MandN
06-04-2002, 05:30 AM
حالة من التوتر والقلق تسود الأوساط الإسلامية في بعض بلاد الخليج، جرَاء التململ الحاصل داخل دوائر الحكم، بشأن الاستجابة للضغوط الأمريكية، سواء ما تعلق منها بالتهديد المباشر الذي يتعرض له نظام التعليم ( قرار دمج قسم تعليم البنات بوزارة المعارف في السعودية). أو بالتضييق على الحريات المشروعة، على شاكلة قمع المظاهرات في الظهران، وكذا ما تعرض له الأمين العام للحركة السلفية في الكويت، فحسب مصادر إعلامية مطلعة، أصدر 19 مدرساً بكلية الشريعة بجامعة الكويت أمس بياناً يعلن تضامنهم مع زميلهم في الكلية الدكتور حاكم المطيري ( أمين عام الحركة السلفية في الكويت) في ما تعرض له من اجراءات ومضايقات من قبل جهاز أمن الدولة بسبب تصريحات أدلى بها قبل أسبوعين وانتقد فيها تعرض شبان إسلاميين لعمليات تعذيب من قبل هذا الجهاز. وقال المدرسون أنه ساءهم تعرض المطيري لسوء المعاملة لمجرد دعوته مجلس الأمة إلى مناقشة مايشاع من انتهاكات لحقوق الانسان، ومن دون مراعاة لمكانته العلمية والأكاديمية وظروفه الصحية، وكانت وزارة الداخلية أحالت المطيري وهو الأمين العام لـ الحركة السلفية على النيابة العامة بسبب نقده لممارسة رجال الأمن التعذيب ضد اسلاميين لاشتباه علاقتهم بأحداث أفغانستان.
لا أقف طويلا أمام الآلة الأمنية التي واجه بها وزير الداخلية السعودي المظاهرات الشعبية نصرة للقضية الفلسطينية واستنكارا للخذلان العربي الرسمي والتواطؤ الأمريكي، وحجم الترسانة العسكرية التي أرسلت إلى الظهران لحماية القنصلية الأمريكية من الاعتداء الشعبي الغاشم!!!
إن ما يجري في الآونة الأخيرة في بلاد الجزيرة، من اعتداء على الحريات المشروعة، و تهديد لنظام التعليم ومحاولة لحفر المناهج التربوية، والتلويح بالممنوعات والمحظورات السياسية والآلة القمعية، يشكل حافزا لأهل الإصلاح أن يبلوروا مشروعا إصلاحيا متكاملا يشمل مختلف مجالاة الحياة و دوائر الحكم، أن يعتكفوا على صياغة رؤية شاملة لإصلاح الأوضاع، أن يملأوا الفراغ في المشروعات والأفكار، قبل أن تبادر أمريكا بوضع التصورات وآليات التنفيذ ( وإن كانت قد بدأت من فترة).
إن كتابة مقال يقرأه الآلاف، يساهم في التوجيه وصناعة الرأي و الموقف الأصيل والجاد مما تقر به العين، لكن الفكرة لا تنصر بمقال وفقط، وإنما بنضالات أجيال، والمقال وسيلة، لكن لا يتوقف عنده، بل منه المبتدأ، ويبقى المجال واسعا للصياغة والمشورة والتنسيق وبلورة الرؤية، وتوسيع دائرة الإهتمام، وحمل هم المشروع، والله تعالى أنزل الكتاب الدليل النظري الهادي ومعه الرسول حامل الوحي والرسالة، إنه ليخشى على أن نغرق في نقد الجماهير وقصور النظر لدى قطاعات واسعة، وأن نحذر الرأي العام من الانفعالات والانسياق وراء العواطف، ونمنيهم بالتأمل والطول النظر، ونصرف أوقاتنا في تفصيلات الأنشطة ووسائل الدعوة، ونترك الجماهير دون فكرة تجمعهم أو مشروع يلتفون حوله.
إن الإصلاح ( إصلاح الأوضاع والمناهج والعقليات) مشروع وقضية، يفرض نوعا من التفرغ له، وقدرا من التنسيق والتلاقي، وأن نعيش له، أما و أن نضخم مؤسساتنا وتجاربنا ونصنع منها رأسا، ونرفع أشخاصنا فوق قضايانا، وننصب أنفسنا نقادا أمناء، وتتحول اجتهاداتنا إلى حواجز تعيق الاجتماع والتنسيق من أجل المشروع الأوسع والقضية الأكبر، هنا نفقد الفعالية، ويقل التأثير، وفرق بين التفكير بعقلية المجموعة والجماعة والحاشية والصحوة، وبين التفكير بعقلية الأمة. و قد نفكر بعقلية الأمة في كتاباتنا وجلساتنا وخطاباتنا، لكننا قد لا نعبأ بالأمة في حراكنا ومشروعاتنا.
إنه آن الأوان لمبادرة فعالة لإعادة صياغة وعرض المشروع الإصلاحي الواسع والرحب، إننا نُنظر من مواقعنا ومكاتبنا ومقالاتنا تشهد بهذا، لكنَنا نخاطب أنفسنا، ولم نخرج إلى الآن بمشروع متكامل إلى الأمة، يعرض على دوائر الحكم، ونناضل من أجل القبول به، ونزاحم به المشروعات الأرضية التي تتنافس على تخريب العقول وتمييع السلوك.
فلتكن الأحداث والقرارات الأخيرة في بلاد الجزيرة حافزا لأهل الإصلاح في الخليج أن يبادروا بالانكباب على صياغة خطة للتحرك لخدمة مشروع إصلاحي يعالج الأوضاع ويساهم في رسم معالم التوجهات الحالية والمستقبلية لمنطقة الخليج، وأن نتخفف من تخمة التفكير وترف النقد، والإغراق في التحفظات وتأسيس الوساوس، وممارسة الحصار على عقولنا وآرائنا.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/B5335E5B-5883-4E5B-96E2-638121470F10.html)
لا أقف طويلا أمام الآلة الأمنية التي واجه بها وزير الداخلية السعودي المظاهرات الشعبية نصرة للقضية الفلسطينية واستنكارا للخذلان العربي الرسمي والتواطؤ الأمريكي، وحجم الترسانة العسكرية التي أرسلت إلى الظهران لحماية القنصلية الأمريكية من الاعتداء الشعبي الغاشم!!!
إن ما يجري في الآونة الأخيرة في بلاد الجزيرة، من اعتداء على الحريات المشروعة، و تهديد لنظام التعليم ومحاولة لحفر المناهج التربوية، والتلويح بالممنوعات والمحظورات السياسية والآلة القمعية، يشكل حافزا لأهل الإصلاح أن يبلوروا مشروعا إصلاحيا متكاملا يشمل مختلف مجالاة الحياة و دوائر الحكم، أن يعتكفوا على صياغة رؤية شاملة لإصلاح الأوضاع، أن يملأوا الفراغ في المشروعات والأفكار، قبل أن تبادر أمريكا بوضع التصورات وآليات التنفيذ ( وإن كانت قد بدأت من فترة).
إن كتابة مقال يقرأه الآلاف، يساهم في التوجيه وصناعة الرأي و الموقف الأصيل والجاد مما تقر به العين، لكن الفكرة لا تنصر بمقال وفقط، وإنما بنضالات أجيال، والمقال وسيلة، لكن لا يتوقف عنده، بل منه المبتدأ، ويبقى المجال واسعا للصياغة والمشورة والتنسيق وبلورة الرؤية، وتوسيع دائرة الإهتمام، وحمل هم المشروع، والله تعالى أنزل الكتاب الدليل النظري الهادي ومعه الرسول حامل الوحي والرسالة، إنه ليخشى على أن نغرق في نقد الجماهير وقصور النظر لدى قطاعات واسعة، وأن نحذر الرأي العام من الانفعالات والانسياق وراء العواطف، ونمنيهم بالتأمل والطول النظر، ونصرف أوقاتنا في تفصيلات الأنشطة ووسائل الدعوة، ونترك الجماهير دون فكرة تجمعهم أو مشروع يلتفون حوله.
إن الإصلاح ( إصلاح الأوضاع والمناهج والعقليات) مشروع وقضية، يفرض نوعا من التفرغ له، وقدرا من التنسيق والتلاقي، وأن نعيش له، أما و أن نضخم مؤسساتنا وتجاربنا ونصنع منها رأسا، ونرفع أشخاصنا فوق قضايانا، وننصب أنفسنا نقادا أمناء، وتتحول اجتهاداتنا إلى حواجز تعيق الاجتماع والتنسيق من أجل المشروع الأوسع والقضية الأكبر، هنا نفقد الفعالية، ويقل التأثير، وفرق بين التفكير بعقلية المجموعة والجماعة والحاشية والصحوة، وبين التفكير بعقلية الأمة. و قد نفكر بعقلية الأمة في كتاباتنا وجلساتنا وخطاباتنا، لكننا قد لا نعبأ بالأمة في حراكنا ومشروعاتنا.
إنه آن الأوان لمبادرة فعالة لإعادة صياغة وعرض المشروع الإصلاحي الواسع والرحب، إننا نُنظر من مواقعنا ومكاتبنا ومقالاتنا تشهد بهذا، لكنَنا نخاطب أنفسنا، ولم نخرج إلى الآن بمشروع متكامل إلى الأمة، يعرض على دوائر الحكم، ونناضل من أجل القبول به، ونزاحم به المشروعات الأرضية التي تتنافس على تخريب العقول وتمييع السلوك.
فلتكن الأحداث والقرارات الأخيرة في بلاد الجزيرة حافزا لأهل الإصلاح في الخليج أن يبادروا بالانكباب على صياغة خطة للتحرك لخدمة مشروع إصلاحي يعالج الأوضاع ويساهم في رسم معالم التوجهات الحالية والمستقبلية لمنطقة الخليج، وأن نتخفف من تخمة التفكير وترف النقد، والإغراق في التحفظات وتأسيس الوساوس، وممارسة الحصار على عقولنا وآرائنا.
Alasr (http://152.160.23.131/alasr/content/B5335E5B-5883-4E5B-96E2-638121470F10.html)