المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مركز الدراسات والبحوث الإسلامية (بيان عن وصية الشهيد-باذن الله- الحزنوي الغامدي)



walsal
23-04-2002, 02:00 AM
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :- لقد طالعتنا بعض الصحف والمجلات العربية وبعض والقنوات الفضائية ، طالعتنا ببعض المقالات التي كتبت بأقلام المنافقين والتي تناولت النقد المباشر والتجريح والتسفيه لكل من وقف وراء إعداد أو بث وصية الشيهد – بإذن الله تعالى – أحمد الحزنوي .
ولم تكن تلك الأقلام لتأت بشيء جديد عن توجهها النفاقي المستميت الذي يسبح بحمد سيده ويقدس بكرة وعشيا ، وبفضل الله تعالى فإن شخصيات النفاق اليوم في الإعلام العربي لم تعد خافية على أحد من المسلمين فقد فضح الله أساليبهم وقال فيهم ( ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) وكأنه يصف حالهم في أول شهر من ضرب أمريكا ( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ) وقال عنهم (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) فهذه الشخصيات وهذه الأقلام فضحها الله تعالى في القرآن بما لم يفضح به اليهود والنصارى ، وكل قارئ للقرآن يعرف وصف الله للمنافقين ومن خلال الوصف الدقيق فإنه يعرف شخصياتهم وبأسمائهم اليوم .
ولا نعجب من نفاق هؤلاء فهي عقيدة انتحلوها وسيلقون جزاءها في الدنيا وفي الآخرة ، فهم ورغم قناعتهم بأنهم أكذب الناس وأجبنهم وأرذلهم فإنهم قلدوا دينهم لأسيادهم ، فإذا فرح أسيادهم احتفلوا وفرحوا غير مكترثين بمصاب الأمة ، وإذا حزن أسيادهم قلبوا الصحف التي يكتبون فيها إلى أحزان ولو كان في يوم العيد ، وإن بادر أسيادهم إلى شر عظيم وفساد في الأرض مجدوا وصفقوا ورقصوا لتلك الحكمة وهذه الروية والتسديد ، فدينهم دين أسيادهم فلا يحيدون عنه قيد أنملة وهم أكثر والمقتنعين ببطلان ما يكتبون ، ولكن التمجيد والمدح أصبح تجارة رابحة النفاق طريقها الأوحد .
فنفاق هؤلاء ليس مستغرباً ، ولكن المضحك - وشر البلية ما يضحك - أن ينقلب السحر على الساحر ويعود حمق المنافقين وسذاجتهم على أسيادهم ويتضح ذلك بما نشروا مؤخراً .
لقد أسلفنا أن المنافقين انبروا إلى نقد وصية الشهيد جملة ومضموناً لا قناعة بالنقد ولكن إرضاءً للطواغيت ومسايرة لأسيادهم ، ولكن ولله الحمد فإن نقدهم انقلب عليهم وعاد على أسيادهم من حيث لا يشعرون .
فعندما أعلنت قناة الجزيرة عن بث وصية الشهيد ، أعلنت قناة الـ إم بي سي أنها ستبث شريطاً جديداً للقاعدة وفيه اعتراف للشيخ أسامه بن لادن بأنه وراء العمليات ، وقد كذبت قناة الـ إم بي سي فلم يسلم الشريط لأي قناة إلا للجزيرة ولم توجد أي نسخة للوصية عند أي جهة إعلامية سوى قناة الجزيرة ، ولكن قناة الـ إم بي سي أرادت قطع الطريق على قناة الجزيرة لتخطف منها السبق ، فنشرت مقتطفات من الجزء الأول من الحروب الصليبية والذي نشرناه قبل أكثر من شهرين في موقع النداء ، وقناة الـ إم بي سي بمكر ودهاء لم يشعر به أحد أخذت جزء من الشريط الأول وبثته وأوهمت أنها تلقت نسخة من الشريط الجديد ولكن خطتها باءت بالفشل وانقلبت حيلتها عليها وأحرجت المنافقين وأسيادهم حيث كبحت جماحهم في كيل التهم والنقد لمن بث الوصية .
وكتب المنافقون بعد بث الشريط في قناة الجزيرة بعض سخافاتهم وقالوا :
- إن بث الشريط يعد جريمة من قبل قناة الجزيرة ضد الفلسطينيين أفرحت اليهود والأمريكان على حد سواء مكنت العدو من استغلال الحدث لمواصلة جرائمه .
- وقالوا أيضاً إن بث الشريط من شأنه أن يؤجج روح العداء لدى الشعب الأمريكي واليهودي ليقف خلف الحكومة الإسرائلية لمواصلة مسيرة الإبادة ضد الفلسطينيين .
- وقالوا إن الشريط مدبلج واستشهدوا بكلام سيدهم رمسفايلد .
- وقالوا أيضاً إن بث الشريط في هذا الوقت هو صرف لأنظار العالم وأنظار المسلمين خاصة عن قضية فلسطين إلى غيرها من القضايا .
وقالوا غير ذلك من الخرافات ولا نضيع وقتنا بتناولها كلها ، ولكننا سنتناول هذه الأباطيل وحدها ، ونبين في نهاية الأمر أن سذاجتهم قد أعادت نقدهم على أسيادهم .
نقول أولاً : إن اليهود بدءوا جرائمهم ضد الفلسطينيين منذ أول يوم احتلوا فيه أرض فلسطين والأمريكان كانوا من وراءهم ، ولو لم توجد أمريكا أو لم تدعمهم أمريكا لما وجدت إسرائيل أصلاً ، فاليهود وإخوانهم الأمريكان لم يكونوا بانتظار حدث يستغلونه لتنفيذ خططهم ضد المسلمين وضد الفلسطينيين خاصة ، فمن كان يظن أن اليهود وإخوانهم بانتظار مبرر فهو أجهل من حمار أهله .
ثانياً : زعموا بأن الشريط سوف يحرك الرأي العام الأمريكي واليهودي خلف حكوماتهم لدفعها تجاه مزيد من الجرائم في فلسطين ، إن هذا التفكير لا يصدر إلا من مغفل لا يعرف واقع الأحداث ، وليعلم الجميع بأن الشعب الأمريكي 80% منه يؤيد إقامة دولة إسرائيلية عاصمتها القدس وهذه النسبة قبل أحداث جمادى الموافقة لسبتمبر ، بل إن أسهم الرئيس المرشح لا تزداد عند الشعب حتى يقتنع بأن لليهود الحق الكامل في فلسطين ، والشعب الأمريكي في الاستطلاع الأخير – قبل بث الشريط – 70% منه يؤيد عمليات شارون الأخيرة في المناطق المحتلة للدفاع عن نفسه كما قالوا ، ولا تسأل عن حال الجالية اليهودية أو عن اليهود المستوطنين في فلسطين ما هي آراءهم ، فالشريط أو أحداث جمادى الموافقة لسبتمبر ،لم يزد الرأي العام الأمريكي ضد القضية الفلسطينية إلا بشيء يسير لا يذكر ، أما الأغلبية فإنهم يؤيدون كل ما يفعله اليهود في فلسطين وأن لهم الحق المطلق بالتصرف بدولتهم ، وكل رئيس أمريكي على قناعة بالإعداد لمعركة ( هرمجدون ) الفاصلة ، فإنه أنسب رئيس يرى فيه الشعب الأمريكي أنه يحقق حلمه ، فيكفي يا أبواق النفاق أن تصوروا للمسلمين أن غالبية الأمريكيين لا يؤيدون حكوماتهم التي تقتل وتبطش بالمسلمين في كل مكان .
ولو سلمنا جدلاً بأننا استطعنا أن نقنع الشعب الأمريكي بخطأ حكومته أو الشعب اليهودي بذلك ، بل واقتنع الشعبان بحق الفلسطينيين ، فهل هذا سيؤثر على مسيرة الحكومتين لتنفيذ خططهما في المنطقة ، وإن كان هناك تأثير فهو لا يؤثر إلا على إعلان أو إخفاء مشاريع الشر والإرهاب .
ثالثا : أما قولهم بأن الشريط مدبلج وأن القاعدة افتعلت الحدث أو اليهود هم الذين دبلجوا الشريط ، فهذه أقاويل مضحكة حقاً وإن كان مستندهم في ذلك وزير الدفاع رمسفاليد ، فالأمر مضحك حقاً ، ففي أول الوقت عندما لم يجدوا دليلاً يدين الشيخ ألصقوا التهمة بدون بينة بالشيخ وعاقوا الشعب الأفغاني على ذلك ، وعندما اعترف الشيخ بالعملية قالوا هذه خطة يهودية أو كذبة من القاعدة ، فعجباً لهذا التناقض !! ، فإن كان اليهود أو القاعدة دبلجوا وصية لشهيد واحد فهل يعقل أن يدبلجوا تسعة عشر وصية وسوف يعرض بقيتها في الوقت المناسب ؟ وما هو جوابهم على ذلك ؟ ، ووزير الدفاع لم ينف الشريط لأنه لم يفرح بنسبة العملية للقاعدة ، ولكنه وضع أمام خيارين أحلاهما مر إما أن يقر بالشريط وهذا يقوده إلى الاعتراف بأنه لم يصنع شيئاً في حملته ضد المجاهدين وأن القاعدة لا زالت تسير على خطة مرسومة إعلامية وعسكرية ستهزم بها خطته الإعلامية والعسكرية ، أو ينفي صحة الشريط حتى يسلم من تبعات الاعتراف للقاعدة بأي فضل ونفي صحة الشريط مناقض لأدلتهم الأولى .
رابعاً : أما عن قولهم بأن بث الشريط يصرف أنظار العالم عن القضية الفلسطينية ، فهذه الحجة لو فهمها أسيادهم لقطعوا ألسنتهم .
ولنا أن نسأل أسئلة توضح لأسيادهم معنى هذه الحجة التي لو طبقت عليهم ووضعت كميزان لواقع إعلامهم لثار الناس عليهم ليسحقوا رؤوسهم .
ونسأل قبل كل شيء ، هل الذي يركز في خطابه على القضية الفلسطينية بما نسبته 50% أو أكثر من وصيته الأصلية دون مقص الجزيرة – وسوف ننشرها كاملة – هل هو يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية أم يصرف الأنظار إليها ؟ .
وهل الذي يقول قبل أن يقتل نفسه في سبيل الله ثم من أجل القضية الفلسطينية ، يقول إنه ذاهب لينتقم للفلسطينيين ثم يفدي بروحه من أجل ذلك ، هل يشك أحد في صدقه ؟ وهل هو يصرف الأنظار عن القضية أم إليها ؟ .
وهل الذي ينادي المسلمين ويقول لهم إن حل القضية الفلسطينية وقضايا العالم الإسلامي إنما هو بمثل هذه الطريقة وأنا أولكم ، هل هذا يصرف النظر عن القضية الفلسطينية أم يوجد لها حلاً ناجعاً ؟ .
ولنا أن نسأل المنافقين السذج الذين سبوا آلهتهم – أسيادهم – من حيث لا يعلمون ، فنقول لهم من الذي يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية الذي مات في سبيل الله ثم من أجلها ، أم الذي يقمع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في بلده ويقتل الشباب أو يعيقهم أو يزج بهم في السجون لأنهم أيدوا الفلسطينيين .
و من الذي يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية الذي مات في سبيل الله ثم من أجلها ، أم الذي ينقل فعاليات المهرجانات الغنائية صباح مساء دون أدنى خجل أو حياء لا من الله ولا من الناس .
و من الذي يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية الذي مات في سبيل الله ثم من أجلها ، أم الذي لا هم له إلا تغطية المباريات الرياضية التي يصرف عليها مئات الملايين وكلها تصب في خدمة العدو وصرف الأمة عن قضاياها .
و من الذي يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية الذي مات في سبيل الله ثم من أجلها ، أم الذي يسخر إعلامه لتغطية أخبار الرئيس العميل عرفات وكأن القضية الفلسطينية هي حصار الرئيس المفتعل ، وإن أرادوا تغطية أحداث فلسطين فإنهم في الحقيقة يغطون آخر أخبار مرتزقة السلطة الفلسطينية ، أما الشعب الفلسطيني وأخبار المجاهدين فهي من أعظم المنكرات ولا يمكن أن تنقل .
و من الذي يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية الذي مات في سبيل الله ثم من أجلها ، أم الذي لا هم له إلا تغطية تصريحات وزير الخارجية ( بول ) وسيده الأحمق بوش ، وكأن حل قضية فلسطين إنما هو بأيدي الصليبيين وليس بالجهاد في سبيل الله تعالى .
إن المتابع لوسائل الإعلام العربية يجد أنها لا يمكن أبداً أن تصنف ضمن إطار المهتمين بالحل الحقيقي للقضية الفلسطينية ، فكل ما في الإعلام هو تهدئة للأوضاع لا غير ، ومحاولة لخداع الشعوب الإسلامية أن الطواغيت مهتمون بالقضية الفلسطينية ، والحقيقة أن الطواغيت داعمون حقيقيون لقتلة الفلسطينيين لا سيما عصابة السلطة الفلسطينية ، ويوم أن قرروا من خلال الإعلام جمع الأموال من جيوب الشعوب الإسلامية وضعوها بأيدي السلطة الفلسطينية التي حاربت المجاهدين أكثر من اليهود أنفسهم .
إن المنافقين الأغبياء يكتبون كلاماً لا يعون معناه ، ولو فهموا ما يقولون لعلموا أن أول مجرم على مقاييسهم هم حكام العرب ، الذين حرصوا كل الحرص على صرف الأمة الإسلامية عن قضيتها في فلسطين ، وتنازلوا عن كل شيء من أجل أن تبقى لهم عروشهم وتشبع كروشهم ، أيها المنافقون إننا نكررها لكم إنكم منافقون ولكن أغبياء ولله الحمد والمنة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


*ملاحظة*: إن أكثر ما لفت انتباهي في هذا البيان هو أنه توجد بقية وصايا الشهداء بإذن الله وستُعرض في الوقت المناسب.