فتيات الاغراء وفتيات الفداء

ذهب زمان ذلك الشاعر العربي الذي قال:

كُتب القتل والقتال علينا ***وعلى الغانيات جر الذيول

والغانيات هن من غَنِين بحسنهن عن الحُلي، ولسن أولئك اللاتي يغنين بعهر الكلام كما يفهمه العامة، هن أولئك اللاتي عشقن الشهادة فضحين بالروح من أجل الحياة الباقية، هن وفاء إدريس، ودارين أبو عيشة، وآيات الأخرس، وإلهام الدسوقي وعندليب خليل طقاطقة، هن خمسة أقمار سطعت في دنيا الشهادة، فدخلن عالم الخلود، وأبطلن حكاية أن ا لمرأة العربية للمتعة، تمشي مختالة تجر الذيول لتعيش حياة المتعة، ويذهب الرجال وحدهم لساحة القتال، ليت الذين يطالبون بأن تكون المرأة كالرجل ان تكون النساء كهؤلاء الخالدات.

وشتان بين هؤلاء العفيفات المجاهدات اللاتي طرن بأجنحة الشوق إلى جنات النعيم، وبين أولئك اللاتي يهززن الأرداف، ويكشفن الصدور وما تحتها وفوقها، ويلثغن بهراء الكلام ليغرين شابا مراهقا أو كبيرا متراهقا، شتان بين من تنطق شفتيها بالشهادة ومن تعلك ألفاظ السقوط.
شتان بين فضائية عربية جعلت شاشتها لعرض صور وفاء إدريس وأخواتها، وفضائية سخرت بثها لنقل صور بنات الهوى من مسارح الفجور، وشتان بين شاشة عرضت أحمر الدماء لأولئك المجاهدات، وأخرى تعرض في الوقت نفسه أحمر ا لشفاه، وشتان بين شاشة جذبت المشاهد بمتابعة حزام الشهيدات وأخرى أعرض عنها المشاهد حين ذهبت تعرض حزلام راقصة تكشف الأفخاذ والسيقان والصدور.

شتان بين فضائية تخدم قضية فتركت في هذه الظروف الصعبة كل أعمال المجون واللهو، وأخرى تعيش في وادٍ غير مسكون بهموم الناس، ولذا لا غرابة إن كسبت الإعلان التي عرضت صور الفداء، وكسدت تجارة من حرصت على صور الإغراء، وهذا ليس مبالغة بل هو الواقع، فالفضائيات التي لم تتابع العمليات الجهادية وبقيت تغني على العهر انصرف عنها المشاهدون، وتركها المعلنون، فخسرت ماديا وهذا هو العاجل أما الآجل فيكون حين لا ينفع مال ولا بنون.

ليكتب التاريخ أسماء وفاء ودارين وإلهام وآيات وعندليب في سجل الشهداء، ليكتبهن معشوقات للشرفاء في جنات الفردوس،

وصلني عبر البريد.