المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعترافات مجرم عبر الشبكة



holly_smoke
07-03-2001, 09:33 PM
اعترافات مجرم عبر الشبكة

أفاقت أماندا من نومها، لتجد نفسها وسط ألسنة برتقالية تتلوى وتقترب من سريرها كالأفاعي! وكطفلة في الخامسة من عمرها، أغلقت عينيها، لتبعد ما ظنته أشباحاً شريرة. ولكن يبدو أن الأشباح لم تغادر الغرفة! إذ سمعت أصواتاً خفيفة وغريبة، فما كان منها إلا أن سحبت الغطاء فوق رأسها.. لكن رائحة قوية تسربت من تحت الغطاء، وأجبرتها على فتح عينيها، لتفاجأ بألسنة اللهب تزداد، وتتقدم لتسيطر على الغرفة، وأحست بحاجتها إلى نجدة تنقذها من براثن اللهب المتصاعد..

صاحت مفزوعة: بابا.. بابا.. وكررت محاولاتها مرات عديدة.. لكن النجدة لم تأت!

هل أكلت النيران بابا وجاء دوري الآن؟! بكت بصوت عالٍ، واستغاثت بدون جدوى.

ضمت دميتها الملقاة إلى جانبها بقوة، تكورت في سريرها، وراحت تنشج بصوت مخنوق، لكن ألسنة اللهب صماء، لا تسمع، ولا ترحم!!

وعندما سيطرت فرق الإطفاء على الحريق، أخرجت الطفلة، جثة متفحمة.. بكى والدها "لاري"، وذكر أنه حاول إنقاذها، بعدما أحس بالنار متأخراً، لكنه فشل.

تحرت الشرطة المحلية سبب الحريق، وتوصلت إلى أنه نجم عن تماس كهربائي غير متعمد، وكان ذلك كفيلاً بإغلاق الملف إلى الأبد.. لولا إنترنت!!

لاري مبرمج كمبيوتر، كان يعيش وحيداً مع ابنته التي تركتها له زوجته بعد طلاقهما. كانت مسؤولية رعاية طفلة صغيرة، كبيرة عليه، فأدمن الكحول، وتفاقم إدمانه بعد موت ابنته. ولكي يواسي نفسه، انضم إلى إحدى مجموعات إنترنت المتخصصة في دعم ومساعدة المدمنين على الكحول.

مضت ثلاث سنوات على الحادثة، ولاري لازال يعمل مبرمج كمبيوتر في النهار، وعضواً فاعلاً في مجموعة إنترنت المذكورة، بعد انتهاء عمله. في الذكرى الثالثة لموت ابنته، جلس لاري وحيداً أمام كمبيوتره، لا يرافقه سوى زجاجة ويسكي وعلبة دخان وصورة كان قد التقطها لابنته الصغيرة.. اتصل بإنترنت، ودخل إلى مجموعته المفضلة، ليشارك المدمنين الآخرين في الحوار. كان كل واحد منهم يروي المشكلات التي واجهها بسبب الإدمان، ويبوح بهمومه للآخرين، لعلهم يواسوه.. تناول لاري سيجارة وأشعل عود ثقاب، وفجأة تراءى له وجه ابنته الصغيرة من خلال النار المتراقصة، منادياً: بابا..بابا..النجدة.. رمى لاري العود من يده، واتجه بأصابعه على الفور نحو لوحة المفاتيح، ليفجر قنبلة! "أنا من أشعل النار في المنزل.. أنا الذي أحرقت ابنتي.. لقد كانت هماً ثقيلاً.. فقررت التخلص منها، كي أتفرغ لحياتي الخاصة.. رسمت خطتي بإحكام، كي يبدو الحريق وكأنه ناجم عن تماس كهربائي.. أنا قاتل..أخبروني كيف أنسى ما اقترفته يداي؟.."

تطايرت شظايا القنبلة في فضاء إنترنت، فوجم المتحاورون، وساد الصمت للحظات.. ألا من يواسي لاري ؟!

لم تحتمل إليزا، العضوة المشاركة في الحوار، فظاعة الجريمة، فبادرت بالتنسيق مع عضوين آخرين من المجموعة، إلى إرسال فاكس للشرطة المحلية تعلمهم فيه بالأمر. قامت الشرطة باعتقال لاري، بتهمة قتل ابنته، ففوجئ بالأمر، وأنكر التهمة، لكنه لم ينكر الرسالة التي وجهها إلى المجموعة، وبرر ذلك بأنه لم يكن واعياً حين كتبها، إذ كان تحت تأثير الكحول!

محامي لاري حاول إسقاط التهمة، بقوله أنه لا يوجد نص قانوني يعتبر الاعتراف عبر إنترنت، دليلاً كافياً لإدانة المتهم!

خبراء في علم النفس، رجحوا أن يكون لاري مذنباً، وأشاروا إلى أن اعترافه قد يكون ناجماً عن شعوره بالذنب، ومعاناته الداخلية.

لا زالت القضية قيد المداولة، لكن الاتجاه الأقوى يميل نحو إدانة لاري، واعتبار الاعتراف عبر إنترنت دليلاً مقبولاً، مثل الاعتراف الشفهي أو الخطي.

أثارت هذه القضية، بالإضافة إلى المسألة القانونية، مسائل أخرى، خاصة بين أعضاء مجموعات إنترنت المختلفة:

هل يمكن اعتبار إنترنت مكاناً آمناً لتداول ومناقشة المشكلات الخاصة؟ وما هو المعيار الأخلاقي الذي يجب أن يلتزم به أعضاء جماعة معينة، يعرفون بعضهم عبر شبكة تمتد خيوطها في فضاء بلا حدود واضحة؟

بانتظار من يجيب على هذه التساؤلات!!

Rex
07-03-2001, 09:42 PM
موضوعك جميل جدا…
بس وينك يا هولي ما أشوفك دائما!…