DE NILSON
16-04-2002, 08:27 PM
>استيقظتُ مبكرة كعادتي .. صغيرتي ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرًا ..
>وحينما كنت جالسة في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي ..
>
>ـ ماما .. ماذا تكتبين ؟
>
>ـ أكتب أمنيات أحب أن يحققها الله لي ..
>
>- هل تسمحين لي بقراءتها يا ماما ؟؟
>
>- لا يا حبيبتي .. هذه أمنياتي الخاصة .. ولا أحب أن يقرأها أحد .
>
>خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة .. لكنها اعتادت على ذلك .. فرفضي لها كان
>باستمرار ..
>
>مر على ذلك الحوار عدة أسابيع ..
>
>ذهبت إلى غرفة ريم ولأول مرة ترتبك ريم لدخولي .. يا ترى لماذا هي مرتبكة !!
>
>- ريم .. ماذا تكتبين ؟ .. زاد ارتباكها .. !!!
>
>- لا شيء ماما .. اكتب أمنيات أحب أن يحققها الله لي كما تفعلين . . ولكن .. هل
>يتحقق كل ما نتمناه من الله يا ماما ؟؟
>
>ـ طبعًا يا ابنتي إذا شاء الله ذلك .. فإن الله على كل شيء قدير ..
>
>( لم تسمح لي بقراءة ما كتبت .. ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه
>؟؟!! )
>
>خرجت من غرفتها واتجهت إلى زوجي كي أقرأ له الجرائد كالعادة ..كنت أقرأ الجريدة
>وذهني شارد مع صغيرتي .. فلاحظ زوجي شرودي .. فظن بأن سبب شرودي هو حزني على
>إصابته بالشلل وتعبي في خدمته .. فحاول إقناعي بأن أجلب له ممرضة كي تخفف عني
>هذا العبء ..
>
>يا إلهي لم أرد أن يخطر على باله هذا الظن .. قبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق
>من أجلي وابنته ريم .. وأوضحت له سبب حزني وشرودي ..
>
>عندما عادت ريم من المدرسة كان الطبيب في البيت .. فهرعت لترى والدها المقعد
>وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة ..
>
>وضّح لي الطبيب سوء حالة زوجي ثم انصرف ..
>
>تناسيت أن ريم ما تزال طفلة .. ودون رحمة صارحتها بأن الطبيب أكد لي أن قلب
>والدها بدأ يضعف كثيرًا وأنه لن يعيش بعد مشيئة الله أكثر من ثلاثة أسابيع ..
>فانهارت ريم وظلت تبكي ..
>
>- ادعي له بالشفاء يا ريم .. فأنتي ابنته الكبيرة والوحيدة ..
>
>في كل صباح تقبِّل ريم خدّ والدها .. ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان
>وقالت : ليتك توصلني مثل صديقاتي ..
>
>غمره حزن شديد فحاول إخفاءه .. وقال : إن شاء الله سيأتي يومٌ أوصلك فيه يا ريم
>..
>
>عندما ذهبت ريم إلى المدرسة غمرني فضول لأرى الأمنيات التي كتبتها ..بحثت في
>مكتبها ولم أجد شيئًا .. وبعد بحث طويل .. وجدت أوراقها .. أمنيات كثيرة ..
>وكلها أمنيات تريد أن يحققها الله !!
>
>- يا رب .. يا رب .. يموت كلب جارنا سعيد .. لأنه يخيفني !!
>
>- يا رب .. قطتنا تلد قططًا كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!!
>
>- يا رب .. تكبر أزهار بيتنا بسرعة .. لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي !!!
>
>والكثير من الأمنيات الأخرى وكلها بريئة ..
>
>من أطرف الأمنيات التي قرأتها هي التي تقول فيها :
>
>- يا رب .. يا رب .. كبِّر عقل خادمتنا .. لأنها أرهقت أمي ..
>
>- كل الأمنيات قد استجيبت ..
>
>- لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من أسبوع ..قطتنا أصبح لديها صغار .. كبرت
>الأزهار ..
>
>- ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ..
>
>يا إلهي لماذا لم تدع ريم ليشفى والدها ويرتاح من مرضه !! ؟؟ شردت كثيرًا ليتها
>تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج ..
>
>إنها مديرة المدرسة !! ابنتك ريم سقطت من الدور الرابع وهي تطل من الشرفة ..
>حيث كان في يدها زهرة ستعطيها معلمتها الغائبة .. سقطت منها الزهرة ..ثم تبعتها
>ريم ..
>
>كانت الصدمة قوية جدًا لم أتحملها أنا و زوجي .. حتى إنه شُلَّ لسانه من شدة
>الصدمة .. فمن يومها وهو لا يستطيع الكلام ..
>
>لم أستطع استيعاب وفاة ابنتي الحبيبة .. كنت أخادع نفسي .. أفعل كل شيء كانت
>صغيرتي تحبه .. كل زاوية في البيت تذكرني بها .. أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت
>تملأ البيت حياة ..
>
>مرت سنة على وفاتها وكأنها يوم .. في صباح يوم الجمعة صدر صوت من غرفة ريم !!
>
>يا إلهي .. هل يعقل أن ريم قد عادت !!.. لم تطأ قدمي هذه الغرفة منذ أن ماتت
>ريم !! أصر زوجي على أن أذهب وأرى ما هنالك ..
>
>لما وضعت المفتاح في الباب انقبض قلبي .. فتحت الباب فلم أتمالك نفسي .. جلست
>أبكي وأبكي .. ورميت نفسي على سريرها .. إنه يهتز ..
>
>آه تذكرت بأنها قالت لي مرارًا بأنه يهتز ويصدر صوتًا عندما تتحرك .. ونسيت أن
>أحضر النجار لكي يصلحه لها .. ولكن لا فائدة الآن .. لكن ما الذي أصدر الصوت
>!!؟؟
>
>نعم .. إنه صوت وقوع اللوحة التي كتب فيها آية الكرسي .. التي كانت تحرص ريم
>على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي أعلقها .. وجدت ورقة وضعت
>خلفه !!
>
>يا إلهي إنها إحدى الأمنيات .. يا ترى .. ما الذي كان مكتوبًا في هذه الأمنية
>بالذات !!؟؟
>
>ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة !! ؟؟
>
>إنها إحدى الأمنيات التي كانت تكتبها ريم ليحققها لها الله عز وجل ..
>
>كان مكتوب فيها .. : يا رب .. يا رب .. أموت أنا ويعيش بابا ..
>
>
>============================================================================
>وحينما كنت جالسة في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي ..
>
>ـ ماما .. ماذا تكتبين ؟
>
>ـ أكتب أمنيات أحب أن يحققها الله لي ..
>
>- هل تسمحين لي بقراءتها يا ماما ؟؟
>
>- لا يا حبيبتي .. هذه أمنياتي الخاصة .. ولا أحب أن يقرأها أحد .
>
>خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة .. لكنها اعتادت على ذلك .. فرفضي لها كان
>باستمرار ..
>
>مر على ذلك الحوار عدة أسابيع ..
>
>ذهبت إلى غرفة ريم ولأول مرة ترتبك ريم لدخولي .. يا ترى لماذا هي مرتبكة !!
>
>- ريم .. ماذا تكتبين ؟ .. زاد ارتباكها .. !!!
>
>- لا شيء ماما .. اكتب أمنيات أحب أن يحققها الله لي كما تفعلين . . ولكن .. هل
>يتحقق كل ما نتمناه من الله يا ماما ؟؟
>
>ـ طبعًا يا ابنتي إذا شاء الله ذلك .. فإن الله على كل شيء قدير ..
>
>( لم تسمح لي بقراءة ما كتبت .. ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه
>؟؟!! )
>
>خرجت من غرفتها واتجهت إلى زوجي كي أقرأ له الجرائد كالعادة ..كنت أقرأ الجريدة
>وذهني شارد مع صغيرتي .. فلاحظ زوجي شرودي .. فظن بأن سبب شرودي هو حزني على
>إصابته بالشلل وتعبي في خدمته .. فحاول إقناعي بأن أجلب له ممرضة كي تخفف عني
>هذا العبء ..
>
>يا إلهي لم أرد أن يخطر على باله هذا الظن .. قبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق
>من أجلي وابنته ريم .. وأوضحت له سبب حزني وشرودي ..
>
>عندما عادت ريم من المدرسة كان الطبيب في البيت .. فهرعت لترى والدها المقعد
>وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة ..
>
>وضّح لي الطبيب سوء حالة زوجي ثم انصرف ..
>
>تناسيت أن ريم ما تزال طفلة .. ودون رحمة صارحتها بأن الطبيب أكد لي أن قلب
>والدها بدأ يضعف كثيرًا وأنه لن يعيش بعد مشيئة الله أكثر من ثلاثة أسابيع ..
>فانهارت ريم وظلت تبكي ..
>
>- ادعي له بالشفاء يا ريم .. فأنتي ابنته الكبيرة والوحيدة ..
>
>في كل صباح تقبِّل ريم خدّ والدها .. ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان
>وقالت : ليتك توصلني مثل صديقاتي ..
>
>غمره حزن شديد فحاول إخفاءه .. وقال : إن شاء الله سيأتي يومٌ أوصلك فيه يا ريم
>..
>
>عندما ذهبت ريم إلى المدرسة غمرني فضول لأرى الأمنيات التي كتبتها ..بحثت في
>مكتبها ولم أجد شيئًا .. وبعد بحث طويل .. وجدت أوراقها .. أمنيات كثيرة ..
>وكلها أمنيات تريد أن يحققها الله !!
>
>- يا رب .. يا رب .. يموت كلب جارنا سعيد .. لأنه يخيفني !!
>
>- يا رب .. قطتنا تلد قططًا كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!!
>
>- يا رب .. تكبر أزهار بيتنا بسرعة .. لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي !!!
>
>والكثير من الأمنيات الأخرى وكلها بريئة ..
>
>من أطرف الأمنيات التي قرأتها هي التي تقول فيها :
>
>- يا رب .. يا رب .. كبِّر عقل خادمتنا .. لأنها أرهقت أمي ..
>
>- كل الأمنيات قد استجيبت ..
>
>- لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من أسبوع ..قطتنا أصبح لديها صغار .. كبرت
>الأزهار ..
>
>- ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ..
>
>يا إلهي لماذا لم تدع ريم ليشفى والدها ويرتاح من مرضه !! ؟؟ شردت كثيرًا ليتها
>تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج ..
>
>إنها مديرة المدرسة !! ابنتك ريم سقطت من الدور الرابع وهي تطل من الشرفة ..
>حيث كان في يدها زهرة ستعطيها معلمتها الغائبة .. سقطت منها الزهرة ..ثم تبعتها
>ريم ..
>
>كانت الصدمة قوية جدًا لم أتحملها أنا و زوجي .. حتى إنه شُلَّ لسانه من شدة
>الصدمة .. فمن يومها وهو لا يستطيع الكلام ..
>
>لم أستطع استيعاب وفاة ابنتي الحبيبة .. كنت أخادع نفسي .. أفعل كل شيء كانت
>صغيرتي تحبه .. كل زاوية في البيت تذكرني بها .. أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت
>تملأ البيت حياة ..
>
>مرت سنة على وفاتها وكأنها يوم .. في صباح يوم الجمعة صدر صوت من غرفة ريم !!
>
>يا إلهي .. هل يعقل أن ريم قد عادت !!.. لم تطأ قدمي هذه الغرفة منذ أن ماتت
>ريم !! أصر زوجي على أن أذهب وأرى ما هنالك ..
>
>لما وضعت المفتاح في الباب انقبض قلبي .. فتحت الباب فلم أتمالك نفسي .. جلست
>أبكي وأبكي .. ورميت نفسي على سريرها .. إنه يهتز ..
>
>آه تذكرت بأنها قالت لي مرارًا بأنه يهتز ويصدر صوتًا عندما تتحرك .. ونسيت أن
>أحضر النجار لكي يصلحه لها .. ولكن لا فائدة الآن .. لكن ما الذي أصدر الصوت
>!!؟؟
>
>نعم .. إنه صوت وقوع اللوحة التي كتب فيها آية الكرسي .. التي كانت تحرص ريم
>على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي أعلقها .. وجدت ورقة وضعت
>خلفه !!
>
>يا إلهي إنها إحدى الأمنيات .. يا ترى .. ما الذي كان مكتوبًا في هذه الأمنية
>بالذات !!؟؟
>
>ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة !! ؟؟
>
>إنها إحدى الأمنيات التي كانت تكتبها ريم ليحققها لها الله عز وجل ..
>
>كان مكتوب فيها .. : يا رب .. يا رب .. أموت أنا ويعيش بابا ..
>
>
>============================================================================