المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل الجهاد الى كل من يسأل عنها



MandN
14-04-2002, 11:34 PM
الجهاد في سبيل الله عز وجل أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال )) : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل:ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.((
وهذا الحديث ينبغي حمله على من ليس له والدان يبرهما، أو من أذنا له، أو على الجهاد الذي هو فرض عين، فأنه مقدم على بر الوالدين، والله أعلم.
وعن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه : (( سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها(( . رواه الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح وماعز صحابي مشهور لم ينسب.
ومعنى قوله: تفضل سائر الأعمال، أي: باقي الأعمال بعد الإيمان والجهاد، وقد جاء أن أفضل الأعمال الإيمان والجهاد جميعاً.
ففي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله، قال: فأي الرقاب ثمناً؟ قال: أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً(( الحديث
الجهاد أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أُبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: ( لا) ، الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين). رواه مسلم
الجهاد أفضل من العزلة والتفرغ للعبادة
خرج ابن عساكر بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ألا أخبركم بخير الناس منزلة؟ رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله. ألا أخبركم بخير الناس منزلة بعده؟ رجل معتزل في غنم له يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد الله ولا يشرك به شيئاً. (( وقد روى هذا الحديث مسلم وغيره، ويأتي لفظه إن شاء الله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب؟ ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( لا تفعل فأن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة.(( رواه الترمذي وقال: حديث حسن، والبيهقي في السنن، والحاكم وقال: صحيح/ على شرط مسلم.
فواق الناقة بضم الفاء وتخفيف الواو وآخره قاف، قال الجوهري وغيره: هو ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، انتهى
وقيل: هو ما بين أن تضع يدك على الضرع وقت الحلب وترفعها
ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله تعالى
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فقال: (( إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه(( ،قلت: أجل يا رسول الله، قال: (( أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد(( . رواه الحاكم هكذا مختصراً وقال: صحيح على شرطهما، وقد رواه مطولاً أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم.
ورواه الطبراني في الكبير، من طريق محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن أبي عبد الملك،عن القاسم، عن فضالة بن عبيد الله رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( الإسلام ثلاثة أبيات سفلى وعليا وغرفة، فأما السفلى: فالإسلام، دخل فيه عامة المسلمين فلا تسأل أحداً منهم إلا قال: أنا مسلم، وأما العليا فتفاضل أعمالهم، بعض المسلمين أفضل من بعض، وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله، لا يناله إلا أفضلهم)) .
لا أحد يستطيع عملاً يعدل الجهاد في سبيل الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: (( لا تستطيعونه فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله. (( رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: معنى قانت هنا المطيع .
قال المؤلف عفا الله عنه: فإذا كان أولو الهمم العلية، والنفوس الأبية، والشهامة الدينية المضاعفة أجورهم بالصحبة النبوية الفائزون بالسبق إلى كل كمال، الحائزون من رتب الاجتهاد كل مقام عال، لا يستطيعون عملاً يعدل الجهاد، فكيف تقر أعين أمثالنا من غير اجتهاد، وكيف تسكن إلى الأعمال اليسيرة بالهمم الدنية/ الحقيرة، مع ما يشوبها من الرياء وعدم الإخلاص، والدسائس التي لا يكاد يرجى معها خلاص، اللهم أيقظنا من هذه الغفلة، ووفقنا للجهاد في سبيلك قبل حلول النقلة، فأنت المرجو لكل خير ولا حول ولا قوة إلا بالله
فضل التحريض على الجهاد في سبيل الله تعالى
قال تعالى : ( وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً)
وقال تعالى: (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون)
وقال تعالى (: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله و رسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.( إلى آخر السورة، والآيات في تحريض الله تعالى عباده على الجهاد في سبيله، وترغيبهم فيما عنده من الأجر و الثواب على ذلك كثيرة جداً.
1- وخرج ابن ماجه، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة، والبزار وابن حبان في صحيحه، عن كريب ، أنه سمع أُسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا هل مشمر إلى الجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد، في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ، ونعمة، في محلة عالية بهية،(( قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال: (( قولوا إن شاء الله )) ، فقال القوم: إن شاء الله، ثم ذكر الجهاد، وحض عليه.
2- وذكر أيضاً عن علي موقوفاً، قال: من حرض أخاه على الجهاد كان له مثل أجره، وكان في كل خطوة من ذلك عبادة سنة.
3- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل عتيقة بن الحارث الأنصاري فسلم ثم جلس ثم قال: يا رسول الله شهدتك يوم بدر وأنت تحرض الناس على الجهاد فلم أستطع أن أسألك، وأنا سائلك ففهمني يا رسول الله! قال: (( سل عما بدا لك يا عتيقة(( ! قال: يا رسول الله ما لمن تقلد سيفاً في سبيل الله؟ قال: (( يقلده الله وشاحاً من أوشحة الجنة من ذهب وفضة ولؤلؤ وزبرجد(( ، قال: يا رسول الله ما لمن اعتقل رمحاً في سبيل الله؟ قال: (( يكون له به علم يعرف به يوم القيامة(( ، قال: فما لمن تقلد قوساً في سبيل الله؟ قال: (( يكون له رداء أخضر من أردية الجنة يوم القيامة(( .
قال: فمن رمى بسهم في سبيل الله؟ قال: (( بخ بخ يا عتيقة! لقد سألت عن خير كثير، إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه والمقوي به، والرمي به في سبيل الله، يا عتيقة بن الحارث! من رمى بسهم في سبيل الله، بلغ العدو أو قصر، عدل له عتق رقبة )) ، قال: يا رسول الله فما لمن لبس درعاً في سبيل الله؟ قال: (( يكون له جنة من النار(( ، قال: فما لمن تعضد ترساً في سبيل الله؟ قال: (( يكون له ستراً من شمس الأرض، وقد أدنيت من الناس بقدر ميل، وقد زيد في حرها ثمانية عشر جزءاً، ورهق الناس العرق على قدر أعمالهم، فالمؤمن في ضحضاح والكافر ملجم(( .
قال: يا رسول الله فما لمن ركب فرساً في سبيل الله أماناً لمن خلفه وهيبةً لمن بين يديه؟ قال: (( بخ بخ يا عتيقة بن الحارث! من ارتبط فرساً قي سبيل الله، هيبةً لمن بين يديه، وأماناً لمن خلفه إلا تلقته خزنة الجنة، بخيل خضر مسرجة لم تلقحها الفحول، ولم تحملها البطون، ولم ير بيَّن بالضروع، خلقهن الله يوم خلق الجنة ألوانها من ذهب و فضة ولؤلؤ وزبرجد يأكلن من ثمارها، ويشربن من أنهارها، لا يبلن ولا يرثن، ولا يعيين، ولا يهرمن، يقلن: يا ابن آدم! ركبت في الدنيا فرساً تموت، فدونك ما لا يموت، فقال: يا رسول الله! ما ترى لأحد من أهل الجهاد في شيء؟.
قال: أجل، ما أعمال البر كلها في عرض الجهاد إلا كتفلة تفلها عبد فيبحر لجي، فماذا زادت فيه حين تفلها؟ وماذا زادت فيه حين/ حبسها؟ قال: وما خرج عبد في سبيل الله غادياً أو رائحاً مهللاً مكبراً حامداً، ذاكراً، إلا آبت الشمس بجميعذنوبه، قال: وما مر غاز ببطن وادٍ حمد الله وسبحه، وكبره، وهلله، إلا نادته أشجاره بعضها بعضاً، وصخره بعضه بعضاً، ونباته بعضه بعضاً، هذا مجاهد في سبيل الله، يذكر الله، فيمتلئ ذلك الوادي حسنات، حتى يفيض من جانبيه (( ، ذكره في شفاء الصدور.
قال المؤلف عفا الله عنه: وعتيقة بالقاف، ذكره الحافظ بن أبو موسى الأصبهاني في كتابه الصحابة، وذكر له هذا الحديث، وهو حديث غريب، وإسناده غير ثابت، والله أعلم
فضل إعانة المجاهدين وإمدادهم بالعدة ، وغيرها وإطعامهم ، وخدمتهم وتشييعهم ، ووداعهم
خرج الإمام أحمد ، وابن أبي شيبة والحاكم وغيرهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلاً حدثه ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (( من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غازياً في عسرته أو مكاتباً في رقبته ، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )).
وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( أيما رجل سمع بغاز فنهض إليه ، ليعينه علي حاجة من حوائجه أو شيعه ساعة أو سلم عليه ، نهض وقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وهو رفيقه يوم القيامة مع الشهداء ، ومن جهز غازياً حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت ومن بني مسجداً يذكر فيه اسم الله بني الله له بيتاً في الجنة )) . ذكره في شفاء الصدور .
وخرج ابن عساكر عن عمر بن زرارة ، حدثنا المسيب بن شريك، عن بكر بن فضالة ، عن ميمون بن مهران عن ابن عباس ، قال : من حمل علي فرس في سبيل الله و أقام ، كتب له مثل أجر الرجل الذي يخرج بماله ونفسه صابراً ، ما كان ذلك الفرس ، ومن أعطي سيفاً في سبيل الله جاء يوم القيامة له لسان طويل علي رؤوس الخلائق يقول : ألا أني سيف فلان بن فلان ، لم أزل أجاهد له إلى يوم القيامة ، ومن أعطى ثوباً في سبيل الله تعالي أعطي ثوباً من ثياب الجنة يتلون عليه كل يوم من الدنيا .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ، ومن جهز غازياً في سبيل الله فله مثل اجره ، حتى يموت أو يرجع ، ومن بني لله مسجداً يذكر يه اسم الله بني الله له بيتاً في الجنة (( رواه ابن أبي شيبة ، وابن ماجة ، وابن حبان في صحيحة ، والبيهقي ، وشيخه الحاكم وقال : صحيح / الإسناد
فضل النفقة في سبيل الله تعالي
قال الله تعالي ) من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة )
قال القرطبي وغيره : معناه من ذا الذي ينفق في سبيل الله حتى يبدله الله بالأضعاف الكثيرة
وقال تعالي (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل في كل سنبله مائه حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.) قال ابن عمر : لما نزلت ) : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم )) رب زد أمتي فنزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ( فقال رسول الله صلي اله عليه وسلم : ((رب زد أمتي فنزلت ) : إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) رواه الإمام أبو بكر ابن المنذر في تفسيره ، وابن حبان في صحيحه ، والبيهقي في الشعب وغيرهم .
وعن خريم بن فاتك ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم )):من انفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبع مائه ضعف (( رواه الترمذى وحسنه والنسائي ، وابن حبان في صحيحه ،والحاكم وقال : صحيح الإسناد .
وعن أبي عبيده رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : (( من انفق في سبيل الله فاضلة فبسبع مائه ومن انفق علي نفسه أو أهله أو ماط أذى - وفي رواية أو أماط أذى أو تصدق بصدقة فحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاء الله ببلاء في جسده فهو له حطة (( .
خرجه البيهقي في السنن بإسناد ين جيدين
فضل تجهيز الغزاة في سبيل الله وخلفهم في أهلهم ، وما جاء فيمن
استخلفه مجاهد في أهله فخانه فيهم
أبى سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما ، وفي لفظ (( ليخرج من كل رجلين رجل ) ثم قال للقاعد : (( آيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير فله مثل نصف اجر الخارج (( رواه مسلم
قال الإمام أبو بكر بن المنذر : وفي هذا الحديث دليل علي أن فرض الجهاد ساقط عن الناس إذا قام به منهم من فيه الكفاية . وعن زيد بن خالد الجنهي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (( من جهز غازياً في سبيل الله ، فقد غزا ، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا. (( رواه البخاري ومسلم .
وعنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم )) : من فطر صائماً كان له مثل أجرة لا ينقص من اجره شئ ، ومن جهز عازياً في سبيل الله ، كان له مثل اجره لا ينقص من أجرة إلغازي شئ .(( رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه .
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، عن النبي صلي الله عليه وسل قال )): من جهز غازياً في سبيل الله فله مثل اجره ، ومن خلف غازياً في أهله بخير وانفق علي أهله فله مثل اجره (( رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
فضل الخوف في سبيل الله تعالي
في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( ما من غازية ، أو سرية تغزو في سبيل الله ، فيسلمون ، ويصيبون ، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم ، وما من غازية ، أو سرية تخفق وتخوف ، وتصاب ، إلا تم لهم أجرهم.((
قوله : تخفق ، بخاء معجمة وفاء وقاف معناه : رجعت ولم تغنم ، يقال اخفق الغازي ، إذا غزا ولم يغنم ، ولم يظفر
فضل الرباط في سبيل الله تعالي وفضل من بات مرابطاً
قال الله تعالي ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصر وهم واقعدوا لهم كل مرصد) .
وقال تعالي ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
قال مبارك بن فضالة سمعت الحسن ، وقرأ هذه الآية (اصبروا وصابروا ) ، قال : أمروا أن يصابروا الكفار حتى يكون الكفار يملون دينهم .
وكان محمد بن كعب القرظي يقول في هذه الآية : رابطوا عدوى وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم .
وقال الأزهري في قوله : (ورابطوا ) قولان ، أحدهما : أقيموا على جهاد عدوكم بالحرب وارتباط الخيل .
والثاني : ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه : (( إسباغ الوضوء علي المكارة وانتظار الصلاة بعد الصلاة ألا فذلكم الرباط )).
قال أبو محمد بن عطية في تفسيره : والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله ، اصلها من ربط الخيل ، ثم سمي كل ملازم لثغر من ثغور المسلمين مرابطاً ، فارساً كان أو رجلاً ، وقول النبي صلي الله عليه وسلم )): فذلكم الرباط (( إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله ، الرباط اللغوي هو الأول .
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها (( رواه البخاري وغيره .
قوله في هذا الحديث وفي أمثاله)) : خير من الدنيا وما عليها (( ،قيل : أنه علي ظاهره وقيل : معناه أن هذه الطاعة خير من الدنيا وما عليها ، لو قدر أن يملكها إنسان وينفقها في طاعة الله تعالي ، ذكره القاضي عياض في شرح مسلم
فضل الحراسة في سبيل الله تعالي
في صحيح البخاري ، عن أبى هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)) : تعسي عبد الدينار وعبد الدرهم ، وعبد الدرهم وعبد الخميصه ، إن أعطي رضي الله وان لم يعط سخط ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش ، طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعت رأسه مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وان كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له وان اشفع لم يشفع (( .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : لان أبيت حارساً خائفاً في سبيل الله عز وجل ، احب إلى من أن أتصدق بمائه راحلة ، رواه ابن المبارك من طريق ابن لهيعة وهو موقوف .
واعلم إن الحراسة في سبيل الله تعالي من اعظم القربان و أعلى الطاعات وهي افضل أنواع الرباط وكل من حرس المسلمين في موضع يخشى عليهم فيه من العدو ، فهو مرابط ولا ينعكس فللحارس في سبيل الله اجر المرابط وفضائل أخر كثيرة : منها : أن النار لا تمس عيناً حرست في سبيل الله أبدا .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله ) صلى الله عليه وسلم( يقول )) عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشيه الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )) رواه الترمذي وقال :حديث حسن .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله قال )): ثلاثة أعين لا تمسهما النار، عين فقئت في سبيل الله ، وعين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله (( رواه الحاكم من طريق عمر بن راشد اليمامي . وقال : صحيح الإسناد
فضل الصف في سبيل الله تعالي والقيام فيه
قال الله تعالي ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)
قال مجاهد : نزلت في نفر من الأنصار منهم عبد الله بن رواحه قالوا في مجلس : لو نعلم أي الأعمال احب إلى الله عز وجل لعلمنا به حتى نموت ، فلما نزلت فيهم ، قال ابن رواحه : لا أزال حبيساً في سبيل الله حتى أموت فقتل شهيداً .
وعن عبدالله بن سلام رضي الله عنه ، قال : قعدنا في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا :
( لو نعلم أي الأعمال احب إلى الله علمناه فانزل الله ) سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص إلى آخر السورة ، فقراها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الترمذي ، والبيهقي ، والحاكم وقال : صحيح علي شرطهما .
وعن سهل بن سعد الساعدى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقل ما ترد علي داع دعوته عند حضور النداء ، والصف في سبيل الله (( رواه أبو داود وابن خزيمه وابن حبان في صحيحيهما
فضل الجرح في سبيل الله تعالى
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال)): لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب، اللون لون دم، والريح ريح مسك(( .
وفي لفظ آخر )): كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله، ثم تكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت تفَجَّر دماً، اللون لون دم والعرف عرف المسك(( . رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
والكلم، بفتح الكاف وإسكان اللام، هو: الجرح.
والعرف، بفتح العين وإسكان الراء: هو: الرائحة.
وقوله: (( يثعب )) بإسكان الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وآخره باء موحدة، معناه يتفجر كما جاء في الرواية الأخرى.
قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة: مجيئه يوم القيامة مع سيلان الدم فيه أمران:
أحدهما: الشهادة على كالمه
والثاني: إظهار شرفه لأهل المشهد والموقف بما فيه من رائحة المسك الشاهدة بالطيب
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : (( من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ، فقد وجبت له الجنة، ومن / سأل الله القتل من نفسه صادقاً ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد، ومن جرح في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء(( . رواه أبو داود بإسناد حسن، واللفظ له، والترمذي، وقال: حسن صحيح، والنسائي، وابن ماجه.
وروى ابن المبارك، عن محمد بن سعد أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، قال فخرج يطوف في القتلى حتى وجد سعد جريحاً قد أثبت بآخر رمق، فقال: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أمن الأحياء أنت أم من الأموات؟ قال: فإني من الأموات، أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام، وقل له: إن سعداً يقول لك: جزاك الله عنَّا خير ما جزي به نبياً عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم: إن سعداً يقول لكم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف. وهذا مرسل، والقصة كانت يوم أحد ذكرها أصحاب المغازي وغيرهم .
واعلم أن الجريح في سبيل الله لا يجد من ألم الجراح ما يجده غيره، فإنه قد صح في الحديث أن القتيل في سبيل الله لا يجد ألم القتل إلا كمس القرصة ، وإذا كان هذا حال القتيل فكيف بما دونه من الجراح وهذا أمر مستقر لا يجحده إلا من لم يجرب.
وما تقدم من أخبار الجرحى يؤيد ذلك مع أن العقل لا يستبعد ذلك، فإن سورة الغضب والحمية إذا اشتدت وحكمت وجد الإنسان في نفسه من الشدة والقوة والصبر والاحتمال وقلة المبالاة بالمكروه وعدم الإحساس بالألم ما لم يكن يجده قبل ذلك ، حتى ربما يقع بين المتخاصمين بالشِّجاج المؤلمة والجراح البالغة ولا يحسون بذلك إلا بعد انفصالهم مما هم فيه هذا وكل منهم مجتهد في الدفع عن نفسه كاره للموت أن ينزل به فكيف بمن يشتد غضبه لله ويخرج عن نفسه إلى الله ويتمنى الشهادة عند الله ويعد ما أصابه من فضل الله ويشهد بقوة نور الإيمان ما أعد الله للشهداء والجرحى في سبيله من الفضل الجزيل شهوداً محققاً لا علماً مجرداً
فضل الرمي في سبيل الله تعالى وبيان إثم من تعلمه، ثم تركه
اعلم أن تعلمه - بنية الجهاد في سبيل الله تعالى – وتعليمه والمسابقة له، مما ندب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وحض عليه، وقد ورد في ذلك فضائل كثيرة.
منها: أن الله تعالى أمر بالرمي استعدادا للجهاد في سبيل الله تعالى.
فقال تعالى: ( أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) . وقد ذهب بعض العلماء إلى إيجابه لهذه الآية الشريفة، لأن المراد بالقوة الرمي، لما في صحيح مسلم.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو على المنبر-
يقول: (( أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، ألا إن الرمي قوة، ألا إن الرمي قوة، ألا إن الرمي قوة )).
عن خالد بن زيد قال: كنت رامياً، فكان يمر بي عقبة بن عامر، فيقول:/ يا خالد اخرج بنا نرمي، فلما كان ذات يوم أبطأت عنه، فقال: يا خالد تعال أخبرك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا و اركبوا، وأن ترموا أحب إلى من أن تركبوا، وليس اللهو إلا في ثلاث، تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعدما علمها، فهي نعمة تركها ) ، أو قال: (( كفرها )). رواه ابن أبي شيبة، وأبو عوانة في صحيحه كما تقدم، وأبو داود، والنسائي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
ومنها ما رواه البخاري وغيره عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم ينتضلون فقال: (( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان)) قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مالكم لا ترمون ))؟ فقالوا: يا رسول الله! كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: (( ارموا وأنا معكم كلكم )) .
منقول .