المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية "مؤذن الثورة" كمال أبو عيطة



MandN
23-04-2002, 08:03 AM
لا أذكر المرة الأولى التي قابلت فيها كمال أبو عيطة أو "بلبل الحركة الطلابية" كما أطلقنا عليه ونحن نتلمس أولى خطوات اليقين السياسي في جامعة القاهرة أواخر السبعينات ولكني لا أنسى صوتا مدويا هاتفا في يناير 1977 :
إللي غلوا في الأسعار ...خانوا بلدنا في خط النار
يومها بدأت أفهم العلاقة بين الأسعار التي ارتفعت فانفجرت انتفاضة يناير التي سماها السادات "انتفاضة الحرامية" وبين أولى اتفاقيات الاستسلام للعدو "فك الاشتباك الأولى والثانية ، ثم يدوي صوته حاملا شحنة هائلة من الحزن والألم:
باعوا الأرض وغزة وسينا ... أكلوا قوتنا وقوت أهلينا
وكان هذا الهتاف هو أول رد فعل بالهتاف يختصر كارثة إقدام السادات على توقيع معاهدة كامب ديفيد في 1979 ويطأ الصهاينة أرض مصر بعد أن أصبحت لهم سفارة يرفرف علمها على نيل القاهرة ويدوي صوت كمال أبو عيطة قائلا:
يا عروبه خليك شاهدة ...إحنا رافضين المعاهدة
وبعد سنوات من مقتل أنور السادات ، وأثناء المظاهرات التي خرجت لدى ضرب الكيان الصهيوني لحمامات الشط في تونس دوى صوت كمال:
أنور لما كان بيبيع ... جت نهايته مع التطبيع ... وأي واحد تاني يبيع ح تيجي نهايته مع التطبيع
بينما شهداؤنا لسة دمهم أخضر ولسة دمعهم في عيونا لسة جرحهم في القلب لسة عار علينا لو ننام لو نفاوض لو نطبع .
دخل كمال أبو عيطة السجن 19 مرة فهو أشهر سجين في مصر وأغلب هذه المرات بسبب فلسطين التي استحوذت على عقل وقلب كمال فجعلته يبدع في الشعار ويطور في الهتاف وتنشق وراءه حناجرنا عندما يقول :
فلسطين عربية ... رغم أنف الصهيونية ... يا فلسطيني واصل نارك كامب ديفيد عاري وعارك درسك يا وطني المحتل غير المدفع ما في حل إللي يقاتل الصهيوني ... وراح أشيله جوه عيوني
في أحد المرات تندلع التظاهرات الغاضبة على واحدة من جرائم العدو "وما أكثرها" بينما كمال في بيته الثاني "السجن" فوجئنا بأن صوته يحضر معنا من داخل الزنزانة في صورة هتاف مكتوب يقول:
أكتب على حيطة الزنزانة...التطبيع عار وخيانة
ويكتب كمال على حيطة الزنزانة مرة التطبيع عار وخيانة ومرة السفارة عار وخيانة ومرة كامب ديفيد عار وخيانة.
وعندما جاء رونالد ريجان في أمريكا وبدا أن مصر هدأت خرج صوته يقول :
ما تفرحيش يار ريجان...مصر ع ترجع زي زمان...ضد صهاينة وأمريكان
أما هتاف كمال الشهير الذي أصبح القاسم المشترك في كل مظاهرة فيها كمال أو ليس فيها فهو:
يا سفيرهم أطلع برة ... مصر الثورة ح تفضل حرة ... يا أبن الكلب أطلع برة ... مصر بلدنا ح تفضل حرة
وإلى رؤساء مصر أهدى كمال هتافه الشهير:
ويكا يا ويكا ...يا بتاع أمريكا ... بيجن هذا قتل أخيك ... بوش هذا قتل أخيك ... شارون هذا قتل أخيك
ومنذ اندلاع الانتفاضة وفي كل يوم جمعة وفي صحن الجامع الأزهر تبحث عيون المصلين عن كمال أبو عيطة ليقود ثورة الجمعة في الأزهر الأمر الذي دفع قوات الأمن لأن تحتجز كمال حتى انتهاء الصلاة وما بعد الصلاة وتمنعه من دخول الجامع يوم الجمعة قبل الأخير لأن ما قاله كمال داخل الأزهر وبعد استشهاد وفاء إدريس لم يكن يخطر على البال:
يا حكامنا يا جبناء ... خدوا الدرس من وفاء...ياللا العار ياللاالعار ...الصهيوني جوه الدار
وفي الأحداث الخيرة : أحلف بسماها وبترابها مؤتمر القمة اللي خربها
نسى كمال أبو عيطة مؤقتا الفساد الذي عشش في مصر والبطالة التي تعاني منها مصر وقال:
أي سجن في بلدي يهون... إلا وجود كلاب صهيون...الفساد برضة يهون...البطالة برضه تهون ...الأسعار برضه تهون ... إلا وجود كلاب صهيون
وعندما ألغاه وقال له أحدهم بدأت جولة زيني يا كمال وشيني جاء علشان ضرب العراق فيهتف كمال :
لا تلاقيني ولا تغديني ...مش عايزين زيني وشيني ...لن ترشيني ولن ترشيني... كولن باول ويا تشيني
وأنفعل كمال بموقف بلجيكا عندما قطعت العلاقات مع إسرائيل قائلا:
عاشت بلجيكا حرة عربية ... وأنتم جتكم خيبة قوية
وتنفجر المظاهرات في البحرين فيقول كمال:
لا ملامة لا ملامة حيوا إخوانكم في المنامة
ولا تهدأ القاهرة ولا تهدأ محافظات مصر الأن وكل يوم وكل ساعة وكل يوم الجمعة وأمام الجامعة العربية أبحث عن كمال أبو عيطة مثلي مثل الآخرين
وأردد وراءه مع الجموع الهائلة:
يا شارون يا ابن العاهرة... القدس زي القاهرة...يا بوش يا بن الكافرة ... رام الله زي القاهرة
ونعرف كما يعرف كمال أن العراق هي الخطوة القادمة للاستعمار الأمريكي والضربة الأمريكية الصهيونية فيقول :
الي بيضرب في العراق ... بكرة ح يضرب في بولاق عهدا عهدا للأجداد ...مش ح نسيبك يا بغداد
ونقول لمغرد الحركة الوطنية :
أين حزب الله وحسن نصر الله يا كمال في هتافك فيرد فورا :
الله ها الله الله ها الله تسلم إيديك يا نصر الله الله ها الله الله ها الله إحنا جنودك يا نصر الله وسط الضلمة ووسط الليل حزب الله هو الدليل
وتتجمع تبرعات المصرين الفلسطينيين ويهتف كمال قائلا :
رغم المخبر على باب بيتي...لفلسطين سمني وزيتي
وعندما ينصت كمال للأستاذ هيكل منذ أيام وهو يتحدث عن الذي لا يملك البديل يقول كمال في اليوم الثاني:
إلي يقول مافيش بديل أشرف له يستقيل...وإللي عايز يحكم مصر ... لازم يسمع كلمة مصر
هذا هو بعض من كمال أبو عيطة أو مؤذن الثورة أو مسحراتي العرب كما أطلق عليه مؤخرا الزميل الأستاذ عبد العظيم مناف!!