الأمير عبد الله يجري اتصالات مع حماس والجهاد لاقناعهمابالتخلي عن العمليات الاستشهادية
لندن ـ القدس العربي :
علمت القدس العربي ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحركاً سعودياً مصرياً اردنياً بتنسيق امريكي هدفه الضغط علي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لتحقيق هدفين اساسيين، الأول احداث اصلاحات جذرية في السلطة الوطنـــية الفلسطينية التي يترأسها، خاصة في أوساط المؤسسات الأمنية، والثاني هو منع العمليات الاستشهادية بأي شكل من الاشكال.
وقالت مصادر فلسطينية عالية المستوي ان الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي يجري اتصالات مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي لدعوة قيادتيهما الي الرياض واقناعهما بالتخلي بشكل نهائي عن العمليات الاستشهادية ودعم سلطة الرئيس الفلسطيني.
واشارت المصادر نفسها الي ان الوفد المصري الذي زار الرئيس عرفات امس الأول في مدينة رام الله وضم الدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس مبارك السياسي وعمر سليمان رئيس جهاز المخابرات، علاوة علي السيد أحمد ماهر وزير الخارجية، حمل الي الرئيس الفلسطيني رسالة من الرئيس مبارك تطالبه باجراء اصلاحات سياسية فورية وفق الشروط الامريكية، وتوحيد الاجهزة الأمنية، والبدء في السيطرة علي الشارع الفلسطيني وفصائل المعارضة ومنع اي عمليات استشهادية.
واكدت هذه المصادر لـ القدس العربي ان الحكومة المصرية اقترحت استضافة لقاء ثلاثي في القاهرة يضم ممثلين عن حركة فتح و حماس و الجهاد ، لوضع صيغة تعاون تؤدي الي تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفصائل وتتعهد بوقف العمليات الاستشهادية.
وقالت ان السيد ماهر شدد ايضاً علي حتمية اصلاح السلطة ومؤسساتها الأمنية والسياسية، ووضع حد للفساد من خلال آلية محاسبة دقيقة.
واضافت بان رد الرئيس الفلسطيني لم يكن ايجابيا، حيث رفض اي لقاء ثلاثي لأن هذا يعني مساواة حركة فتح مع الفصائل الأخري، ورأي ان اللقاء بين الفصائل الفلسطينية هو شأن داخلي يجب ان يتم تركه الي السلطة نفسها لكي تتولاه مثلما فعلت في الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد سربت انباء عن تقديم الأمير عبد الله تعــــهدات الي الرئيس بوش بالعمل مع دول عربية اخري علي وقف العمليات الاستشهادية.
يأتي ذلك فيما بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون محادثات رفيعة المستوي في واشنطن أمس علي امل اقناع الولايات المتحدة باستبعاد الرئيس الفلسطيني من عملية السلام في الشرق الاوسط. والتقي شارون بوزير الخارجية الامريكي كولن باول وبوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد أمس. وسيجتمع مع بوش في البيت الابيض اليوم في خامس لقاء يجمع الرجلين.
وقد قال بوش امس انه، مثل اسرائيل، يشعر بـ خيبة امل في عرفات. وقال بوش لقد خيب املي، عليه ان يتولي دفة القيادة ويظهر للعالم انه مؤمن بالسلام .
وقال ردا علي سؤال حول ما اذا كانت انتقادات اسرائيل لعرفات ستشكل عائقا في وجه السلام يقولون انهم يشعرون بخيبة امل في قدرته علي الحكم ، مضيفا هنالك مستوي مرتفع من الخيبة .
وكانت كونداليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي قالت ان الادارة الامريكية ستجري اتصالات مع الحلفاء العرب والاوروبيين وآخرين للضغط علي عرفات. وقد بدأ الأوروبيون تنفيذ ما يريده الامريكيون من خلال اخذهم بمزاعم شارون حول صلة عرفات بتمويل العمليات الفدائية.
وقال متحدث باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل أمس ان الاتحاد الاوروبي ينظر بكثير من الجدية الي ما ورد في التقرير الاسرائيلي من اتهامات للرئيس الفلسطيني بانه استخدم اموالا اوروبية لتمويل عمليات ضد اسرائيل.
وقال المتحدث باسم المفوض الاوروبي المكلف العلاقات الخارجية كريس باتن ان تأكيدات الحكومة الاسرائيلية خطيرة ونحن ننظر اليها بكثير من الجدية. وستدرس المفوضية الاوروبية جميع الادلة المتوفرة متي تسلمنا هذه الوثائق من الحكومة الاسرائيلية .
واعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين التقرير الاسرائيـــــلي ملفقا ومليئا بالاكاذيب . وقال نود ان نقدم للرئيس بوش الاجساد الفلسطينية الممزقة بالرصاص الاسرائيلي وخاصة فاطمة محمد زكارنه (30 عاما) وطفليها باسم (اربعة اعوام) وعبير (ثلاثة اعوام) من جنين وجثة الطفل سامر ابو ثريا من طولكرم .. هذه الاجساد الممزقة بالرصاص الاسرائيلي التي تعكس ارهاب الدولة الاسرائيلي وجرائم الحرب الاسرائيلية هي وثيقة حقيقية وقصة حقيقية لما يحدث علي الارض وليست وثائق مزورة .
وتابع عريقات ان الشعب الفلسطيني يتعرض الي جرائم حرب ومجازر وارهاب دولة من قبل اسرائيل كل يوم وكل ساعة .
وواصلت القوات الاسرائيلية عمليات التوغل والاعتقال في العديد من قري الضفة. وقتلت في وقت مبكر من فجر امس 4 فلسطينيين في غزة.
كما تعثرت المفاوضات بشأن انهاء حصار كنيسة المهد، والذي مضي عليه 36 يوما، بعد ان كادت تصل الي حل بموافقة الفلسطينيين علي ترحيل من تطالب اسرائيل بتسلهم الي غزة وايطاليا.
وفي الوقت الذي رفضت فيه ايطاليا استضافة ستة محاصرين تريد اسرائيل طردهم بموجب اتفاق مع السلطة، عادت وزادت العدد الي 13 . وتدور مفاوضات الآن علي خروج هؤلاء الي الاردن، قبل ان يستضيفهم بلد ثالث، علي ان يتم ابعاد نحو 30 محاصرا الي غزة. ولم ينتظر جيش الاحتلال نتيجة المفاوضات، وبادر أمس الي تفجير منزل احد المحاصرين، جهاد الجعرة، في بيت لحم.
www.alquds.co.uk
