المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عثرات المخترع الصغير



holly_smoke
07-03-2001, 11:22 PM
مقدمة

إن من أكثر ما يشد الطفل إلى المعرفة، هو أن ينفذ التجارب العلمية بنفسه، ويعتبر هذا أسلوباً تربوياً ناجحاً، يتيح للطالب تنمية مواهبه العملية، ورسوخ المعلومة النظرية، واكتشاف بعض القوانين الطبيعية.

فما أقدر على تثبيت مفاهيم المغناطيسية، من تجريبها، واكتشاف جاذبية القطبين المتنافرين، وتوليد التيار الكهربائي باستخدامها! هذا ما يحاول برنامج "المخترع الصغير" تقديمه في جزئه الأول، من إنتاج شركة "بيراميدز سوفت" المصرية، ضمن سلسلة من البرامج، تنتجها، وتحمل اسم "برامج الجيل الجديد".

دليل المستخدم

يأتي هذا البرنامج، على قرص مدمج، ضمن علبة أنيقة تحتوي على بعض الشروحات، مزوداً بدليل مستخدم، يشرح خطوات تركيب وتشغيل البرنامج، وهذا ما تفتقده معظم البرمجيات العربية المرتجلة، التي بدأت تغزو أرفّ المتاجر. ويعد الدليل بتقديم أكثر من 250 معلومة، فضلاً عن عدد من التجارب يقوم بها الطفل، للاستمتاع والتعلم، في ستة من فروع المعرفة، هي الجغرافيا والفن والفلك والكيمياء والفيزياء والأحياء. غير أن هذا الدليل مليء بالأخطاء الإملائية التي لا تليق بأن تقدم للأطفال خصوصاً، علاوة على أنه أغفل، كما هو معتاد، الفئة العمرية التي يتوجه إليها.

متطلبات البرنامج

لا يتطلب البرنامج متطلبات عالية من الجهاز، فهو يكتفي بمعالج 486 بسرعة 100 ميجاهرتز، وسواقة أقراص مدمجة رباعية السرعة، وذاكرة 32 ميجابايت، ومساحة 50 ميجابايت فارغة من القرص الصلب، وتجهيزات الملتيميديا المعتادة. ويذكر أن البرنامج يعمل تحت منصة مايكروسوفت ويندوز95 فما فوق، باللغة العربية أو اللاتينية، بشرط وجود الفونت العربي Najed95. وكانت رحلة التركيب سهلة وشيقة، لولا أن البرنامج لم يذكر شروط التركيب على قرص صلب ثان، غير قرص الإقلاع.

سيناريو البرنامج

السيناريو العام للبرنامج بسيط، فبمجرد تشغيله، يظهر الصديق "معلومة"، كشخصية محببة للأطفال، يقدم التحية للزوار، ويدعوهم إلى الدخول. تظهر بعد دخول الحديقة، إشارات تدل على مسارين اختياريين، يقود كل منهما إلى جناح يحتوي على ثلاثة مختبرات، يجب اختيار أحدها للدخول إليه.. عند الدخول إلى المختبر تظهر أدواته وتجهيزاته، التي يستخدمها الطالب لإنجاز التجربة. ويصاحب هذا السيناريو إمكانيات المساعدة، فيما يظهر شريط أوامر يشتمل على بعض الأوامر المعتادة، والكافية فعلاً، كالحفظ والطباعة والرجوع والمساعدة والخروج وغيرها..

الملتيميديا

من الطبيعي أن ما يجذب الطفل إلى برامج وألعاب الكمبيوتر، هي الجاذبية والحيوية والتنوع، ولكي يتمتع البرنامج بهذه الصفات، ينبغي أن يشتمل على رسوم متقنة، وصور متحركة لافتة، وصوت مفعم، ومعلومات غنية.

يمكن القول إن البرنامج جذاب تماماً عند الاستخدام لأول مرة، من مختلف هذه النواحي. بيد أن الزيارات التالية له، تجبرك على الدخول بروتين مكرر، عبر المسار ذاته، مما يتيح للملل أن يتسرب بسرعة إلى الطفل.

صور هذا البرنامج متفاوتة في جودتها، ففيما تبدو صورة مدخل الحديقة جميلة، تأتي صورة الخريطة، مثلاً، باهتة وغير متقنة، خصوصاً عند تركيب الحدود عليها. وكذلك يبدأ البرنامج، كل مرة، بحركة جميلة من "الصديق معلومة"، وهو المرشد الوفي الذي يصاحب الطفل في مختلف المختبرات التي يجري بها تجاربه. لكن الصور المتحركة اقتصرت على تلك الحركة، ولم تتكرر. والصوت أيضاً عانى من تفاوت في الأداء، وارتباكاً في اللغة واللكنة.

معمارية البرنامج

تبدو هرمية بناء البرنامج مفيدة في ترتيب أوراقه، بحيث لا يلتبس الأمر على الطفل في التوجه إلى المكان المطلوب، رغم مجانية بعض الحركات، كالانتقال إلى وسط الحديقة، أو تحديد المختبر المطلوب، والذي كان يمكن اختصاره من أربع حركات، إلى حركة واحدة فقط. لكننا وجدنا أن البساطة الكبيرة في تقديم المعلومة، وإنجاز الاختبارات، والتي تتلاءم مع أطفال في عمر الخامسة أو السادسة، لا تتناسب مع عمق هذه المعلومة التي تتطلب عمراً لا يقل أحياناً عن تسع سنوات!! وهذا ما يضعنا في حيرة بين النظرة البرمجية التقنية للبرنامج، وبين النظرة التربوية لرسالته.

تتوفر في كل مختبر (أو معمل) الأدوات والتجهيزات الأساسية الملائمة للتجربة المحددة، يقوم الطفل بإجراء التجربة، مع إمكانية حفظ الخطوات التي قام بها في ملف معين، يمكنه العودة إليه. وهذه فكرة طيبة، تجدر الإشارة إليها، ليتمكن الطفل من ملاحظة ما أنجزه سابقاً، والمتابعة من النقطة التي توقف عندها.

كذلك تتوفر خيارات الطباعة في المختبرات، في مختلف مراحل التجربة، وهو، على أهميته، غير موظف بشكل احترافي، في خدمة الطفل، عدا عن أن الخرج الطباعي غير متقن غالباً، وبالتالي غير مفيد، حتى في الرسوم الجغرافية.

إيجابيات..

وتبدو تقنية تقديم المساعدة، في مختلف أقسام البرنامج، جيدة وفعالة، فهي تقدم مساعدة صوتية ونصية، تدل الطفل على ما هو مطلوب منه، وتشير إليه بالتصريح حيناً وبالتلميح أحياناً بكيفية إنجاز تجربته. تتوفر المساعدة بطريقتين، إحداهما عبر أمر "مساعدة" في شريط الأوامر، والآخر بالضغط على الزر الأيمن للماوس، والذي يُظهر صندوق حوار يحمل اسم "معلومات"، يمكن طباعته أيضاً. وتقدم هاتان الطريقتان، مساعدة ومعلومات على مستويات مختلفة.

مشكلة!

أما مشكلة الفونت فلها حديث آخر، إذ يتعامل البرنامج، في بعض فعاليته، مع فونت عربي محدد هو Najd95، بحيث لا يمكن الاستفادة من هذه الفعاليات دون وجوده مركباً على القرص الصلب. ومن هذه الفعاليات، خصوصاً، صندوق المعلومات الذي أشرنا إليه آنفاً، مما يحرم الطفل من الاستفادة من جزء أساسي من البرنامج، إذا لم يتمكن من اقتنائه. وهذا يضعنا أمام تساؤل جدي، عن جدوى الارتكاز إلى فونت محدد دون غيره، ومغزى الاعتماد على هذا الفونت، الذي لا يتوفر عادة لدى جميع المستخدمين!!

نظرة أخيرة

يمكن بالإجمال، اعتبار هذا البرنامج حسناً من حيث التصميم بالنسبة لفئة (الأطفال دون ست سنوات)، ومناسباً في المعلومات بالنسبة لفئة (الأطفال فوق تسع سنوات)، ولكن العكس غير صحيح!!

ولكنه يحتاج، على العموم، إلى ترميم الثغرات التي تتواجد في بعض جوانبه، وإزالة بعض العثرات في طريق "المخترع الصغير".

اسم المنتج: المخترع الصغير - سلسلة برامج الجيل الجديد

الشركة المنتجة: بيراميدز سوفت - مصر

فاكس: 00202-3371991

هاتف: 00202-3840860

التقييم: 2.5