المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية القصيبي لمجلس اليهود البريطانيين: عندما تسمون بيغن وشارون وشامير ارهابيين فسأعدل رأيي



Black_Horse82
24-04-2002, 02:02 PM
القصيبي لمجلس اليهود البريطانيين: عندما تسمون بيغن وشارون وشامير ارهابيين فسأعدل رأيي بشأن الاستشهاديين

لندن ـ القدس العربي :
في رسالة قوية ومثيرة وفيها الكثير من التساؤل العادل، تحدي السفير السعودي في لندن الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي مجلس المفوضين اليهود البريطانيين بالتحلي بالشجاعة الاخلاقية واعتبار قتلة من امثال بيغن وشارون وشامير ارهابيين. وجاءت رسالة القصيبي التي تلقت القدس العربي نسخة منها ردا علي طلب المجلس الذي يمثل اليهود في بريطانيا من وزارة الخارجية البريطانية الاحتجاج لدي القصيبي بسبب قصيدة نشرها مؤخرا، واشاد فيها بموسم الشهادة والبطولة الذي تشهده فلسطين.
وقال القصيبي في رسالته ان مناحيم بيغن كان مسؤولا عن عملية قتل بدم بارد لمئتين من الابرياء الفلسطينيين معظمهم من الاطفال والنساء في دير ياسين، كما كان اسحق شامير قاتلا فظيعا لابرياء وحكمت عليه حكومة الانتداب البريطاني علي فلسطين بالاعدام. وارييل شارون كان وراء مجزرة ابادة، ووجدته لجنة كاهان مسؤولا بصورة شخصية عن ذبح الفي فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا، وبنفس السياق يظل مسؤولا عن قتل نفس العدد من الابرياء في الاراضي المحتلة، وافعاله التدميرية تجعل من اتيلا ملك الهان الذي دمر معظم الامبراطورية البيزنطية فخورا بنفسه .
وخاطب القصيبي بصيغة قوية اعضاء المجلس قائلا عندما يكون لدي مجلس المفوضين البريطانيين اليهود الشجاعة الاخلاقية بالاشارة لهؤلاء الارهابيين الرهيبين علي انهم ارهابيون، والاشارة لافعال الحكومة الاسرائيلية في جنين علي انها جرائم حرب، فسأكون اكثر من مستعد لتعديل آرائي بشأن مقاتلي الحرية الفلسطينيين .
وختم القصيبي رسالته التي تشير لتحد وغضب علي تدخل اليهود البريطانيين بحق الابداع الادبي وحرية التعبير التي تعتبر من اهم دعائم الفعل الانساني، علاوة علي كونها سلاح الاديب والمبدع.
ومنذ نشر القصيدة التي كتبت في لحظة من التدفق العاطفي الغاضب علي جرائم الاحتلال ضد ابناء مخيم جنين، والصحافة البريطانية لا تتواني في نشر تعليقات تشير لتأييد الشاعر العمليات الاستشهادية، والتي تري فيها اعمالا ارهابية .
واستدعت وزارة الخارجية البريطانية الاسبوع الماضي، وربما بضغط من الجماعات اليهودية، السفير السعودي للاستيضاح حول قصيدته والتأكيد علي اعتبار بريطانيا العمليات الاستشهادية ارهابا .
وفي السعودية يؤكد هذه الأيام اجماع بين علماء المؤسسة الدينية علي شرعية العمليات الاستشهادية علي الرغم من الجدل الذي اثاره مفتي المملكة العام الماضي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي قال انه لم يجد في الاسلام دليلا يحلل هذا الاسلوب من الجهاد. ولقيت آراء القصيبي ترحيبا ودعما من احد العلماء السعوديين، الشيخ سعد البريك، الذي دافع في خطبة الجمعة عن القصيدة قائلا انها تعبر عن مشاعر كل مسلم بتأييد العمليات الاستشهادية ضد العدو الاسرائيلي .
وقال ان العمليات الاستشهادية جائزة اذا لم يكن امام المسلم سوي الاستشهاد للدفاع عن نفسه بمواجهة العدو . وتلتزم الحكومة السعودية الصمت حيال العمليات الاستشهادية خشية اغضاب امريكا، كما تشير مصادر صحافية، ذلك ان الرئيس جورج بوش سارع لاعتبارها عمليات ارهابية ، طالبا من القادة العرب التصدي لها. وبعيدا عن هذا الموقف فهناك عدد من العلماء وجدوا ان العمليات الفلسطينية مشروعة، الا ان بعضهم تحوط في اطلاق اسم الشهيد علي الاستشهادي باعتبار ان امر الشهيد ومصيره يعود في النهاية الي الله سبحانه وتعالي. ومن هؤلاء الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء السعوديين.
واكد عالم سعودي آخر علي موقف تأييد واضح من هذه العمليات، حيث قال انها كمبدأ ليست حراما بل جائزة للدفاع عن الوطن والناس، اسرائيل قوة محتلة وبذلك تصبح دار حرب يجوز شن هجمات استشهادية ضدها .
وعلي الرغم من الحذر الرسمي تجاه السماح لمظاهر التأييد الفلسطيني في السعودية، الا ان الصحافة الغربية سارعت لاتهامها بمساعدة من تسميهم الارهابيين الفلسطينيين.
ففي صحيفة التايمز نشر امس تقرير طويل عن حملات التبرع التي تمت علي المستوي الرسمي والشعبي في السعودية ودول الخليج، حيث قالت ان جزءا من الملايين التي جمعت تذهب الي عائلات الانتحاريين .
واعتبرت الصحيفة الدعم المعنوي والمادي الذي تلقاه عائلات الشهداء نوعا من المحفزات للعمل الاستشهادي، مع ان هذا الدعم لن يعيد للعائلات اعزاء فقدوهم.
ولكن الحرب الاسرائيلية، وجماعات الضغط المؤيدة لها، علي الجرح الفلسطيني والابريــــاء الفلســــطينيين ما زالت قائمة، وتحدي القصيبي لمجلــــس المفوضين اليهود مشروع لآن اعضاء هذا الجسد التمثيلي لم يفرقوا بين القاتل والضحية، بل يعيد تغيير الادوار وعكسها. وفــــي هذا الـــزمن صار حتي التـــغني او مديـــح الظل العالي للشهداء تهمة تصل الي حد الارهاب !