Mohannad
19-04-2002, 10:09 PM
لم تكن لعبة الفيديو التي حققت أفضل مبيعات العام الماضي هي بوكيمون أو مادين فوتبول أو ميتال غير صوليد 2 ، ولا حتى ذا سيمس ، وإنما كانت لعبة غراند ثيفت أوتو 3 ، حيث يحاول اللاعبون الصعود إلى المراكز العليا في عصابة المافيا من خلال إيصال طرود بريدية غامضة ، ونقل العاهرات من الزبائن وإليهم ، وتعقب من يشتبه في أنهم من الوشاة ، وزرع قنابل في السيارات للتخلص من رؤساء العصابات الخصوم ، إضافة إلى أمور أخرى .
وإذا أعجبتك سيارة ما ، فما عليك إلا سرقتها !
هل تبحث عن مرافقة ؟ يمكنك التقاط عاهرة من الحي الأحمر لأمسية حمراء ، ولكن كل تصرفاتك لها عواقب ، فإذا بدأت بإطلاق النار على المارة ، فستقوم الشرطة ببذل كل ما في وسعها لاعتقالك ، وإذا قتلت شرطيـًا ، يتصل زملاؤه بمكتب التحقيقات الفيدرالي : قتل عميل بمكتب التحقيقات ، وإذ بالجيش يخرج بكل ما أعد من قوة للقضاء عليك ، وبدرجة قصوى من التأهب .
ويعد نجاح جي تي أيه 3 السريع بالنسبة إلى هواة ألعاب روكستار غيمز ، الذين تشمل نسخهم الرائجة الأخرى الخارجة على القانون سماغلرز رن وميدنايت كلاب ستريت ريسينغ ولعبة الشرطة العنيفة ماكس باين ، دليلاً على أن الشبان الذين ترعرعوا على ماريو في سن 12 عامـًا يبحثون الآن عن شيء مختلف تمامـًا بعد أن بلغوا العشرينيات ، وهي الألعاب التي تبدو في مظهرها وإحساسها وأصواتها نابعة من الأفلام المشحونة بالانفعالات والكتب الهزلية والموسيقى التي تمثل اهتمامات من هم في سن العشرينيات ، على أن المعجبين لا يستجيبون لشباك اللعبة التنافسية فحسب ! وإنما يحصلون أيضـًا على متعة من طائفة واسعة من التصرفات التي تسمح بها .
" إنها لعبة رائعة " ، كما يقول ستيف كينت ، مؤلف كتاب The Ultimate History of Video Games ( التاريخ الجوهري لألعاب الفيديو) , والبالغ من العمر 41 عامـًا ، وهو أب لطفلين لا يسمح لهما بالاقتراب من جي تي أيه 3 .
" إنهم أنتجوا لعبة عظيمة ، ثم كوموا فوقها هذه الأشياء المسيئة . لو تسنى لتارانتينو أو سورسيسي إنتاج لعبة ، فستكون هذه هي النتيجة " .
من المؤكد أن لروكستار غرضًا ما ، فمنذ إصدارها في أكتوبر عام 2001م ، بيع من لعبة جي تي أيه 3 نحو ثلاثة ملايين نسخة بسعر 50 دو ارًا للواحدة ، وهوليوود تلاحظ ما يجري ، فقد اشترت " نيو لاين " و " ميراماكس " حقوق إنتاج أفلام من ألعاب روكستار ، وهنالك مزيد من الصفقات التي يجري العمل عليها .
وقد تبدو لعبة جي تي أيه 3 لبعض الآباء والسياسيين مجرد مؤشر آخر إلى أن نهاية الجحيم تقترب منا ، حيث قال السيناتور جو ليبرمان في بيان له : " إن الألعاب من شاكلة غراند ثيفت أوتو تثير انزعاجـًا بصفة خاصة ؛ لأنها تتجاوز حدود الاحتفاء بالعنف بصفة عامة ، وتكافئ اللاعبين في الواقع لانخراطهم في الجريمة المنظمة وقتل الأبرياء وأشكال أخرى من السلوك الشاذ المعادي للمجتمع ".
ويشدد الرئيس التنفيذي لروكستار تيري دونوفان على أن اللعبة مصنفة بحرف إم ( أي أنها للراشدين ومناسبة لسن 17 عامـًا فما فوق ) ، وأن نشاط الشركة التسويقي لا يستهدف الأطفال ، ولكن ذلك لا يمنع الشبان الفضوليين من الحصول على جي تي أيه 3 ، حيث حصل مايك غاراكيان ، ( 16 عامـًا ) ، وهو من مدينة لوس أنجلوس ، على نسخة من محل إلكترونيك بوتيك في منطقته ، دون أي أسئلة .
يقول مايك : " في البداية كنت أعتقد أن والدي سيجن جنونهما ، ولكنهما لم يمانعا " ، كما قال : " لقد تحدثت وسائل الإعلام كثيرًا عن العنف ، ولكن ليس هذا هو ما يجعل اللعبة عظيمة " .
وتلعب عوامل ديموغرافية دورًا في نجاح جي تي أيه 3 ، فأصحاب ألعاب الألواح الإلكترونية يرفضون التخلي عن الأشياء الطفولية عندما يكبرون .
في لعبة بلاي ستيشن الأصلية كانت سن السوق المفضلة بين 8 و 17 عامـًا ، ولم تكن أي من الألعاب الـ 10 الأكثر رواجـًا تحت تصنيف إم للراشدين ، ولكن في بلاي ستيشن 2 ، أصبحت فئة الأعمار الرئيسية تتراوح بين 18 و 34 عامـًا ، وكانت ست من ألعاب بلاي ستيشن 2 الـ 20 المفضلة العام الماضي من تصنيف إم ، اثنتان منها من روكستار وحدها .
ويعتقد بعض المتمرسين في الصناعة أن زيادة شعبية الألعاب المصنفة للراشدين ستؤثر في ذوق الهواة الصغار .
ويعتقد المؤسس المشارك في لعبة نوتي دوغ جيسون روبن المعروف بمنتجات بلاي ستيشن لكل الأعمار كراش بانديكوت ، أن أحدث ألعابه لكل الأعمار لم تنل حظها في سوق الجماهير بسبب هذا التحول الديمغرافي .
" لقد فتحنا الصندوق السحري بهذه الألعاب " ، كما يقول روبن ، مشيرًا إلى دراسات غير رسمية تظهر أن بعض الشباب الصغار في سن لا تزيد على 12 عامـًا يريدون لعب لعبة جي تي أيه 3 ، وأن الأطفال في سن سبعة أعو م لا يستجيبون بالقوة نفسها إلى ألعاب الحظ الزاهية التي أذكت نار بلاي ستيشن الأصلية.
يقول روبن : " وبالنظر إلى المستقبل ، ربما لن تعود ألعاب الفيديو إلى حقبة الأطفال".
إذا كان روبن محقـًا ، فإن روكستار قامت بذلك بعملية إطلاق نار من سيارة مسرعة على ماريو وكراش بانديكوت وصناعة ألعاب الفيديو كما نعرفها .
ــــــــــــــــ
" نيوزويك " العربية ، 26 مارس 2002م .
وإذا أعجبتك سيارة ما ، فما عليك إلا سرقتها !
هل تبحث عن مرافقة ؟ يمكنك التقاط عاهرة من الحي الأحمر لأمسية حمراء ، ولكن كل تصرفاتك لها عواقب ، فإذا بدأت بإطلاق النار على المارة ، فستقوم الشرطة ببذل كل ما في وسعها لاعتقالك ، وإذا قتلت شرطيـًا ، يتصل زملاؤه بمكتب التحقيقات الفيدرالي : قتل عميل بمكتب التحقيقات ، وإذ بالجيش يخرج بكل ما أعد من قوة للقضاء عليك ، وبدرجة قصوى من التأهب .
ويعد نجاح جي تي أيه 3 السريع بالنسبة إلى هواة ألعاب روكستار غيمز ، الذين تشمل نسخهم الرائجة الأخرى الخارجة على القانون سماغلرز رن وميدنايت كلاب ستريت ريسينغ ولعبة الشرطة العنيفة ماكس باين ، دليلاً على أن الشبان الذين ترعرعوا على ماريو في سن 12 عامـًا يبحثون الآن عن شيء مختلف تمامـًا بعد أن بلغوا العشرينيات ، وهي الألعاب التي تبدو في مظهرها وإحساسها وأصواتها نابعة من الأفلام المشحونة بالانفعالات والكتب الهزلية والموسيقى التي تمثل اهتمامات من هم في سن العشرينيات ، على أن المعجبين لا يستجيبون لشباك اللعبة التنافسية فحسب ! وإنما يحصلون أيضـًا على متعة من طائفة واسعة من التصرفات التي تسمح بها .
" إنها لعبة رائعة " ، كما يقول ستيف كينت ، مؤلف كتاب The Ultimate History of Video Games ( التاريخ الجوهري لألعاب الفيديو) , والبالغ من العمر 41 عامـًا ، وهو أب لطفلين لا يسمح لهما بالاقتراب من جي تي أيه 3 .
" إنهم أنتجوا لعبة عظيمة ، ثم كوموا فوقها هذه الأشياء المسيئة . لو تسنى لتارانتينو أو سورسيسي إنتاج لعبة ، فستكون هذه هي النتيجة " .
من المؤكد أن لروكستار غرضًا ما ، فمنذ إصدارها في أكتوبر عام 2001م ، بيع من لعبة جي تي أيه 3 نحو ثلاثة ملايين نسخة بسعر 50 دو ارًا للواحدة ، وهوليوود تلاحظ ما يجري ، فقد اشترت " نيو لاين " و " ميراماكس " حقوق إنتاج أفلام من ألعاب روكستار ، وهنالك مزيد من الصفقات التي يجري العمل عليها .
وقد تبدو لعبة جي تي أيه 3 لبعض الآباء والسياسيين مجرد مؤشر آخر إلى أن نهاية الجحيم تقترب منا ، حيث قال السيناتور جو ليبرمان في بيان له : " إن الألعاب من شاكلة غراند ثيفت أوتو تثير انزعاجـًا بصفة خاصة ؛ لأنها تتجاوز حدود الاحتفاء بالعنف بصفة عامة ، وتكافئ اللاعبين في الواقع لانخراطهم في الجريمة المنظمة وقتل الأبرياء وأشكال أخرى من السلوك الشاذ المعادي للمجتمع ".
ويشدد الرئيس التنفيذي لروكستار تيري دونوفان على أن اللعبة مصنفة بحرف إم ( أي أنها للراشدين ومناسبة لسن 17 عامـًا فما فوق ) ، وأن نشاط الشركة التسويقي لا يستهدف الأطفال ، ولكن ذلك لا يمنع الشبان الفضوليين من الحصول على جي تي أيه 3 ، حيث حصل مايك غاراكيان ، ( 16 عامـًا ) ، وهو من مدينة لوس أنجلوس ، على نسخة من محل إلكترونيك بوتيك في منطقته ، دون أي أسئلة .
يقول مايك : " في البداية كنت أعتقد أن والدي سيجن جنونهما ، ولكنهما لم يمانعا " ، كما قال : " لقد تحدثت وسائل الإعلام كثيرًا عن العنف ، ولكن ليس هذا هو ما يجعل اللعبة عظيمة " .
وتلعب عوامل ديموغرافية دورًا في نجاح جي تي أيه 3 ، فأصحاب ألعاب الألواح الإلكترونية يرفضون التخلي عن الأشياء الطفولية عندما يكبرون .
في لعبة بلاي ستيشن الأصلية كانت سن السوق المفضلة بين 8 و 17 عامـًا ، ولم تكن أي من الألعاب الـ 10 الأكثر رواجـًا تحت تصنيف إم للراشدين ، ولكن في بلاي ستيشن 2 ، أصبحت فئة الأعمار الرئيسية تتراوح بين 18 و 34 عامـًا ، وكانت ست من ألعاب بلاي ستيشن 2 الـ 20 المفضلة العام الماضي من تصنيف إم ، اثنتان منها من روكستار وحدها .
ويعتقد بعض المتمرسين في الصناعة أن زيادة شعبية الألعاب المصنفة للراشدين ستؤثر في ذوق الهواة الصغار .
ويعتقد المؤسس المشارك في لعبة نوتي دوغ جيسون روبن المعروف بمنتجات بلاي ستيشن لكل الأعمار كراش بانديكوت ، أن أحدث ألعابه لكل الأعمار لم تنل حظها في سوق الجماهير بسبب هذا التحول الديمغرافي .
" لقد فتحنا الصندوق السحري بهذه الألعاب " ، كما يقول روبن ، مشيرًا إلى دراسات غير رسمية تظهر أن بعض الشباب الصغار في سن لا تزيد على 12 عامـًا يريدون لعب لعبة جي تي أيه 3 ، وأن الأطفال في سن سبعة أعو م لا يستجيبون بالقوة نفسها إلى ألعاب الحظ الزاهية التي أذكت نار بلاي ستيشن الأصلية.
يقول روبن : " وبالنظر إلى المستقبل ، ربما لن تعود ألعاب الفيديو إلى حقبة الأطفال".
إذا كان روبن محقـًا ، فإن روكستار قامت بذلك بعملية إطلاق نار من سيارة مسرعة على ماريو وكراش بانديكوت وصناعة ألعاب الفيديو كما نعرفها .
ــــــــــــــــ
" نيوزويك " العربية ، 26 مارس 2002م .