MandN
25-04-2002, 09:01 AM
مخيم جنين ـ القدس العربي
ـ من وليد عوض:
يرفض سكان مخيم جنين تسلم المساعدات الامريكية مع تأكيدهم علي احراقها ان وصلت للمخيم وذلك في الوقت الذي تجري فيه اتصالات مع الرئيس عرفات حول كيفية التعامل مع هذه المساعدات.
وقرر اهل المخيم ابقاء المخيم بدون اعمار الي حين حتي يكون شاهدا علي المجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت فيه.
واكد جمال الشاتي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وهو من سكان مخيم جنين لـ القدس العربي ان هناك موقفا واضحا من اهل المخيم برفض المساعدات الامريكية قائلا لن نقبل ان يدك المخيم ويدمر بالسلاح الامريكي وان تأت خيام امريكية لاهل المخيم واشار الشاتي الي ان جميع اهالي مخيم جنين مع ابقاء المخيم كشاهد حي علي الجريمة والمجزرة الاسرائيلية.
وحول البديل لسكان المخيم الذي سيبقي بدون اعمار الي فترة زمنية معينة قال الشاتي البديل خيام، اضافة الي بيوت يتم استئجارها.
وقال محافظ جنين زهير مناصرة ان الحملة الاسرائيلية تسببت في تهجير 6000 مواطن وان العـــمل جر لحل مشكلة جميع الذين هدمت منــــــازلهم علي مرحلتين الاولي توفير شقق مستأجرة لهم والثانية ســتؤدي لاعادة بناء المخيم كما كان، كما سيتم تجهيز قطعة ارض لنصب خيام لاهالي المخيم عليها لتشكل اول مخيم يبني في القرن الواحد والعشرين لايواء الذين فقدوا منازلهم حتي اتمام عملية البناء الكاملة للمخيم.
اما سكان المخيم فجميعهم يرفض المساعدات الامريكية التي ستحرق ان وصلت للمخيم لان السلاح الذي استخدمته اسرائيل ضد المخيم هو سلاح امريكي بحيث دمر 500 منزل بشكل كامل و600 منزل بشكل جزئي وحول سكان مخيم جنين الي امهات ثكلي وزوجات ارامل واطفال يتامي وهي صفات ستلازم الكثير من ابناء المخيم بعد رحلة كبيرة من العذاب بحيث لم يعد الزقاق زقاقا بل اصبح ساحة، والبيت اصبح ساحة كذلك لكنها غير صالحة للهو الاطفال خوفا من ان تزعج نوم شهداء تحت انقاضها مؤقتا، او جرحي ما زالت قلوبهم تنبض بالحياة تحت الانقاض، ولم يحالفهم الحظ بعد للخروج للحياة.
ففي كل ركن من مخيم جنين حكاية ليست من الخيال، بل عاشها الاطفال قبل الشيوخ، فهذا الشيخ احمد يجلس علي انقاض بيته باكيا، لا مأوي له، واغرورقت عيناه وهو يرشد طواقم الاسعاف الي الغرفة التي استشهدت فيها شقيقته المسنة بعد ان مزق جسدها صاروخ سقط علي منزله الذي تعرض لقصف الطائرات الاسرائيلية خلال العدوان علي المخيم. ويضيف الحاج احمد اجبرونا تحت تهديد السلاح علي اخلاء المنزل وطرودنا منه حيث تم تشتيت اسرتي، ولا زلت اجهل مصير بناتي وابنائي .
وهناك عجوز تبكي زوجها وانجالها لقد اصبحت وحيدة، حتي البيت هدموه . وطفل ما زال ينبش بين الركام عن دفاتره، لكنه وجد تحت الركام اشلاء اصدقاء تركوه وحيدا مع ذكريات مضت ولن تعود. وهناك طفل اخر ما زال تائها في المخيم يبحث عن ام فقدها، يسأل الانقاض والناس لعل احدهم شاهد امه؟
اما الشاب اشرف محمود ابو الهيجاء من حماس فعثر علي جثمانه متفحما بشكل كامل في منزل احد اقاربه، وتقول عائلته عندما اشتد قصف الطائرات والدبابات لمنزلنا بدأنا بمغادرته الي منزل جيراننا واحدا تلو الاخر وخلال ذلك سقط صاروخ اسرائيلي في مدخل الطابق الثاني الذي اندلعت النار فيه فبدأنا نصرخ وننادي علي اشرف ليخرج بسرعة، الا انه تبين فيما بعد ان الصاروخ اصابه بشكل مباشر واحترق جسده واستشهد علي الفور ، وبقي جثمان اشرف علي الارض لاكثر من اسبوعين حتي اخلي الجيش المنطقة التي تم هدم معظم منازلها واستشهد عدد من المواطنين فيها حرموا من العلاج ونزفوا حتي استشهدوا.
وهناك في مخيم جنين قتل الجيش الاسرائيلي ناصر ابو حطب الذي يعيل اسرة تتكون من الزوجة واربعة اطفال، فزوجة ابو الحطب تقول لن انسي تلك اللحظات ابد الدهر، فالجنود لم يراعوا حرمة البيت ودون ذنب او سبب اطلقوا النار علي زوجي امام اطفاله .
فقصة استشهاد ابو الحطب بدأت عصر اليوم الثالث لعملية اقتحام مخيم جنين حيث طرق الجنود بوابة منزله فاندفع لفتحه ولكن الصدمة الكبيرة ان الجنود اطلقوا النار عليه بشكل مباشر رغم انه لم يتأخر عليهم او يقاومهم والتزم بتعليماتهم، حسبما قالت زوجته.
وتضيف زوجة ابو الحطب سقط زوجي علي الارض مضرجا بدمائه وبدأت بالصراخ والبكاء من هول المنظر واتصلت بالمستشفي واسعاف الهلال الاحمر طالبة النجدة لانقاذ حياة زوجي الا ان الجنود رفضوا السماح لهم بالوصول لمنزلي . وفارق ابو حطب الحياة ولفظ انفاسه الاخيرة امام زوجته واطفاله.
وتقول الزوجة الثكلي ان الفاجعة الاكبر لاســــرتها ان الجنود وبعد احتجازهم عدة ساعات غادروا المنزل واغلقوا بوابته عليهم ومنعوهم من اخراج جثمان زوجها، وتضيف الزوجة اي حياة او مستقبل ينتظر اطفالي الذين شاهدوا والدهم ينزف امامهم دون ان يتمكنوا من مساعدته ثم لا يقدرون علي دفنه ويبقي ميتا بينهم لمدة اسبوع .
ففي مخيم جنين رحل الشهداء وردمت البيوت وبقي المخيم شاهدا علي الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت ضد شعب فلسطين الاعزل.
ـ من وليد عوض:
يرفض سكان مخيم جنين تسلم المساعدات الامريكية مع تأكيدهم علي احراقها ان وصلت للمخيم وذلك في الوقت الذي تجري فيه اتصالات مع الرئيس عرفات حول كيفية التعامل مع هذه المساعدات.
وقرر اهل المخيم ابقاء المخيم بدون اعمار الي حين حتي يكون شاهدا علي المجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت فيه.
واكد جمال الشاتي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وهو من سكان مخيم جنين لـ القدس العربي ان هناك موقفا واضحا من اهل المخيم برفض المساعدات الامريكية قائلا لن نقبل ان يدك المخيم ويدمر بالسلاح الامريكي وان تأت خيام امريكية لاهل المخيم واشار الشاتي الي ان جميع اهالي مخيم جنين مع ابقاء المخيم كشاهد حي علي الجريمة والمجزرة الاسرائيلية.
وحول البديل لسكان المخيم الذي سيبقي بدون اعمار الي فترة زمنية معينة قال الشاتي البديل خيام، اضافة الي بيوت يتم استئجارها.
وقال محافظ جنين زهير مناصرة ان الحملة الاسرائيلية تسببت في تهجير 6000 مواطن وان العـــمل جر لحل مشكلة جميع الذين هدمت منــــــازلهم علي مرحلتين الاولي توفير شقق مستأجرة لهم والثانية ســتؤدي لاعادة بناء المخيم كما كان، كما سيتم تجهيز قطعة ارض لنصب خيام لاهالي المخيم عليها لتشكل اول مخيم يبني في القرن الواحد والعشرين لايواء الذين فقدوا منازلهم حتي اتمام عملية البناء الكاملة للمخيم.
اما سكان المخيم فجميعهم يرفض المساعدات الامريكية التي ستحرق ان وصلت للمخيم لان السلاح الذي استخدمته اسرائيل ضد المخيم هو سلاح امريكي بحيث دمر 500 منزل بشكل كامل و600 منزل بشكل جزئي وحول سكان مخيم جنين الي امهات ثكلي وزوجات ارامل واطفال يتامي وهي صفات ستلازم الكثير من ابناء المخيم بعد رحلة كبيرة من العذاب بحيث لم يعد الزقاق زقاقا بل اصبح ساحة، والبيت اصبح ساحة كذلك لكنها غير صالحة للهو الاطفال خوفا من ان تزعج نوم شهداء تحت انقاضها مؤقتا، او جرحي ما زالت قلوبهم تنبض بالحياة تحت الانقاض، ولم يحالفهم الحظ بعد للخروج للحياة.
ففي كل ركن من مخيم جنين حكاية ليست من الخيال، بل عاشها الاطفال قبل الشيوخ، فهذا الشيخ احمد يجلس علي انقاض بيته باكيا، لا مأوي له، واغرورقت عيناه وهو يرشد طواقم الاسعاف الي الغرفة التي استشهدت فيها شقيقته المسنة بعد ان مزق جسدها صاروخ سقط علي منزله الذي تعرض لقصف الطائرات الاسرائيلية خلال العدوان علي المخيم. ويضيف الحاج احمد اجبرونا تحت تهديد السلاح علي اخلاء المنزل وطرودنا منه حيث تم تشتيت اسرتي، ولا زلت اجهل مصير بناتي وابنائي .
وهناك عجوز تبكي زوجها وانجالها لقد اصبحت وحيدة، حتي البيت هدموه . وطفل ما زال ينبش بين الركام عن دفاتره، لكنه وجد تحت الركام اشلاء اصدقاء تركوه وحيدا مع ذكريات مضت ولن تعود. وهناك طفل اخر ما زال تائها في المخيم يبحث عن ام فقدها، يسأل الانقاض والناس لعل احدهم شاهد امه؟
اما الشاب اشرف محمود ابو الهيجاء من حماس فعثر علي جثمانه متفحما بشكل كامل في منزل احد اقاربه، وتقول عائلته عندما اشتد قصف الطائرات والدبابات لمنزلنا بدأنا بمغادرته الي منزل جيراننا واحدا تلو الاخر وخلال ذلك سقط صاروخ اسرائيلي في مدخل الطابق الثاني الذي اندلعت النار فيه فبدأنا نصرخ وننادي علي اشرف ليخرج بسرعة، الا انه تبين فيما بعد ان الصاروخ اصابه بشكل مباشر واحترق جسده واستشهد علي الفور ، وبقي جثمان اشرف علي الارض لاكثر من اسبوعين حتي اخلي الجيش المنطقة التي تم هدم معظم منازلها واستشهد عدد من المواطنين فيها حرموا من العلاج ونزفوا حتي استشهدوا.
وهناك في مخيم جنين قتل الجيش الاسرائيلي ناصر ابو حطب الذي يعيل اسرة تتكون من الزوجة واربعة اطفال، فزوجة ابو الحطب تقول لن انسي تلك اللحظات ابد الدهر، فالجنود لم يراعوا حرمة البيت ودون ذنب او سبب اطلقوا النار علي زوجي امام اطفاله .
فقصة استشهاد ابو الحطب بدأت عصر اليوم الثالث لعملية اقتحام مخيم جنين حيث طرق الجنود بوابة منزله فاندفع لفتحه ولكن الصدمة الكبيرة ان الجنود اطلقوا النار عليه بشكل مباشر رغم انه لم يتأخر عليهم او يقاومهم والتزم بتعليماتهم، حسبما قالت زوجته.
وتضيف زوجة ابو الحطب سقط زوجي علي الارض مضرجا بدمائه وبدأت بالصراخ والبكاء من هول المنظر واتصلت بالمستشفي واسعاف الهلال الاحمر طالبة النجدة لانقاذ حياة زوجي الا ان الجنود رفضوا السماح لهم بالوصول لمنزلي . وفارق ابو حطب الحياة ولفظ انفاسه الاخيرة امام زوجته واطفاله.
وتقول الزوجة الثكلي ان الفاجعة الاكبر لاســــرتها ان الجنود وبعد احتجازهم عدة ساعات غادروا المنزل واغلقوا بوابته عليهم ومنعوهم من اخراج جثمان زوجها، وتضيف الزوجة اي حياة او مستقبل ينتظر اطفالي الذين شاهدوا والدهم ينزف امامهم دون ان يتمكنوا من مساعدته ثم لا يقدرون علي دفنه ويبقي ميتا بينهم لمدة اسبوع .
ففي مخيم جنين رحل الشهداء وردمت البيوت وبقي المخيم شاهدا علي الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت ضد شعب فلسطين الاعزل.