the lion king
10-04-2002, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي وإنما تتألف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وإزهارها.
والحضارة مشروطة بطائفة من عوامل هي التي تستحث خطاها أو تعوق مسراها وأولها العوامل الجيولوجية ذلك أن الحضارة مرحلة تتوسط عصرين من جليد فتيار الجليد قد يعاود الأرض في أي وقت فيغمرها من جديد بحيث يطمس منشئات الإنسان بركام من ثلوج وأحجار ويحصر الحياة في نطاق ضيق من سطح هذه الأرض وشيطان الزلازل الذي نبني حواضرنا في غفوته ربما تحرك حركة خفيفة بكتفيه فابتلعنا في جوفه غير آبه.
وثانيها العوامل الجغرافية فحرارة الأقطار الاستوائية وما يجتاح تلك الأقطار من طفيليات لا تقع تحت الحصر لا تهيئ للمدنية أسبابها فما يسود تلك الأقطار من خمول وأمراض وما تُعرف به من نضوج مبكّر وانحلال مبكر من شأنه أن يصرف الجهود عن كماليات الحياة التي هي قوام المدنية ويستنفدها جميعاً في إشباع الجوع وعملية التناسل بحيث لا تَذَرُ للإنسان شيئاً من الجهد ينفقه في ميدان الفنون وجمال التفكير والمطر كذلك عامل ضروري إذ الماء وسيلة الحياة بل قد يكون أهم للحياة من ضوء الشمس ولما كانت السماء متقلبة الأهواء لغير سبب مفهوم فقد بالجفاف على أقطار ازدهرت يوماً بالسلطان والعمران مثل نينوى وبابل أو قد تسرع الخطى نحو القوة والثراء بمدائن هي - فيما يبدو للعين - بعيدة عن الطريق الرئسي للنقل والاتصال مثل المدن في بريطانيا العظمى أو خليج بُبوجت وإذا كانت تربة الإقليم تجود
الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي وإنما تتألف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وإزهارها.
والحضارة مشروطة بطائفة من عوامل هي التي تستحث خطاها أو تعوق مسراها وأولها العوامل الجيولوجية ذلك أن الحضارة مرحلة تتوسط عصرين من جليد فتيار الجليد قد يعاود الأرض في أي وقت فيغمرها من جديد بحيث يطمس منشئات الإنسان بركام من ثلوج وأحجار ويحصر الحياة في نطاق ضيق من سطح هذه الأرض وشيطان الزلازل الذي نبني حواضرنا في غفوته ربما تحرك حركة خفيفة بكتفيه فابتلعنا في جوفه غير آبه.
وثانيها العوامل الجغرافية فحرارة الأقطار الاستوائية وما يجتاح تلك الأقطار من طفيليات لا تقع تحت الحصر لا تهيئ للمدنية أسبابها فما يسود تلك الأقطار من خمول وأمراض وما تُعرف به من نضوج مبكّر وانحلال مبكر من شأنه أن يصرف الجهود عن كماليات الحياة التي هي قوام المدنية ويستنفدها جميعاً في إشباع الجوع وعملية التناسل بحيث لا تَذَرُ للإنسان شيئاً من الجهد ينفقه في ميدان الفنون وجمال التفكير والمطر كذلك عامل ضروري إذ الماء وسيلة الحياة بل قد يكون أهم للحياة من ضوء الشمس ولما كانت السماء متقلبة الأهواء لغير سبب مفهوم فقد بالجفاف على أقطار ازدهرت يوماً بالسلطان والعمران مثل نينوى وبابل أو قد تسرع الخطى نحو القوة والثراء بمدائن هي - فيما يبدو للعين - بعيدة عن الطريق الرئسي للنقل والاتصال مثل المدن في بريطانيا العظمى أو خليج بُبوجت وإذا كانت تربة الإقليم تجود