المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيهم أحسن الخوف من الله أم من الناس؟



Replay
20-04-2002, 05:38 PM
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

الحمد لله العلي القدير .. الأحد الفرد الصمد .. رب كل شيء ومليكه .. مالك يوم الدين .. يوم يقوم الناس لرب العالمين .. فتقف الخلائق بين يديه .. فلا تسمع إلا همسًا .. ((يوم ينفخ في الصور ، ونحشر المجرمين يومئذ زرقًا)) .. (( وعنت الوجوه للحي القيوم ، وقد خاب من حمل ظلمًا )) .. ((يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام )) .. يؤخذ بهم إلى نار الجبار المنتقم .. نارٌ لا يطفئ لهيبها .. ولا يخفف عنهم من عذابها .. خالدين فيها أبدًا

والصلاة والسلام على سيد المجاهدين وقائد الغر المحجلين الذي قهر الله على يديه الشرك وأهله .
قال صلى الله عليه وسلم ((يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)) حديث حسن .. صحيح الجامع 8040.
أما بعد :
بعد أحداث سبتمبر .. خرجت رؤوس الكفر والضلالة علينا وأعلنتها صراحة "حربًا صليبية" على الإسلام وأهله .
ولما كانت لهذه الكلمة وقعًا على بعض النفوس .. أو لنقل بصراحة .. خاف طواغيت العرب أن تتسبب هذه الكلمة في إثارة مشاعر الشعوب المسلمة المقهورة .. الرازحة تحت الظلم والضيم .. الغافلة عن دينها بمكر الليل والنهار المدبر لها .. اعتذروا عن رأس الكفر .. وقالوا "فلتة لسان" وقالوا "ليست مقصودة" !!
فحرفوا الكلمات .. وأعلنوها حربًا على الإرهاب .. حتى تتقبلها النفوس دون إثارة .. فحذفوا كلمة "الإسلام" ووضعوا بدلاً منها كلمة "الإرهاب" .. وحذفوا كلمة "المجاهدين" ,, ووضعوا بدلاً منها كلمة "الإرهابيين"
وبالرغم من هذا التحريف المتعمد .. فإن الجسد المستهدف واحد .. وهو الإسلام وأهل الإسلام

وبكلمة "الإرهاب" أرهبوا الخلق عامة .. والمسلمين خاصة .. فكل من يستنكر المذابح الصليبية الغادرة "إرهابي" .. وكل من أعان مجاهدًا ولو بكلمة فهو "إرهابي" .. وكل من أراد رفع الظلم عن نفسه وعن تلك الملايين المقهورة المضطهدة المُحاربة في دينها فهو "إرهابي" ..
فسيطر الخوف على قلوب الخلق .. ودب الرعب في أوصالهم ..

ولكن هذا الخوف ليس من الله تعالى .. وهذا الرعب ليس ناتجًا عن تصور أهوال القبر وأهوال يوم القيامة .. ولكنه خوف من نوع حقير .. خوف من العباد الذين لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا .. ولا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورًا ..

وتجنب الناس نصرة الحق .. وخرسوا عن النطق بكلمة الحق .. ويا ليتهم وقفوا عند هذه المرحلة التي هي من القبح والذل بمكان .. ولكنهم ارتدوا على أدبارهم خاسرين .. فنافحوا وجادلوا عن الباطل .. ودافعوا عن الظلم وأهله .. فخرج علينا من كنا نظنهم من أهل العلم .. فسمعنا منهم من أفتى بحرمة الاعتداء أو قتل الأمريكان المعتدين القتلة الذين أبادوا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. ومن أفتى بوجوب حمايتهم في أرض الجزيرة وعدم التعرض لهم .. مع كونهم يتخذون منها قواعد عسكرية ينطلقون منها لإبادة المسلمين !!
وسمعنا من أجاز للجندي الأمريكي المسلم قتل المسلمين في أفغانستان دون أدنى حرج .. وسمعنا من رمى المجاهدين الصادقين المرابطين .. بأنهم خوارج لكونهم خرجوا عن طاعة ولي أمره !! وبأنهم يجمعون الثروات !! من تجارة المخدرات .. شل الله ألسنتهم ..

وكان هذا هو ما صدر من علية القوم .. ومن حملة العلم !! .. فما بالك بمن دونهم !!

فهل كان الوقوف في صف الصليبين والطواغيت ضد الفئة المؤمنة والدولة المسلمة .. خوفًا من الله تعالى وخشية منه ؟!
هل كان هذا التحول خوفًا من الله تعالى وخشية منه ؟
أم أنه خوفًا من سطوة الكفر .. وابتغاء لمرضاة الطواغيت .. وتنفيذًا لمخططاتهم ومؤامراتهم لإبادة كل ما يمثل الإسلام الصادق .. الذي لا يرضون به .

فكم كان لهذه الكلمات الخبيثة من دافعت عن الظلم والظالمين ، وعادت الحق وأهله ، كم كان لها من أثر قبيح .. فاستـبـيحت بها الأعراض والأموال والبلاد .. وأزهقت بها آلاف الأرواح .. وكم خدعت هذه الكلمات البسطاء من الناس فكفوا أيدي المساعدة والعون عن إخوان لهم في الدين ..
ـ سكتوا عن الـنطق بكلمة الحق .. ويا ليتهم سكتوا فقط .. بل تكلموا بالباطل ليدحضوا به الحق
ـ سكتوا عن الـنطق بكلمة الحق .. ويا ليتهم سكتوا فقط .. بل منعوا غيرهم من التكلم بها ، فصدوا عن سبيل الله .
ـ جبنوا عن الكلام .. وجبنوا عن الفعال .. فهل كان ذلك خوفًا من الله ؟!

ـ هذا غير الخوف الذي ترسخ في قلوب الناس من غير الله ، فظنوا أن أمريكا على كل شيء قدير وأنها تسمع سرهم ونجواهم وأنها تعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون .. وأن كل من تسول له نفسه مساعدة المجاهدين "الإرهابيين" ولو بالدعاء فهو مقبوض عليه بتهمة الإرهاب ..

ـ زرعوا الخوف في قلوب الخلق .. وجعلوه عقيدة .. ولكنه خوف من غير الله ..
ـ ضخموا من حجم الأعداء .. وألبسوهم لباس القوة والقدرة على كل شيء ..
ـ زرعوا في قلوب المسلمين الوهن والضعف .. وجعلوهم يستمرئون الذل والخضوع ..

حــــــــــــــطـــــموا العقيدة ... واقتلعوا منها أقوى جذورها .. ونزعوا منها محركها الأساسي
الذي يحرك الناس إلى عبادة ربها ... أفرغوا القلوب من الخوف والخشية من خالقها جل في علاه

فالــــخـــــوف عبادة .. لا يجوز صرفها لغير الله تبارك وتعالى .. ولا يجوز لأحد أن يخشى أحدًا من الخلق .. فلا خوف إلا من الله .. ولا خشية إلا من الله .

يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله :
"إن العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي ينشئان الحقيقة الكبرى في النفوس المعلقة بالله فهي لا تخشى إلا الله لأنه رب كل شيء .. ولا تخشى الناس لأن الله رب الناس .. فهذه صورة المؤمنين يعرضها القرآن ((الذين قال لهم الناس ، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل))
والشيطان هو الذي يضخم من شأن أوليائه ، ويلبسهم القوة والقدرة ، ويوقع في القلوب أنهم ذوو حول وطول وأنهم لا يملكون النفع والضر ، ليحقق بهم الشر في الأرض والفساد ، وليخضع لهم الرقاب ويطوع لهم القلوب .. فلا يرتفع صوت بالإنكار ، ولا يفكر أحد في الانتفاض عليهم ودفعهم عن الشر والفساد .. إنه الشيطان ((إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين))
والشيطان صاحب مصلحة في أن ينتفش الباطل وأن يتضخم الشر ، وأن يتبدى قويًا قادرًا قاهرًا بطاشًا جبارًا ، لا تقف في وجهه معارضة ولا يصمد له مدافع ولا يغلبه غالب .. الشيطان صاحب مصلحة في أن يبدو الأمر هكذا ..
فتحت ستار الخوف والرهبة ، وفي ظل الإرهاب والبطش يفعل أولياؤه في الأرض ما يقر عينه ، يقلبون المعروف منكرًا ، والمنكر معروفًا وينشرون الفساد والباطل والضلال ، ويخفتون صوت الحق والرشد والعدل ، ويقيمون أنفسهم آلهة في الأرض تحمي الشر وتقتل الخير .. دون أن يجرؤ أحد على مناهضتهم والوقوف في وجههم ومطاردتهم وطردهم من مقام القيادة ..
بل دون أن يجرؤ أحد على تزييف الباطل الذي يروجون له ، وجلاء الحق الذي يطمسونه ..

والشيطان ماكر خادع غادر يتخفى وراء أولياءه ، وينشر الخوف منهم في صدور الذين لا يحتاطون لوسوسته .. ومن هنا يكشفه الله .. ويوقفه عاريًا ، لا يستره ثوب من كيده ومكره ، ويعرِّف المؤمنين الحقيقة : حقيقة مكره ووسوسته ليكونوا منها على حذر ، فلا يرهبوا أولياء الشيطان ولا يخافوهم ، فهم وهو أضعف من أن يخافهم مؤمن يركن إلى ربه ويستند إلى قوته .

إن القوة الوحيدة التي تُخشى وتُخاف هي القوة التي تملك النفع والضر .. هي قوة الله .. وهي القوة التي يخشاها المؤمنون بالله .. وهم حين يخشونها وحدها أقوى الأقوياء .. فلا تقف لهم قوة في الأرض ، لا قوة الشيطان .. ولا قوة أولياء الشيطان ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) ((فلا تخشوهم واخشون)) ..

إن القرآن نزل ليضع الموازين الحقيقية للقوى والقيم .. لقد قرر أن هناك قوة واحدة في هذا الوجود .. هي قــــوة الله .. وأن هناك قيمة واحدة في هذا الكون هي قيمة الإيمان .
ـ فمن كانت قوة الله معه فلا خوف عليه ، ولو كان مجردًا من كل مظاهر القوة ..
ـ ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة ، ولو ساندته جميع القوى ..
ـ ومن كانت له قيمة الإيمان فله الخير كله ..
ـ ومن فقد هذه القيمة فليس بنافعه شيء أصلاً ..

إن العبادة تعبير عن العقيدة ، فإذا لم تصح العقيدة لم تصح العبادة .. وإن خشية الله وحده دون سواه لا يجيء نافلة ، فلا بد من التجرد لله ، ولا بد من التخلص من كل ظل للــشــــــرك في الشعور والسلوك ، وخشية أحد غير الله لون من الشرك الخفي ينبه إليه القرآن ليتمحض الاعتقاد والعمل كله لله .

فالمؤمن لا يخشى أحدًا من العبيد ، فهو لا يخشى إلا الله
فإذا كانــــــوا يخشون الناس فالله أحق بالخشية وأولى بالمخافة ((أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ، إن كنتم مؤمنين)) .. فما يجوز أن يكون لغيره سبحانه في قلوب المؤمنين مكان .
فلا ســـــــــــلطان لأحد من العبيد عليكم
ولا يملكـــــــــــــون من أمـــــــــــركم شيئًا
فلا ينبغي أن تحفلوهم فتميلوا عما جاءكم من عندي فأنا الذي استحق الخشية بما أملك من أمركم في الدنيا والآخرة ((فلا تخشوهم واخشوني))
وهنا تبرز قيمة الإيمان بالله والخوف منه ..
إن الخوف من الله ينشئ استهانة بالجبارين ، ويرزقهم ـ أي المؤمنين ـ شجاعة في وجه الخطر الموهوم ، والله سبحانه لا يجمع في قلب واحد بين مخافتين : مخافته جل جلاله ، ومخافة الناس
والذي يخاف الله لا يخاف أحدًا بعده .. ولا يخاف شيئًا سواه ، فالخوف ينبغي أن يكون من الله .. فهذا هو الخوف اللائق بكرامة الإنسان ، أما الخوف من السيف والسوط فهو منزلة هابطة لا تحتاج إليها إلا النفوس الهابطة ، والخوف من الله أولى وأكرم وأزكى ، على أن خوف الله هي التي تصاحب الضمير في السر والعلن .

وكيف يخاف من وجد الله ؟
وماذا يخاف .. ومن ذا يخاف ؟
وكل قوة ـ غير قوة الله تعالى ـ هزيلة ، وكل سلطان ـ غير سلطان الله ـ لا يُخاف .
وإن قلب المؤمن ينبغي أن يكون راسخًا لا تهزمه في الأرض قوة ، وهو موصول بقوة الله الغالب على أمره ، القاهر فوق عباده .
وإذا جاز أن تنال هذا القلب هزة وهو يواجه الخطر ، فإن هذه الهزة لا يجوز أن تبلغ أن تكون هزيمة وفرارًا ، والآجال بيد الله ، فما يجوز أن يولي المؤمن خوفًا على الحياة ، وليس في هذا تكليف للنفس فوق طاقتها ، فالمؤمن إنسان يواجه عدوه إنسانًا فمن هذه الناحية يقفان على أرض واحدة ، ثم يمتاز المؤمن بأنه موصول بالقوة الكبرى التي لا غالب لها ، ثم إنه إلى الله إن كان حيًا ، وإلى الله إن كتبت له الشهادة .. فهو في كل حال أقوى من خصمه الذي يواجهه ، ومن ثم كان هذا الحكم القاطع في القرآن (( ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)) .. قلا مجال إذن للخوف.

ويقول رحمه الله :
"علم الله سبحانه وتعالى أن الحكم بما أنزل الله ستواجهه المقاومة من شتى الجهات ، وأنه لا بد للمستحفظين عليه والشهداء أن يواجهوا هذه المقاومة وأن يصمدوا لها وأن يحتملوا تكاليفها في النفس والمال فهو يناديهم ((فلا تخشون الناس واخشون)) .. هذا هو الطريق .. يجب ألا تقف خشية الناس دون تنفيذ شريعة الله ، سواء من الناس أولئك الطغاة الذين يأبون الاستسلام لشريعة الله ، ويرفضون الإقرار من ثم بتفرد الله سبحانه بالألوهية ، أو أولئك المستغلون الذين تحول شريعة الله بينهم وبين الاستغلال وقد مردوا عليه ، أو تلك الجموع المضللة أو المنحرفة أو المنحلة التي تستثقل أحكام شريعة الله وتشغب عليها .
يجب أن لا تقف الخشية لهؤلاء جميعًا ولغيرهم من الناس دون المضي في تحكيم شريعة الله في الحياة ، فالله وحده هو الذي يستحق الخشية ، والخشية لا تكون إلا لله ..

وهناك من تراودهم أطماع الحياة الدنيا من يدعون لأنفسهم اسم المسلمين ، وهم يجدون أصحاب السلطان وأصحاب المال وأصحاب الشهوات لا يريدون حكم الله ، فيملقون شهوات هؤلاء جميعًا طمعًا في عرض الدنيا ، كما يقع من رجال الدين المحترفين في كل زمان وفي كل مكان ، وهؤلاء بهذا يشترون بآيات الله ومنهجه ودستوره عرضًا حقيرًا ((ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً)).. وذلك ممن يسكتون عن الباطل خوفًا منه ، أو يحرفون ما أنزل الله أو يلقون الفتوى المدخولة وذلك مقابل رواتب ووظائف وألقاب ومصالح صغيرة ، يباع بها الدين ، وتُشترى بها جهنم عن يقين ..
إنه ليس أشنع من خيانة المستأمن ، وليس أبشع من تفريط المستحفظ ، والذين يحملون عنوان (رجال الدين) يخونون ويفرطون ويلبسون ,, فيسكتون عن العمل لتحكيم ما أنزل الله ويحرفون الكلم عن مواضعه لموافاة أهواء ذوي السلطان علىحساب كتاب الله .

فلا بد للدعاة أن لا يحسبوا للخلق حسابًا فيما يكلفهم الله به من أمور الرسالة ، ولا يخشوا أحدًا إلا الله الذي أرسلهم للتبليغ والعمل والتنفيذ ((الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله))

لا بد للمؤمنين من الجهاد لإقرار منهج الله في الأرض ((يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم))
فهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم .. وفيم الخوف ؟ وفيم الوقوف عند مألوف الناس ، وعرف الجيل ومتعارف الجاهلية ، وهم يتبعون سنة الله ويعرفون منهج الله في الحياة
إنما يخشى لوم الناس من يستمد مقاييسه وأحكامه من أهواء الناس .. ومن يستمد مدده وعونه من عند الناس .. أما من يرجع إلى موازين الله ومقاييسه وقيمه ليجعلها تسيطر على أهواء الناس وشهواتهم وقيمهم ،
وأما من يستمد قوته وعزته من قوة الله وعزته ، فما يبالي ما يقول الناس ، وما يفعلون كائنًا هؤلاء الناس ما كانوا ، وكائنًا واقع هؤلاء الناس ما كان ، وكائنة حضارة هؤلاء الناس وعلمهم وثقافتهم ما تكون .
فقيمة أي وضع وأي تقليد وأية قيمة أن يكون لها أصل في منهج الله الذي منه وحده تستمد القيم والموازين ، ومن هنا تجاهد العصابة المؤمنة في سبيل الله ولا تخاف لومة لائم ، فهذه سمة المؤمنين المختارين الذين لا يخافون أي شيء إلا الله سبحانه" ا.هـ
من كتاب طريق الدعوة في ظلال القرآن .

فالواجب على أفراد المسلمين نزع تلك الخشية والرهبة وذلك الخوف الذي زرعه أعداء الله في قلوبهم ليفسدوا عليهم دينهم ، وليقعدوا بهم عن نصرة الحق وأهله ، ونصرة المجاهدين ..
فإن كل هذه الدعوات وهذه القوى الوهمية المتمثلة في حزب الشيطان أمريكا ومن والاها ، كلها قوى زائفة .. لا وزن لها .. في ميزان الله تعالى .. فإن القوة لله جميعًا ..
وكلها دعاوى كاذبة .. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ، فمنهج الله هو الحق والصدق .. والله هو الذي أمر بجهاد أعداءه ووعد بالنصر والتمكين ، وهو الذي أمر بنصرة المستضعفين ، وهو الذي أمر بتبليغ الدعوة وتحمل الأذى في سبيله .. وهو الذي أمر بأن نمضي في هذا الطريق .. دون خوف أو وجل أو خشية أو رهبة من أحد من الخلق .. فلا خوف ولا خشية ولا رهبة ولا وجل إلا من الله وحده لا شريك له ..
فكل ما هو من دون الله لا يستحق أن يُخاف منه ، لأنه لا يملك نفعًا ولا ضرًا ، وقد قال تعالى ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
فهذا وعد رب العالمين ، القاهر فوق عباده القوي المتين ، جبار السماوات وما بينهما العزيز الحميد فهو يكفي عباده المؤمنين ويحفظهم وينصرهم ويؤيدهم ويهديهم ((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ))
كما أنه سبحانه أخبر أن أهل الكفر والشرك يخوفون المؤمنين بمن دونه ((وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)) فكل ما هو من دون الله لا يجوز الخوف منه بحال من الأحوال ، فذلك من أعظم الضلال ((وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
فلا يجوز الخوف إلا من الله تعالى ..وهذه عقيدة يجب أن ترسخ في نفوس المؤمنين ، فهي علامة إيمانهم ((فلا تخافوهم وخافون .. إن كنتم مؤمنين )) .. فلو ثبتت هذه العقيدة في قلوب المسلمين في هذه الأيام لكان الحال غير الحال !!
نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الحق ويثبتنا عليه ، وأن يجعلنا من أنصار شريعته لا نخاف في الله لومة لائم ، وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .