المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إستوصوا بأهل مصر خيرا (الأثنين25محرم)



aslam
08-04-2002, 08:09 AM
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
هذه الصيحات أطلقها أكثر من خمسة آلاف مصلي بالجامع الأزهر بعد أن سمعوا خطيب الجمعة أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر، يناشد هيئة الأمم المتحدة وأمريكا للتدخل لإيقاف العدوان على الفلسطينيين، وقد عبر المصلّون عن غضبهم الشديد، فبدلا من أن يستمعوا إلى نداء للجهاد واستعادة الكرامة الضائعة بفلسطين، فإذا به يناشد أمريكا التي أعطت الضوء الأخضر لشارون ليرتكب بتلك الجرائم. أحمد عمر هاشم لم يتخيّل فداحة كلماته إلا بعد أن قاطعه المصلون، واضطر لإيقاف الخطبة وإقامة الصلاة، وبعد الصلاة حاول الصعود إلى المنبر لتبرير موقفه فانطلق نحوه العديد من المصلين يريدون الاعتداء عليه مما جعل الحراسة تأخذه بسرعة ليهرب خارج المسجد بينما صعد ممثلو القيادات الشعبية على المنبر مطالبين بإعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي. وتحرك الآلاف في أكبر مظاهرة يشهدها الجامع الأزهر في محاولة للخروج إلى شوارع القاهرة وقابلتهم قوات الأمن بالهراوات والعصي مما أدى لوقوع بعض الإصابات في الطرفين واعتقال من اشتبه في تنظيمهم لها.

أما نقابة الصحفيين فقد شهدت لأول مرة انتقادا علنيا للرئيس حسني مبارك، فقد نادى مجدي حسين رئيس تحرير جريدة الشعب الموقوفة (حسب موقع Masrawy.com) الرئيس حسني مبارك بالرجوع من شرم الشيخ التي جعلها منتجعا يهرب فيه من ضغوط الشعب، واتخاذ قرارات لحل الوضع المنفجر، بل وطالب مجدي حسين الرئيس مبارك بالاستقالة إن لم يكن لديه حلول للمشكلة الفلسطينية. وذكّره أنه قد ناله شرعيته لأنه مقاتل شارك بحرب تحرير سيناء، وأنه الآن يخاطر بشرعيته.

وامتدت ظاهرة الغليان إلى وسائل الإعلام الحكومية، فقد تم إيقاف برنامج رئيس التحرير الذي يقدمه الصحفي المخضرم حمدي قنديل، وذلك بعد انتقاده علنا لحكام العرب انتقادا عنيفا على شاشة القناة المصرية الأولى، وذكرت مصادر مطلعة أنه قد تم حذف العديد من محاور البرنامج لتقليل حدته ومع ذلك تم إيقاف العرض بشكل واضح أمام الجماهير.

وفي صلاة الجمعة، برزت علامات الحزن والاكتئاب والدموع المختنقة على وجوه الشعب المصري، وطالب العلماء والدعاة بتحرك القادة العرب، وفي أحد المساجد الكبرى بالقاهرة عبّر خطيب الجمعة وهو أستاذ جامعي بالأزهر وأحد مستشاري وزير الأوقاف المصري عن غضبه لما يحدث، وذكر ما حدث له أثناء مضيّه بأحد القرى إذ فوجئ بمظاهرة يقولون فيها: يا مبارك يا حبيب، اضرب اضرب تل أبيب، ثم بعد خطوات وجد من يصرخ: يا مبارك يا ملعون، وقد وجه الشيخ نصيحة للرئيس مبارك أن يتحرك، فبين اللعنة والحب بضع خطوات على حد تعبيره. وحذّر الشيخ أن الحرب قادمة لا محالة وأنه لا سبيل لمواجهتها سوى بالتربية والتحرك قدما، وأجهش الشيخ في البكاء مما أبكى المصلين معتذرا لهم عن إطالته للخطبة ولكنه شكى لهم صدره الضيق وقلبه المحترق وجسده الذي يتألم مما يعاني منه إخواننا بفلسطين.

وفي شركة مصر للطيران قام الطيارون بمظاهرة سلمية داخل مطار القاهرة، وقدموا طلبا يعبّرون فيه عن رفضهم للقيام بأي رحلات لتل أبيب وذلك تأييدا للمقاطعة التي يطلب الشعب فرضها على إسرائيل.

الجامعة الأمريكية بمصر، قلعة أمريكا الفكرية والتربوية، خرج طلابها رجالا ونساء مطالبين بوضع حد للمأساة، وقدموا بيانا تم توقيع وتقديمه لسفير أمريكا بالقاهرة.

الشارع المصري يطالب الحكومة المصرية بخطوات أكثر جديّة وفعالية من مجرد قطع الاتصالات الذي وصفته إسرائيل نفسها بأنه إجراء رمزي، ولم يكفه خطاب الرئيس حسني مبارك الذي وجهه للمصريين في محاولة لتهدئة الأوضاع.

المراقب للوضع يجد تطورا كبيرا تجاه قضية فلسطين، في وقت ساهمت فيه وسائل الإعلام في إبرازها، الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوما ولا يمكن التكهّن بقدرات الشارع في فرض مزيد من الضغط على الحكومة