المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحرير المرأة في العالم العربي (1)



تروووك
16-04-2002, 01:11 AM
أساس هذا العمل هو بيان ما يسعى إليه "التغريبيون" الذي يعملون دون كلل أو ملل على إفساد أخواتنا و بناتنا وزوجاتنا ، وحقيقة المعركة في الواقع هي بين الخير والشر ، بين الحق والباطل ، وسأقوم بإذن الله بإعداد بحث مصغر عن دعاوى تحرير "تغريب" المرأة في المجتمعات الإسلامية وخصوصاً في أرض الكنانة "مصر" لأنها بدايتهم .

وأرجو أن لا نبدأ في قراءة هذا البحث إلا بعد أن نتفق على أمرين :

الأول : أن المقصود من كتابة هذا البحث هو الإتعاض ، فالسعيد من وعض بغيره .
الثاني : صعوبة و خطورة الوضع الراهن مع ترك الحرية المشئومة لدعاة الرذيلة بأن يدسوا سمومهم في مجتمعنا ، فعلينا أن نتقي الله ونعمل أن ما أصاب جيراننا سيصيبنا ، وأن النعم التي نرفل بها هي من رحمة الله بنا ثم بعملنا بشريعة الله ، فإن نحن ابتغينا لها بديلاً فلا نلومن إلا أنفسنا ، فالحذر الحذر ، وليعلم كل مسلم ومسلمة أنه مسؤول يوم القيامة عن أفكاره وتوجهاته ، فمن أظلم ممن ظل وأظل ، ولنعلم جميعا أن كل منا على ثغر من ثغور الإسلام فالحذر الحذر أن يؤتى الإسلام من قبله .




الفصل الأول :

الهجمة الشرسة في أرض الكنانة "مصر" .

لم يكن عفواً أو من سبيل المصادفة أن يبدأ أعداء الإسلام من صليبيين ويهود وعلمانيين ومتفرنجين وعبّاد الشهوة والجنس ، أن يبدؤوا حربهم ضد المرأة في مصر ، ذلك أن أرض الكنانة هي قبة الإسلام ، وقلعته ، ومركز ثقله ، منذ أن تسلمت "مصر" زعامة العالم الإسلامي في القرن السادس الهجري على يد الفاتح "صلاح الدين الأيوبي" –رحمه الله-

ولقد بدأت الهجمة الشرسة على المرأة المسلمة في "مصر" تقريباً قبل أكثر من مائة وثلاثين عاماً ، حين بعث والي مصر "محمد علي باشا" البعوث إلى فرنسا للتعلّم ، وكان ممن بُعث المدعو " رفاعة رافع الطهطاوي" ، و"رفاعة" هذا من خريجي جامعة الأزهر ومؤهل تأهيلاً شرعياً ، ولقد ابتعث ليقوم بإمامة البعثة المصرية إلى فرنسا في الصلاة ومرشداً لهم ، ولكن ما لبث أن ذاب وتأثر بالأفكار الفرنسية ، وفتن فتنة عظيمة ، ولما عاد من "باريس" عام "1831م"، ألف كتاباً أودع فيه خلاصة إعجابه بالغرب (فرنسا بالذات) أسماه (تلخيص الأبريز في تلخيص باريز) ومما قاله فيه (السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعياً إلى الفساد) !!!ومما قال أيضاً (إن مراقصة النساء للرجال نظير المصارعة في موازنة الأعضاء ، وإنه نوع من لأناقة والفتوة لا الفسق) !!!

ثم توالت دعوات تغريب المرأة ، كان من أبرز دعاتها رجل نصراني صليبي يدعى "مرقص فهمي" الذي ألف كتاباً في مصر يحمل عنوان (المرأة في الشرق) يشن حملة على النظام الإسلامي مهوناً من الرقص والاختلاط .

ثم ظهر بعده المدعو "قاسم أمين" الذي ولد في مصر ثم رحل إلى فرنسا ليتم تعليمه ، فانبهر بفرنسا كما انبهر قبله "رفاعة" حتى قال (إن أكبر الأسباب في انحطاط الأمة المصرية تأخرها في الفنون الجميلة : التمثيل والتصوير و الموسيقى) ولقد ألف "قاسم أمين" كتاب (تحرير المرأة) حمل فيه على الحجاب ودعا إلى السفور وذلك بترديد أن الحجاب عادة وليس تشريعاً ، وتناول في كتابة أربع مسائل :
(1) الحجاب .
(2) اشتغال المرأة بالشئون العامة .
(3) تعدد الزوجات .
(4) الطلاق .
ذهب في كلامة في كل مسألة إلى ما يطابق الأوربيين زاعماً أن ذلك هو مذهب الإسلام ، ولقد أحدث هذا الكتاب ردود فعل واسعة ، وصدرت ردود تبلغ المائة كتاب .

وكأني بــ "محمد فريد وجدي" يتكلم عن واقعنا اليوم ليقول في رده على "قاسم أمين" حيث قال (إذا أشرنا اليوم بوجوب كشف الوجه واليدين ، فإن سنة التدرج سوف تدفع المرأة إلى خلع العذار للنهاية في الغد القريب ، كما فعلت المرأة الأوربية التي بلغت بها حالة التبذل درجة ضج منها الأوربيون أنفسهم ، وبدلاً من أن نضرب أمثلة بالغرب دائماً ، ينبغي أن نولي وجوهنا إلى عظمة مدنيتنا الإسلامية الماضية) .

جزى الله "محمد فريد وجدي" خير الجزاء ، وللأسف الشديد انطبق ما كان يتوقع ولا حول ولا قوة إلا بالله ، انظر إلى حال المسلمين في مصر ، انظر إلى قوة المنكر وضعف المعروف ، انظر كيف تفوقت دعاوى تحرير(تغريب) المرأة المسلمة في مصر .

سؤال أوجهه لكي أخي القارئ الكريم : ما هي نتائج العمل الذي قام به قاسم أمين ومن يوافقه في مصر ؟ هل حصلت مصر على التقدم والتطور عندما خلعت الحجاب ، واهتمت بالفنون الجميلة ؟؟!!

وبعد وفاة "قاسم أمين" صدرت مجلة "السفور" بعد دخول الإنجليز إلى مصر ، وكتب فيها مصطفى عبدالرازق وعلي عبدالرازق ، صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي فجر العلمانية في مصر ، وكان النساء حتى ذلك الوقت محجبات يرتدين البراقع البيض ، ولا يخالطن الرجال .
وعندما جاء عهد الثورة في مصر انتقلت الحركة إلى طور التنظيم بمؤازرة الزعيم الوطني المزعوم "سعد زغلول" ، الذي قام بدور البطل في مسرحية نزع الحجاب التي بدأت عندما أتى وزوجته على متن باخرة ، وكان هناك احتفاء بهم ، ولقد أعد سرادقين للرجال والحريم ، فمكان من شأن "سعد" إلا أن بدأ بالدخول على سرادق الحريم حيث استقبلته "هدى شعراوي" (الفاعلة المهمة في التحرير المزعوم) وهي محجبة فمد يده فنزع الحجاب فصفقت "هدى" وصفقت النساء لهذا الهتك المشين .
"وهدى شعراوي" ابنة "محمد سلطان باشا" العميل لجيش الاحتلال ، سافرت إلى "فرنسا" لتتعلم وهي محجبة ، ولكن حين عادت كانت سافرة .
ثم توالت المسرحيات وكان أعظمها عندما قامت "الثورة المصرية" وفي وسط المظاهرات الجادة لإخراج المحتل ، قامت مظاهرة النسوة ، وعلى رأسها "صفية هانم زغلول" زوجة "سعد زغلول" وتجمع النسوة أمام ثكنات قصر النيل ، وهتفن ضد الاحتلال . ثم (بتدبير سابق) ودون مقدمات ظاهرة ، خلعن الحجاب ، وألقين به في الأرض ، وسكبن عليه البترول ، وأشعلن فيه النار ، وتحررت المرأة !!!!!.
ويعجب الإنسان الآن للمسرحية وخلوها من المنطق .
فما علاقة المظاهرة القائمة للاحتجاج على وجود الاحتلال الإنجليزي ، والمطالبة بالجلاء عن مصر؟! . ما علاقة هذا بخلع الحجاب وإشعال النار فيه ؟!
الجدير بالذكر أن المدعوة "هدى شعراوي " التقت بــ"موسليني"عام 1922م ، و "كمال أتاتورك" عام 1935م ، وفي عام 1944 نجحت "هدى شعراوي" وزميلاتها في إقامة مؤتمر نسائي عربي أصدر عدة قرارات ومطالبات منها :
(1) تقييد الطلاق وتعدد الزوجات والحد من سلطة الولي !!!!!
(2) المساواة التامة بين الرجل والمرأة !!!!!
(3) المطالبة بحذف "نون" النسوة !!!!!
(4) المطالبة بالجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي !!!!!
وقد بارك الغرب هذه المؤتمر وأرسلت زوجة الرئيس الأمريكي "روزفلت" برقية تحية للمؤتمر .

ثم توالت الأحداث أبرزها تكوين حزب النيل على يد الدكتورة "دريّة شفيق" التي طالبت بمنح المرأة حق الاقتراع وحق دخول البرلمان ، والمطمع الثاني كان إلغاء تعدد الزوجات وإدخال قوانين الطلاق الأوربية في مصر ، ثم قامت مظاهرة نسائية ، اعترفت الدكتورة "درية" (بأنها –أي المظاهرة- بتحريض من الوزيرة البريطانية-المقصود وزيرة الشئون الاجتماعية في إنجلترا-) وآتت مؤامرات التغريبيون والعلمانيين في "مصر" أكلها ، ووافقت الحكومة "المصرية" على بعض القرارات الرسمية الوضعية ومنها :
(1) تقييد عدد الطلاق ومنع وقوعه إلا بعد موافقة الحكومة .
(2) منع تعدد الزوجات إلا في ظروف توافق عليها الحكومة .
(3) تأخير سن زواج الفتاة إلى "السادسة عشرة" فما فوق .
(4) المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث .
(5) منح حق الطلاق للمرأة كالرجل .
(6) إعطاء ما يسمونه الحق السياسي للمرأة .

يقول صحفي ألماني واصفاً فترة إقامته في مصر من (1956-1961م) يقول (ويكفي أن تعلم أنه منذ عشرين عاماً فقط كانت كل النساء تقريباً يرتدين الحجاب ، أما اليوم فإنه حتى في أكثر المناطق شعبية لم نعد نرى الحجاب )
ثم توالت الأحداث وانتقلت العدوى إلى البلاد الإسلامية الأخرى ، وتكاثرت المجلات الهادمة للحجاب والعفاف ، الداعية إلى السفور والتبرج ولا تزال تزداد يوماً بعد يوم (حمانا الله وإياكم).

yara
16-04-2002, 01:19 AM
بارك الله فيك واكثر من امثالك ومن امثال هذه المواضيع النافعه والمتعوب عليها - جعلها الله بموازين حسناتك

اخي الكريم استبيحك عذراً - فسوف اقوم بارسال نسخه من موضوعك
لمنتدى المرآه ونسخه اخرى للمنتدى العام - وشكرا سلفاً