ايهما اجدى - التظاهرة الكروية ام تظاهرة نصرة الفلسطينيين؟ كلام جميل
ايهما اجدى، التظاهرة الكروية ام تظاهرة نصرة الفلسطينيين؟
السعودية تمنع التظاهر
وزير الداخلية السعودية يؤكد موقف حكومته الرافض للتظاهر لأي سبب كان.
بقلم: ابراهيم الهطلاني
لو كان منع التظاهرات خشية من الانفلات الامني، لكان اجدر منع التظاهرات التي تعقب مباريات كرة القدم.0
ما الفرق بين تظاهرة كروية فيها رقص وغناء ومزامير وأخرى جادة تعبر عن غضب وحزن واستنكار؟
لماذا يسمح بالنوع الأول وتمنع أو تقمع الثانية، مع أن كلا التظاهرتين فيها تعبير عن مشاعر؟ بل أن مشاعر المتظاهرين في النوع الثاني اصدق واكثر جدية من النوع الأول الذي تسوده الغوغائية والهزلية.
قد يقول أحدهم أن المسألة أمنية ويخشى من أي انفلات أمني. والجواب المنطقي في هذه الحالة منع كل التظاهرات حتى الرياضية لان إمكانية الانفلات الأمني في الحالتين متساوية إن لم تزد الخطورة في تظاهرات الكرة واللعب.0
والشواهد على ذلك اكثر من أن تحصى. حيث خرجت مظاهرات سياسية تؤيد الفلسطينيين وتندد بالإسرائيليين في كل دول العالم بما فيها أميركا وأوروبا التي تشهد المظاهرات الكروية فيها حوادث وإصابات اكثر من التي تقع في المظاهرات السياسية. 0
وكذلك خرجت المظاهرات لنفس الهدف في كل دول الخليج ونقلت تلفزيونيا وانتهت كما بدأت بسلام وبدون أي مشاكل أمنية أو حتى تنظيمية، في الوقت الذي شهدت فيه تظاهرات الكرة واللعب التي حدثت في مدينة جده بالسعودية الكثير من التحرشات الأخلاقية وبعض الإصابات أثناء الاشتباكات بين مشجعين كرويين وبعض المتنزهين على شاطئ البحر. وهذه الأحداث ليست سرا وقد نشرت في الصحف المحلية وعلق عليها كبار المسؤولين في البلاد ومع ذلك مازال هذا النوع من التظاهر مسموحا بها ومدعومة بشكل رسمي.0
إذاً القضية ليست أمنية بالدرجة الأولى خاصة أن عناصر أي تظاهرة سياسية سيكونون في الغالب اكثر التزاما وتعقلا من عناصر التظاهرة الكروية التي يتكون غالبية عناصرها من الشباب والمراهقين والعاطلين الذين لا يعرفون معنى المسؤولية.0
وقد يقول أحدهم ما هي الفائدة من المظاهرة والخروج إلى الشارع؟
والجواب في طبيعة الفعل ودوافعه. ففي الدول الكبرى القوية القادرة على الدفاع عن نفسها واخذ حقوقها بالقوة لا تمنع فيها التظاهرات الجماهيرية. فكيف تمنع في الدول الضعيفة في الفعل والإرادة؟ فلا اقل من تعبير وتفريغ عن بعض المشاعر، وقد حصل مثل ذلك عبر التاريخ الإسلامي، حيث خرج الناس تعبيرا عن فرحتهم واستقبالهم لقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. كما خرج الناس حزنا وغضبا عندما سُجن الإمام احمد بن حنبل ومثله شيخ الإسلام بن تيمية. والأمثلة كثيرة في تاريخنا. 00
وكما ورد في الحديث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، "ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. 0
ونحن وحكوماتنا لم نقدم لإخواننا في فلسطين أثناء هذه المحنة أي عون يذكر إما لضعف أو خوف، فلا اقل من تعبير جماهيري أو دعم معنوي علني.0
إذا الدافع الإنساني والشرعي في التظاهر لإخواننا المسلمين في كل مكان وخاصة في فلسطين أقوى وأجدى واعظم فائدة في الدنيا والآخرة من المظاهرات الكروية التي تضيع الوقت والجهد وتزيد من الأعباء الأمنية في أي دولة.0
