المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية المخادعون: العرب في وسائل الاعلام الامريكية



Black_Horse82
12-04-2002, 04:57 PM
ترجمة: ضياء حجازي
يقسم العرب الي اربعة أنواع: شيوخ النفط المتصابون، والارهابيون قاذفو القنابل والتجار الجشعون، والاشرار ذوو الانوف المعقوفة. هذا حسب ism هولي وود الجديدة anti - Semitism أو الموجة الجديدة من العداء للسامية .
مؤلف الكتاب جاك ك. شاهين هو بروفسور في الإعلام في جامعة Southern Illinois في الولايات المتحدة. في أوسع دراسة من نوعها حول تقديم العرب في وسائل الإعلام الامريكية، يقوم المؤلف بدراسة أكثر من 900 فيلم سينــمائي اغلبها امريكي. يستنــتج الباحث ان العرب يصـــورون تبعا لأكثر التصنيفات النمطية خشـــــونة وسلبـــية؛ شيوخا متصابين مترفين وارهابــــيين معدومي الضـــمائر وتجارا مخادعين ومعتوهين وأخيـرا مجرمين بأنوف معقوفة مستعدين للغدر بسيوف مشهرة حينا وأسلحة آلية حينا آخر. أما النساء العربيات فهن بدورهن إما حريم مغويات وشبه عاريات أو بحر من العباءات السوداء يتبعن ازواجا طويلي اللحي بصمت المغلوب.
أما عن الحوار في هذه الافلام فيجد الباحث انها تضج بنعوت سلبية لم تجابه بمعارضة فثبتت كحقائق، لذا يحرر شاهين قائمة بأكثر من مئة من تلك النعوت يبدأها بحرف الألف (A) في (Animals) أي حيوانات، مرورا بتنويعات مختلفة وتركيبات ساخرة عن علاقة العربي بالجمل، وانتهاء بحرف الـ (Y) كما في Your - worth - less - ness (أنتم عديمو القيمة).
شاهين يسمي هذه الظاهرة في الإعلام الامريكي العداء الجديد للسامية فالعرب ـ كما يقول الباحث ـ ساميون. من خلال دراسته لمجموعة كبيرة من الافلام منذ ظهور الافلام الصامتة في العقد الاول من القرن المنصرم الي افلام حديثة جدا مثل كلادياتور 2000 و عودة المومياء 2001. يشير الباحث الي ان صور العرب التي تتمثل في الشخصيات النمطية الرثة وتزوير التاريخ والتلويث المنظم أو تحريف كل ما له علاقة بالثقافة العربية أو بتنوع الثقافات في المجتمع الاسلامي الكبير يستحيل تقبلها علي شاشات العرض الغربية لو انها استخدمت لتصوير الدين أو الثقافة اليهوديين.
تم بالطبع إقصاء أكثر من 15 مليون مسيحي عربي في السينما الامريكية وعادة ما يصور الاسلام علي انه دين قبلي وبدائي. يؤكد الباحث انه في الوقت الذي يتحرر تمثيل كثير من الشعوب والمجموعات من الصور النمطية الجامدة، تتحرك صور العربي ضمن مدار الاستشراق الرومانسي الذي ثبت صورا عن الآخر غير المتحضر والمتعطش للدم، سواء اذا ظهر العربي في ميلودراما أو برامج تسلية أو مشاهد القتل الجماعي. جاك ك. شاهين يري المنهج نفسه في القديم كما في الجديد من المعاداة للعرب. ويقول ان تعميمات كهذه عن العرق و الثقافة اعتمدتها النازية في افلامها الدعائية كفيلم "Jud Suss" (1941)، الفرق ـ يقول الباحث ـ هو ان اليهود صوروا ليثيروا الكره والرعب منهم كحملة للحداثة أما العرب فلأنهم حملة للبدائية، والمجموعتان معا كتهديد مميت للعالم الغربي السعيد.
لم يقلل ظهور كتاب شاهين قبل احداث 11 أيلول (سبتمبر) وقبل الانتفاضة من أهميته بل يؤكد ان هذا التمثيل المتزايد من خلال المادة الفيلمية وهذا الحشو المقصود للتعطش للدم يثبت هذا الاتجاه ويعمقه. وهذا ما يتفق مع قول افلاطون ان من يملك السلطة علي المتخيل يتحكم بالمجتمع والسياسة .
كما يضطر العربي في حياته اليومية في الغرب ان يشرح تكرارا ان عائلته لا تسكن في خيمة أو انهم لم يمتلكوا يوما جملا، كان علي الممثل ف. موراي الحائز علي الاوسكار والعربي الأصل ان يختصر اسمه الأول الكامل فريد الذي ما كان سيؤهله إلا للعب أدوار المجرمين. ممثل آخر هو نيكولاس قاضي يصف الملاحظات التي أعطيها لتمثيل شخصياته في افلام مختلفة ـ منها شخصية ضابط سوري في فيلم "Freedom Strike"ـ يقول قاضي: (كان يجب ان اقتصد في الكلام، المهم ان أبدو وأتحرك وأؤدي أفعالي وكأني مصدر تهديد دائم).
قد يتلمس القارئ ان الباحث جاك ك. شاهين يظهر نوعا من الحساسية المفرطة، وهذا ما لا يخفيه شاهين نفسه، لكن الأهم انه يستثمر كل مساحة يحلل فيها فيلما كي يعمق معارف مهمة عن استخدامات مغرضة في السينما الامريكية: من الكوفية الي القوانين السعودية، من استعارات في برامج إعلامية الي الخيط الرفيع بين المتخيل والأهداف التي تحكمها السياسة، وأخيرا من مشاركة الباحث كمستشار لفيلم الملوك الثلاثة (1999) والذي يصنفه الباحث ضمن قائمة (أفضل الافلام)، الي الخلفيات السياسية للفيلم الدعائي الاسرائيلي فصيل قوة الدلتا (1986) والذي يتصدر قائمة (أسوأ الافلام).
يؤكد الباحث عدم وجود أي تجسيد للعربي خارج الصور التقليدية للمجرم، ويقول (لكل الشعوب بدلات جاهزة وقديمة في الإعلام الامريكي، بعض الاسرائيليين وشعوب امريكا الجنوبية هم عسكريون متطرفون، وبعض الايرلنديين والاندونيسيين هم رجال عصابات، وبعض الافارقة والآسيويين هم مغتصبو نساء، بعض الاوروبيين هم شواذ خاطفو اطفال). لكنه يعجز عن ايجاد أي تصنيف آخر لتصوير العربي غير الشرير غير المتحضر. أخيرا يحفزنا الباحث ان نحاول التنبه لكل ما يختفي تحت السطوح في الإعلام الامريكي.
أما عني فقد تعودت ان اشاهد احيانا قناة التلفزة الفضائية MBC كي أتابع مسلسلا مسليا أو استمتع بمشاهدة برنامج تقدمه نساء أنيقات. ومن المؤكد ان هذا لا يرقي لما يطمح اليه الباحث جاك ك. شاهين في تغيير صور العربي، لكن هذا قد يخفف شيئا من الشعور بالاستياء.
Reel Bad Arabs: Hollywood Vilifies a People
المؤلف: جاك ك. شاهين
عرض الكتاب: أيفا آف كيير ستام
(صحيفة داكنز نيهيتير/ أخبار اليوم)
13 آذار 2002