المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أمة ينتهك عرضها.. هل يستبدل زعماؤها العقال بـ طرحة سوداء ؟



MandN
22-04-2002, 08:42 AM
خالد الشامي:

هل سمعتم الوصف المروع الذي قدمته فتاة فلسطينية لهجوم الجنود الاسرائيليين علي منزلها في بيت لحم، وقيامهم باجبارها مع فتاتين اخريين علي رفع ملابسهن وكشف اجسامهن ـ بحجة التفتيش عن استشهاديات ـ واداء اوضاع مخجلة، ليقوموا امامهن بحركات جنسية مهينة.
اليس هذا وصفا دقيقا لما يحدث لامة بأكملها ينتهك عرضها علي شاشات التلفزيون يوميا، علي مدار الساعة، امام اعين الزعماء العرب من اصحاب الجلالة والسمو والفخامة والعظمة؟
واذا كان الزعماء فقدوا ـ بين ما فقدوا ـ النخوة العربية التي ميزت ابناء هذه الأمة عن غيرهم عبر التاريخ، اليس واجبا عليهم ان يستبدلوا العقال بـ طرحة سوداء كالتي ترتديها النساء اثناء تشييع عزيز عليهن.
وهل لاحظتم ان الحكام العرب تعلموا في ضوء الاحداث الاخيرة فضيلة التعايش مع الشتائم ؟
ولكن هذه الحالة البكائية (الخنسائية) الشتائمية التي يعيشها الشارع العربي حاليا لا تكفي ولن تكفي وحدها لاحداث تغيير في وضع يتدهور باتجاه انفجار، ليس السؤال ان كان سيحدث، ولكن متي؟
ويمكن رغم ذلك استثمار ذلك الغضب في توليد ضغط عملي وليس اخلاقيا او اعلاميا فقط علي الحاكم العربي الذي اصبح لأول مرة في موقف الدفاع عن النفس والكرسي والمصداقية التي تبخرت من الخارطة الرسمية العربية.
واذا كانت قوات الشرطة تستطيع ان تمنع المظاهرات، وتستخدم الرصاص الحي والمطاطي بغرض القتل كما حدث في البحرين ومصر، فانها لا تستطيع ان تواجه حالة من العصيان المدني الشامل .
ومن حق الحكام العرب ان يدافعوا عن انظمتهم ، ولكن من حق المجتمع العربي ايضا ان يحافظ علي وجوده ومستقبله الذي اصبح مهددا بشكل مباشر من العدوان الاسرائيلي المتمادي دون رادع او خط احمر، او حدود تحميها جيوش او معاهـــــدات سلام.
ان حالة من العصيان المدني ستعبر ليس فقط عن رفض الواقع، ولكن عن قدرة علي تغييره الي وضع قد يدفع الولايات المتحدة الي اعادة حساباتها، ويضطر الزعماء العرب الي مقاربة جديدة يقبلون فيها بمخاطرة الخروج بأقل خسائر ممكنة في علاقاتهم الامريكية عندما يرون سلطتهم العملية بعد الاخلاقية تتقلص، والاستثمارات الاجنبية ترحل، والحصار الذي يفرضه شارون علي ابو عمار في رام الله يمتد اليهم في قصورهم الفخمة ومنتجعاتهم المرفهة.
وللتاريخ هذه لمحات جدلية قد تساهم في تحديد هوية هذا المشهد السياسي التراجيدي الذي لم يصل ـ مع الأسف والحزن والرعب ـ الي الاسوأ بعد:
1 ـ لم يلتق زعيمان عربيان طوال فترة الاجتياح الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، واكتفي بعضهم بالاعتكاف او الهروب الي منتجع او قصر علي شاطئ البحر او المحيط او الخليج، بل ان المشاورات الهاتفية سجلت اقل معدلاتها خلال هذه الفترة الكارثية.
وما زال زعماء السعودية وسورية ولبنان (رئيس القمة) غاضبين من تغيب الرئيس المصري عن قمة بيروت، ما اظهرهم كـ مهرولين باتجاه السفاح شارون الذي سرعان ما رد علي مبادرتهم باللغة الوحيدة التي يتقنها.
2 ـ بدت الدبلوماسية السعودية، وكأنها تدفن رأسها في الرمال منذ ان غافلت الجميع و سرقت ورقة التطبيع العربي لتجعلها مبادرة سلام في محاولة لتحسين صورتها في امريكا.
ولم يجد ولي العهد السعودي ابعد من قصره في الدار البيضاء ليتابع منه ثمار المبادرة وصور العدوان .
وامتنعت القيادة السعودية عن اجراء اي اتصال مع القيادة المصرية، باستثناء الاستقبال الروتيني لوزير الخارجية السعودية اثناء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية في القاهرة.
اما سورية، فاختارت الذهاب بعيدا، حيث بعثت شعارات الصمود والتصدي من ثباتها، ونظمت مظاهرات تلقي بالحجارة علي السفارة المصرية في دمشق كجزء من حملة سياسية واعلامية لاجبار القاهرة علي قطع العلاقات مع اسرائيل.
وردت القاهرة بـ معايرة الحكومة السورية بهدوء الموتي علي جبهة الجولان المحتل.
كما قامت بفرض ضرائب اغراق علي بعض البضائع السورية رخيصة الثمن التي كانت تدخل الاسواق المصرية دون جمارك.
وهكذا انتكست العلاقات الي ما يشبه مرحلة ما بعد توقيع كامب ديفيد عام 1978.
3 ـ كان الرئيس مبارك ابدي لفتة تكريم خاصة تجاه الرئيس بشار الاسد وقرينته عندما زارا القاهرة قبيل انعقاد القمة، حيث اصطحبهما بنفسه مع قرينته في جولة سياحية شملت زيارة للاهرامات.
وقد انزعج الرئيس السوري كثيرا من افشال مصر للقمة، ولكن الرئيس المصري من جهته وهو الذي حارب الاسرائيليين لنحو ربع قرن كطيار وقائد سلاح، ثم تفاوض معهم لنحو ربع قرن آخر، لم يكن متحمسا للذهاب الي فندق فينيسيا في بيروت ليستمع الي المحاضرة المطولة التي القاها الرئيس السوري الشاب امام القمة حول كيفية التعامل مع الاسرائيليين، وانتهت بمغازلة اسرائيل بمبادرة سلام، ودعوة مصر لقطع العلاقات معها ايضا!
وهكذا ساعد الحاجز النفسي بين الزعيمين في توسيع الهوة بين مواقف البلدين، وما زال.
4 ـ نالت القيادة المصرية القسم الأكبر من الانتقادات تجاه حالة العجز العربي، وهو المتوقع بالنسبة الي حجم مصر ودورها والآمال المعقودة عليها، ولكن هل يبرر ذلك السكوت عن دول ترفع اعلاما وتعين سفراء، مازالت تقيم علاقات سرية وعلنية مع اسرائيل ولا يتجاوز حجم سكانها الحقيقيين عدد الشهداء الذين قدمتهم مصر لامتها ـ دون معايرة لاحد.
كيف تستطيع بعض الدول العربية في الخليج ان تبرر استمرار اتفاقات وصفقات التسلح مع الولايات المتحدة، وفتح مكاتب تجارية مع اسرائيل ، الا بالرعب من اغضاب الامريكيين الذين حولوا دولا باكملها الي حاملات لطائراتهم .
ولماذا تقاعس الاردن عن دوره السياسي والعسكري وحتي الانساني تجاه الفلسطينيين علي حدوده.
5 ـ من حق الحكومة السورية ان تتوقع الدعم السياسي والعسكري ـ كما فعلت دائما في الماضي ـ من مصر، ومن حقها ان تغضب من تخاذل الموقف المصري الرسمي الذي لايرتقي لمستوي التوقعات.
ولكن هل يلغي ذلك ان الاكتفاء بالنضال بالاغاني والمظاهرات الممنوعة من رفع صور ابو عمار، والتي يصدرها المسؤولون السوريون !! جعل اسرائيل تعتقد انها ليست في حاجة اصلا الي معاهدة سلام مع دمشق، خاصة ان الحكومة السورية تتفوق بجدارة علي نظيرتيها الاردنية والمصرية في حفظ الأمن والهدوء علي الحدود.
والاخطر من ذلك ان الجيش السوري الذي لم يحصل علي طائرة جديدة منذ ربع قرن لن يكفي تسليحه للصمود امام هجوم اسرائيلي لثلاثة ايام متصلة، بينما آلة القمع الحكومية لا تتورع عن مواصلة القمع ضد دعاة حرية الرأي من المناضلين.
هل يكون العصيان المدني الشامل الرد علي استمرار حالة الشلل العربي، وخاصة في مثلث العلاقات المصرية ـ السورية ـ السعودية، ام ان النظام الرسمي العربي لن يقوم من بين الاموات في المستقبل القريب؟
www.alquds.co.uk (http://www.alquds.co.uk/alquds/articles/data/2002/04/04-22/a32.htm)

abu mohammad
22-04-2002, 12:35 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع لما يتكلم عن
واقع اليم نعيش فيه وسط هذه التبعية و الذل
الذي يعيشه حكام المسلمين و ما يذيقونه من
ظلم و عذاب للشعوب.:غضب:

aslam
24-04-2002, 07:02 AM
السلام عليكم
اللهم إنك تعلم أنه لا يد لنا فيما يجري ولا حول لنا ولاقوة ، اللهم فلا تحشرنا مع القوم الظالمين ..