما اللذي اجبرها للرجوع ,,
>بنفس اللحظه التي تحس فيها بنظرات منصور الحارقة ,,
>دلال : جاسموه ,, ما قلتي لي من وين شاري الاقلام المعطره ؟؟
>جاسم ( مبتسما ) : و ما راح اقولج ,, بطلي تقليد
>دلال : لاااااا ,, يالله قول ,, من ويييييين ,, أي محل؟؟
>جاسم : بالدور الي تحت ,, كشك صغير يبيع تشكيله حلوه ,, بس ما ادري عن
>الشايب قفل ولا للحين فاتح!
>دلال : رح شف اذا فاتح أو مقفل ,, الشيبان الانجليز ما يقفلون بدري ,,
>يخافون يفوتهم زبون!!
>جاسم : شنو اقوم اشوف لج؟؟ اشتغل عندج ولا شاريتني؟؟
>دلال :مالت عليك ,, ما تحب المزح ,,, اقصد تعال نشوف
>جاسم ( يضحك ) : أي قولي جذي ,, رقعيها ,, يالله امشي
>ثم يكمل : وهالاثنين الي جالسين ,,, ديكور ولا شنو؟
>دلال ( وهي تضحك ) : بعد شوي بيرسلونهم متحف الشمع ,,,
>ذهب جاسم و دلال ,,, و بقي السكون مسيطرا ,,, لولا ضجة المارة ,,,
>عندها احست اماني أنها لوحدها ,, وان صديقتها قد ذهبت ,,, ارتبكت ,,
>لكنها بقيت ساكنة
>منصور ( يقطع الصمت ) : سألتك امس من وين و ما رديتي ,, ما ادري اذا
>اليوم بتجاوبين ,, ولا يبقى هالجواب امل صعب تحقيقه,,؟
>اماني ( بصوت هامس ) : انت قلت سعوديه
>منصور ( بابتهاج ) : والنعم والله ,,, وانا بعد سعودي ,, من الرياض ,,
>انتي من وين بالسعوديه؟
>اماني : الخبر ,,
>منصور : بس ما اظنك من الخبر ,, لان لهجتك نجديه
>اماني : انا ساكنه بالخبر ,, مواليد الرياض ,, و اصلي من شقراء
>منصور : يا سلام ,, يعني كوكتيل
>و يضحك الاثنان ,, لأول مره
>منصور ( مكملا ) : انا بعد من سكان الرياض بس ,, اما اصلي فمن الشمال (
>حائل )
>اماني ( لا شعوريا ) : و النعم بأهل حائل
>منصور ( فرحا ) : والنعم بحالك
>عاد الصمت من جديد سيد الموقف ,,, الا ان,,,,
>منصور : شكلك طالبه,,؟!
>اماني : ايه ,, انا بجامعه الملك فيصل ,, قسم التصميم الداخلي
>منصور : ما شاء الله عليك ,, يعني مهندسه ,, و الهندسه ما يبي لها الا
>ناس ذوقهم راقي وحسهم الفني عالي
>اماني ( بخجل ) : شكرا للمجامله ,, بس انا توني بسنه ثالثة ,, وبقى لي
>سنتين,, يعني بدري على كلمه مهندسه
>منصور : انا لو دكتور عندكم ,, ما اخليك تتخرجين ولا بعد عشرين سنه ,,
>لاني بكون عارف ان الجامعه ما تسوى بلاك ,,
>لاحظ منصور نوبة الخجل التي اعترت اماني ,, فندم على اخر ما قال ,,, ثم
>حاول ان يغير مجرى الحديث
>منصور : انتم جايين سياحه؟
>اماني : ايه
>منصور : ما ادري وش يعجب العرب بلندن ,, مع انها ممله و صاخبه ,, مدينه
>مزعجه بكل معنى الكلمه ,,
>لم تعلق اماني
>منصور : من زمان تعرفين دلال؟
>اماني : يعني ,, من سنتين تقريبا
>منصور : اممم
>اماني : عن اذنك ,, مضطره امشي ,, تأخرت ,,
>وقفت اماني استعداد للذهاب ,,,
>منصور ( واقفا ) : بدري ,, مالنا نص ساعه داخلين,, و دلال وجاسم ما بعد
>جو!!
>اماني : لا معليش ,, انا وعدت امي ما اطول ,, و دلال ادق عليها ولا
>اشوفها وقت ثاني,,
>منصور ( وكأنه تذكر شيء هام ) : انتي جوالك معمم؟
>اماني : ايه طبعا
>منصور ( والعرق يتصبب منه رغم بروده الجو!! ) : انا سعيد بمعرفتك يا
>اماني ,, و ماودي اخسرك كصديقه ,, فإذا تسمحين ,, بعطيك رقمي ,, وانتي
>متى ما بغيتي تسمعين صوتي ,,,,,
>اماني ( تقاطعه بتعجب) : منت صاحي؟؟ ,, ترى ماني منهم!!!
>منصور ( بانكسار ) : تكفين اماني ,, خوذيه بس ,, خليني متأمل اسمع صوتك
>,,, حتى لو ما سمعته ابد ,, تكفين!!
>دون ان ينتظر جواباً منها ,, اخذ منصور محرما ورقيا من فوق الطاولة ,,
>و اخرج قلما ازرق من جيبه ,, و كتب رقمه ,, و مده لأماني التي سحبته
>بلا شعور و سحبت حقيبتها مسرعة ناحية اللفت اللذي هبط بها للدور الأرضي
>,, خارجه للشارع ,, مستوقفه أول سيارة اجر ,, عائده للمنزل ,, لترمي
>نفسها على السرير حالما دخلت ,, و تمسك المحرم الورقي بيدها ,, وتغط
>بسبات عميق!!
>
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل التاسع : أهو الحـــب ؟! ) **
>
>
>لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة
>فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
>فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة
>,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,,!!
>نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل
>+ ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
>تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,,
>و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما
>حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
>كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
>بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
>أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها
>بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
>(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل
>بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح
>الفكري اللذان عاشت بهما!!
>بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك
>المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,,
>و تحته قرأت ( منصور)0
>اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
>مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم
>الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
>بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم
>ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ,,
>عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير
>يصير!! ))
>بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط
>طوط
>و بعد رابع رنه ,,
>منصور : الو
>اماني ( بتلبك ): مرحبا
>منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
>اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
>منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
>ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين
>من صوتك؟
>اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
>منصور : ويا زينه من صبح
>ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن قال
>منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر
>بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك
>اماني : تشوفني,,؟!
>منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
>ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
>اماني : اوكي
>منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك؟!
>اماني : افضل العصر
>منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!
>
>مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة
>مشاعرها تجاه منصور!!
>أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام)؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
>هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف
>أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
>اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
>أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي
>اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
>و انصرفت!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل العاشر : أول لقاء ) **
>
>
>توقفت سياره الأجرة ,, أمام البوابة الرئيسية لـ الريجنت بارك ,, أو
>حديقة الزهور ( كما يسميها البعض!)
>هاهو منصور ,, واقفا ينظر إلى ساعاته ,,
>اماني : تأخرت؟!
>منصور ( بابتسامته الدائمة ) : لا ابداً ,, ما شاء الله عليك إنجليزية
>بالمواعيد
>ابتسمت اماني ,, و دخل الاثنان عبر ممرات الورد المنسقة بشكل بديع
>للغاية ,,,,
>كان اليوم هو يوم الأحد ( الاجازه ) ,, و بطبيعة الحال فقد كانت
>الحديقة ملئه بالزوار ,, خصوصا وان الجو كان بهي في ذلك اليوم ,,
>منصور : من متى انتم بلندن؟
>اماني : هذا اليوم الثالث
>منصور : بس مبين مهي أول مره تجين هنا!!
>اماني : تقريبا حنا كل صيف بلندن ,,, ولنا شقة ببرايتون
>منصور ( رافعا حاجبيه ) : شيء حلو ,, انا أصلا ساكن هناك
>اماني : يا حظك ,, انا تعجبني برايتون ,,, بحدايقها و شاطئها و جوها
>الحلو
>منصور : زرتي الحديقه المائيه ( بلاك بول )؟؟
>اماني : ايه ,, حلوه
>صمت منصور ,,, محاولا أن يلج لموضوع اخر بعيد عن لندن وأماكنها!
>منصور : وكيف السعودية؟؟
>اماني ( مبتسمة ) : تسلم عليك ,, انت من زمان ما رحت للسعودية؟
>منصور ( بحزن ) : والله لي فوق السنتين ما رحت لها ,,, ومشتاق لامي
>كثير ,, واهلي كلهم
>اماني : طيب وش مجلسك بلندن؟؟ ,, مبين عليك مخلص دراسه ,, وما أظن عندك
>أشغال متواصلة هنا!!
>لم يجب منصور ,,, و أدركت اماني أن بسؤالها شيء ربما جرحه ,, فأردفت
>قائله
>اماني : سألتني البارح ,, إذا كنت اعرف دلال أو لا ,, شكلك من زمان
>تعرفها!!!!
>ضحك منصور بشكل لافت ,, جعل المارة ينظرون إليه ,, ثم عاد لوقاره قائلا
>منصور : تصدقين ,, البارح بس شفتها ,, ولا اعرفها أصلا ,, كل الي اعرفه
>إنها كويتيه مقيمة بلندن للدراسة وبس!
>اماني : لا تقول بعد ما تعرف الي اسمه جاسم؟!
>منصور : لالا ,, جاسم هذا اعز صديق لي بلندن ,,,هو يعرف كل الشباب و
>البنات العربيات الي هنا ,,, و البارح مرّ علي وقال لي اطلع من الصومعة
>,, وأنا أمس بس جيت لندن ,, ومن حسن حظي قابلتك
>اماني ( وقد احمر وجهها ) : شكراً
>عندها جلس الاثنان ,, تحت شجرة في زاوية الحديقة
>منصور : أمس كنت ملاحظ انك زعلتي ,, ما ادري من وجودي ولا من جاسم ,,
>ولا من ايش؟!
>اماني : من الموقف كله ,,, بدون تحديد!!
>صمت الاثنان برهة ,, وهم ينظران إلى النافورة الرائعة ,, المزينة
>بأكاليل الورود
>منصور ( كاسرا حاجز الصمت ) : اماني
>اماني ( ملتفته لمنصور ) : نعم؟
>منصور ( وهو ينظر لماء النافورة المندفع ) : اتصدقين ,, من يوم شفتك
>بالمكتبة ,, حسيت شي شدني لك ,,, رغم اني ما كنت اعرف اسمك حتى !!
>ثم يكمل : عجبني هدوئك ,, شدني كبريائك ,, حيرتني عيونك ,,
>ما راح اكذب عليك و أقول لك اني ما عرفت بنات قبلك ,, انا عرفت بنات
>كثير بسفراتي و روحاتي ,, من كل الجنسيات ,,, بس ولا وحده منهم قدرت
>تشدني صوبها بالصورة الي صارت معك ,,, رغم إن معرفتي فيك سطحيه للحين
>بقيت اماني صامته ,,,
>و عاد منصور للكلام قائلا : أتمنى صراحتي ما تضايقك ,,, هذي مشاعر
>تشكلت في يومين من التفكير المتواصل فيك ,,, صدقيني اماني,,
>طال الصمت بعد ذلك فتره ,,, الا ان تفرق الاثنان ,, وكل يفكر بالاخر!!
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الحادي عشر : بلا ملامح ) **
>
>
>دخلت أماني الشقة ,,,
>أم اماني : هذي الي ما راح تطول؟؟ ,, بعدين ليه مقفلة الجوال؟!!!
>اماني ( تكاد تطير من الفرحة ) : يا بعد عمري يا ماما ,, اسفه ,, بس
>جاء ببالي اركب الاندرقراوند ,, و تعطل علينا فجاءه ,, والجوال ما
>أخذته معي أصلا
>ذهبت اماني ,,, بينما كانت الام واقفه و متعجبة من ابنتها ,, و سعادتها
>الكبيرة!
>اماني ( وقد دخلت الغرفه ) : مساء الخير والأساس و الطيبة ,, يا أحلى
>بسوووومه
>ابتسام ( بتعجب ) : الله الله ,, وش الطاري؟؟ ,, البارح مالك مزاج احد
>,, واليوم تغنين و ترقصين؟!!
>اماني ( بابتسامه عريضة ) : ذاتس سيكرت!
>ابتسام : طيب يا ام الاسرار !!
>
>
>هاهي الشمس تفارق السماء ,, و الظلام يخيم على المكان
>أم اماني : وش رأيكم يا بنات نطلع نتعشى؟!
>ابتسام ( فرحه ): الله ,, يا ليت ,, من جينا لندن ما طلعنا مع بعض!!!
>اماني : والله فكره حلوه ,, يلا نروح
>ذهبت الام و بناتها الى (( فانتانا ماروزا )) ,, وتناولوا الاسباغيتي
>المطهوة بمهارة ,, على أنغام الموسيقى الايطاليه الحالمة ,,, في ليلة
>كانت من أروع ما يكون ,,, خصوصاً بالنسبة لأماني!!
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني عشر : أحبك يا اماني ) **
>
>
>ترن تررنن ترن تتن
>اماني : الوو
>منصور : هلا اماني
>اماني : مين معي؟
>منصور ( مبتسماً ) : ما عرفتي صوتي؟؟
>اماني ( بحبور ) : منصور؟؟ اهلين فيك ,, بس كيف عرفت رقمي؟
>منصور : نسيتي انك داقه علي من يومين عالجوال؟!! ,, بعدين وينك؟ يوم
>كامل لا حس ولا خبر!!!
>اماني ( بأسف ) : وربي انشغلت ,, البارح كنا معزومين مع ناس برا
>عالعشاء ,, وقبلها طلعت مع الاهل ,, و ما رجعنا إلا باخر الليل!
>منصور : طيب ,, اقدر أشوفك اليوم؟
>اماني ( بتررد ) : ما ادري والله
>منصور ( بصوت خافت ) : حاولي تقدرين ,, يا ليت اماني
>اماني : بس وين فيه؟؟
>منصور : أي مكان تختارينه ,, أكيد بيكون حلو !!
>
>كانت اماني متفقه مع دلال على الذهاب للسينما لمشاهدة احدث ما نزل من
>افلام ,, و لكن الآن تغيّر التخطيط ,,, فهي ترغب بالذهاب معه هو ,, لا
>مع دلال!
>وبعد ساعة من اتصال منصور الأول ,, اتصل ليعرف ما إذا كانت اماني ستخرج
>معه أم لا ,, فاتفقوا على الذهاب في تمام التاسعة الى منطقة (( كوفنت
>قاردن )) ,,
>
>هاهو الموعد يقترب ,,,
>ارتدت اماني تنورة بيج ( متوسطة الطول ) مع جاكيت جلدي بنفسجي ,,فالجو
>بارد ليلاً ,,,
>و وجدت منصور في المكان المتفق عليه ,, واقفاً بسيارته ينتظرها ,,
>و ما ان قدمت اماني ,, حتى نزل و فتح الباب لها ,,
>منصور : هلا وغلا باحلى اماني بالكون
>اماني ( مبتسمة ): اهلين منصور ,,, يعني لازم تجي قبلي كل مره!!
>منصور : الشوق هو الي يجبني ,, بعدين لي يومين ما شفتك ,, ما اشتقتي
>لي؟!
>اماني ( هامسة ) : الا!
>عندها ,, مدّ منصور يده للمقعد الخلفي ,, مخرجاً دمية صغيرة غلفت بصورة
>جميلة للغاية ,,
>منصور : عجبني شكلها ,, و قلت اهديها لك ,,, عساها تعجبك!
>اماني ( بحبور شديد ) : وااااااو رهيبة ,, كلك ذوق
>
>تكررت لقاءات اماني و منصور ,, و غدت شبه يومية ,, فأماني غير قادرة
>على بعده ,, و منصور عاجز عن نسيانها لحظه ,,,
>قويت علاقتهم اكثر و اكثر ,, و ازداد كل طرف في معرفة الأخر ,,
>كانت علاقتهم علاقة حب صادق ,, وان لم يقولوا ذلك ,, فأفعالهم ترجمت
>أحاسيسهم بصورة كبيرة!!
>
>و في إحدى اللقاءات ,,
>منصور : اماني ,, ماني متخيل حياتي بدونك
>اماني : ليه تقول كذا؟ ,, الله لا يفرق بينا!
>منصور : انتي عارفه إن كلها أيام و ترجعين ديرتك ,, وأنا شكلي مطوّل
>هنا !!
>صمتت اماني ,,
>منصور ( هامساً ) : احبك يا اماني ,, وربي أموت فيك
>اماني ( بانكسار ) : انت لو تحبني من جدّ ,, ما كان قلت انك بتخليني و
>تجلس هنا!!
>منصور ( ممسكاً بيدها ) : صدقيني يا اماني ,, منيتي ارجع معك ,, و أشوف
>أهلي و ديرتي ,, أعيش معك باقي عمري ,,,, لأني ما حسيت بالسعادة الا
>بوجودك ,, و ما يهون علي أخليك!
>اماني ( مبتسمه ) : انا متأكده انك بتحصلني ,, و متفائله بهالشيء
>بقي منصور صامتاً ,,, راسماً ابتسامه صفراء على شفتيه ,,لم تفهم اماني
>مغزاها!
>و وأدركت لاحقاً أن هذا آخر عهدها بـ منصور
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني عشر : الوداع ) **
>
>
>و مرّت الأيام الباقية سريعة ,,, متلاحقة ,, هاهو شهر و نصف تودعه
>العائلة ,, ولم يبقى الا أسبوعين للعودة إلى ارض الوطن ,,,
>في هذه الفترة ,, قلت اتصالات منصور ,, إلى أن انعدمت!!
>كانت اماني متعجبة من انقطاعه و غيابه الملحوظ عنها!!
>ففي اكثر المرات كانت تتصل عليه ولا يجب ,, أو تجد الهاتف مغلق ,, الا
>أن مرّ أسبوع كامل لم تسمع فيه صوته ولم تراه أبدا!!!
>صارت شاحبة ,, حزينة ,, فهي لا تعلم ما الذي غيّر منصور ,, ما الذي جرى
>له؟؟ ,, لما لا يرد؟؟ ماذا حدث؟؟ أين الحب الذي تكلم عنه؟؟!!
>لاحظت أم اماني تغير ابنتها و انطوائها ,, وعزت ذلك إلى اشتياقها للوطن
>و صديقاتها ,, و ربما مجرد إرهاق من تقلبات الجو!!
>و وصلت اماني إلى مرحلة متقدمة من الاستياء ,, و الشوق الجامح لـ منصور
>الذي اختفى فجاءه ,,
>اماني : صح ,,, دلال!! ,,, نسيتها!!!
>تمتمت اماني بتلك العبارة ,, و أسرعت لهاتفها ,, لتتصل بـ دلال
>اماني : الوو
>دلال : هلا أمونا ,, شخبارج ؟
>اماني : آهلين دلال ,, اسمعي أبيك ضروري
>دلال : أمري حبيبتي
>اماني : أبى رقم جاسم ,, الإماراتي الي كان معنا قبل شهر يوم عصبت و
>دلال ( مقاطعه ) : إيه إيه عرفته ,, بس شتبين فيه؟
>اماني ( بحزم ) : دلال أبى رقمه ,, عندك رقمه ولا لا؟!
>دلال لاحظت إن المسألة طارئة ,, وان هذه ليست اماني التي تعرفها!!!
>دلال : الحين ما ادري ,, بدوّر عليه ,, أول ما القاه بدق عليج
>بعد 8 دقائق ,, اتصلت دلال و أعطت اماني رقم جاسم
>عندها ,,, سارعت اماني بطلب جاسم
>جاسم : هلووو
>اماني : مرحبا جاسم
>جاسم : مرحبتين ,, مين معي؟
>اماني : انا اماني صديقة دلال الي
>جاسم ( وهو يضحك ) : اييييييه عرفتج ,, انتي الحلوه المغرورة
>اماني ( بهدوء ): أخ جاسم ,, لو سمحت ,, هو سؤال واحد بس
>جاسم : اتفضلي ,, شخدمج فيه؟
>اماني : وين منصور؟
>لم يجب جاسم!!
>كررت اماني سؤال ,, و بقي جاسم صامتا!
>اماني : لو سمحت ,, صارحني ,, إذا كان منصور ملّ من علاقتنا أو شاف له
>شوفة ثانية ,, علمني ,, خليني بس اعرف ,, تكفى يا جاسم
>جاسم ( باستياء شديد ) : مهو منصور الي يسوي كذا ,, انا الي اعرفه إن
>منصور ما احب احد كثرك ,, ومن عرفك وهو متغيّر ,,, مهو ذاك المعبس
>الهادئ ,, انتي عند منصور كل الدنيا يا اماني
>اماني ( و الدموع تحرق وجنتيها ) : طيب وينه؟ وين اختفى؟ إذا من جد
>يحبني زي ما قلت ,, وين راح وخلاني؟!
>جاسم ( بحزن واضح ) : مهو انتي بس الي خلاك ,, خلانا كلنا!
>انهارت اماني ,,, ولم تحس بشيء حولها ,, و سقطت بلا وعي ,, بعد أن سمعت
>جملة جاسم الأخيرة ,,
>
>و بعد ساعات ,,,
>فتحت اماني عينها ,, لتجد نفسها فوق السرير ,,بجوارها أمها و دلال التي
>قدمت على الفور ,,
>أم اماني ( عاتبة ) : كذا يا اماني؟؟ ,, طار قلبي عليك!! ,,, ما تأكلين
>ولا تشربين ,,, أكيد جسمك ضعف ,, الله يهاديك!!
>دلال ( مبتسمه ): ما عليه يا خاله ,, خليني مع أمونا ,,, وأنا بخليها
>تصير دبدوبه مثلي ,, و ترد مثل أول ,, و احسن ,,
>غادرت الام ,, وبقيت دلال مع اماني الصامتة
>دلال : اماني ,, انا عرفت كل شيء ,, جاسم بلغني
>اماني ( بلا وعي ) : مات ,,, منصور مات ,, مات ,, مات!!
>دلال ( مقاطعه ) : لالالالالا ,, منصور ما مات ,,, جاسم الاثول قالج
>جذي بالغلط ,, هو ما قصد الي فهمتيه!
>ابتسمت اماني ,, ابتسامه شاحبة
>اماني ( بصوت متعب ) : طيب وينه فيه؟؟
>دلال : اماني ,, لا انا ولا جاسم ولا حتى منصور كان وده يصير الي صار
>,, بس هذا قضاء الله ,, و المفروض علينا نسلم بالقضاء ,,
>و تكمل : منصور له فوق الثلاث سنين مريض بـ اللوكيما ,, و جالس يتعالج
>بلندن لان حالته متقدمة بالمرض ,, و له أسبوع بالمستشفى ,,
>اماني ( تهمس بأسى ) : وليه ما قال لي ؟؟ ليه ما علمني؟!
>دلال : والله ما ادري شاقولج ,, انا هذا الي عرفته ,, طولي بالج ان شاء
>الله مافية الا العافية
>اماني : هو بأي مستشفى؟
>دلال : (( ويل بيك ))
>
>نهضت اماني من الفراش ,,, رغم إرهاقها الواضح ,, ولم تمنعها توسلات
>أمها لها بالراحة ,, و خافت الام أن تكون اماني قد جنت!!!!
>
>ركبت اماني الاندرقراوند لتصل بسرعة إلى مشفى ويل بيك الذي يبعد قرابة
>الساعتين ,,,
>هاهي تصل ,,, و تدخل لتسأل عن المريض (( منصور ))
>لتأتيها الصاعقه المدوية!!
>
>الممرضه ( و ببرود انجليزي ): مسكين عانى كثيراً من المرض ,, وكان
>بالعناية المركزة قبل ساعتين ,, أما الآن فقد (( تـــــــوفــــــى! ))
>
>
>وكأن النيران قد اشتعلت في جسد اماني المنهك من السهر و هجر الأكل ,,
>خرجت من المشفى هائمة على وجهها ,, لا تدري أين هي؟؟ من هي؟؟ لما هي
>هنا؟؟
>ظلت تائهة ,, مصعوقة ,, و الدموع قد تشنجت أو ربما جفت من حزنها و
>حرقتها على منصور ,,,
>
>
>هاهو يوم ثالث ,, بعد غيابه ,,
>دلال : لا ما شاء الله احسن من أول وايد
>اماني ( تفتح عينها ) : اسفه ,, تعبتكم معي
>دلال : شدعوى ,, جم امونا عندنا؟!!
>و تكمل : اماني ,, الي راح الله يرحمه ,, انت توج صغيره و العمر قدامج
>,, حرام تضيعينه بالحزن ,, قومي و ارجعي امونا الحليوه الي الكل يحبها
>,, ترى امج بعد زعلانه وايد لما عرفت القصه ,, و بنفس الوقت خايفه عليج
>,, فكري فيها يا اماني ,,,,
>ثم ذهبت دلال لحقيبة يدها ,,, أخرجت منها شريط ( كاسيت )
>دلال : بالمستشفى قالوا لنا أن منصور ترك هالكاسيت ,, سجله قبل ما يموت
>بيومين ,, و وصى ان محد يسمعه غيرك ,,,
>و ذهبت دلال ,,,,,,,,,,
>
>احضرت اماني الكاسيت ,, و وضعته بجهاز التسجيل ,,, ليأتيها صوت حبيبها
>الراحل ,,
>
>منصور ( بنبرة متكسرة و لسان ثقيل ) :
>اماني ,,,, يا احلى اسم نطقه لساني ,,,,, واجمل انسانه شافتها عيني
>,,,,
>ادري ان عمري الافتراضي انتهى ,,,,, لكذا جالسه تسمعين الشريط ,,,,,
>بغيت اقولك ,,,,, إذا من جد حبيتي منصور ,,, جففي دموعك ,, وعيشي حياتك
>,, ابقي مثل منتي ,, اماني الي حبيتها,,,,, بجنونها بعنادها بصراحتها
>,,, اماني الخجوله ,, اماني الدلوعه ,, اماني الواثقه من نفسها ,,,,
>تأكدي اني عشت معك أيام عوضتني كثير من الي راح ,,,,,,,,
>و سامحيني لو أخفيت عليك حقيقة مرضي ,,,,,,,, ما كان ودي تشفقين علي
>بأي لحظه,,,,,,,,,
>احبك ,,,, منصور
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الأخير ) **
>
>
>انقضت الشهرين ,, و الأسرة بدأت بلملمت أغراضها استعداد للعودة لأرض
>الوطن ,,,
>و هاهو أسبوع كامل يمر على غياب منصور ,,, و اماني كما هي ,, جالسه فوق
>السرير ,, ممسكة بالدمية الصغيرة التي لم تفتح غلافها بعد ,,,,,,
>و ما بين لحظه و أخرى ,,, تعيد الاستماع إلى فيروز و هي تشدو ,,
>(( بعدك على بالي ,,, يا قمر الحلوين ,,,,,
>,,, يا زهره تشرين ,,, بعدك على بالي ,,,,, يا حلو يا مغروم ,,,,,, يا
>حبق و منتوم ,,,,,,
>,,,,,,,,,,,,,, ))
>
>اماني ( تغني ) : بعدك على بالي ,,, بعدك على بالي ,,,
>ابتسام ( بصوت عالي ) : يووووووه ,,, بعدين معك يا اماني ,, اقول لك
>وصلنا,, يالله قومي ,,, بتنامين بالطياره؟!!
>تلفتت اماني ,, و ادركت أنها وصلت إلي لندن ,, و أنها طيلة الثمان
>ساعات كانت تستعيد شريط الذكريات الذي لم يفارقها ,,,
>نزلت اماني و أختها و أمها من الطائرة ,,, هاهو مطار هيثرو ,, لم
>يتغير!
>كان الأب في انتظارهم ,,, ركبوا السيارة إلى شقتهم ,, دخلت اماني ,, و
>بسرعة البرق تذكرت شيء قديماً كانت قد احتفظت به بين الأثاث ,,, دخلت
>غرفتها ,, و ذهبت لخزانه الملابس ,, و رفعت يدها للرف العلوي ,, لتتحسس
>ذاك المحرم الورقي الملئ بالغبار ,,, أمسكت به ,, ونفضت غباره ,,
>وقبلته!
>
>بعد ساعات من الوصول ,,,
>أم اماني : وين رايحه ؟؟
>اماني : ابتمشى شوي و راجعه ,,,
>خرجت اماني ,,, ذهبت لمكتبه الأهرام ,,, لتجد شاب عشريني يرتب الأرفف
>اماني ( بتعجب ) : وين العم زاهر؟؟
>الشاب : اهلين يا فندم ,,, العم زاهر ربنا افتكروه من خمس تشهر!
>نكست اماني رأسها ,, وخرجت ,,
>ذهبت إلى كوفنت قاردن ,,, وجدتها بلا طعم ولا رائحة ,,, فالبلدية نوّت
>ان تهدم تلك المباني القديمة لإنشاء أخرى بروح جديده ,, باردة لا حياة
>فيها!!
>و سألت عن دلال ,,, فعلمت أنها غادرت منذ فتره ,, ولا يعلمون لها
>عنوان!!
>مرت من الريجنت بارك ,,,, و وقفت تتأمل بذاك الركن الذي كان منصور
>واقفا فيه ,, تخيلته واقفا ,,, يلوح لها!!
>(( ما أقساك يا لندن!! )) همسات أطلقتها اماني ,,
>فالماضي قد افل بكل مافية ,, ولم تبقى سوى الذكرى ,, ورائحة الأماكن!!
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>,,,,, النهـــــايــة ,,,,,
>
>
>** ( الفصل الأول : في المطار ) **
>(( تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم 37 و المتجه
>بمشيئة الله إلى لندن ,, فعلى السادة المسافرين التوجه للبوابة 19 ….
>))
>
>
>ابتسام : اف ,, اخيراً ؟!!,, زهقت من وقفة المطار ,, يلا نروح!
>الأم : يوووه ,, انتي دايماً مصرقعه؟! ,, اصبري شوي ,, بعدين حنا درجه
>اولى و كراسينا مهيب طايره!!
>ثم اكملت ( مستدركه ) : وين اماني ,,؟؟!
>ابتسام : قالت بتروح الكبينه تكلم مشاعل ,, لأنها نست تسلم عليها.
>الأم ( بتعجب ): و جوالها وينه؟؟ ,, وشوله تروح الكبينه؟!!
>ابتسام : مدري عنها ,, تقول مابه شحن!
>من بعيــد ,, تلوح اماني ,, وهي تقترب عجله ,,
>اماني : اسفه ,, تأخرت عليكم ,, بس مشاعل الهذاره ما خلتني اقفل الا
>بعد ما سمعتها نداء الرحله ,,,,
>الأم ( مقاطعه ) : طيب ,, طيب ,,, يلا عالبوابه
>مسكت كل وحده حقيبتها ,, متجهين نحو بوابة رقم 19
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني : بطاقة تعارف ) **
>
>
>موظف المطار : كم عددكم ؟
>الأم : ثلاثه
>الموظف : رحله موفقة
>
>كانت الطائرة ايرباص 373 ,, وكانت ملئه بالركاب ,, وكأنه لم يبق بها
>الا تلك الكراسي الثلاث المحجوزه في اخر صف!
>اماني : أنا ابي اجلس صوب الدريشه ,, ودي أشوف الإقلاع بوضوح,,
>ابتسام ( ساخره ) : تكفين يا الرومانسيه!!
>الأم : خلاص ,, كل وحده تجلس بأي كرسي ,, ترى كلنا بنوصل بوقت واحد!!
>
>جلست كل واحده منهن ,, اماني عند النافذة وابتسام بجوارها ( على الطرف
>) ,, والأم على الكرسي المنفرد.
>
>كنّ متوجهات إلى لندن ,, ككل عام ,, مع بداية أغسطس ,, حيث تجتاح
>الحرارة و الرطوبة أجواء المنطقة الشرقية ( الخبر )
>أما الأب ,, فقد سبقهم ,, قبل يومين من سفر الأسره ,, لإنهاء بعض
>الأشغال ,,, حيث انه رجل أعمال نشاطاته واسعه,, ولا يرتاح من السفر
>المتواصل ,,
>هو لم ينجب سوى ابنتين ,, وكان يتمنى لو أن الله مـنّ عليه بولد يعينه
>ويخفف العبء عنه ,, ولكن صحة ( أم اماني ) لم تساعد على ذلك!
>وهو لعظيم حبه واخلاصه لها ,,, وتقديراً لابنتيه ,, لم يفكر بالزواج
>بأخرى ,, ورضى بقضاء ربه.
>
>أما أم اماني ,, فكانت مثال للأم الواعية المثقفة ,, فهي سيده اربعينيه
>,, حاصلة على بكالوريس في التاريخ من جامعه الملك سعود ,, و تتعامل مع
>ابنتيها و كأنهن صديقات لها .
>و ابتسام ( دلوعه البيت ) ,, طالبه في ثالث ثانوي ,, فتاه في 18 من
>عمرها ,, نشيطه مرحة ,, ملامحها طفوليه ,, بيضاء البشره ,, عيناها
>ناعستين ,, شعرها طويل مموج و منسدل على كتفيها ,, كانت جميلة لا
>يعيبها شيء سوى قصرها نسبياً ,, لذا فصديقاتها بالمدرسة ينادينها (
>القزمة )!
>أما اماني ,,, التي تكبرها بـ ثلاث سنوات ,, فهي ذات قوام ممشوق ,,
>لونها خمري ,, وشعرها غجري متوسط الطول ,, عيناها عسليتين ,, شفتها
>دائرية , مع حبه سوداء صغيره في الركن الأيسر من شفتيها ,, لتزيد من
>حلاوة ذاك الوجه البيضاوي ذو السحر الشرقي الأخاذ ,, ولتشكل معه تقاسيم
>( اماني )
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثالث : البدايه ) **
>
>
>هاهي المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ,, مذكرة الركاب بضرورة ربط
>الاحزمه و اقفال الجوالات ,,
>ابتسام ( متذمرة ) : يووووووووه ,, الله يعينّا على الجلسة 8 ساعات
>بالكرسي!!
>اماني : انتي دوم زهقانه؟!!
>ابتسام : لا مهو كذا ,, بس الجلسه تملل ,, اجل 8 ساعات!! ,, والله
>كثير!
>اماني : بسيطه ,, شوفي لك أي مجله او كتاب سلي نفسك فيه لين يروح نص
>الوقت وبالنص الثاني نامي.
>ابتسام ( رافعة حاجبيها ) : لا ياشيخه؟!! ,, انتي عارفتني ,, ما احب
>القرايه ,, الحين يالله اطيق المقررات!!,, خلينا القرايه لك يا أم
>العرّيف!!
>اماني ( بابتسامه صفراء ) : الشرهه علي يقترح عليك ,, يا الملسونه!
>
>ثم التفت اماني ناحية النافذة ,, لمتابعة الطائرة وهي تستعد لترك اجمل
>مدن الساحل الشرقي ,,
>هاهي الطائرة تسير ,, هاهي تسرع ,, اكثر واكثر ,, لتميل بزاوية منفرجة
>,, وتعلو ,, مودعه المكان ,, في لحظة ظنت اماني فيها أن الزمن قد
>توقف!!
>
>بعد لحظات ,, وعلى عجل ,, أخرجت اماني نظارة سوداء كانت في حقيبة يدها
>,, و ارتدتها على الفور ,,, كي لا يلحظ أحد حولها تلك الدمعة الحارقة
>المتسللة من عينها!!
>فشريط الذكريات ,, لا يبارحها لحظة ,,, وهاهو يعاد من جديد وبكل
>تفاصيله!!
>مازالت تذكر كل أحداث الصيف الفائت ,,, مازالت تذكر لندن العام الماضي
>,, مازالت تذكر الشهرين اللذان ظنت فيهما انهما اجمل أيام عمرها ,,
>مازالت تذكر عندما كانت وردة يانعة لم يعتري الألم جوانحها ولم تكن
>شاحبة!!
>
>
>مازالت تذكر ,, عندما وصلت مع أختها و والديها مطار هيثرو ,,و استقبلهم
>حينها العم سمير (لبناني الأصل إنجليزي الجنسية ) .
>سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : اهلين فيكون ,, منورين
>أبو اماني ( بصوته الرخيم ) : هلا فيك والله ,, وش أخبارك؟ ,, عسى ما
>تعبناك ,, الظاهر حنا كرهناك بأغسطس ,, كل سنه امشورينك فيه ,, ((
>ويختتم كلامه بضحكه مكتومة ))
>سمير (بابتسامه عريضة ) : لا ,, ولو!! ,, تعبك راحه ,, كيفكون؟ كيفك
>خيتي أم اماني ؟ ,, وكيفون الصبايا؟؟ ما شاء الله كل وحده فيهن احلى من
>التانيه.
>أم اماني : بخير الله يسلمك .
>اماني و ابتسام ( بنفس الوقت ) : الحمد لله بخير
>ابو اماني : والله الحمد لله بألف صحه وسلامه ,,,
>اماني تهمس لامها ,, وتذهب مع أختها.
>ابو اماني : اقول ,, يلا نروح نجيب الشنط قبل الزحمه ,,
>ابو اماني ( باستدراك ) : بس لحظه!!! ,, وين البنات؟؟
>ام اماني : راحو التواليت ,, و قالوا بيلحقونا للبوابه .
>
>مع انتهاء الاجراءت ,, ( وهي سريعة بطبيعة الحال ,, وليست كالتي في
>بلادنا! ) ذهب سمير لاحضار السياره من الباركينق ,,, و أول ما خرجوا من
>بوابة المطار ,, قفزت ابتسام ,, بحبور شديد
>ابتسام : ياااااي ,, الجو رووووعه ,, من زمان والله عن لندن
>اماني ( ساخره ) : إيه من زمان ,, من 10 شهور بس!!
>ابتسام : لا يا ذكيه مهو كذا ,, أنا اقصد من زمان عن جو لندن الحلو ,,
>لانه الصيف الي راح كان حار و مالغ ,, بس هالحين رهيب.
>الأب ( مبتسما ) : طيب يا بسومه ,, دامك فرحانه كذا بالجو ,, فيا ويلك
>ان قلتي زهقت و لاعت كبدي زي الاجازه الي راحت ,, ترى اذبحك!!
>ضحكت الاسره ,,, و لحظتها قدم سمير بالفان الكحلي ,, وعلى عجل فتح
>الابواب ليركبوا جميعا .
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الرابع : النصف الأول ) **
>
>
>
>بينما كانت السيارة تقتطع الشوارع الانجليزيه الطويلة ,,, كان العم
>سمير و ابو اماني يتبادلان الحوار ,, عن الأوضاع الاقتصادية و السياحة
>والعرب وأحوال الأصدقاء ,,,,, الخ
>ابو اماني : أنا والأهل يعجبنا بلندن أنها دايمن تتغير ,, مهيب زي باقي
>الدول ,, تزهق منها من اول زيارة ,, ولا تفكر ترجع لها مره ثانيه
>سمير (بتذمر ) : يا خيي ,, هيك عم بيؤل السياح بس ,, تعا عيش هون سنه
>وحده وتحس راسك يكبر من المشاكل
>ابو اماني ( مقطبا حاجبيه ): أعوذ بالله ,, الله يخلي لنا ديرتنا ,, بس
>مثلك عارف بالصيف ومع الحر الي عندنا ,, ماله الواحد إلا يسيّر عليكم
>هالشهرين ,, و يوسع صدره مع الاهل .
>ام اماني ( مفتتحه حوار اخر ) : سمير ,, كيف حال ( ميري ) ؟
>(( ميري هذه زوجه سمير ,, وهي انجيلزيه الأصل و المنشئ ))
>سمير : منيحه ,, كان بدا تيجي معي ,, بس صار عندا شغله ضروريه
>ام اماني : بنشوفها انشالله دامنا بنجلس شهرين ,,, سلم لي عليها
>
>بعد حوالي النصف ساعة ,, وصلت السيارة الى محطتها ,, شارع (
>الادجوردرود ) ,, أو شارع العرب كما يسميه الغالبية ,,
>حيث يحس الزائر هناك ,, وسط رائحة الشواء و دخان المعسل ,, مع صوت
>الأنغام الشرقية ومع كثرة العرب ( الخليجين خاصة ) ,, يحس وكأنه في
>بقعه عربيه!
>كانت الأسرة معتادة على قضاء نصف الرحلة قريبا من الأسواق والمحلات
>التجارية ,, وبالنصف الأخر تذهب الى (( برايتون )) ,, فهناك بيتهم
>الريفي الخاص بهم..
>أبو اماني : ماشاء الله ,, اشوف الشوارع مزحومه ,, يقولون هالسنه الكل
>نوى على لندن
>سمير ( محركا سبابته ) : ايه مزحومه كتير ,, انت اصبر لليل و تشوف
>الناس الي لسه ما صحو ,, هدول دوامهم ليلي و مابيخلو حدا ينام من اصوات
>السيارات و الاغاني!!
>ما أن اختتم سمير حديثه ,, حتى توقفت السيارة معلنه وصولهم الى عماره
>(( واتر قاردن )) ,, حيث شقتهم رقم 8 في الدور الرابع,,
>سمير ( مشيرا للشقه ): اتفضلوا انتو اصعدوا للشقه ,, وانا بشوف لي
>اتنين يحملوا الشناتي.
>نزلت الاسرة من السيارة ,, متوجهين صوب اللفت ,, وحين توقف ,, دخلوا
>اللفت ,, وكبست ابتسام رقم 8 ,, ليصلوا سالمين الى شقتهم,,,,
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الخامس : شقة الحرية ) **
>
>
>أم اماني ( فرحه ) : الحمد لله عالسلامه
>أبو اماني : ايه والله الحمد لله عالسلامه ,, والله يعينك على تنظيف
>الشقه ,, لو انك سامعه كلامي وجايبه الخدامه معنا كان احسن!
>أم اماني ( بصوت شبه مرتفع ) : من كثرنا؟! ,, بعدين الشقه صغيره و
>مايبي لها شغل ,,و الأكل بيكون من برا ,, والبنات بيساعدوني ,, مالها
>داعي اجيب الخدامه وتضيّق علينا!!
>ابتسام ( متوجه ناحية غرفة النوم المشتركة بينها وبين اماني ) :
>واااااو ,, الجو مسكّت ,, بس الغرفة كنها صاغرة عن اول!!
>اماني ( واقفه عند الباب ) : الغرفه هي هي ,, ماتغيرت ,, انتي الي
>عجزتي
>ثم تبتسم ,, وتكمل حديثها متجهه ناحيه النافذه : وحشني هالمنظر الي يرد
>الروح!
>ابتسام : وانا وحشني السوق ,, متى بنطلع نتمشى ؟,, ولا جاين عشان نجلس
>بالشقه!!
>اماني ( بتعجب ) : الله و اكبر عليك!!! ,, اركدي ,, خلينا نرتاح شوي!
>ابتسام ( مبتسمه ) : وانا وش علي منكم؟! ,, ماني مفوته ولا لحظه الى
>طالعه و متمشيه ,, ويا ويل الي يقول لي ثلث الثلاثه كم!
>اماني : الحمد لله و الشكر!!
>ابتسام ( وكأنها تذكرت شيء مهم ) : اقول ,, منتي متصله على دلال
>تبلغينها بوصولنا ,,؟
>اماني ( ببرود ) : الحين دلال صديقتك ولا صديقتي؟ ,, بعدين انا ماني
>ناسيتها ,, لان لندن ما تحلى الى معها
>
>و تعود اماني لمراقبه الشارع الساكن من خلال نافذة الغرفة.
>
>ودلال هذه فتاة كويتيه تعيش في لندن للدراسة ,, تعرفت عليها اماني قبل
>سنتين ,, و في أخر رحلة للندن لم تكن تخرج إلا معها ,, فقد كانت فتاة
>مرحة طيبه تضفي على كل مشوار طابع جميل ,,
>فمع اختلاف ميول أفراد الاسرة ,, كان كل فرد يذهب للمكان الي يفضله ,,
>ولم يكن هناك مشاوير إلزامية ,, عدا تلك التي تستقطع يوما كاملا ,, كـ
>(( بلاك بول )) و (( برايتون ))
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل السادس : البداية ) **
>
>
>
>هاهي الشمس تشرق ,, وهاهو منبه جوال اماني يرن ,, الساعه الآن الثامنة
>صباحا ,,, استيقظت اماني ( وكانت باقي الاسرة تغط في سبات عميق ) ,,
>غيرت ملابسها ,, مرتديه بنطال كحلي طويل مع قميص زيتي ,, و امسكت حقيبة
>يدها الصغيرة ,, متوجهه للباب الخارجي للشقه ,,
>كان الجو غاية بالبهاء و الروعة ,, السماء صافيه ,, و الشارع الذي كان
>يضج بالناس غدا شبه ساكن!!
>انطلقت اماني بنشاط ,, مارة من محلات (( الادجوردرود )) ,, التي لم
>تتغير كثيرا عما كانت عليه ,, هاهي تتجاوز ( سيفوي ماركت ),, كوافير (
>فولفو ),, مطعم ( لبنان ) ,, محل ( بوتس ) ,, مطعم ( روستوران ايران )
>,, اخيرا انتصفت الشارع ,,, لتصل الى مكتبة ( الأهرام ) ,,
>اماني ( فاتحه باب المكتبه ) : السلام عليكم
>العم زاهر ( البائع ) : مش معئول ؟!! ,, اماني؟؟ كيفك يا بنتي؟؟ عاش من
>شافك!
>اماني ( بابتسامه عريضه ) : اهلين عم زاهر ,, عاشت ايام ,,انا بخير
>الحمد لله ,, تونا امس واصلين ,, و قلت مايصير يمر يوم ثاني بدون ما
>اسلم عليك و اشوف وش الجديد ,, كيفك؟ و كيف المكتبه؟
>العم زاهر هذا بائع المكتبه الذي كانت اماني تحرص على شراء الكتب منه
>,,, خصوصا تلك الممنوعة في بلادها لا لشيء سواء لتتعرف على الاخر كيف
>يفكر؟ وماهي ابعاد ذاك التفكير..؟!
>و زاهر ,, رجل خمسيني ,, مصري الجنسيه ,, عاش في لندن قرابة الـ 12 سنه
>زاهر : انا بخير يا بنتي ,, بس الزمن ما يرحم ,, خلاص ما بقى بالعمر
>كثر ما راح
>اماني ( مقاطعه ) : لا تقول كذا ,, الله يعطيك طولة العمر ,, اصلا انا
>ما اتخيل لندن ولا المكتبه بدونك
>وما أن أنهت جملتها حتى فتح الباب ,, ليعلن عن قدوم ذاك الشاب ببدلته
>السوداء المحملة بقطرات المطر المهنمر بالخارج بقوة ,,
>هو : السلام عليكم
>اماني : وعليكم السلام
>زاهر : وعليكم السلام ,,, اهلين منصور ,, الجو بينوه خادعنا زي كل مره
>!!
>منصور ( مبتسما و ملتفتا صوب اماني) : أي والله المطر لعب فينا ,, وحاس
>كشختي
>اماني ( تقول بينها وبين نفسها ) : امحق كشخه!! ,, لابس اسود كنه بعزاء
>ويتكلم بالكشخه!!
>زاهر : تفضل اوعد ,, شوي كده و يروح المطر
>منصور ( لم يرفع عينه من اماني ) :الله يسلمك ,,, وهاذي قعده ( يجلس
>واضعا رجل على رجل )
>اماني ( بتلعثم ) : اوكي ,, أنا رايحه الحين ,, اجيك وقت ثاني ان شاء
>الله
>زاهر : لالالا ,, ودي تيجي !! ,, مايصحش طبعا ,, استني للمطر يخف شوي
>,,
>منصور ( بحماس ) : ايه والله الجو قلب برا ,, بتمرضين ان طلعتي ,,
>واصلا الشارع صاير فاضي
>اماني ( تنظر إلى منصور نظره ازدراء ) و كأنها تقول (( وش عليك يا
>الملقوف!!!))
>لم ينتظر زاهر اجابه اماني ,, فقام على عجل و همّ بإحضار كرسي أخر ,, و
>مسحه لها ,, لتجلس ( على مضض )
>مرت الدقائق على اماني وكأنها سنين ,, أما منصور الذي كان يرمقها
>بعينيه ,, فلم يبالي للوقت الذي مضى أو الآتي!!
>منصور : حيا الله اهل السعودية
>اماني ( بقت صامته )
>زاهر ( ملتفتا ناحية اماني ) : منصور ده اكتر واحد يزور المكتبه من
>الجاليه العربيه ,, وهو اصلا معروف بالشارع كلوه ,, و يمكن بلندن كلها
>كمان (( و يقهقه ))
>منصور ( مبتسما ) : يعني قصدك اني قطة وجهه؟؟ ,, عموما مقبوله منك ,,
>ثم يقول باستدراك : إلا الأخت من وين إذا مافيه ازعاج؟ ،،، الظاهر
>سعوديه ,, صح ولا غلطان؟!
>اماني ( تقف بسرعه من الكرسي ) : مبين المطر خف ,, اوكي عن اذنكم ,,
>وانشاءالله عم زاهر اجيك وقت ثاني واخذ الكتب الي ابيها ,,
>و فجاءة ,, اختفت اماني ,, وكأنها ضاعت بين الجموع!!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل السابع : دلال ) **
>
>
>عادت اماني إلى الشقه ,, و لم تجد أحد فيها ,, بل وجدت ورقة صغيره أمام
>باب المطبخ كتب عليها:
>(( اماني ,, انا و ابوك طالعين نتغداء ,, اذا بغيتيو تتغدون انتي و
>اختك روحو المطعم بس لا تطولون ,, او اطلبوا الاكل للشقه ,, ونوته
>الأراقم عند التليفون ,,,,,,, ماما ))
>
>دخلت اماني الغرفه ,, و وجدت ابتسام كما ودعتها ,, نائمة على السرير ,,
>و كأنها طايحه من فوق عمارة!! ,, ابتسمت اماني و ذهبت الى النافذة !!
>أغلقت النافذة ,, و ارتمت فوق السرير ,, وبلا شعور وجدت نفسها تفكر
>بالشاب الوسيم الذي التقته قبل لحظات ,,,
>فجأة ,, قفزت من فوق السرير ,,
>اماني : اووووه ,, نسيت اتصل على دلال !!
>و أسرعت تجاه هاتفها النقال المحشور في حقيبتها ,, كان مغلق ,, وما ان
>فتحته حتى انهالت عليها الرسائل ,, متلاحقة ,, و وسط ضجيج الغرفه ,,
>استيقظت ابتسام ,,,
>فأخذت اماني الجوال ,, و ذهب للشرفه ,, و جلست تبحث عن رقم دلال
>بالمفكره ,,
>اماني ( فرحه ) : إيه هذا هو ,,
>كان رقم السكن الخاص الذي تعيش فيه دلال ,, كبست اماني على زر الكول ,,
>طوط طوط طوط
># هالوو
>اماني : الو ,, مرحبا
># اهلين ,, مين معي؟
>اماني : عفوا ,, دلال موجوده,,؟!
># إيه موجوده ,, مين اقول لها؟
>اماني : قولي لها وحده تبغاها لو سمحتي,,
># اوكي لحظه!
>بعد ثواني ,,,
>دلال : هلووو
>اماني : هلالالا دلّول
>دلال : اهلييييييييييين ,, عاش من سمع هالصوت ,, امــونا؟؟ معقوله؟!!
>اماني ( مبتسمه ):ايه اماني ,, اجل خالتها؟!
>دلال ( منفعله ):وينج يا القاطعه ؟ ,, شهرين ما ندري عنج ,, ولا تسالين
>ولا شيء
>اماني : عارفه ,, وربي مدري وش اقول ,, لهيت بالاختبارات و جت الاجازه
>و حوستها ,,
>دلال : بشريني عن الاختبارات و النتايج كيف كانت ؟
>اماني ( بثقه ): لا الحمد لله تمام ,, و هذاني رحت سنه ثالثه ,, بقدره
>قادر!
>دلال : عفيه عالشاطره ,, مو مثلي يا حظي ,, شايله نص السمستر ,,
>اماني ( بصوت خافت ) : لاااااا ,, لا تقولين ؟؟ ضيقتي صدري ,, حسافه
>والله
>دلال ( وهي تضحك ) : لا حسافه ولا شيء ,, تعودنا ,, بعدين لندن حلوه ,,
>و الود ودي اجلس هني على طول
>ثم تكمل : ما قلتي لي ,, وينج فيه ,, بالخبر ولا الرياض ولا ,,,
>اماني ( مقاطعه ) : لالا ,, أنا حولك هنا ,, بلندن
>دلال ( بصوت عالي ) : والله؟ ,,, يا حليلج ,, جذي على طول ,, بالعاده
>تعلميني متي بتيين قبل بأسبوع
>اماني : ما عليه دلوّل ,,, هالسفره جت عرض!
>بعد ذلك اتفقت اماني و دلال على التلاقي مساءً بمجمع (( الوايت ليز ))
>الكائن بـ ( البيكاديلي ) و القريب من سكنهما!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثامن : الوايت ليز ) **
>
>
>هاهي الساعه تقترب من الثامنة ,,
>اماني : يمه ,, تراني رايحه بعد شوي الوايت ليز ,, بتعشاء مع دلّول
>الأم : اوكي ,, بس لا تطولين ,, احنا متفقين ,, حدك إلى الساعه عشر
>اماني : انشالله ,, يلا بباي ..
>خرجت اماني ,, مرتديه معطف رمادي و بنطال جينز ,, فقد كان الجو عندها
>بارد نوعا ما ,,, استقلت أول سياره اجره بالطريق ,,, متجهة لـ ((
>الوايت ليز )) ,,
>بعد 7 دقائق ,, وصلت اماني ,, و كانت البوابة ملئه بالناس من كل حدب و
>صوب ( عرب و إنجليز و هنود و أفارقه )
>لم ترغب اماني بالدخول مع الحشود ,, بل فضلت الوقوف ,, منتظره دلال ,,,
>ظلت واقفه قرابه الربع ساعه ,, صامتة ,, تتأمل المارة ,, و لم يقطع
>خلوتها ,, سوى ذاك السكير الذي قدم نحوها بصوره جعلتها تهرع و ترتبك ,,
>كان يطلق كلام غير مفهوم ,, تشنجت لحظه ,, ثم رجعت للخلف ,, لتصدم به
>,, نعم انه هو ,, ( منصور!)
>منصور ( ببرود ): ما عليك منه ,, لانه مهو حاس بحد حوله ,, بس مهوب عيب
>بنت محترمه مثلك توقف بالشارع و بهالوقت ,,, و الناس رايحه و جايه؟!
>اماني ( بذهول ) : انت وش جابك هنا؟
>و قبل ان يرد منصور ,,, قدمت دلال بفستانها الليكي القصير و معطفها
>الجلدي ,,
>دلال ( بابتسامه عريضه ) : هاااااااي امـــــونا
>اماني ( لا زالت مذهوله ) : اهليـــن دلال!
>دلال : ما شاء الله محلوه ,, تغيرتي كثير عن العام الماضي ,,
>لم تجب اماني ,,, فهي لا تعلم للان ماذا يفعل ذاك المدعو منصور هنا!
>تتابع دلال حديثها ملتفته ناحيه منصور : منصور وين جاسم ؟
>منصور : بيوقف سيارته بالباركينق ,, و يحصلنا
>دلال ( و هي تسير ) : اوكي اوكي ,, ادخلو ,, الجو بارد ,,
>دخلوا ثلاثتهم ,,, و اماني لم تتكلم ,, والاسئله كثرت في جعبتها!
>كان المجمع ( كعادته ) مزحوما بالفتيات و الشباب الموزعين على مطاعمه
>المتفرقة القابعة في الدور الثالث ,, أما المحلات فجميعها كانت مغلقه
>,, فلندن تقفل محلاتها بعد مغيب الشمس!
>دلال : شرأيكم نجلس اهني ؟ ,, الايس كريم وايد حلو ,, و الخدمه سريعه
>منصور ( مبتسما ) : از يو لايك ,,
>اماني : ,,,,,,
>بعد دقيقتين ,, قدم شاب ,,, عرفت اماني في مابعد انه يدعى جاسم ,, و
>انه إماراتي,,
>رحبوا ببعضهم البعض ,, و اتضح لأماني انهم أصدقاء ,, وأنها محشورة
>بينهم بلا داعي!! ,,
>جاسم : شفيها صديقتج يا دلال ,, ما تحجى؟؟
>عندها ,, وقفت اماني ,,قائله باستياء : عن إذنكم ,, تأخرت ,,
>و سحبت حقيبتها متجهة نحو اللفت ,, لحقت بها دلال على عجل ,,
>دلال : اشفيج ؟؟
>اماني ( منفعلة ) : فيني اني غلطانه لما جيت معك ,,, ولما عرفتك أصلا
>,, انا ماني تافهة عشان تجيبيني و تعرفيني على شلة شباب بهالصوره
>الرخيصه ,,
>دلال ( بانكسار ) : الله يسامحج ,, انا اسفه لو غلطت عليج أو حسستج
>بشيء من الي قلتيه ,, و ربي ما كنت عارفه انهم بيون هني ويانا ,, كانت
>صدفه ,, صدقيني امونا ,,, بالطريق و مع الزحمه ,, شفت جاسم و يا منصور
>رايحين المجمع ,,, جاسم معي بالجامعه ,, ومنصور هذا صديقه ,, استحيت
>اقول لهم لا تيون معنا ,, و خصوصا و إن ,,,,,
>اماني ( تقاطعها ) : خلاص خلاص ,, ما هموني اثنينهم ,,, مالي علاقه
>فيهم اصلا
>دلال : خلاص ولا يهمج ,, نغير المكان لعيونج ,, كم امونا عندنا ,, هي
>وحده و دلوعه (( تبتسم ))
>أحست اماني أنها بالغت بردة فعلها ,, و لم تعلم ما هو السبب الذي جعلها
>تغير رأيها لتقول لدلال ,,
>اماني : عموما أنا ما يرضيني أفشلك قدام أحد ,, أنا بمشيها هالمره
>عشانك ,, و بنعدي هالساعه على خير ,,
>و عادت اماني إلي الطاولة ,, و خلفها دلال المتعجبة من تغير رأي اماني
>,, بينما كان الشابين يحتسيان كوبين من القهوة ,,
>جاسم ( مبتسم ) : ولكم
>دلال : ما شاء الله طلبتو و شربتو القهوه و احنا للحين ما شفنا المنيو
>!!
>جاسم (( و هو يقهقه )) : بالله عليج ما حفظتي المنيو ؟؟ ,, انا ما ايي
>هني الا اشوفج مرتزه بأول طاوله!
>كان منصور صامتا ,, ينظر إلى اماني و يتابع كل ردات فعلها ,,, أما
>اماني فكانت مندهشة من نفسها ,, ولا تعلم ما اللذي اجبرها للرجوع ,,
>بنفس اللحظه التي تحس فيها بنظرات منصور الحارقة ,,
>دلال : جاسموه ,, ما قلتي لي من وين شاري الاقلام المعطره ؟؟
>جاسم ( مبتسما ) : و ما راح اقولج ,, بطلي تقليد
>دلال : لاااااا ,, يالله قول ,, من ويييييين ,, أي محل؟؟
>جاسم : بالدور الي تحت ,, كشك صغير يبيع تشكيله حلوه ,, بس ما ادري عن
>الشايب قفل ولا للحين فاتح!
>دلال : رح شف اذا فاتح أو مقفل ,, الشيبان الانجليز ما يقفلون بدري ,,
>يخافون يفوتهم زبون!!
>جاسم : شنو اقوم اشوف لج؟؟ اشتغل عندج ولا شاريتني؟؟
>دلال :مالت عليك ,, ما تحب المزح ,,, اقصد تعال نشوف
>جاسم ( يضحك ) : أي قولي جذي ,, رقعيها ,, يالله امشي
>ثم يكمل : وهالاثنين الي جالسين ,,, ديكور ولا شنو؟
>دلال ( وهي تضحك ) : بعد شوي بيرسلونهم متحف الشمع ,,,
>ذهب جاسم و دلال ,,, و بقي السكون مسيطرا ,,, لولا ضجة المارة ,,,
>عندها احست اماني أنها لوحدها ,, وان صديقتها قد ذهبت ,,, ارتبكت ,,
>لكنها بقيت ساكنة
>منصور ( يقطع الصمت ) : سألتك امس من وين و ما رديتي ,, ما ادري اذا
>اليوم بتجاوبين ,, ولا يبقى هالجواب امل صعب تحقيقه,,؟
>اماني ( بصوت هامس ) : انت قلت سعوديه
>منصور ( بابتهاج ) : والنعم والله ,,, وانا بعد سعودي ,, من الرياض ,,
>انتي من وين بالسعوديه؟
>اماني : الخبر ,,
>منصور : بس ما اظنك من الخبر ,, لان لهجتك نجديه
>اماني : انا ساكنه بالخبر ,, مواليد الرياض ,, و اصلي من شقراء
>منصور : يا سلام ,, يعني كوكتيل
>و يضحك الاثنان ,, لأول مره
>منصور ( مكملا ) : انا بعد من سكان الرياض بس ,, اما اصلي فمن الشمال (
>حائل )
>اماني ( لا شعوريا ) : و النعم بأهل حائل
>منصور ( فرحا ) : والنعم بحالك
>عاد الصمت من جديد سيد الموقف ,,, الا ان,,,,
>منصور : شكلك طالبه,,؟!
>اماني : ايه ,, انا بجامعه الملك فيصل ,, قسم التصميم الداخلي
>منصور : ما شاء الله عليك ,, يعني مهندسه ,, و الهندسه ما يبي لها الا
>ناس ذوقهم راقي وحسهم الفني عالي
>اماني ( بخجل ) : شكرا للمجامله ,, بس انا توني بسنه ثالثة ,, وبقى لي
>سنتين,, يعني بدري على كلمه مهندسه
>منصور : انا لو دكتور عندكم ,, ما اخليك تتخرجين ولا بعد عشرين سنه ,,
>لاني بكون عارف ان الجامعه ما تسوى بلاك ,,
>لاحظ منصور نوبة الخجل التي اعترت اماني ,, فندم على اخر ما قال ,,, ثم
>حاول ان يغير مجرى الحديث
>منصور : انتم جايين سياحه؟
>اماني : ايه
>منصور : ما ادري وش يعجب العرب بلندن ,, مع انها ممله و صاخبه ,, مدينه
>مزعجه بكل معنى الكلمه ,,
>لم تعلق اماني
>منصور : من زمان تعرفين دلال؟
>اماني : يعني ,, من سنتين تقريبا
>منصور : اممم
>اماني : عن اذنك ,, مضطره امشي ,, تأخرت ,,
>وقفت اماني استعداد للذهاب ,,,
>منصور ( واقفا ) : بدري ,, مالنا نص ساعه داخلين,, و دلال وجاسم ما بعد
>جو!!
>اماني : لا معليش ,, انا وعدت امي ما اطول ,, و دلال ادق عليها ولا
>اشوفها وقت ثاني,,
>منصور ( وكأنه تذكر شيء هام ) : انتي جوالك معمم؟
>اماني : ايه طبعا
>منصور ( والعرق يتصبب منه رغم بروده الجو!! ) : انا سعيد بمعرفتك يا
>اماني ,, و ماودي اخسرك كصديقه ,, فإذا تسمحين ,, بعطيك رقمي ,, وانتي
>متى ما بغيتي تسمعين صوتي ,,,,,
>اماني ( تقاطعه بتعجب) : منت صاحي؟؟ ,, ترى ماني منهم!!!
>منصور ( بانكسار ) : تكفين اماني ,, خوذيه بس ,, خليني متأمل اسمع صوتك
>,,, حتى لو ما سمعته ابد ,, تكفين!!
>دون ان ينتظر جواباً منها ,, اخذ منصور محرما ورقيا من فوق الطاولة ,,
>و اخرج قلما ازرق من جيبه ,, و كتب رقمه ,, و مده لأماني التي سحبته
>بلا شعور و سحبت حقيبتها مسرعة ناحية اللفت اللذي هبط بها للدور الأرضي
>,, خارجه للشارع ,, مستوقفه أول سيارة اجر ,, عائده للمنزل ,, لترمي
>نفسها على السرير حالما دخلت ,, و تمسك المحرم الورقي بيدها ,, وتغط
>بسبات عميق!!
>
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل التاسع : أهو الحـــب ؟! ) **
>
>
>لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة
>فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
>فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة
>,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,,!!
>نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل
>+ ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
>تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,,
>و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما
>حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
>كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
>بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
>أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها
>بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
>(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل
>بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح
>الفكري اللذان عاشت بهما!!
>بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك
>المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,,
>و تحته قرأت ( منصور)0
>اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
>مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم
>الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
>بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم
>ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ,,
>عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير
>يصير!! ))
>بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط
>طوط
>و بعد رابع رنه ,,
>منصور : الو
>اماني ( بتلبك ): مرحبا
>منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
>اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
>منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
>ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين
>من صوتك؟
>اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
>منصور : ويا زينه من صبح
>ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن قال
>منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر
>بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك
>اماني : تشوفني,,؟!
>منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
>ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
>اماني : اوكي
>منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك؟!
>اماني : افضل العصر
>منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!
>
>مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة
>مشاعرها تجاه منصور!!
>أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام)؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
>هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف
>أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
>اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
>أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي
>اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
>و انصرفت!
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل العاشر : أول لقاء ) **
>
>
>توقفت سياره الأجرة ,, أمام البوابة الرئيسية لـ الريجنت بارك ,, أو
>حديقة الزهور ( كما يسميها البعض!)
>هاهو منصور ,, واقفا ينظر إلى ساعاته ,,
>اماني : تأخرت؟!
>منصور ( بابتسامته الدائمة ) : لا ابداً ,, ما شاء الله عليك إنجليزية
>بالمواعيد
>ابتسمت اماني ,, و دخل الاثنان عبر ممرات الورد المنسقة بشكل بديع
>للغاية ,,,,
>كان اليوم هو يوم الأحد ( الاجازه ) ,, و بطبيعة الحال فقد كانت
>الحديقة ملئه بالزوار ,, خصوصا وان الجو كان بهي في ذلك اليوم ,,
>منصور : من متى انتم بلندن؟
>اماني : هذا اليوم الثالث
>منصور : بس مبين مهي أول مره تجين هنا!!
>اماني : تقريبا حنا كل صيف بلندن ,,, ولنا شقة ببرايتون
>منصور ( رافعا حاجبيه ) : شيء حلو ,, انا أصلا ساكن هناك
>اماني : يا حظك ,, انا تعجبني برايتون ,,, بحدايقها و شاطئها و جوها
>الحلو
>منصور : زرتي الحديقه المائيه ( بلاك بول )؟؟
>اماني : ايه ,, حلوه
>صمت منصور ,,, محاولا أن يلج لموضوع اخر بعيد عن لندن وأماكنها!
>منصور : وكيف السعودية؟؟
>اماني ( مبتسمة ) : تسلم عليك ,, انت من زمان ما رحت للسعودية؟
>منصور ( بحزن ) : والله لي فوق السنتين ما رحت لها ,,, ومشتاق لامي
>كثير ,, واهلي كلهم
>اماني : طيب وش مجلسك بلندن؟؟ ,, مبين عليك مخلص دراسه ,, وما أظن عندك
>أشغال متواصلة هنا!!
>لم يجب منصور ,,, و أدركت اماني أن بسؤالها شيء ربما جرحه ,, فأردفت
>قائله
>اماني : سألتني البارح ,, إذا كنت اعرف دلال أو لا ,, شكلك من زمان
>تعرفها!!!!
>ضحك منصور بشكل لافت ,, جعل المارة ينظرون إليه ,, ثم عاد لوقاره قائلا
>منصور : تصدقين ,, البارح بس شفتها ,, ولا اعرفها أصلا ,, كل الي اعرفه
>إنها كويتيه مقيمة بلندن للدراسة وبس!
>اماني : لا تقول بعد ما تعرف الي اسمه جاسم؟!
>منصور : لالا ,, جاسم هذا اعز صديق لي بلندن ,,,هو يعرف كل الشباب و
>البنات العربيات الي هنا ,,, و البارح مرّ علي وقال لي اطلع من الصومعة
>,, وأنا أمس بس جيت لندن ,, ومن حسن حظي قابلتك
>اماني ( وقد احمر وجهها ) : شكراً
>عندها جلس الاثنان ,, تحت شجرة في زاوية الحديقة
>منصور : أمس كنت ملاحظ انك زعلتي ,, ما ادري من وجودي ولا من جاسم ,,
>ولا من ايش؟!
>اماني : من الموقف كله ,,, بدون تحديد!!
>صمت الاثنان برهة ,, وهم ينظران إلى النافورة الرائعة ,, المزينة
>بأكاليل الورود
>منصور ( كاسرا حاجز الصمت ) : اماني
>اماني ( ملتفته لمنصور ) : نعم؟
>منصور ( وهو ينظر لماء النافورة المندفع ) : اتصدقين ,, من يوم شفتك
>بالمكتبة ,, حسيت شي شدني لك ,,, رغم اني ما كنت اعرف اسمك حتى !!
>ثم يكمل : عجبني هدوئك ,, شدني كبريائك ,, حيرتني عيونك ,,
>ما راح اكذب عليك و أقول لك اني ما عرفت بنات قبلك ,, انا عرفت بنات
>كثير بسفراتي و روحاتي ,, من كل الجنسيات ,,, بس ولا وحده منهم قدرت
>تشدني صوبها بالصورة الي صارت معك ,,, رغم إن معرفتي فيك سطحيه للحين
>بقيت اماني صامته ,,,
>و عاد منصور للكلام قائلا : أتمنى صراحتي ما تضايقك ,,, هذي مشاعر
>تشكلت في يومين من التفكير المتواصل فيك ,,, صدقيني اماني,,
>طال الصمت بعد ذلك فتره ,,, الا ان تفرق الاثنان ,, وكل يفكر بالاخر!!
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الحادي عشر : بلا ملامح ) **
>
>
>دخلت أماني الشقة ,,,
>أم اماني : هذي الي ما راح تطول؟؟ ,, بعدين ليه مقفلة الجوال؟!!!
>اماني ( تكاد تطير من الفرحة ) : يا بعد عمري يا ماما ,, اسفه ,, بس
>جاء ببالي اركب الاندرقراوند ,, و تعطل علينا فجاءه ,, والجوال ما
>أخذته معي أصلا
>ذهبت اماني ,,, بينما كانت الام واقفه و متعجبة من ابنتها ,, و سعادتها
>الكبيرة!
>اماني ( وقد دخلت الغرفه ) : مساء الخير والأساس و الطيبة ,, يا أحلى
>بسوووومه
>ابتسام ( بتعجب ) : الله الله ,, وش الطاري؟؟ ,, البارح مالك مزاج احد
>,, واليوم تغنين و ترقصين؟!!
>اماني ( بابتسامه عريضة ) : ذاتس سيكرت!
>ابتسام : طيب يا ام الاسرار !!
>
>
>هاهي الشمس تفارق السماء ,, و الظلام يخيم على المكان
>أم اماني : وش رأيكم يا بنات نطلع نتعشى؟!
>ابتسام ( فرحه ): الله ,, يا ليت ,, من جينا لندن ما طلعنا مع بعض!!!
>اماني : والله فكره حلوه ,, يلا نروح
>ذهبت الام و بناتها الى (( فانتانا ماروزا )) ,, وتناولوا الاسباغيتي
>المطهوة بمهارة ,, على أنغام الموسيقى الايطاليه الحالمة ,,, في ليلة
>كانت من أروع ما يكون ,,, خصوصاً بالنسبة لأماني!!
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني عشر : أحبك يا اماني ) **
>
>
>ترن تررنن ترن تتن
>اماني : الوو
>منصور : هلا اماني
>اماني : مين معي؟
>منصور ( مبتسماً ) : ما عرفتي صوتي؟؟
>اماني ( بحبور ) : منصور؟؟ اهلين فيك ,, بس كيف عرفت رقمي؟
>منصور : نسيتي انك داقه علي من يومين عالجوال؟!! ,, بعدين وينك؟ يوم
>كامل لا حس ولا خبر!!!
>اماني ( بأسف ) : وربي انشغلت ,, البارح كنا معزومين مع ناس برا
>عالعشاء ,, وقبلها طلعت مع الاهل ,, و ما رجعنا إلا باخر الليل!
>منصور : طيب ,, اقدر أشوفك اليوم؟
>اماني ( بتررد ) : ما ادري والله
>منصور ( بصوت خافت ) : حاولي تقدرين ,, يا ليت اماني
>اماني : بس وين فيه؟؟
>منصور : أي مكان تختارينه ,, أكيد بيكون حلو !!
>
>كانت اماني متفقه مع دلال على الذهاب للسينما لمشاهدة احدث ما نزل من
>افلام ,, و لكن الآن تغيّر التخطيط ,,, فهي ترغب بالذهاب معه هو ,, لا
>مع دلال!
>وبعد ساعة من اتصال منصور الأول ,, اتصل ليعرف ما إذا كانت اماني ستخرج
>معه أم لا ,, فاتفقوا على الذهاب في تمام التاسعة الى منطقة (( كوفنت
>قاردن )) ,,
>
>هاهو الموعد يقترب ,,,
>ارتدت اماني تنورة بيج ( متوسطة الطول ) مع جاكيت جلدي بنفسجي ,,فالجو
>بارد ليلاً ,,,
>و وجدت منصور في المكان المتفق عليه ,, واقفاً بسيارته ينتظرها ,,
>و ما ان قدمت اماني ,, حتى نزل و فتح الباب لها ,,
>منصور : هلا وغلا باحلى اماني بالكون
>اماني ( مبتسمة ): اهلين منصور ,,, يعني لازم تجي قبلي كل مره!!
>منصور : الشوق هو الي يجبني ,, بعدين لي يومين ما شفتك ,, ما اشتقتي
>لي؟!
>اماني ( هامسة ) : الا!
>عندها ,, مدّ منصور يده للمقعد الخلفي ,, مخرجاً دمية صغيرة غلفت بصورة
>جميلة للغاية ,,
>منصور : عجبني شكلها ,, و قلت اهديها لك ,,, عساها تعجبك!
>اماني ( بحبور شديد ) : وااااااو رهيبة ,, كلك ذوق
>
>تكررت لقاءات اماني و منصور ,, و غدت شبه يومية ,, فأماني غير قادرة
>على بعده ,, و منصور عاجز عن نسيانها لحظه ,,,
>قويت علاقتهم اكثر و اكثر ,, و ازداد كل طرف في معرفة الأخر ,,
>كانت علاقتهم علاقة حب صادق ,, وان لم يقولوا ذلك ,, فأفعالهم ترجمت
>أحاسيسهم بصورة كبيرة!!
>
>و في إحدى اللقاءات ,,
>منصور : اماني ,, ماني متخيل حياتي بدونك
>اماني : ليه تقول كذا؟ ,, الله لا يفرق بينا!
>منصور : انتي عارفه إن كلها أيام و ترجعين ديرتك ,, وأنا شكلي مطوّل
>هنا !!
>صمتت اماني ,,
>منصور ( هامساً ) : احبك يا اماني ,, وربي أموت فيك
>اماني ( بانكسار ) : انت لو تحبني من جدّ ,, ما كان قلت انك بتخليني و
>تجلس هنا!!
>منصور ( ممسكاً بيدها ) : صدقيني يا اماني ,, منيتي ارجع معك ,, و أشوف
>أهلي و ديرتي ,, أعيش معك باقي عمري ,,,, لأني ما حسيت بالسعادة الا
>بوجودك ,, و ما يهون علي أخليك!
>اماني ( مبتسمه ) : انا متأكده انك بتحصلني ,, و متفائله بهالشيء
>بقي منصور صامتاً ,,, راسماً ابتسامه صفراء على شفتيه ,,لم تفهم اماني
>مغزاها!
>و وأدركت لاحقاً أن هذا آخر عهدها بـ منصور
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الثاني عشر : الوداع ) **
>
>
>و مرّت الأيام الباقية سريعة ,,, متلاحقة ,, هاهو شهر و نصف تودعه
>العائلة ,, ولم يبقى الا أسبوعين للعودة إلى ارض الوطن ,,,
>في هذه الفترة ,, قلت اتصالات منصور ,, إلى أن انعدمت!!
>كانت اماني متعجبة من انقطاعه و غيابه الملحوظ عنها!!
>ففي اكثر المرات كانت تتصل عليه ولا يجب ,, أو تجد الهاتف مغلق ,, الا
>أن مرّ أسبوع كامل لم تسمع فيه صوته ولم تراه أبدا!!!
>صارت شاحبة ,, حزينة ,, فهي لا تعلم ما الذي غيّر منصور ,, ما الذي جرى
>له؟؟ ,, لما لا يرد؟؟ ماذا حدث؟؟ أين الحب الذي تكلم عنه؟؟!!
>لاحظت أم اماني تغير ابنتها و انطوائها ,, وعزت ذلك إلى اشتياقها للوطن
>و صديقاتها ,, و ربما مجرد إرهاق من تقلبات الجو!!
>و وصلت اماني إلى مرحلة متقدمة من الاستياء ,, و الشوق الجامح لـ منصور
>الذي اختفى فجاءه ,,
>اماني : صح ,,, دلال!! ,,, نسيتها!!!
>تمتمت اماني بتلك العبارة ,, و أسرعت لهاتفها ,, لتتصل بـ دلال
>اماني : الوو
>دلال : هلا أمونا ,, شخبارج ؟
>اماني : آهلين دلال ,, اسمعي أبيك ضروري
>دلال : أمري حبيبتي
>اماني : أبى رقم جاسم ,, الإماراتي الي كان معنا قبل شهر يوم عصبت و
>دلال ( مقاطعه ) : إيه إيه عرفته ,, بس شتبين فيه؟
>اماني ( بحزم ) : دلال أبى رقمه ,, عندك رقمه ولا لا؟!
>دلال لاحظت إن المسألة طارئة ,, وان هذه ليست اماني التي تعرفها!!!
>دلال : الحين ما ادري ,, بدوّر عليه ,, أول ما القاه بدق عليج
>بعد 8 دقائق ,, اتصلت دلال و أعطت اماني رقم جاسم
>عندها ,,, سارعت اماني بطلب جاسم
>جاسم : هلووو
>اماني : مرحبا جاسم
>جاسم : مرحبتين ,, مين معي؟
>اماني : انا اماني صديقة دلال الي
>جاسم ( وهو يضحك ) : اييييييه عرفتج ,, انتي الحلوه المغرورة
>اماني ( بهدوء ): أخ جاسم ,, لو سمحت ,, هو سؤال واحد بس
>جاسم : اتفضلي ,, شخدمج فيه؟
>اماني : وين منصور؟
>لم يجب جاسم!!
>كررت اماني سؤال ,, و بقي جاسم صامتا!
>اماني : لو سمحت ,, صارحني ,, إذا كان منصور ملّ من علاقتنا أو شاف له
>شوفة ثانية ,, علمني ,, خليني بس اعرف ,, تكفى يا جاسم
>جاسم ( باستياء شديد ) : مهو منصور الي يسوي كذا ,, انا الي اعرفه إن
>منصور ما احب احد كثرك ,, ومن عرفك وهو متغيّر ,,, مهو ذاك المعبس
>الهادئ ,, انتي عند منصور كل الدنيا يا اماني
>اماني ( و الدموع تحرق وجنتيها ) : طيب وينه؟ وين اختفى؟ إذا من جد
>يحبني زي ما قلت ,, وين راح وخلاني؟!
>جاسم ( بحزن واضح ) : مهو انتي بس الي خلاك ,, خلانا كلنا!
>انهارت اماني ,,, ولم تحس بشيء حولها ,, و سقطت بلا وعي ,, بعد أن سمعت
>جملة جاسم الأخيرة ,,
>
>و بعد ساعات ,,,
>فتحت اماني عينها ,, لتجد نفسها فوق السرير ,,بجوارها أمها و دلال التي
>قدمت على الفور ,,
>أم اماني ( عاتبة ) : كذا يا اماني؟؟ ,, طار قلبي عليك!! ,,, ما تأكلين
>ولا تشربين ,,, أكيد جسمك ضعف ,, الله يهاديك!!
>دلال ( مبتسمه ): ما عليه يا خاله ,, خليني مع أمونا ,,, وأنا بخليها
>تصير دبدوبه مثلي ,, و ترد مثل أول ,, و احسن ,,
>غادرت الام ,, وبقيت دلال مع اماني الصامتة
>دلال : اماني ,, انا عرفت كل شيء ,, جاسم بلغني
>اماني ( بلا وعي ) : مات ,,, منصور مات ,, مات ,, مات!!
>دلال ( مقاطعه ) : لالالالالا ,, منصور ما مات ,,, جاسم الاثول قالج
>جذي بالغلط ,, هو ما قصد الي فهمتيه!
>ابتسمت اماني ,, ابتسامه شاحبة
>اماني ( بصوت متعب ) : طيب وينه فيه؟؟
>دلال : اماني ,, لا انا ولا جاسم ولا حتى منصور كان وده يصير الي صار
>,, بس هذا قضاء الله ,, و المفروض علينا نسلم بالقضاء ,,
>و تكمل : منصور له فوق الثلاث سنين مريض بـ اللوكيما ,, و جالس يتعالج
>بلندن لان حالته متقدمة بالمرض ,, و له أسبوع بالمستشفى ,,
>اماني ( تهمس بأسى ) : وليه ما قال لي ؟؟ ليه ما علمني؟!
>دلال : والله ما ادري شاقولج ,, انا هذا الي عرفته ,, طولي بالج ان شاء
>الله مافية الا العافية
>اماني : هو بأي مستشفى؟
>دلال : (( ويل بيك ))
>
>نهضت اماني من الفراش ,,, رغم إرهاقها الواضح ,, ولم تمنعها توسلات
>أمها لها بالراحة ,, و خافت الام أن تكون اماني قد جنت!!!!
>
>ركبت اماني الاندرقراوند لتصل بسرعة إلى مشفى ويل بيك الذي يبعد قرابة
>الساعتين ,,,
>هاهي تصل ,,, و تدخل لتسأل عن المريض (( منصور ))
>لتأتيها الصاعقه المدوية!!
>
>الممرضه ( و ببرود انجليزي ): مسكين عانى كثيراً من المرض ,, وكان
>بالعناية المركزة قبل ساعتين ,, أما الآن فقد (( تـــــــوفــــــى! ))
>
>
>وكأن النيران قد اشتعلت في جسد اماني المنهك من السهر و هجر الأكل ,,
>خرجت من المشفى هائمة على وجهها ,, لا تدري أين هي؟؟ من هي؟؟ لما هي
>هنا؟؟
>ظلت تائهة ,, مصعوقة ,, و الدموع قد تشنجت أو ربما جفت من حزنها و
>حرقتها على منصور ,,,
>
>
>هاهو يوم ثالث ,, بعد غيابه ,,
>دلال : لا ما شاء الله احسن من أول وايد
>اماني ( تفتح عينها ) : اسفه ,, تعبتكم معي
>دلال : شدعوى ,, جم امونا عندنا؟!!
>و تكمل : اماني ,, الي راح الله يرحمه ,, انت توج صغيره و العمر قدامج
>,, حرام تضيعينه بالحزن ,, قومي و ارجعي امونا الحليوه الي الكل يحبها
>,, ترى امج بعد زعلانه وايد لما عرفت القصه ,, و بنفس الوقت خايفه عليج
>,, فكري فيها يا اماني ,,,,
>ثم ذهبت دلال لحقيبة يدها ,,, أخرجت منها شريط ( كاسيت )
>دلال : بالمستشفى قالوا لنا أن منصور ترك هالكاسيت ,, سجله قبل ما يموت
>بيومين ,, و وصى ان محد يسمعه غيرك ,,,
>و ذهبت دلال ,,,,,,,,,,
>
>احضرت اماني الكاسيت ,, و وضعته بجهاز التسجيل ,,, ليأتيها صوت حبيبها
>الراحل ,,
>
>منصور ( بنبرة متكسرة و لسان ثقيل ) :
>اماني ,,,, يا احلى اسم نطقه لساني ,,,,, واجمل انسانه شافتها عيني
>,,,,
>ادري ان عمري الافتراضي انتهى ,,,,, لكذا جالسه تسمعين الشريط ,,,,,
>بغيت اقولك ,,,,, إذا من جد حبيتي منصور ,,, جففي دموعك ,, وعيشي حياتك
>,, ابقي مثل منتي ,, اماني الي حبيتها,,,,, بجنونها بعنادها بصراحتها
>,,, اماني الخجوله ,, اماني الدلوعه ,, اماني الواثقه من نفسها ,,,,
>تأكدي اني عشت معك أيام عوضتني كثير من الي راح ,,,,,,,,
>و سامحيني لو أخفيت عليك حقيقة مرضي ,,,,,,,, ما كان ودي تشفقين علي
>بأي لحظه,,,,,,,,,
>احبك ,,,, منصور
>
>
>
>
>
>
>
>** ( الفصل الأخير ) **
>
>
>انقضت الشهرين ,, و الأسرة بدأت بلملمت أغراضها استعداد للعودة لأرض
>الوطن ,,,
>و هاهو أسبوع كامل يمر على غياب منصور ,,, و اماني كما هي ,, جالسه فوق
>السرير ,, ممسكة بالدمية الصغيرة التي لم تفتح غلافها بعد ,,,,,,
>و ما بين لحظه و أخرى ,,, تعيد الاستماع إلى فيروز و هي تشدو ,,
>(( بعدك على بالي ,,, يا قمر الحلوين ,,,,,
>,,, يا زهره تشرين ,,, بعدك على بالي ,,,,, يا حلو يا مغروم ,,,,,, يا
>حبق و منتوم ,,,,,,
>,,,,,,,,,,,,,, ))
>
>اماني ( تغني ) : بعدك على بالي ,,, بعدك على بالي ,,,
>ابتسام ( بصوت عالي ) : يووووووه ,,, بعدين معك يا اماني ,, اقول لك
>وصلنا,, يالله قومي ,,, بتنامين بالطياره؟!!
>تلفتت اماني ,, و ادركت أنها وصلت إلي لندن ,, و أنها طيلة الثمان
>ساعات كانت تستعيد شريط الذكريات الذي لم يفارقها ,,,
>نزلت اماني و أختها و أمها من الطائرة ,,, هاهو مطار هيثرو ,, لم
>يتغير!
>كان الأب في انتظارهم ,,, ركبوا السيارة إلى شقتهم ,, دخلت اماني ,, و
>بسرعة البرق تذكرت شيء قديماً كانت قد احتفظت به بين الأثاث ,,, دخلت
>غرفتها ,, و ذهبت لخزانه الملابس ,, و رفعت يدها للرف العلوي ,, لتتحسس
>ذاك المحرم الورقي الملئ بالغبار ,,, أمسكت به ,, ونفضت غباره ,,
>وقبلته!
>
>بعد ساعات من الوصول ,,,
>أم اماني : وين رايحه ؟؟
>اماني : ابتمشى شوي و راجعه ,,,
>خرجت اماني ,,, ذهبت لمكتبه الأهرام ,,, لتجد شاب عشريني يرتب الأرفف
>اماني ( بتعجب ) : وين العم زاهر؟؟
>الشاب : اهلين يا فندم ,,, العم زاهر ربنا افتكروه من خمس تشهر!
>نكست اماني رأسها ,, وخرجت ,,
>ذهبت إلى كوفنت قاردن ,,, وجدتها بلا طعم ولا رائحة ,,, فالبلدية نوّت
>ان تهدم تلك المباني القديمة لإنشاء أخرى بروح جديده ,, باردة لا حياة
>فيها!!
>و سألت عن دلال ,,, فعلمت أنها غادرت منذ فتره ,, ولا يعلمون لها
>عنوان!!
>مرت من الريجنت بارك ,,,, و وقفت تتأمل بذاك الركن الذي كان منصور
>واقفا فيه ,, تخيلته واقفا ,,, يلوح لها!!
>(( ما أقساك يا لندن!! )) همسات أطلقتها اماني ,,
>فالماضي قد افل بكل مافية ,, ولم تبقى سوى الذكرى ,, ورائحة الأماكن!!
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>,,,,, النهـــــايــة ,,,,,