المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ابن لادن والقضية الفلسطينية



Black_Horse82
04-04-2002, 03:51 PM
ابن لادن والقضية الفلسطينية
بقلم : أبو أيمن الهلالي

في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن الشيخ أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وعن طبيعة مشروعه السياسي وحقيقة دوره وطبيعة أهدافه وعلاقته بقضية فلسطين. هذه الأسئلة وغيرها أثارت نقاشا سياسيا واسعا في الأوساط الإقليمية والدولية مما دفع الصديق قبل العدو إلى طرح مجموعة من التساؤلات لمعرفة وفهم ما يقع أمامه..
أي هل ما تروجه وسائل إعلام العدو وذيولها في البلاد الإسلامية بشأن الشيخ بن لادن صحيح؟
أم أن الحقيقة والواقع خلاف ذلك ؟
أي بمعنى هل يتبنى الشيخ حقيقة قضية فلسطين وقضايا المسلمين عموماً أم أن ذلك مجرد شعارات جوفاء وادعاءات كاذبة لا علاقة لها بالواقع وأن هدفه هو إثارة مشاعر المسلمين في العالم وتدويل قضيته. وهل ما يقوم به الآن من جهاد فرعون العصر أمريكا الكافرة يخدم القضية أم لا؟
وإن كان الجواب بنعم فما علاقة ما يجري في أفغانستان المسلمة بما يقع في فلسطين؟
وهل أخطأ ابن لادن حساباته بمعنى أنه لم يضرب الموعد الصحيح للشعوب الإسلامية التواقة للحرية فكان بذلك سابقا لزمانه؟

أم أن الشعوب تخلفت مرة أخرى عن قائدها التاريخي صلاح الدين عصرها بحيث لم تلتقط جيداً ما قام ويقوم به فضيعت فرصتها التاريخية ولم تستفد جيداً من الحدث لترتيب أوراقها وامتلاك زمام المبادرة فكانت بذلك أقل وعيا من شارون الكافر الذي كان دائما مع الموعد التاريخي الذي ضرب له من أمريكا ويضرب له.. ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

إن الهجوم على ابن لادن وتنظيم القاعدة بدأ بعنوان واضح هو الحرب الصليبية فتقاعست القيادات الإسلامية عن خوض المعركة الإسلامية المقدسة ضد فرعون العصر وحلفائه.. لكن هذا لا يعني فوات الآوان بل ما زالت الفرصة سانحة وستبقى حتى ينتصر الحق بإذن الله ويزهق الباطل قال تعالى:( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )[القصص:83].
بناء على ما تقدم
نقول بأن الشيخ بن لادن صادق فيما يقول ويملك رؤية سياسية واضحة حول هذه القضية وقضايا إسلامية أخرى كما يمتلك قراءة دقيقة للواقع السياسي الإقليمي والعالمي، وأيضا استراتيجية سليمة وصحيحة إضافة إلى الإرادة السياسية، لأن الأساس في فهم أي تنظيم هو منهجه ووظيفته وممارسته لا اسمه وشعاراته..
وسنحاول بإذن الله وتوفيقه في مقالنا هذا تقديم إجابة علمية وموضوعية حول التساؤلات المطروحة من خلال المحاور التالية:
1 - الهدف السياسي ومقتضياته.
2 - الرؤية السياسية
3 - التوصيف السياسي
4 - البرنامج السياسي
5 - الإرادة السياسية

أولا: الهدف السياسي ومقتضياته

إن الهدف السياسي الشرعي لكل مسلم يتجلى في إقامة السلطة السياسية التي تحكم بما أنزل الله ومن مقتضيات ذلك:
1 - عدم الاحتكام إلى القوانين الوضعية وعلى رأسها مجلس الأمن والأمم المتحدة..
2 - التصدي لأعداء الإسلام وفضح مخططاتهم.
3 - تعبئة الناس بالوعي السياسي الشرعي لقطع الطريق على العدو.
من خلال استقرائنا لتصريحات الشيخ لا سيما المنشورة في كتاب: "بن لادن والجزيرة وأنا" لمؤلفه جمال عبد اللطيف إسماعيل نجد حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن الرجل يتحرك بأهداف سياسية شرعية واضحة والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية (وكما وردت في الكتاب):
"هدفنا أن نحرر بلاد الإسلام من الكفر وأن نطبق شرع الله سبحانه وتعالى حتى نلقاه وهو راض عنا".
"تحرير الأرض من الأعداء وأن نحرر الأرض من الأمريكان".
"تحريض الأمة على الجهاد في سبيل الله ضد أمريكا وضد إسرائيل وضد أعداء الله".
"نطالب بإخراج الأمريكان من العالم الإسلامي وعدم سيطرتهم عليه..."
"ينبغي أن نذود عن أعظم بيت في الوجود الكعبة المشرفة".
إن فلسطين تعتبر قضية مركزية في المشروع السياسي للشيخ بن لادن ويتضح هذا الأمر في تحريضه العام بحيث لم يفرق بين أمريكا وإسرائيل وأعداء الله وهذا يعني عمليا تقاسم الأدوار بين الحركات الإسلامية الجهادية بحيث يتفرغ تنظيم القاعدة للمصالح الأمريكية والحركات الأخرى لآل صهيون أنظمة الردة لأن الأهداف السياسية مترابطة ومتكاملة والكل يجب أن يعمل من موقعه.

ثانيا: الرؤية السياسية:

ونعني بها وجود رؤية واضحة ودقيقة عن الواقع السياسي المرفوض الذي يجب تغييره ولو في خطوطه العامة وإيمان أفراد التنظيم بذلك..
من خلال هذا المفهوم هل يملك الشيخ بن لادن رؤية سياسية واضحة أم يتخبط في ممارسته؟
إن الشيخ بن لادن -حفظه الله- يملك رؤية سياسية واضحة ويتضح هذا من خلال تصريحاته المنشورة في الكتاب المذكور أعلاه: والتي هي كالتالي:
"هناك طرفان في الصراع: الصليبية العالمية والمتحالفة مع الصهيونية اليهودية والتي تتزعمها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والطرف الآخر هو العالم الإسلامي".
"الذي يحكم العالم شريعة الغاب شريعة صاروخ كروز والقصف عن بعد من قبل الجبناء".
"دول ليست لها سيادة فالأعداء يسرحون ويمرحون في بقاعنا".
"الأنظمة متآمرة ومتواطئة". "الشعب الفلسطيني مقموع".
"سرقة أموال المسلمين: البترول يباع بأسعار زهيدة". "المسلمون يموتون جوعا"...
فقضية فلسطين نجدها حاضرة في الرؤية السياسية للشيخ بن لادن مع أن هذا الكلام ليس وليد الصراع الدائر حاليا في أفغانستان المسلمة وهذا ردّ على من يتهم الشيخ بالتترس والاحتماء بالقضية بل صرّح به ما يقارب أربع سنوات (أي منذ 1998) وأنه لا يفصل في رؤيته السياسية بين أمريكا وبريطانيا والصهيونية اليهودية وإسرائيل لأن بريطانيا وحلفائها هي التي زرعت هذا السرطان في قلب الأمة الإسلامية وسعي أمريكا لحمايته بحسر الضغط والفيتو وتحريك الأنظمة العميلة...

ثالثا: التوصيف السياسي للواقع

ونعني به أمرين أساسين:
- القدرة على معرفة طبيعة التحديات الحقيقية ووضع الأولويات.
- معرفة الإمكانيات الحقيقية التي يمتلكها التنظيم.
إن التحديات الحقيقية التي على الحركة الإسلامية معرفتها لوضع أولوياتها على أساسها وهي:
- إطار دولي والمتمثل في الهيمنة الأمريكية.
- إطار إقليمي والمتمثل في التسوية السياسية مع آل صهيون.
- إطار محلي والمتمثل في أنظمة الردة والكفر.
هل الشيخ بن لادن وتنظيم القاعدة يعرف جيداً طبيعة هذه التحديات أم أنها جماعة مثالية لا تأخذ بعين الاعتبار حقيقة التحديات؟
إن الشيخ بن لادن يدرك جيداً التنسيق الأمني والعسكري والسياسي والتعاون المالي الموجود بين أمريكا وآل صهيون وأنظمة الردة ويعتقد - بل يعمل على ذلك - أن إضعاف أي طرف من هذه الأطراف الثلاثة أو تدميره يساهم في الإسراع بالحل الصحيح لقضايا المسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين وأن أي صراع أو اشتباك مع أي طرف يجر وبحكم الواقع إلى التصادم مع حلفائه وهذا الوعي هو الذي يبطل خطة العدو التي تسعى جاهدة إلى إفراز واقع متخيل غير صحيح.
أما فيما يتعلق بأولوياته فهو قتال الأمريكيين منطلقا بذلك من قوله تعالى: ( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّار )[التوبة: 123]، والذين يلونه هو باعتبار مشروعه هم أئمة الكفر الدولي.
أما من ناحية إمكانيته فهو يعرفها جيداً فكانت بذلك أهدافه واضحة وتتناسب مع مشروعه، وهي ضرب المصالح الأمريكية في العالم وليس إسقاط أمريكا أو إقامة حكم الله في أمريكا..
إن الشيخ يخدم قضية فلسطين بتصدّيه للمصالح الأمريكية لأن إسرائيل تعتبر إحدى ولايتها في البلاد الإسلامية ولا فرق بين أمريكا وآل صهيون.

رابعا: البرنامج السياسي

ونعني به وجود رؤية واضحة بخصوص الأساليب وآليات العمل التي من خلالها يتم الانتقال من الواقع السياسي المرفوض إلى الواقع السياسي المرغوب. والشيخ حفظه الله يطرحه برنامجه واضحاَ وكالتالي:
فيما يتعلق بالأسلوب: الجهاد في سبيل الله.
فيما يتعلق بآلية العمل: الجبهة الإسلامية العالمية.
لذا فهو بهذا البرنامج السياسي الشرعي يختلف مع من يطرحون الأسلوب الديمقراطي وأطروحة الجبهة الوطنية. لأنه عبر الجهاد يتم تعبئة الناس ودفعهم إلى الاعتماد على أنفسهم بعد الله تعالى: أما الأسلوب الديمقراطي فيتم تعليم الناس الاستجداء والالتجاء إلى الآخر ليحل مشاكلهم أو يجاهد محلهم.
وعبر أطروحة الجبهة الإسلامية العالمية يتم توحيد جهود المسلمين كل من موقعه اتجاه قضية فلسطين وقضايا المسلمين بشكل عام كالشيشان وأفغانستان وكشمير وغيرهم.
أما أطروحة الجبهة الوطنية فهي غير واضحة لأنها تتحرك في فضاء العنوان العاطفي غير الإسلامي الذي يفتقر إلى التحليل والدراسة العميقة لمعرفة الإشكالات الحقيقية المانعة من إنجاز هذا المشروع بهذه التركيبة المتناقضة من جهة، وعدم نصر قضية فلسطين من جهة أخرى، لأنه عبر هذا الشعار غير السليم يتم تعبئة الناس وهذا يسبب بدوره اهتزازاً في الوعي الذي ينتج ارتباكا في الحركة الواقعية لاختلاف المرجعية والمنطلقات الأساسية والأفق السياسي.. وما تقوم به السلطة الفلسطينية اتجاه حركة حماس والجهاد الإسلامي خير دليل رغم ما صرحت به الحركتان عن توقيفهم للعمليات إضافة إلى اعتبارهم جزء من الجبهة الوطنية والإسلامية كما يسمونها في الأرض المحتلة فلم يشفع لهم لا التصريح والانضباط لتعليمات السلطة الفلسطينية ولا أطروحة الجبهة الوطنية.

خامساً: الإرادة السياسية

ونعني بها وجود الاستعداد الحقيقي لتحمل التكاليف ودفع الثمن من أجل عملية التغيير.
إن الشيخ بن لادن يمتلك إرادة سياسية حقيقية فهو ضحى بما يملك من أجل قضيته الإسلامية، ضحى بفكره وماله وراحة جسده وينتظر التضحية بنفسه لينال الشهادة في سبيل الله التي يتمناها ويحلم بها.
إنه نموذج هذا القرن ومثال يحتذى به ومن خلاله نعرف أثر التوحيد وعقيدة الجهاد والاستشهاد في صياغة الرجال وأن أغلى شيء في هذا الوجود هو التوحيد وعقيدة الجهاد والاستشهاد وهو ما يغيظ الكفار.
إن الأعداء يقدرون جيداً الشيخ بن لادن ويعرفون خطورته على مشروعهم فهم بذلك مستعدون لفعل أي شيء من أجل القضاء على بن لادن القضية والرمز، وتنظيم القاعدة الطليعة والنموذج.
إن الشيخ بن لادن في الطريق الصحيح وعلى منهج شرعي سليم وهذا ما جرّ عليه الأعداء مصداقاً لقوله تعالى: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )[المائدة: 82]
ابن لادن عدو اليهود عدو أمريكا وعدو كل المشركين والكفار المتواجدين في هذا العالم..
فهل حان الوقت للمشاركة معه في جهاده ضد طواغيت العالم...
فإن كنا في شك من أمره بسبب تلبيس المتلبسين فلنبحث بجدية في حقيقته عندئذ سندرك ضالتنا. نسأل الله لإخواننا مزيدا من الثبات والنصر.


http://www.alneda.com (http://www.alneda.com/print.asp?id=473&ty=pr&img=no)