مجنــــــــــونة كرة القدم
أعترف بأنني أعشق كرة القدم أكثر من أي شيء آخر في هذا الوجود ، نعم نعم .. أنا أحب راؤول وزيدان والطلياني ومالديني أكثر من أمي وأبي وإخوتي وصديقاتي ، وأفضل مشاهدة مباراة في كرة القدم على دخول المطبخ والثرثرة في التلفون ومشاهدة مواقع الإنترنت السخيفة .. أعترف بأنها الحقيقة .. وأنا فتاة وهذا هو سر الغرابة في اعترافي هذا !!
ربما لا تصدقونني ، ربما تعتقدون بأنني أبالغ بعض الشيء ولكن ادخلوا حجرتي لتشاهدوا بوسترات اللاعبين وهي تغطي الجدران ، أنظروا إلى قمصاني لتشاهدوا صور راؤول وباجيو وروماريو ، انظروا إلى كتبي وكراساتي لتشاهدوا اليوفي وميلان وبرشلونه والريال .. أنا مجنونه شيء أسمه كرة قدم .. آآآآه مجنوووووووووونه بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى !!
كانت أسوأ لحظة في حياتي تلك التي قررت فيها قناة أبوظبي الرياضية قطع إرسالها على القناة الأرضية وبث برامجها عبر الشوتايم وعندها قررت تسخير مصروفي المتواضع للاشتراك في الشوتايم مضحية بالوجبات السريعة والكوكتيل اللذيذ والأحذية والشنط وأنا في قمة السعادة لأنني سأبقى مع حبيبتي كرة القدم ولن أفارقها أبداً أبداً ..
كنت أموت من القهر وكانت الحسرة تمزق قلبي عندما كنت أرى أخي الصغير يرتدي الفانيلة والشورت ليلعب كرة القدم مع أصدقائه الصغار فكم كنت أحلم لو كنت ولداً مثلهم لأكون لاعباً مشهوراً يتلاعب بالمدافعين ويسجل الأهداف ويمزق الشباك لينال على إعجاب الجماهير وتتحدث عنه الصحف الرياضية ويقول علي حميد وعلي سعيد اسمه مصحوباً بعبارات العظمة والإعجاب .. آآه لو كان بيدي !!
كم كنت أحلم أن أكون لاعباً مشهوراً ليطلقون علي لقب (المهندس) فأنا أحب هذا اللقب كثيراً لأن لعب كرة القدم بحاجة إلى فن وهندسة وإبداع لا تتوفر في أي إنسان آخر !!
منذ صغري وأنا ألعب كرة القدم مع أخواتي الصغيرات في حديقة المنزل ومع أبناء الجيران أمام باب المنزل إلى أن أتى اليوم الذي اكتشفت فيه أن صدري أصبح ظاهراً خلف الفانيلة لأكتشف متأخرة بأنني فتاة ولا يحق لي أن ألعب كرة القدم كما هم الشباب .. وأذكر يومها أن آخر يوم لعبت فيه الكرة عندما أتى والدي من عمله قرابة المغرب ليشاهدني وأنا ألعب مع (أحمد) ابن الجيران ويومها شدني من شعري وصفعني وقال لأمي : إياك أن تجعلي هذه البنت تخرج من باب المنزل بعد الآن .. ياله متوحش !!
بالرغم من هذا لم أيأس وكنت ألعب مع أخواتي حتى جاء اليوم الذي ملّت فيه أخواتي من كرة القدم لتتفرغ أحداهن للعناية بشعرها الحرير .. وتتجه الأخرى إلى مكالمة صديقاتها في التلفون وتتسمر الثالثة لساعات طوال أمام الإنترنت الذي أصبح كل شيء في حياتها .. وتبقى صديقتكم ( العبدة الفقيرة إلى الله ) تدحرج الكرة من مكان لآخر وكأنها تحاور نفسها على أعشاب حديقة المنزل التي تتخيلها دائماً أرضية ملعب كبير لكرة القدم !!
يقولون أن كل فتاة تحلم بالزواج من شاب وسيم ، طويل ، رومانسي ، أنيق وذو منصب هام وشخصية قوية أما أنا فأتمنى الزواج من لاعب كرة قدم محترف ، مشهور ، هداف ، سريع ، ذكي وصانع ألعاب !!
وفي يوم زواجنا أريد أن يعقد قراننا في ملعب كبير لكرة القدم وأود لو يكون مهري بطولة قارية كبطولة كأس الأمم الآسيوية مثلاً وأتمنى لو يعطيني الكأس لنرفعه معاً بدلاً من أن يلبسني خاتماً سخيفاً كما يفعل الأزواج التقليديون !!
أحلم بلحظات جميلة نقضيها أنا وزوجي في لعب كرة القدم ومعنا طفلان صغيران يجلسان للتصفيق والتشجيع بدلاً من الجلوس على طاولة جامدة في مطعم قديم على شاطىء البحر !!
ربما تقولون بأنني غبية أو حمقاء ولكن صدقوني بدلاً من كرات الدم الموجودة في عروقي تجري كرات قدم صغيرة تستقر في نهاية المطاف في داخل شباك القلب .. لا تستغربوا ، هذه أنا .. الفتاة التي تعشق كرة القدم حتى النخاع !!
منقول
