مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
أنزل القبطان بعض الأشرعة لكي يخفف من سرعة السفينة
إن أمكنه ذلك, وما كاد يفعل حتى اصطدمت السفينة بجرف
رملي, ودفع البحر السفينة حتى سمعت ألواحها تتكسر وتكاد
تتطاير شظايا, ونادى الجميع بصوت واحد: " إلى القوارب,
إلى القوارب! ".
ولمحت إلى القبطان أسأله, فهز كتفيه كمن يقول:
" لا وسيلة سواها للنجاة من الهلاك ".
وتناهى إلى أسماعنا صوت الألواح تتكسر تحت الأمواج التي
اندفعت فوق حطامها هائجة, بحيث أصبح الفرار سبيلنا
الوحيد للنجاة.
ولكن هذا الفرار ينقذنا فعلاً؟ كنا نعلم أن البحر الهائج قد
يغرق زوارقنا في الحال, فكنا نتبادل النظرات مترددين, ثم
سمعنا ضجة ثانية أقوى من الأولى, فعرفنا أن السفينة
انقسمت إلى قسمين فنسينا ترددنا ورمينا الزوارق إلى الماء
وقفزنا فوقها, ثم جعلنا نجدف حتى اليابسة وقلوبنا عامرة
باليأس من أن نصل إليها سالمين.
والواقع أن الموت قد اختطف نصفنا فوراً, إذ أن الزوارق
التي يركبها هؤلاء لم يستطع الابتعاد عن الدوامة التي نجمت
عن غرق السفينة, وفي لمحة عين ارتفع الموج عالياً وغاص
بهم إلى الأعماق ولم يظهر منهم أحد.
فصرخنا مرعوبين, لكن حالتنا أفضل منهم, وكنا واثقين من
اللحاق بهم, فانطلقنا نحو الشاطئ كمن يمضي نحو منصة
الإعدام, وكلما اقتربنا منه تبين لنا أنه أشد خطراً من البحر
الهائج.
بعد أن جدفنا, أو دفعنا حوالي فرسخ, لحقت بنا موجة هائلة
وضربتنا ضربة قاضية, وما إن هوت علينا حتى أغرقت
الزورق بضربة واحدة وفرقتنا بعضنا عن بعض وغرقنا
جميعاً.
كنت أجيد السباحة, وما إن مرت لحظت الدهشة والذعر حتى
ارتفعت فوق سطح الماء, وحبست أنفاسي كما يفعل
الغواصون, وحين ابتعدت الموجة أدركت أني نجوت من
الهلاك.
ولكن الكفاح لم ينته بعد, فكانت الأمواج الهائلة ترتفع بي
كالجبال, ثم تهوي إلى الأعماق كأنني دمية بي يدي طفل,
وكان البحر يلهو بي فما إن أصل إلى الشاطئ حتى يجذبني
الموج إليه, وقد فعل هذا عشر مرات, وكأنه وحش ضارٍ لا
يريد التخلي عن فريسته, وكنت منهكاً فاقد الأمل, أرى النجاة
أمامي ثم تغيب عني ولا قدرة لي على فعل شيء.
وأخيراً, تقدمت موجة أعظم من سابقاتها ورمتني بعيداً إلى
الشاطئ, فجمعت كل قواي وتمسكت بالرمل وتخلصت من
ارتداد الموج، ثم صعدت أحد المنحدرات وتهالكت عليه.
لقد نجوت من الهلاك, وأصبحت بعيداً عن متناول البحر
المحيط.
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
أرجو منكم أنكم تعطوني رايكم في القصه والوضوح واللون ...
وبالنسبه للفصل الأول أعتبره أنا عادي بالنسبه للفصول الثانيه...
لا تحكمون على القصه الابعد خمسة فصول إذا ما أعجبتكم...
وبالنسبه للفصول الجايه أبقسمها إلى جزئين لأنها طويله وبكذا ما أتخر عليكم...
وشكراً على انصاتكم لي..
و شــ كــ ر أً . . .
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشكور أخوي ، تسلم على الموضوع..
الخط ممتاز فعلاً ، وأسلوب الكتابة مريح للعين.. ياليت تتابع ، والله يعطيك العافية (مع أني قارئ القصة من قبل ، لكن والله كويسة الطريقة اللي تكتب فيها ^_^)
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشكور اخوي على القصة
بالنسبة للقصة فا القصة حلوه
واللون جميل واضحة جدا بالنسبة لي
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشكورين على مروركم ومشكورين على رفعكم معنوياتي:D
وقريباً الفصل الثاني :reporter:
وشــ كــ ر اً . . .:ciao: :ciao:
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشكور أخوي على القصة
والخط واللون واضح جدا جدا
أرجوا التكملة
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة CUBIC EVIL
مشكور أخوي على القصة
والخط واللون واضح جدا جدا
أرجوا التكملة
مشكور على مرورك والقادم أحلى
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
ان شاء الله تعجبكم التكمله
وهذي هي التكملة
...............................................
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
الفصل الثاني
الأيـــــــــــــــــام الأولى
الجزء الأول
بعد أن بقيت ساكناً عدة ساعات نهضت أتمشى على الشاطئ,
ماذا كنت آمل أن أجد؟ أحد رفاقي؟ ولكني متيقن من هلاكهم
جميعاً, وأثناء صراعي مع الموج لم ألمح شبح إنسان أو قطعة
حطام لزورق,كنت الناجي الوحيد من هذا الغرق, وكان
البحر يهدر من حولي يذكرني بهذه الفاجعة.
وجهت بصري نحو مكان السفينة الغارقة, فوجدها هناك
مهجورة, وبكيت لموت هؤلاء الرجال الشجعان الذين لم يثقوا
بصلابة هذه السفينة وإلا لكانوا الآن من الناجين.
وأخيراً كفكفت دمعي وتلفت حولي لأعرف الحالة التي أنا
فيها, كنت مبلل الثياب ولا ملابس بديلة لدي, ولا طعام عندي
ولا ماء, ومما زاد الأمر سوءاً أن الظلام قد اقترب, ولا
سلاح لدي أدافع به عن نفسي إذا حيوان مفترس.
كنت بين أمرين أحلاهما مر: أن يفترسني وحش أو أموت
جوعاً, ولم يكن معي سوى سكين وغليون وقليل من التبغ في
علبة, تلك هي زوادتي, ولا أعتقد أن أحد المغامرين قد واجه
أرضاً غريبة بمثل هذه الأدوات.
ماذا سأفعل؟ يجب علي أن أشرب أولاً لكي أطفئ هذا الظمأ
والحرارة الناتجة عن الحمى, وعلي أن أنام بعدها لأن جفنيّ
ينطبقان رغماً عني, ولكني لن أخلد إلى الراحة إلا إذا شعرت
بالأمان.
وعزمت على النوم فوق غصن شجرة أربط نفسي إليها
بحزامي, فتلك هي الراحة الوحيدة المتاحة لرجل لا يملك
وسيلة للدفاع عن نفسه.
مازلت أمشي على الشاطئ حتى وجدت الشجرة المطلوبة,
وكان كثيفة الأوراق متشابكة الأغصان وجذعها مملوءٌ بالعقد
والأشواك, والواقع أن صعودها صعب علي, ولكن يحميني
من الحيوانات المفترسة.
وفيما كنت أتأمل هذه الشجرة خطر لي خاطر وهو أن هذه
الشجرة لا تكون على مثل هذه الضخامة والاخضرار إلا إذا
ارتوت, ولا أظن أن مياه الأمطار ترويها. وقلت لنفسي:
" لا بد أ، يكون نهر قريب من هنا ". وبعد دقائق من البحث
وجدت نهراً يتدفق عبر المروج القريبة, فشربت حتى ارتويت
وانتعشت, ثم رجعت إلى شجرتي فجلست بين مجتمع
الأغصان.
نمت دفعة واحدة حتى الصباح ولم أتمتع بمثل هذه الراحة منذ
وقت طويل, وقد نسيت رعب الغرق واستسلمت لأحلام
غريبة رائعة.
حين استيقظت, كان أول شيء فعلته أن نظرت إلى البحر قبر
رفاقي البائسين, وبحثت عن حطام سفينتنا, واستمسكت بأحد
الأغصان لئلا أسقط من الدهشة.
أثناء الليل هدأت العاصفة تماما واستقر الماء حتى كأنه بحيرة
ساكنة, وعلى مسافة ميل من الشاطئ كانت السفينة جاثمة
على الرصيف الصخري وقد دفعها الموج إليه, وهي تبدو
كأنها سالمة لم تتحطم.ثم هبت من الشجرة.
تأكد لي أني إذا انتظرت ساعة أو ساعتين حين تبدأ حركة
الجزْر فإني أستيطع الوصول إلى السفينة مشياً على اليابسة,
ولكن لهفتي للوصول إليها وإنقاذ ما أمكن من المؤونة
والمعدات قد دفعني إلى الارتماء في الماء بعد أن نزعت
ثيابي الثقيلة, وما إن سبحت عدة أمتار حتى تناهى إلى سمعي
صوت حيوان متوحش, فرجعت إلى اليابسة وقد أمسكت
بسكيني استعداداً للدفاع عن نفسي, ولن الصوت لم يكن
صادراً عن البر بل عن البحر, فهل يكون حيواناً بحرياً لم أره
من قبل؟
أصغيت بانتباه.. ثم انفجرت ضاحكاً.
لقد كان هذا الحيوان " باف " الكلب الذي صحبنا في السفينة
ومعه " فون " القطة البيضاء التي أرعبت الفئران وعقدت
صداقة وثيقة مع الطباخ, وقد هاجرانا مع المركب فهما
يرفعان صوتهما بالنداء بحثاً عنا, فرجعت إلى السفينة سابحاً
وأنا أقول لنفسي:
" يا لهما من حيوانين بائسين ! لقد أنقذهما نسياننا لهما, ولعل
القدر الذي شاء لهما الحياة, هو الذي رمى برفاقي في أعماق
البحر, فهل تكون الغريزة أقوى من العقل؟ ".
مازلت أسبح حتى وصلت إلى المكسر الحجري وحطام
السفينة عليه, فعلقت بحبل يتدلى بارتفاع السفينة وصعدت
إليها.
جرى إلي باف مرحباً, وبعد اللقاء الحميم, نزلت إلى العنابر
أتفقد المؤونة.
كانت المؤونة سليمة. ولا ريب أن هيكل السفينة قد تحطم
وتسرب إليه الماء, ولكن المؤونة وبرميلين من البارود بقيت
على حالها ولم يصل إليها ماء البحر, ففتحة علبة من
البسكويت وجعلت ألتهمها وأرمي إلى الكلب والقطة ببعضها,
وبدأت أفكر بما يجب عليّ نقله من السفينة إلى البر ويكون
عظيم الفائدة لي.
أفرغت كيس بحارة من الثياب ثم ملأته بكل أنواع المؤونة:
من بسكويت ورز وجبن هولندي ولحم مجفف وشيء من
القمح كنا نرمي به إلى الدجاج في بداية رحلتنا. كما وجدت
كمية من الشعير وقد أكلته بعض الفئران فكدت أرميه جانباً,
ولكن أضفته إلى مؤونتي.
في كيس آخر وضعت معدات النجارة التي كان اكتشافي لها
سفينة مملوءة ذهباً, وأضفت إليها بندقيتين ومسدسين وبعض
البارود والخردق وسيفين قديمين, واستكملت مؤونتي هذه
ببرميلي البارود وصندوق مملوء بالزجاجات.
كانت (فون) جالسة فوق أحد الكيسين تلحس مخالبها و(باف)
يدق بي وكأنه يقول:
" ماذا تنتظر لترحل؟ لقد حان الوقت ".
فأجبته بصوت مرتفع:
ـ نعم ياباف! سنرحل وكننا ننتظر مركبتنا.
اخترت من بين الأدوات فأساً ومنشاراً وبدأت اصنع طوفاً,
ولكنه طوف غريب الشكل, إذا كان يلزمني الوقت لإتقانه,
وقد بعض حطام الصواري والألواح بعضاها إلى بعض
وربطتها بإحكام, وتبين لي أنه تطفو باتزان.
حملت مؤومنتي على ظهري وأنزلتها إلى الطوف بواسطة
حبل, وناديت باف فقفز إلى الطوف وجلس فوقه هادئاً, وأما
فون فلم أكن واثقاً من هدوئها, فوضعتها في كيس وربطته
ووضعتها على الطوف. كان متوازناً يتحمل المؤونة وثقل
رجل وحيوان معه, واستخدمت للتجديف مجدافاً كان ملقى في
أحد العنابر, واستفدت منه كثيراً, وساعدني على النجاح ثلاثة
أمور:
أولها البحر الساكن, وثانيها: المد الذي لم يكن هائجاً,
وثالثها: الريح التي كان تهب باتجاه اليابسة. هتفت للسفينة:
" حفظك الله " وأنا ابتعد عنها بضربة مجداف قوية. ووصلت
إلى الشاطئ بعد عذاب طويـــــل,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبـــــــــــع
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
رائعه لكن نريد التكمله .....بسرررعه
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
فعلا اخي ئكل الاسطورة رائعه..
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز
مشاركة: أسطورة روبنسون كروز