MandN
06-04-2002, 06:58 AM
اختفت من الاسواق من شدة الطلب.. والسعوديون يرتدونها كنوع من الاحتجاج الصامت علي منع المظاهرات
لندن ـ القدس العربي :
اعادت الانتفاضة الفلسطينية الاعتبار للكوفية الفلسطينية، اي غطاء الرأس المرقط بالابيض والاسود، بعد ان مرمغتها اتفاقات اوسلو في التراب علي حد تعبير احد الفلسطينيين المقيمين في لندن.
فالكوفية كانت رمزا للتمرد والثورة في العالم بأسره في حقبة السبعينات والثمانينات، وكانت بنات اوروبا الشقراوات يتباهين بلف الكوفية حول اعناقهن البيضاء، كتعبير عن رفضهن للمجتمع الرأسمالي الاستهلاكي، والعدوان الاسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، والتضامن مع الفدائيين الفلسطينيين. توقيع القيادة الفلسطينية علي اتفاقات اوسلو في ايلول (سبتمبر) عام 1993 اصاب هذه الكوفية في مقتل، وجعل الكثيرين يتنصلون منها، ويبتعدون عنها، احتجاجا من جانبهم علي هذه الاتفاقات التي لم ترتق الي مستوي الآمال المعقودة علي الثورة الفلسطينية. وساهم انهيار المعسكر الاشتراكي والامبراطورية السوفييتية في تراجع مكانة الكوفية الي قاع خزانة الملابس المستعملة في البيوت.
الآن وبعد ان عادت الانتفاضة الي صدر الاحداث، وتمرد الفلسطينيون علي اتفاقات اوسلو وألغوها عمليا، وضربوا امثلة مشرفة في مقاومة الاحتلال، استعادت الكوفية الفلسطينية مكانتها، وبدأت تعود الي الاعناق مجددا، اعناق الفتيات والرجال معا، ليس في اوروبا فقط وانما في الوطن العربي ايضا.
ففي المملكة العربية السعودية اختفت من الاسواق تماما، وارتفعت اسعارها بشكل خرافي وبلغت مئة ريال للواحدة بعد ان كانت اقل من ربع هذه القيمة، وتتكدس امام الباعة الجوالين وفي الاسواق المفتوحة دون ان يشتريها احد.
تاجر سعودي كبير قال لـ القدس العربي انه استورد عشرة اضعاف الكمية التي كان يستوردها في السابق، ولكنها اختفت في يومين، وبعث لاستيراد كميات اخري، واضاف انه لاحظ ان بعض الناس يشترون اعدادا كبيرة منها وليس كوفية واحدة فقط، مثلما كان عليه الحال في السابق، وتكهن بان السبب يعود الي ان رب الاسرة بات يشتري كوفيات لكل افراد اسرته.
كاتب سعودي فسر الظاهرة بقوله ان ارتداء الكوفية الفلسطينية بات يشكل نوعا من الاحتجاج الصامت علي حظر الحكومة السعودية للمظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته، واضاف ان معظم المصلين الذين صلوا صلاة الجمعة كانوا يرتدون الكوفيات، كما ان المتظاهرين في الظهران والجوف والرياض فعلوا الشيء نفسه.
وانتشرت ظاهرة ارتداء الكوفية ايضا في جميع دول الخليج، خاصة في اوساط الشباب من الجنسين، ولوحظ ان معظم المتظاهرين في دبي والشارقة والدوحة ومسقط والمنامة ارتدوا الكوفية ايضا جنبا الي جنب مع الاعلام الفلسطينية بألوانها الحمراء والخضراء والبيضاء والسوداء.
طبيب عربي يقيم في بريطانيا طلبت منه ابنته المراهقة ان يشتري لها كوفية فلسطينية لانها تشعر بالخجل امام زميلاتها الانكليزيات اللواتي بتن يرتدينها بصفة يومية اعتزازا وافتخارا، وقال الطبيب انه نزل الي جميع الاسواق التي يمكن ان تبيع هذه الكوفيات في العاصمة البريطانية مثل سوق شبرد بوش و ايرلز كورت و كامدن تاون ، ولكنه لم يعثر علي كوفية واحدة، وكان رد الباعة واحدا، وهو انها نفدت وانهم طلبوا كميات جديدة، وستصل بعد اسبوع او اثنين.
الطبيب قال انه ارسل الي شقيقه المقيم في عمان لكي يرسل اليه اي عدد من الكوفيات مع اقرب مسافر الي لندن لتخفيف الضغوط الداخلية التي تمارسها العائلة عليه.
مراسل القدس العربي في المانيا قال ان الغالبية الساحقة من الشباب الالماني من الجنسين باتت ترتدي الكوفية، جنبا الي جنب مع الزي المدرسي. كما انتشرت ايضا اللفحة المصنوعة ايضا من نفس قماش الكوفية في اوساط طلاب الجامعات.
وفي الدول الاسكندنافية، وخاصة السويد والنرويج والدنمارك تنتشر الكوفية مثل النار في الهشيم في اوساط الشباب، واستطاع بعض التجار الصغار من الغرب الذين يتخصصون في بيع التحف والسجاد والمصنوعات التقليدية الشرقية ان يحققوا ارباحا كبيرة من رواج هذه التجارة، حيث باتوا يفرشون الكوفيات في مقدمة بسطاتهم في الاسواق الاسكندنافية المفتوحة التي تشتهر بها هذه البلدان.
www.alquds.co.uk (http://www.alquds.co.uk/display.asp?fname=/alquds/articles/data/2002/04/04-06/g27.htm)
لندن ـ القدس العربي :
اعادت الانتفاضة الفلسطينية الاعتبار للكوفية الفلسطينية، اي غطاء الرأس المرقط بالابيض والاسود، بعد ان مرمغتها اتفاقات اوسلو في التراب علي حد تعبير احد الفلسطينيين المقيمين في لندن.
فالكوفية كانت رمزا للتمرد والثورة في العالم بأسره في حقبة السبعينات والثمانينات، وكانت بنات اوروبا الشقراوات يتباهين بلف الكوفية حول اعناقهن البيضاء، كتعبير عن رفضهن للمجتمع الرأسمالي الاستهلاكي، والعدوان الاسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، والتضامن مع الفدائيين الفلسطينيين. توقيع القيادة الفلسطينية علي اتفاقات اوسلو في ايلول (سبتمبر) عام 1993 اصاب هذه الكوفية في مقتل، وجعل الكثيرين يتنصلون منها، ويبتعدون عنها، احتجاجا من جانبهم علي هذه الاتفاقات التي لم ترتق الي مستوي الآمال المعقودة علي الثورة الفلسطينية. وساهم انهيار المعسكر الاشتراكي والامبراطورية السوفييتية في تراجع مكانة الكوفية الي قاع خزانة الملابس المستعملة في البيوت.
الآن وبعد ان عادت الانتفاضة الي صدر الاحداث، وتمرد الفلسطينيون علي اتفاقات اوسلو وألغوها عمليا، وضربوا امثلة مشرفة في مقاومة الاحتلال، استعادت الكوفية الفلسطينية مكانتها، وبدأت تعود الي الاعناق مجددا، اعناق الفتيات والرجال معا، ليس في اوروبا فقط وانما في الوطن العربي ايضا.
ففي المملكة العربية السعودية اختفت من الاسواق تماما، وارتفعت اسعارها بشكل خرافي وبلغت مئة ريال للواحدة بعد ان كانت اقل من ربع هذه القيمة، وتتكدس امام الباعة الجوالين وفي الاسواق المفتوحة دون ان يشتريها احد.
تاجر سعودي كبير قال لـ القدس العربي انه استورد عشرة اضعاف الكمية التي كان يستوردها في السابق، ولكنها اختفت في يومين، وبعث لاستيراد كميات اخري، واضاف انه لاحظ ان بعض الناس يشترون اعدادا كبيرة منها وليس كوفية واحدة فقط، مثلما كان عليه الحال في السابق، وتكهن بان السبب يعود الي ان رب الاسرة بات يشتري كوفيات لكل افراد اسرته.
كاتب سعودي فسر الظاهرة بقوله ان ارتداء الكوفية الفلسطينية بات يشكل نوعا من الاحتجاج الصامت علي حظر الحكومة السعودية للمظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته، واضاف ان معظم المصلين الذين صلوا صلاة الجمعة كانوا يرتدون الكوفيات، كما ان المتظاهرين في الظهران والجوف والرياض فعلوا الشيء نفسه.
وانتشرت ظاهرة ارتداء الكوفية ايضا في جميع دول الخليج، خاصة في اوساط الشباب من الجنسين، ولوحظ ان معظم المتظاهرين في دبي والشارقة والدوحة ومسقط والمنامة ارتدوا الكوفية ايضا جنبا الي جنب مع الاعلام الفلسطينية بألوانها الحمراء والخضراء والبيضاء والسوداء.
طبيب عربي يقيم في بريطانيا طلبت منه ابنته المراهقة ان يشتري لها كوفية فلسطينية لانها تشعر بالخجل امام زميلاتها الانكليزيات اللواتي بتن يرتدينها بصفة يومية اعتزازا وافتخارا، وقال الطبيب انه نزل الي جميع الاسواق التي يمكن ان تبيع هذه الكوفيات في العاصمة البريطانية مثل سوق شبرد بوش و ايرلز كورت و كامدن تاون ، ولكنه لم يعثر علي كوفية واحدة، وكان رد الباعة واحدا، وهو انها نفدت وانهم طلبوا كميات جديدة، وستصل بعد اسبوع او اثنين.
الطبيب قال انه ارسل الي شقيقه المقيم في عمان لكي يرسل اليه اي عدد من الكوفيات مع اقرب مسافر الي لندن لتخفيف الضغوط الداخلية التي تمارسها العائلة عليه.
مراسل القدس العربي في المانيا قال ان الغالبية الساحقة من الشباب الالماني من الجنسين باتت ترتدي الكوفية، جنبا الي جنب مع الزي المدرسي. كما انتشرت ايضا اللفحة المصنوعة ايضا من نفس قماش الكوفية في اوساط طلاب الجامعات.
وفي الدول الاسكندنافية، وخاصة السويد والنرويج والدنمارك تنتشر الكوفية مثل النار في الهشيم في اوساط الشباب، واستطاع بعض التجار الصغار من الغرب الذين يتخصصون في بيع التحف والسجاد والمصنوعات التقليدية الشرقية ان يحققوا ارباحا كبيرة من رواج هذه التجارة، حيث باتوا يفرشون الكوفيات في مقدمة بسطاتهم في الاسواق الاسكندنافية المفتوحة التي تشتهر بها هذه البلدان.
www.alquds.co.uk (http://www.alquds.co.uk/display.asp?fname=/alquds/articles/data/2002/04/04-06/g27.htm)