MandN
05-04-2002, 04:05 AM
نابلس- مها عبد الهادي- إسلام أون لاين.نت/4-4-2002 :
"لن يكون دخول عسكر الاحتلال الإسرائيلي لبيتي سهلا على الإطلاق؛ فأنا مستعدة للمقاومة بطريقتي".. هكذا قالت "أم ياسين" –60 عاما- من مخيم بلاطة بنابلس، وهي إحدى النساء اللاتي انضممن للجان المقاومة الشعبية، واتفقت مع مجموعة من جاراتها على تحضير مواد بسيطة لمقاومة جنود الاحتلال الذين اقتحموا نابلس ولم يصلوا بعد لمخيم بلاطة إذا ما حاولوا التقدم من أي بيت في المخيم.
وأضافت في مكالمة مع "إسلام أون لاين.نت" أن النسوة الفلسطينيات قمن بتحضير "الدهان" و"ماء النار" و"مياه ساخنة" و "زفتة شوارع حارة" لإلقائها على الجنود في حال اقتحامهم المخيم مشاةً، أو محاولتهم اعتقال أي مطلوب. وقالت بلهجة إصرار: "لقد تعلمنا من التجربة، وما حدث خلال اقتحامهم الأول للمخيم لن يتكرر.. لن نسمح لهم بدخول أي بيت".
"الأكواع" سلاح جديد
أما السلاح الذي اختاره الشبان الذين لا يحملون الأسلحة النارية في مدينة نابلس ومخيماتها الثلاثة فهو ما يعرف بـ"الأكواع" فقد قاموا بصنع أسلحة من نوع آخر ومن مواد بسيطة، وسلاحهم يطلقون عليه اسم "الأكواع" كما يقول الصحفي "أمين أبو وردة" المتواجد حاليا في مخيم بلاطة.
وتُصنع الأكواع من "قطع مواسير حديدية"، وتُحشى بداخلها تركيبة من ماء النار والكربونة ومواد أخرى، منها مادة يطلق عليها اسم "أم العبد".
ويقول أبو وردة: إن الشبان يقومون بإلقاء الأكواع على الدبابات والجنود بالأيدي، ولها ميزتان: أولاهما أنها توقع عددا كبيرا من الخسائر في صفوف الجنود، والثانية أنها تُصنع من مواد أولية بسيطة موجودة بالبيوت.
أما الأطفال والشبان الصغار فقد وجدوا أسلوبا أسهل للدفاع عن مدينتهم، حيث صنعوا مئات "الزجاجات الحارقة"، وهي عبارة عن عبوات زجاجية فارغة تم ملؤها بالبنزين ويتم إلقاؤها على دوريات ودبابات وجنود الاحتلال المشاة خلال اقتحامهم للمدينة.
ألغام بالشوارع
أما الدور الذي أنيط بقسم آخر من قوات المقاومة الشعبية فيعتبر أكثر خطورة؛ فهؤلاء الشبان قسموا أنفسهم إلى عدة مجموعات، وقاموا بزرع مختلف الشوارع الرئيسية في مدينة نابلس بالعبوات الناسفة، ووضع المتاريس الحديدية وأكوام التراب وكل ما طالته أيديهم لمنع تقدم الدبابات الإسرائيلية باتجاههم، وفي حال تقدمها تكون الخطة تفجير العبوات الناسفة الأرضية فيها.
ويقول "أبو مجاهد" أحد مقاتلي "كتائب شهداء الأقصى" في نابلس لـ"إسلام أون لاين.نت": إن هذا الأسلوب في المقاومة أثبت نجاحه حتى الآن.
وقد حذر الشبان المقاومون سكان المدينة من الخروج إلى الشوارع التي زُرعت بالكامل بالعبوات الناسفة، وطالبوا السكان بأن يستعدوا بكل ما تطاله أيديهم لمنع الجنود من دخول البيوت.
وتبدو صور المقاومين بالأسلحة الخفيفة يتوزعون بالمئات عند المناطق الحساسة التي شكلت بؤرا مركزية للمقاومة في مدينة نابلس، خصوصا بالقرب من البلدة القديمة، فيما يقوم هؤلاء المقاومون بإطلاق النار مما يمتلكونه من أسلحة خفيفة باتجاه دبابات الاحتلال.
التحام الصفوف
ويقول أحد المقاتلين الذين تمكنت مراسلة "إسلام أون لاين.نت" من الحديث معهم عبر الهاتف وبصعوبة: إن أهم ما تتميز به المقاومة الآن هو التحام الصفوف، بمعنى أن الجميع يشاركون، سواء كانوا مقاتلين من مختلف القوى الإسلامية والوطنية، أو كل من هو قادر على حمل السلاح، إلى جانب أفراد الأجهزة الأمنية المختلفة، ومنهم ضباط برتب عالية.
وكشف هذا المقاتل في تفسيره لإطلاق النار في الهواء في بعض الأحيان وما كان يتبعه من انسحاب أن هذا يتم لجر الدبابات نحو مواقع معينة؛ "حيث كان ينتظرها شيء لم يتوقعه أحد"، إلا أنهم كانوا يخافون ويعودون أدراجهم.
ويقول أحد الضباط الميدانيين لـ"إسلام أون لاين.نت": إن الأوامر أعطيت لكافة العاملين في الأجهزة الأمنية بـ"إيقاع أكبر خسائر في صفوف الغزاة، إلا أن الجنود كانوا قد تحصنوا خلف دبابتهم ولم يجرءوا على الخروج".
وأضاف أن غالبية المقاتلين التزموا بالتعليمات، ومن أهمها عدم إطلاق النار بكثافة تجاه الدبابات المحصنة وانتظار جنود الاحتلال حتى يترجلوا، ولهذا -كما يقول- تجد الدبابات صعوبة بالغة في إصابة المقاتلين، ومعظم من يسقطون شهداء هم من المدنيين.
خطة عمل موحدة
كانت جميع الأجنحة العسكرية للقوى الإسلامية والوطنية في المدينة قد اتخذت خطوة وحدوية متقدمة لمواجهة أي محاولة اجتياح عسكرية صهيونية لمناطق فلسطينية، مؤكدة أن الصهاينة سيجدون ما لم تصدقه أعينهم وما لم تتوقعه حكومة الحرب والدمار بقيادة السفاح شارون.
وقالت في بيان مشترك الخميس 4-4-2002: "بعد عدة جلسات عمل مشترك لتطوير الأداء الانتفاضي المقاوم والموحد نضع بين أيديكم بعض القضايا العامة الواجب اتباعها لإنجاح باقي الخطط العسكرية المتفق عليها".
ووقع على البيان كتائب الشهيد عز الدين القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش، وسرايا القدس، وكتائب المقاومة الوطنية، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى.
وأشارت القوى الفلسطينية إلى أن المعطيات الراهنة عملت على توحيد الجهود وتلاحم القوى التي خرجت بخطة عمل مشتركة تدور فحواها حول تفعيل المقاومة والصمود من خلال وحدات العمل الميداني، وتوزيع المهام النضالية كخطوة أولى لتشكيل قيادة طوارئ وطنية للارتقاء بالانتفاضة والمقاومة، ومتابعة الخطط السرية الموضوعة لمواجهة الاجتياحات والهجمات الصهيونية.
وذكر البيان "في حال حدوث اجتياح لمنطقة أو مخيم نطالب جميع المقاتلين بالالتزام ببرنامج المقاومة المشترك الذي يقضي بثبات المقاتلين المكلفين بالحماية للمنطقة المحاصرة، وبقاء الآخرين في مواقعهم؛ تحسبا لاجتياحات التفافية من مناطق أخرى".
ودعت الأجنحة العسكرية كافة المقاتلين المسلحين إلى "الالتزام بعدم إطلاق النيران إلا في حالات الضرورة القصوى، وعدم التواجد في مناطق وحدة الألغام المشتركة؛ لإنجاح ما تم الاتفاق عليه حول هذه الوحدة".
www.islamonline.net (http://www.islamonline.net/Arabic/news/2002-04/04/article51.shtml)
"لن يكون دخول عسكر الاحتلال الإسرائيلي لبيتي سهلا على الإطلاق؛ فأنا مستعدة للمقاومة بطريقتي".. هكذا قالت "أم ياسين" –60 عاما- من مخيم بلاطة بنابلس، وهي إحدى النساء اللاتي انضممن للجان المقاومة الشعبية، واتفقت مع مجموعة من جاراتها على تحضير مواد بسيطة لمقاومة جنود الاحتلال الذين اقتحموا نابلس ولم يصلوا بعد لمخيم بلاطة إذا ما حاولوا التقدم من أي بيت في المخيم.
وأضافت في مكالمة مع "إسلام أون لاين.نت" أن النسوة الفلسطينيات قمن بتحضير "الدهان" و"ماء النار" و"مياه ساخنة" و "زفتة شوارع حارة" لإلقائها على الجنود في حال اقتحامهم المخيم مشاةً، أو محاولتهم اعتقال أي مطلوب. وقالت بلهجة إصرار: "لقد تعلمنا من التجربة، وما حدث خلال اقتحامهم الأول للمخيم لن يتكرر.. لن نسمح لهم بدخول أي بيت".
"الأكواع" سلاح جديد
أما السلاح الذي اختاره الشبان الذين لا يحملون الأسلحة النارية في مدينة نابلس ومخيماتها الثلاثة فهو ما يعرف بـ"الأكواع" فقد قاموا بصنع أسلحة من نوع آخر ومن مواد بسيطة، وسلاحهم يطلقون عليه اسم "الأكواع" كما يقول الصحفي "أمين أبو وردة" المتواجد حاليا في مخيم بلاطة.
وتُصنع الأكواع من "قطع مواسير حديدية"، وتُحشى بداخلها تركيبة من ماء النار والكربونة ومواد أخرى، منها مادة يطلق عليها اسم "أم العبد".
ويقول أبو وردة: إن الشبان يقومون بإلقاء الأكواع على الدبابات والجنود بالأيدي، ولها ميزتان: أولاهما أنها توقع عددا كبيرا من الخسائر في صفوف الجنود، والثانية أنها تُصنع من مواد أولية بسيطة موجودة بالبيوت.
أما الأطفال والشبان الصغار فقد وجدوا أسلوبا أسهل للدفاع عن مدينتهم، حيث صنعوا مئات "الزجاجات الحارقة"، وهي عبارة عن عبوات زجاجية فارغة تم ملؤها بالبنزين ويتم إلقاؤها على دوريات ودبابات وجنود الاحتلال المشاة خلال اقتحامهم للمدينة.
ألغام بالشوارع
أما الدور الذي أنيط بقسم آخر من قوات المقاومة الشعبية فيعتبر أكثر خطورة؛ فهؤلاء الشبان قسموا أنفسهم إلى عدة مجموعات، وقاموا بزرع مختلف الشوارع الرئيسية في مدينة نابلس بالعبوات الناسفة، ووضع المتاريس الحديدية وأكوام التراب وكل ما طالته أيديهم لمنع تقدم الدبابات الإسرائيلية باتجاههم، وفي حال تقدمها تكون الخطة تفجير العبوات الناسفة الأرضية فيها.
ويقول "أبو مجاهد" أحد مقاتلي "كتائب شهداء الأقصى" في نابلس لـ"إسلام أون لاين.نت": إن هذا الأسلوب في المقاومة أثبت نجاحه حتى الآن.
وقد حذر الشبان المقاومون سكان المدينة من الخروج إلى الشوارع التي زُرعت بالكامل بالعبوات الناسفة، وطالبوا السكان بأن يستعدوا بكل ما تطاله أيديهم لمنع الجنود من دخول البيوت.
وتبدو صور المقاومين بالأسلحة الخفيفة يتوزعون بالمئات عند المناطق الحساسة التي شكلت بؤرا مركزية للمقاومة في مدينة نابلس، خصوصا بالقرب من البلدة القديمة، فيما يقوم هؤلاء المقاومون بإطلاق النار مما يمتلكونه من أسلحة خفيفة باتجاه دبابات الاحتلال.
التحام الصفوف
ويقول أحد المقاتلين الذين تمكنت مراسلة "إسلام أون لاين.نت" من الحديث معهم عبر الهاتف وبصعوبة: إن أهم ما تتميز به المقاومة الآن هو التحام الصفوف، بمعنى أن الجميع يشاركون، سواء كانوا مقاتلين من مختلف القوى الإسلامية والوطنية، أو كل من هو قادر على حمل السلاح، إلى جانب أفراد الأجهزة الأمنية المختلفة، ومنهم ضباط برتب عالية.
وكشف هذا المقاتل في تفسيره لإطلاق النار في الهواء في بعض الأحيان وما كان يتبعه من انسحاب أن هذا يتم لجر الدبابات نحو مواقع معينة؛ "حيث كان ينتظرها شيء لم يتوقعه أحد"، إلا أنهم كانوا يخافون ويعودون أدراجهم.
ويقول أحد الضباط الميدانيين لـ"إسلام أون لاين.نت": إن الأوامر أعطيت لكافة العاملين في الأجهزة الأمنية بـ"إيقاع أكبر خسائر في صفوف الغزاة، إلا أن الجنود كانوا قد تحصنوا خلف دبابتهم ولم يجرءوا على الخروج".
وأضاف أن غالبية المقاتلين التزموا بالتعليمات، ومن أهمها عدم إطلاق النار بكثافة تجاه الدبابات المحصنة وانتظار جنود الاحتلال حتى يترجلوا، ولهذا -كما يقول- تجد الدبابات صعوبة بالغة في إصابة المقاتلين، ومعظم من يسقطون شهداء هم من المدنيين.
خطة عمل موحدة
كانت جميع الأجنحة العسكرية للقوى الإسلامية والوطنية في المدينة قد اتخذت خطوة وحدوية متقدمة لمواجهة أي محاولة اجتياح عسكرية صهيونية لمناطق فلسطينية، مؤكدة أن الصهاينة سيجدون ما لم تصدقه أعينهم وما لم تتوقعه حكومة الحرب والدمار بقيادة السفاح شارون.
وقالت في بيان مشترك الخميس 4-4-2002: "بعد عدة جلسات عمل مشترك لتطوير الأداء الانتفاضي المقاوم والموحد نضع بين أيديكم بعض القضايا العامة الواجب اتباعها لإنجاح باقي الخطط العسكرية المتفق عليها".
ووقع على البيان كتائب الشهيد عز الدين القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش، وسرايا القدس، وكتائب المقاومة الوطنية، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى.
وأشارت القوى الفلسطينية إلى أن المعطيات الراهنة عملت على توحيد الجهود وتلاحم القوى التي خرجت بخطة عمل مشتركة تدور فحواها حول تفعيل المقاومة والصمود من خلال وحدات العمل الميداني، وتوزيع المهام النضالية كخطوة أولى لتشكيل قيادة طوارئ وطنية للارتقاء بالانتفاضة والمقاومة، ومتابعة الخطط السرية الموضوعة لمواجهة الاجتياحات والهجمات الصهيونية.
وذكر البيان "في حال حدوث اجتياح لمنطقة أو مخيم نطالب جميع المقاتلين بالالتزام ببرنامج المقاومة المشترك الذي يقضي بثبات المقاتلين المكلفين بالحماية للمنطقة المحاصرة، وبقاء الآخرين في مواقعهم؛ تحسبا لاجتياحات التفافية من مناطق أخرى".
ودعت الأجنحة العسكرية كافة المقاتلين المسلحين إلى "الالتزام بعدم إطلاق النيران إلا في حالات الضرورة القصوى، وعدم التواجد في مناطق وحدة الألغام المشتركة؛ لإنجاح ما تم الاتفاق عليه حول هذه الوحدة".
www.islamonline.net (http://www.islamonline.net/Arabic/news/2002-04/04/article51.shtml)