تعزيزات عسكرية في شوارع سكاكا وحول مساجدها.. والمواطنون يعتبرون أمريكامن اعداء الأمة

الجوف القدس العربي :

القت قوات الأمن السعودية القبض علي أثنين من المتهمين بإطلاق النار علي قوات مكافحة الشغب اثناء تفتيشها للمواطنين للحيلولة دون تنظيم احدي المظاهرات التي تشهدها المنطقة للتضامن مع الفلسطينيين والاحتجاج علي الاهمال الذي تلقاه منطقتهم من جانب الحكومة.
وعلمت القدس العربي أنه تم القبض علي الشابين فتحي ناصر المحيميس الخالدي وسامي عيد العشيش الضويحي بتهمة اطلاق النار علي قوات مكافحة الشغب والفرار بعد تحري ومسح للمنطقة المحيطة بموقع اطلاق النار في حي الشعيب بسكاكا والذي شهد خروج العديد من الداعين للاصلاح والديمقراطية وتحسين أوضاع منطقة الجوف، خاصة أيام الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز.
وكانت قوات مكافحة الشغب التي أرسلتها الحكومة الي سكاكا الجوف وقوامها 1000 رجل قد تعرضت لاطلاق نار أدي الي اصابة 3 من أفرادها في كمين نصبه مناهضون لوجودها في مدينة سكاكا عقب المظاهرات التي شهدتها المدينة، اصابة جندي واحد منها خطيرة استدعت نقله بالاخلاء الطبي الي الرياض لتلقي العلاج فيما يتلقي الاخرون العلاج في مستشفي سكاكا المركزي، وقد زار أمير منطقة الجوف الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز الجنود المصابين في المستشفي بعد وقوع الحادث.
وتنشر السلطات السعودية حتي الأن مئات من جنود مكافحة الشغب في شوارع مدينة سكاكا الجوف وقرب مساجدها الرئيسية وخاصة مسجدها الرئيسي مسجد الشيخ فيصل المبارك عقب وصول تعزيزات من هذه القوات الي سكاكا معززين بالسيارات وتجهيزات مكافحة الشغب.
وعبر مواطنون التقتهم القدس العربي عن شجبهم وإدانتهم للمواقف المخزية التي وقفتها الحكومات العربية من العدوان والغزو الهمجي الذي يشنه النازي شارون علي الشعب الفلسطيني الأعزل ، مشيرين الي أهمية أن يعبر المواطن العربي عن غضبه لله فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني الحبيب من جرائم ابادة وتمييز علي المستوي الدولي، ومؤكدين علي أن المواقف العربية يجب أن تنسجم مع حجم الغزو الهمجي الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني.
وقال مواطنون ان الولايات الامريكية طالما تدخلت في عدد من دول العالم باسم حماية السكان المدنيين فيما تعلن صراحة عن دعمها ومساندتها لضرب وقتل المدنيين العزل في فلسطين المحتلة مما يستوجب وضعها في خانة أعداء الأمة الذين يجب وقف الاتصالات السياسية والدبلوماسية معها فضلا عن قطع العلاقات العسكرية التي تدر مئات الملايين من الدولارات علي الشركات والحكومة الأمريكية سنويا. وقال أخرون في مدينة سكاكا الجوف شمال السعودية لقد جرب العرب مسيرة السلام لأكثر من 23 عاما مع العدو الصهيوني مراهنين علي أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي منذ ذلك الحين. الا أن الشارع العربي يتساءل الا توجد خيارات أخري أمامنا خاصة وأن قضيتنا هي قضية الحق والعدل.
وكانت مدينة سكاكا المتاخمة للحدود الاردنية قد شهدت سلسلة من المظاهرات الاحتجاجية خلال شهر اذار (مارس) الماضي وكذلك عامي 2000م و 2001 م علي القمع والعدوان اللذين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وقامت عدد من وكالات الأنباء بتغطية هذه المظاهرات في حينها، وهي المظاهرات الوحيدة التي قام بها مواطنون سعوديون حيث تحظر الحكومة جميع أشكال المظاهرات.
وقد فجرت المظاهرات السخط الشعبي علي الحكومة السعودية في منطقة الجوف حيث ابدي عدد من المتظاهرين سخطهم من وضع التنمية في منطقة الجوف التي تعد احدي أقل المناطق نموا في المملكة، مؤكدين أن ليس لدي مواطني منطقة الجوف ما يخسرونه في مواجهتهم مع السلطات السعودية، خاصة وأن منطقتهم تأتي في مؤخرة الاهتمامات الحكومية .
وتعد منطقة الجوف احدي أقل المناطق نموا في السعودية، حيث تعاني المنطقة من اهمال شديد في مختلف جوانب التنمية حيث لا وجود لجامعات سوي كلية للمعلمين والمعلمات، ولا وجود للطرق المعبدة في معظم مدنها التي لم يتم تعبيد سوي 27 في المائة من طرقها. كما أن التنمية وقفت دون الامكانات التي تتمتع بها علي جميع المستويات فتلوث المياه وانتشار الأوبئة لعدم توفر المشاريع المرتبطة بالمياه كما ان الانتشار العشوائي وانعدام مظاهر المدنية والطرق الحديثة بالمنطقة ملاحظة تثير الاستغراب فخدمات الشؤون البلدية والقروية أسوأ من خدمات القطاع الصحي كما ان مدن وقري المنطقة لاتزال تغط في سبات عميق فقد فاتها الركب وبقيت في وضعها المتخلف المزري الذي لايليق ان تحياه منطقة من مناطق المملكة النفطية، فالمنطقة تفتقر الي فتح شوارع حديثة بالرغم من اعتمادها قبل اكثر من عشرين عاما ولم يتم تنفيذها كما ان مدينة سكاكا ومدن المنطقة تفتقد الانارة والتنظيم والحدائق العامة ومناطق الخدمات العامة والاسواق بمختلف وجوهها، كما ان حال الطرق في سكاكا ومدن المنطقة مثل بقية الخدمات فالطرق جميعها مفردة وتم تشييد معظمها منذ 30 عاما ويتسبب ضيقها الشديد في مئات الحوادث التي تقتل العشرات وتصيب المئات اضافة الي عجز وزارة المواصلات منذ عشرات السنين عن اعطاء المنطقة حقها من الطرق التي تحتاجها.
ولا تزيد الخدمات الزراعية الحكومية في المنطقة عن سابقاتها فبالرغم من ارتباطها بالنشاط الاقتصادي الأول للسكان في المنطقة الا وهو الزراعة الا ان تطور القطاع الزراعي من جانب القطاع الخاص والشركات لم يصاحبه أي تطور من قبل وزارة الزراعة والمياه بالمنطقة بل يعتبر وجودها متخلفا جدا عن مستوي تلك الشركات والافراد من حيث وجود الفنيين المتخصصين ومن حيث المختبرات والابحاث والامكانات المادية والفنية والمشاتل ذات الاساليب الحديثة الأمر الذي يضع وزارة الزراعة والمياه خلف نشاطات القطاع الخاص بل وأدني بكثير بالرغم من انه يفترض فيها ان تكون ذات وجود مؤثر ايجابا علي مستوي الزراعة.
وبسبب عدم توفر بنية أساسية ومشاريع البنية التحتية مما تتطلبه حياة المواطنين في منطقة الجوف فقد أثر ذلك علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي والمدني بالمنطقة كنتيجة لعدم توفر عوامل ومقومات التنمية.
www.alquds.co.uk