المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مجاهدين في سطور(19\1\1423)



سيدو
02-04-2002, 09:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد: فأمتداد لما ذكره الاخ اسلام عن قصة شهيد فانه يسعدني ان اشارك الاخ اسلام في ذكر بعض سير المجاهدين الذين سطروا اروع الامثال
في الجهاد السلامي .
وبسم الله نبدأ

قصة حياة شهيد

بساق واحدة لقي ربه شهيداً

ساق واحدة خير من ساقين . . ولا نامت أعين الجبناء


وفاءً بحق هذا المجاهد والبطل المقدام رأينا كتابة هذه النبذة عن الأخ " أبو بكر عقيدة " عسى أن يذكره إخوانه من المسلمين بدعوة صادقة .

إنه من المجاهدين الذين امتن الله عليهم بالشهادة - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - ، فقد ذهب في هدوء لم يذكره الكثيرون ولم يعرفه الكثيرون على الرغم من جهده وجهاده وعطائه في ساحات الجهاد التي ترك فيها بصماته على الكثيرين ممن عرفوه ..

ومع استقلال دولة الشيشان الذي كاد أن يتحقق وسيتحقق بإذن الله تعالى ، ومع ارتفاع رايات الجهاد داخل داغستان ، كان لا بد لنا أن نذكر ذلكم الشهيد الذي خط ببنانه مع إخوانه أولى الخطوات ، وروى بدمائه معهم شجرة الجهاد التي أصبحت عالية وارفة أصلها ثابت متجذر في أرض القوقاز وفروعها تداعب السحاب ليهطل مطره فيثبت الذين آمنوا ..

إنه الشهيد ( المهندس أشرف عبد الحميد الشنتيلي ) والذي عرفته ساحات الجهاد في أفغانستان ومصر والشيشان باسم أبو بكر عقيدة ..

والمرصد الإعلامي الإسلامي متابعة منه لقضية الجهاد في أرض الإسلام أرض بخارى وسمرقند ، وقياماً منه بدوره الإسلامي الإعلامي في تعريف المسلمين بأبطاله وشهدائه يقدم هذه النبذة المختصرة عن ذلكم الشهيد لا لنوفيه حقه ، فهذا له عند الله تعالى ولا نملكه ، ولكن لنقدم القدوة والأسوة لشباب الأمة حتى لا يثتثقل المهمة وترتفع عنده الهمة ويعلم أنه إن صدقت العزيمة وصلحت النية فسيجود كل بما يستطيع ولو كان بساق واحدة . .

لقينا صعوبة في كتابة هذا النبذة عنك يا أبا بكر . فالكلمات وحدها مهما كثرت لا تستطيع أن توفيك حقك وأن تصفك كما عرفناك وعرفك إخوانك المجاهدون ، فلن يعرفك حقاً إلا من جلس معك وأكل وشرب معك وتكلم معك ونام معك وشاطرك أحلامك وآمالك وحبك لهذه الأمة ، لن يعرفك يا أبا بكر إلا هؤلاء فهم الذين فهموك وفهمتهم وعرفوا حقاً من أنت يا أبا بكر ، وعرفوا حجم الخسارة التي مني بها المجاهدون في أنحاء العالم بفقدانك . ثم إنه لا يهمك ألا يعرفك من لا يعرفك فيكفي أن يمن الله عليك بصحبة الحور العين مع إخوانك من الشهداء والصالحين ولا نزكي على الله أحدا .. وفي النبذة التالية ستتناول بعض التفاصيل عن حياة أبي بكر رحمه الله وجهاده وكيف قتل ، نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء والصديقين .

{ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم } الآية .

نشأته وحياته رحمه الله :

نشأ أبو بكر رحمه الله في قرية من قرى صعيد مصر وهى نفس القرية التي نشأ فيها الشيخ " أبو طلال القاسمي " الذي خطفه الكروات بمساعدة المخابرات الأمريكية وهو في طريقه إلى البوسنة وسلموه للنظام المصري ، وهناك احتمال أن تكون السلطات المصرية قتلته بعد استلامه ، له من الأشقاء خمسة أو ستة كان أحدهم أحد القادة البارزين مع صغر سنه في كتائب الشهيد طلعت ياسين التابعة للجماعة الإسلامية بمصر وهو الشهيد ياسر يرحمه الله كما أن له اخوة مازالوا في سجون طاغية مصر .

تخرج أبو بكر رحمه الله من المدرسة الثانوية في مصر بدرجات عالية ضمنت له مكاناً في كلية الهندسة بجامعة أسيوط التي التحق بها ليحصل على بكالوريوس هندسة قسم ميكانيكا . وفى أثناء دراسته في الجامعة ظهر لديه الميل للعمل الإسلامي ، وفى تلك الأثناء قابل الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن فك الله أسره وغيره من العلماء المجاهدين ومكث سنتين يتعلم على يديه . ولكن أنَّى يترك النظام المصري الغاشم الطاغي مثل هذا الأخ ينعم بالعلم ؟ فلم يسلم من يد البطش والظلم والقهر حيث اعتقله النظام المصري فترة من الزمن قبل أن يغادر أرض مصر مجاهداً فما كان منهم إلا أن اعتقلوه فترة كافية لتحرمه من الخدمة العسكرية في الجيش . ( يُمنع الإسلاميون المصريون ومن له ميول إسلامية من أداء الخدمة العسكرية في محاولة من النظام لمنع انتشار المد الإسلامي داخل أجهزة الجيش والشرطة ..) .

لبى نداء الجهاد في مرحلة مبكرة ، وسبق كثيرا من أقرانه إلى أرض الجهاد في حينه أفغانستان ..

وهو من الشباب القلائل الذين خرجوا من مصر جهادا في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله تعالى ، وقبل أن تمتد يد النظام المصري الغاشم إلى الدعاة فتشردهم بعيدا عن أرضهم ووطنهم ، حيث التقوا جميعا في أرض الجهاد فقد خرج مهاجراً مجاهداً لنصرة لدينه وإخوانه ولم يخرج مهاجراً فاراً بدينه ونجاة بإيمانه وإن كان في كل خير ..

وطأت أقدامه أرض الجهاد الباسلة بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة ، غادر مصر وذهب لأرض الجهاد في أفغانستان ، وكان عمره في ذلك الوقت خمسة وعشرين عاماً . ومكث أبو بكر هناك سنة ونصف السنة يقاتل أعداء الإسلام ويدافع عن أراضي المسلمين ، ويكتسب خبرة قتالية ومهارات فنية عسكرية ، وفى هذه الفترة فقد إحدى ساقيه نتيجة انفجار لغم فيه خلال إحدى العمليات العسكرية في جلال آباد .

وفى فجر يوم 22 ديسمبر 1997 ، شارك أبو بكر عقيدة في هجوم على قاعدة عسكرية روسية في بيونكسك داغستان ، لم تمنعه رجله الصناعية من المشاركة ، وفى اللحظات الأولى من المعركة قتل أبو بكر رحمه الله ، قتل مقبلاً غير مدبر ، قُتل عليه رحمة الله وكان عمره في ذلك الوقت 36 سنة . وقد ترك أبو بكر خلفه زوجة وأربع بنات صغار في الشيشان . نسأل الله أن ييسر لهن أمورهن وأن يسهل لهن أمور حياتهن وأن يجمعهن مع أبي بكر في الجنة بإذنه تعالى .

استشهاده رحمه الله

في يوم 22 ديسمبر 1997 هاجم المجاهدون العرب بقيادة ابن الخطاب في الشيشان قاعدة عسكرية روسية في داغستان . ولله الحمد والمنة فقد كان هذا الهجوم هجوماً ناجحاً مباركاً . . ولكن مع نهاية المعركة كان المجاهدون قد فارقتهم روح طاهرة لتحلق في حواصل طير خضر تستبشر بهم عند ربهم ، كانت هذه هي روح الشهيد أبو بكر عقيدة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا فقد كان رحمه الله محبوباً في أوساط المجاهدين يحترمه ويقدره الجميع .

ولندع أحد الاخوة الذين كانوا معه في أرض الجهاد يصف لنا أحداث ذلك اليوم وغيره من الأحداث فيقول:

عندما بدأنا العملية الجهادية ضد الشيوعيين انتابهم الهلع وأمطرونا بقذائف متتالية سريعة مستخدمين كل أنواع الأسلحة ، وفي مثل هذه الحالات يأخذ المجاهدون ساترا من هذه الحمم ، استعدادا لمواصلة الزحف ضد العدو . .

كان أبو بكر رحمه الله أحد قادة هذه العملية فطلب من أحد الأخوة أن يأتي بذخيرة ودانات للهاونات ، فلم يتحرك أحد ، فذهب القائد بنفسه ذهب أبو بكر يرحمه الله بنفسه وعاد بعد حوالي ساعة ونصف الساعة ومعه صندوق دانات ، ثم طلب من الإخوة أن يحشوا المدفع ويطلقوه ، فقال له أحدهم ولمَ لا تفعل ذلك بنفسك ؟ فرد أبو بكر رحمه الله قائلاً : إنه لا يستطيع لأنه أصيب بطلق ناري في الطريق دخل في ذراعه واخترق العظم ، فطلبنا منه العودة لمعالجة الجرح فرفض رحمه الله مفضلاً المكوث معنا لنكمل القتال .

بعد ذلك مباشرة وبندقيته في يده ، خطا أبو بكر على لغم مضاد للأفراد في أثناء سيره نتج عنه بتر ساقه من تحت الركبة ، فحملته من الخطوط الأمامية إلى المؤخرة وركبت معه سيارة الإسعاف لتأخذه للمستشفى في بيشاور . وبعد عدة ساعات وصلنا إلى المستشفى بعدما فقد أبو بكر كمية كبيرة من دمه تركته في حالة من الإنهاك الشديد كان العرق يتصبب من وجهه كالماء ومع ذلك فلم اسمع منه صوت ضجر أو أنين ، ولم أسمع منه طوال هذه الساعات سوى صوت خافت يلهج بذكر الله ، فتلفت إليه وقلت له : صبراً يا أخي فذلك طريق الجنة ، فهز رأسه رحمه الله ورد بصوت خافت : صدقت .

عاد أبو بكر رحمه الله إلى الجبهة بعد أن ركبوا له رجلاً صناعية ليكمل القتال ويدرب إخواننا ، ولم يترك الجهاد بعد أن فقد ساقه مع علمه أنه بعدها اصبح من أصحاب الأعذار الشرعية ولا حرج عليه إن ترك الجهاد ولكنه لم يكن من هذا الصنف من الناس الذي يترخص ما وجد إلى الرخصة سبيلا . ولكن أنَّا له ذلك وقد تملك حب الجهاد شغاف قلبه ؟ وكيف يرضى مثله بالقعود وهو الذي يتمنى بأن يلحق باقي جسده إلى حيث ذهبت ساقه ؟. ولم تجزع نفسه ولم يحزن لفقد ساقه بل كان لسان حاله رحمه الله يقول : ساق واحدة خير من ساقين . .

ماذا بعد ذلك ؟

مكث أبو بكر سنتين بين معسكرات التدريب يدرب ويوجه ، ومنها معسكر تدريب الشهيد عبد الله عزام رحمه الله ، وتعلم على يديه المئات من المجاهدين . . أحبه كل قادة الجهاد في أرض الجهاد كان قريباً من العالم المجاهد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله ، كان قريباً من المجاهد أسامة بن لا دن حفظه الله ، كان قريباً من الأخ أبو عبيدة البنشيري قائد معركة المأسدة الشهيرة يرحمه الله ، وكان معروفاً عند كبار قادة المجاهدين الأفغان في حينه . . . وفي اليوم الذي امتدت فيه الأيدي الآثمة لتغتال الشهيد الدكتور عبد الله عزام كان رحمه الله بعد بتر ساقه بقليل ينتظر الشيخ عبد الله عزام ليستمع إلى خطبة الجمعة التي كان يلقيها الدكتور يرحمه الله في المسجد الذي أعده المجاهدون لهذا الغرض ، وكان الأخ الشهيد لا يترك صلاة جمعة خلف الشيخ الشهيد عبد الله عزام كلما كان في بيشاور ..

بعدها بشهور تزوج ، ولهذه قصة أيضاً . فقد اتصل أبو بكر بأهله في مصر وأخبرهم برغبته في الزواج ، فبحث له أهله عن عروس فوجدوا أختاً مستعدة للزواج به والذهاب إليه في أفغانستان ، ولله درك يا أختاه !! فكم من النساء في الشرق أو الغرب يرضين بالزواج بمن فقد ساقه فضلاً عمن اختار الجهاد طريقاً ؟! ذهبت إليه الأخت وزفت إليه هناك في أرض البطولة والشهادة .

لم يغادر أبو بكر أفغانستان حتى خرج السوفيت وانهزم الشيوعيون ، فخرج بعدها مع أخيه ابن الخطاب وحفنة من إخوانهم إلى طاجيكستان وقاتلوا هناك لفترة من الزمن. وعندما هدأت الأمور في طاجيكستان غادرها للحاق بابن الخطاب في الشيشان والذي كان وصل قبله بفترة قليلة. عاش سنتين في الشيشان وشارك في كل العمليات مع ابن الخطاب ومنها العملية التي أطلق على ابن الخطاب بعدها لقب " أسد الشيشان ".

بعد توقيع الهدنة في الشيشان في خريف 1996 ، لم يترك أبو بكر ما أتى من أجله واستمر في تدريب المجاهدين ، وقد عرض عليه ابن الخطاب أن يترك الشيشان ويذهب لأحد البلدان الغربية لتركيب ساق صناعية أفضل من تلك التي ركبت في بيشاور ، خاصة أن تلك الساق كان عمرها عدة سنوات وأصبحت تسبب له مضايقات كثيرة ، فرفض أبو بكر بشدة قائلاً رحمه الله : إنه لا يستحق أن تصرف عليه أموال المسلمين في الوقت الذي يوجد هناك غيره ممن هم أشد حاجة لهذه الأموال .

وفى فجر يوم 22 ديسمبر 1997 ، شارك أبو بكر عقيدة في هجوم على قاعدة عسكرية روسية في بيونكسك داغستان ، لم تمنعه رجله الصناعية من المشاركة ، وفى اللحظات الأولى من المعركة قتل أبو بكر رحمه الله ، قتل مقبلاً غير مدبر ، قُتل عليه رحمة الله وكان عمره في ذلك الوقت 36 سنة .

رحمك الله يا أبا بكر

أخيراً حدث ما عاش من أجله أبو بكر ، وأخيراً لحق باقي جسده بساقه التي فقدها في أفغانستان . ذهب أبو بكر شهيداً - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - بعدما قضى إحدى عشرة سنة في جهاد في سبيل الله ، ذهب أبو بكر إلى لقاء ربه بعدما أمضى ثلث عمره في الجهاد ابتغاء مرضاته . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعماله وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .

كان مجاهداً ومحرضاً على الجهاد فقد كان يمكث فترات في أرض الحجاز يلتقي فيها بالشباب المسلم من كل مكان وخاصة مصر يحرضهم على الجهاد والسفر إلى أرض أفغانستان ، وكان كثير من أهل الخير والبذل في سبيل الله يثقون فيه ويوفرون له الأموال التي يجهز بها المجاهدين ويوفر لهم بها الوصول إلى أرض الجهاد ..

كان رحمه الله من صنف الرجال الذي يترك الانطباع لدى من يقابله لأول مرة بقوة شخصيته وتواضعه ، من دخل منزله ورأى حاله يعلم أن هذا سكن رجل طلق الدنيا . ومع هذا التواضع تجده كريماً لضيوفه ومعتزاً بإسلامه ، ولا يتكلم إلا العربية الصحيحة ويرفض أن يتكلم العامية.

كان أكثر العناصر التي نالت إعجابنا في شخصية هذا الأخ علمه الغزير الذي يحّليه ويزينه التواضع . ومع كثرة انشغاله بالتدريب والجهاد والتحريض عليه والتجنيد له ، كان من أصحاب العلم في العلوم العسكرية التي احتاجتها أرض الجهاد ، وقد اختير رحمه الله من بين كل المجاهدين في أفغانستان ليكتب الجزء الخاص بالمتفجرات في دائرة المعارف الشهيرة المكونة من تسعة أجزاء " دائرة معارف الجهاد ". كان رفاقه من أمثال ابن الخطاب وشامل باساييف وسلمان روداييف يمزحون معه ويطلقون عليه لقب " أخطر رجل في الشيشان " .

كان أبا بكر يعرف في أوساط المجاهدين بأنه واحد من أعلم وأقدر قادة الميدان في ميادين الجهاد التي تعددت في عالمنا الإسلامي دفاعاً عن الدين ودحضا للكافرين ، ولله الحمد والمنة . فبموته لم تمت معه خبرته وقدراته ، فبجانب موسوعة الجهاد فقد أكمل أبو بكر قبل موته بأسبوعين رسالة تعادل رسالة الدكتوراه في تخطيط العمليات وتأثيرها ، كتبها من واقع العمليات الحربية التي قام بها المجاهدون في الشيشان، والآن تتداول كتاباته بين قادة المجاهدين في جميع أنحاء العالم وفي كل موقع من مواقع الجهاد في عالمنا الإسلامي الذي يحاول أن ينفض عن كاهله الغبار ، ويعرك عينيه ليفيق من رقاد طويل . كما كان ناصحاً لقادته ورفاقه وجنوده على حد سواء ، لا يخشى أن ينصح في أي أمر يرى أنه يستوجب النصح وإن كان بأسلوب مهذب ينم عن خلق جم ..

كان رحمه الله متواضعاً لدرجة أن هذه المعلومات القليلة التي جمعناها عنه كانت من حصاد ساعات طويلة قضيناها بين المجاهدين الذين يعرفونه . حتى اسمه " أبو بكر عقيدة " كان اسماً غريباً ، وعندما سأله البعض لماذا " عقيدة " ؟ فرد رحمه الله : ولمَ " مصري " أو " سوري" أو غيره أنا مسلم أولاً وأخيراً وأريد أن أعرف باسم "عقيدة" وليس بأي اسم آخر .

اللهم إنا نسألك من أعماق قلوبنا أن تتقبل أخانا أبا بكر في زمرة الشهداء وأن تجعل مثواه الجنة وأن تلهمنا الصبر وأن تثبتنا وتقوينا لمواصلة الجهاد في سبيلك .

اللهم إنك وعدتنا على لسان نبيك بأن المرء يحشر مع من أحب فاحشرنا يا مولانا مع الشهداء والمجاهدين واحشر معنا أخانا أبا بكر في الفردوس الأعلى .

لن ننسى يا أبا بكر الليالي الباردة الممطرة الحالكة السواد التي قضيتها تحت قصف قنابل الأعداء ونحن نائمون ننعم في بيوتنا .

لن ننسى يا أبا بكر شتاء الشيشان القاسي الذي قضيته صابراً محتسباً ونحن ننعم بدفء مخادعنا .

لن ننسى يا أبا بكر ولن تنسى أرض أفغانستان الأجزاء التي رويتها بدمائك في سبيل الله ونحن أكثرنا لم يدمَ له إصبع في أرض الجهاد .

لن ننسى يا أبا بكر اليوم الذي كان عرقك يتصبب فيه كالماء ساعات بعدما بعت ساقك لله ولم تشكُ ولم تئن موقناً أن هذا هو الطريق إلى الجنة ونحن لم تقطر منا قطرة عرق في أرض الجهاد .

لقد تركت يا أبا بكر في قلوب إخوانك جرحاً لا يندمل إلا بلقياك .

يا أبا بكر إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب . نسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة ونسأله أن يجعل سيرتك حافزاً لشباب المسلمين و لأي مسلم بقي في عروقه قطرة من دم ليتركوا ما هم فيه من عار ويهبوا لنصرة دين الله .

{ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } .

{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } .

ولله در الشهيد الشيخ عبد الله عزام حينما قال :

" إن هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم ودماء إخوانهم الشهداء هم الذين يستحقون أن يحكموا بلاد المسلمين . أما هؤلاء الذين لم تنزل منهم قطرة دم أو عرق على وجوههم فأي حق لهم في حكم المسلمين " .