المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مبادرة سعد بن معاذ للسلام!



MandN
01-04-2002, 12:03 AM
د. وسبم فتح الله:

لا شك أن مبادرات الخذلان والثبور التي خرجت من أرض الجزيرة وباركتها أيدي الإجرام والخيانة معاً قد صبت وابلاً من الإحباط والخيبة على ملايين القلوب المؤمنة المشتعلة ألماً وغيظاً وهي يحال بينها وبين نصرة دينها وإخوانها وأمهاتها وأخواتها في مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذه القلوب المتقدة حميةً ما كان ليطفئ نورها الإيماني نباحٌ مثل هذا النباح ولو باركته ألف قمة ولو عمده ألف قسيس، ولكن يبقى الإحباط وخيبة الأمل حقيقة مرة نتجرعها من المتحكمين بهذه الأمة في حين يتجرع إخواننا كؤوس الموت الزؤام، ولهذا لا بد لنا من مخرج ..
ولئن كان مصدر الإحباط صادراً – مع الأسف – من أرض الجزيرة، فلا أقل من أن يكون الرشد والإنابة إلى الله من أرض الجزيرة الحبيبة أرض الإسلام، فلنفتش إذاً في كتب التاريخ، ولننظر في سيرة هذه الأمة قبل أن تتواطأ على مائدتها فئران الخيانة وتتمدد على عروشها أشباح الفتنة ورموز الانكسار..
ولا بد من تحديد عناصر هذه المنظومة تحديداً دقيقاً لتعود هذه النظرة بما يزيل الغشاوة عن العيون وينزع الران عن القلوب، وها هي العناصر نفسها اليوم قائمة، تتبدل الأسماء وتتبدل الأعلام وتبقى الهوية هي الهوية وتبقى أقطاب هذه السنة الشرعية لا تتبدل؛ مؤمنون بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وبالإسلام ديناً حاكماً، ومجرمون يدينون بالعجل رباً وبالتلمود الفاجر ديناً وبالخيانة والغدر شرعاً حاكماً، ومنافقون لا يزالون يحلفون على الكذب وهم يعلمون، والحرب بين هؤلاء مستعرة يبحث كل منهم عن السلام، ولكن أي سلام؟
أما السلام الذي يريده المؤمنون فهو ما دعاهم إليه ربهم عز وجل : " يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" (البقرة 208)
وأما السلام الذي يريده عباد العجل ففتنة قاتلة ومراوغة دنيئة فضحها الله تعالى : " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين"(المائدة 64)
وأما السلام الذي يسعى إليه المنافقون وأذناب الإجرام وذيوله فليس إلا سلام المصالح التافهة: " الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً"(النساء 141)
ولئن كانت سنة الله تعالى التي قررها في أحفاد القردة والخنازير متمثلة في قوله تعالى : " وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً "(الإسراء 8) ، فلا أقل من أن نعلن براءتنا وكفرنا بمنظومات الخيانة التي يراد تدجين شعوبنا المسلمة بها، وأن نستجيب إلى نداء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب : "قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه فاخرج إليهم. قال: إلى أين؟ قال: ههنا وأشار إلى قريظة " فخرج النبي صلى الله عليه وسلم.
وحيث إن حديثنا عن مبادرات السلام فلنخلص القول إلى حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه حيث رد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة إليه ، فقال سعد : " فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تُقسم أموالهم". قال النبي صلى الله عليه وسلم : "قضيت بحكم الله ، وربما قال : بحكم الملك " (الحديث في البخاري برواياته). ولا يستشكلنَّ البعض سبي النساء دون قتلهنَّ فإن الأصل عدم قتل النساء إلا من حملت سلاحاً أو قاتلت – كما هو حال المجرمات الصهيونيات اليوم – فهؤلاء يدخلن في وصف " المقاتلة" فلا إشكال.
ثم انظر أخي القارئ ما روته أمنا عائشة رضي الله عنها أن سعداً قال : " اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحبَّ إلي أن أجاهدهم فيك من قومٍ كذَّبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فأفجرها واحعل موتتي فيها.. "(البخاري) رحم الله سعداً ورضي عنه، وها نحن الآن نعلم يقيناً أن الله تعالى لم يضع الحرب بيننا وبينهم كما ظن رضي الله عنه، فلا أقل إذاً من أن نلتزم منهج تمني الشهادة وجهاد من كذبوا نبينا صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، وإن لم يكن من مبادرات السلام بدٌ، فلتكن إذاً مبادرة سعد بن معاذ ..
alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/B145A91D-C88B-4B7D-806A-789DD5234946.html)