المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة الأولى (واقعية)



العاص ابن العاص
04-04-2002, 01:33 PM
الرسالة الأولى: "عزة الإسلام"
بسم الله الرحمن الرحيم
د.عبد الله الصنيع ,استشاري طب الأطفال في مستشفى الملك فهد سابقاً,نموذج من النماذج المشرقة,التي جمعت بين التخصص العلمي واستشعار مسئولية المسلم تجاه دينة ومجتمعة ,سافر إلى أمريكا لحضور مؤتمر طبي ,وقبل سفره استشار بعض المجربين فنصحوه بثلاثة أمور:
أولاً:الصلاة على وقتها,وعدم التهاون في ذلك مهما كانت الأسباب,فهي وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:المحافظة على لبس الثوب والشماغ – يقصدون بذلك استشعار عزة المسلم – على أن يلبس معطف الطبيب فوق الثوب.
ثالثاً:الحرص على الدعوة إلى عبادة الله – عز وجل - على كل حال.
يقول الدكتور عبد الله:قبل أن يبدأ المؤتمر حرصت على أن أجد طبيباً عربياً لأجلس بجانبه ليشد من أزري , وفعلاً وجدت طبيباً ملامحه عربية فجلست بجواره ففوجئت به يقول لي:اذهب بسرعة(لا تفشلنا أمام الأجانب) !! يقول الدكتور عبد الله قلت في نفسي ربما لو جلست بجوار أمريكي لما قال هذا.
ثم بدأ المؤتمر , ثم جاء وقت صلاة الظهر,فأعلنت الآذان وقمت لأصلي, ثم عدت إلى مكاني وبعد ساعة دخل وقت صلاة العصر,فقمت لأصلي فشعرت بشخص يقف بجانبي , ولما انتهيت من الصلاة نظرت إلى ذلك الشخص ,فإذا به ذلك الطبيب العربي الذي كان ينتقدني في ملابسي !! وكان يصلي ويبكي ,فسلمت عليه فقال:(جزاك الله خيراً,لقد قدمت إلى أمريكا منذ أربعين سنة ,وتزوجت امرأة أمريكية ,وأموري المالية والمعيشية على أحسن حال ,ولكني والله لم أركع لله ركعة واحدة خلال هذه الفترة ,ولما رأيتك تصلي الصلاة الأولى تحركت في نفسي أشياء كثيرة , وتذكرت الإسلام الذي نسيته منذ أن قدمت إلى هذه البلاد !! وقلت في نفسي إذا قام هذا الشاب ليصلي مرة ثانية فسوف أصلي معه ).. يقول الدكتور عبد الله ثم نشأت علاقة قويه بيني وبين هذا الطبيب ,واستطعت من خلال الذهاب والمجيء معه التعرف على أمور كثيرة في أمريكا في فترة قصيرة.
ثم يقول كنت أتمنى أن أتحدث عن الإسلام ,وأقوم بواجب الدعوة إلى الله في تلك المناسبة , ولكن الفرصة غير مناسبة فكل الحضور مشغولين بالاستفادة من بحوث وتوصيات ونتائج ذلك المؤتمر .
وفي اليوم الأخير للمؤتمر كان هناك حفل ختامي , يتخلله عدة فقرات , وفوجئت بأن إحدى الفقرات...طلبٌ من الجنة المنظمة للحفل, أن يتكلم الدكتور عبد الله لمدة خمس دقائق عن أمرين:
الأول:(جاءت أسئلة كثيرة من الأطباء ) ما هو سبب إصرار الدكتور عبد الله على التزامه بالملابس العربية التي يلبسها؟!
الثاني:أن يتحدث عن تطور المملكة العربية السعودية.
فقلت لهم:(بالنسبة للملابس , فكما أن لكم عادت وتقاليد تتمسكون بها , فهذه الملابس من عاداتنا وتقاليدنا ,فنحن نتمسك بها , وأما عن تطور المملكة , فالحمد لله هناك نهضة حضارية وتطور ملموس..) ومن باب تأليف قلوبهم قلت لهم:(ولم تقصروا أنتم , فقد أرسلتم لنا أجهزة حديثه وخبراء)..يقول الدكتور عبد الله : وكنت أرغب في الحديث عن الإسلام , ولا كنهم حددوا الوقت بخمس دقائق.
يقول الدكتور عبد الله: ووفق الله –عز وجل-فخطرت لي فكرة أن أضع أمامهم علامة استفهام ؟
فقلت لهم : إننا اجتمعنا للبحث الطبي عن سائل بداخل الجسم , في مؤتمر يكلف ملايين الدولارات , ولكن هذا الإنسان بأكمله ما لحكمه من وجوده في هذه الدنيا ؟!.. ثم انتهت هذه الخمس دقائق , وأردت أن أرجع إلى مكاني , فلاحظ المخرج الذي يصور الحفل عن طريق الفيديو أن الأطباء والطبيبات مشدودون مع السؤال الذي طرحته فأشار إلي بيده أن استمر لمده خمس دقائق إضافية , وهنا وجدت الفرصة لأتحدث عن الإسلام , وبمجرد أن بدأ الحديث عن الإسلام وقفت طبيبة غربية , وقالت أتسمح لي يا دكتور
بسؤال ؟! لماذا تزوج رسولكم إحدى عشرة امرأة , إن هذا يدل على شهوانية ؟
قال الدكتور عبد الله : فسألت هذه الطبيبة وعموم الأطباء سؤالين:
السؤال الأول:الذي يتزوج عن شهوة , هل يأخذ بكراً أم ثيباً ؟ ... فاجمعوا أنه يأخذ بكراً. فقلت لهم :أن أول امرأة تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هي : (خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ) وقد كانت امرأة ثيب , وكان عمرها أربعين سنه.
السؤال الثاني : كم يكون سن ثوران الشهوة عند الإنسان ؟
فقالوا تقريباً من سن ستة عشر إلى سن الأربعين , هو سن اكتمال الرجولة والنضج العقلي , فقلت لهم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يتزوج باقي نسائه إلا بعد إكماله الأربعين سنه , وذلك بعد أن نزل عليه الوحي , فالمسألة تشريع وحكمة , وليست شهوة !
فقالت هذه الطبيبة إذا سلمنا لك بالنسبة لرسولكم , فلماذا تتزوجون أنتم بأربع نساء , أليس هذا تحقير للمرأة ؟!
فقلت لها : ( إن المجتمع الغربي اليوم , يتزوج الرجل بواحدة فقط , لكن يعاشر بالحرام عدداً من النساء من الصديقات والخليلات والإحصائيات المعاصرة في الغرب , تثبت أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال ) !! فعجزت الطبيبة عن الرد المقنع .
وبعد ذلك بدقائق أعلنت أربعة طبيبات غربيات عن رغبتهن في الدخول في الإسلام .
أخي الفاضل : بعدما قرأت هذه القصة , لك أن تتأمل في حال البعض , حين مبادئه وقيمه , بل ضيع دينه , لا هثاً خلف شهواته , يقلد الغرب ويحاكيهم في كل شيء , ففقد هويته , وأعلن تنازله , و أوبق أخرته ... فتذكر رعاك الله , أنه بقدر تمسسك بمبادئك وقيمك , واعتزازك بدينك , يحترمك الآخرون , و بقدرها تكون منزلتك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة