المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة (( غناك بمصر )) ....



AbadY2000
25-04-2002, 09:46 PM
قال القاضي أبو عمر محمد بن يوسف : كان في جوارنا رجل انتشرت عنه حكاية ، وظهر في يده مال جليل ، بعد فقر طويل فسألت عن الحكاية فقال : ورثت عن أبي مالاً جليلاً ، فأسرعت فيه وأتلفته حتى أفضيت إلى بيع أبواب داري وسقوفها ، ولم يبق لي من الدنيا حيلة ، وبقيت مدة بلا قوت ، إلا من غزل أمي ، فتمنيت الموت . فرأيت ليلة في النوم ، كأن قائلاً يقول لي : غناك بمصر ، فاخرج إليها . فبكرت إلى أبي عمر القاضي ، وتوسلت إليه بالجوار ، وبخدمة كانت من أبي لأبيه ، وسألته أن يزودني كتاباً إلى مصر ، لا تصرف فيها ففعل وخرجت . فلما حصلت بمصر ، أوصلت الكتاب ، وسألت التصدق ، فسد الله علي الوجوه حتى لم أظفر بتصدق ، ولا لاح . ونفدت نفقتي ، فبقيت متحيراً ، وفكرت في أن أسأل الناس ، وأمد الله علي الطريق ، فلم تسمح نفسي المسألة ، ويحملني الجوع عليها ، وأنا ممتنع ، إلى أن مضى صدرمن الليل ، فلقيني الطائف (( العسس )) ، فقـبـض علي، فوجدني غريبا فأنكر حالي ، فسألني عـن خبري فقلت: رجـل ضعيف ، فلم يصـدقـني ، وبطـحـني ، وضربني مقارع فصحت : أنا أصدقك . فقال : هات . فقصصت عليه قصتي من أولها إلى آخرها ، وحديث المنام . فقال له : أنت رجل ما رأيت أحمق منك والله لقد رأيت منذ كذا وكذا سنة في النوم كأن رجلاً يقول لي : ببغداد في الشارع الفلاني ، في المحلة الفلانية – فذكر شارعي ومحلتي فسكت وأصغيت إليه – وأتم الشرطي الحديث فقال : دار يقال لها : دار فلان – فذكر داري ،واسمي – فيها بستان ، وفيه سدرة ، وكان في بستان داري سدرة وتحت السدرة مدفون ثلاثون ألف دينار فامض ، فخذها ، فما فكرت في هذا الحديث ، ولا التفت إليه ، وأنت يا أحمق ، فارقت وطنك ، وجئت إلى مصر بسبب منام . قال : فقوي بذلك قلبي ، وأطلقني الطائف ، فبتّ في بعض المساجد ، وخرجت من السحر من مصر ، فقدمت بغداد ، فقطعت السدرة ، وحفرت تحتها ، فوجدت قمقماً فيه ثلاثون ألف دينار ، فأخذته وأمسكت يدي ، ودبرت أمري ، فأنا أعيش من تلك الدنانير ، من فضل ما ابتعت منها من ضيعة وعقار إلى اليوم .


:!

:!
:!



:!