: [ الطفولة والطبقات ] موضوع جميل لمن قلبه رقيق
همسات
الطفولة والطبقات
تتفاوت الطبقات الاجتماعية في أي مجتمع بين غني وفقير .. وبين ذلك .. وفقير جدا وتحت الفقر أحيانا ، أي شي لا يمكن وصفه بالفقر وكذلك العكس ، تباين طبقي شاسع يراه الإنسان في هذا الدنيا الغريبة .
ويتفاوت تفكير الناس .. وطرق معيشتهم .. وتعاملهم مع قضايا يومهم .. وطموحهم .. وأمانيهم .. وهذا كله شئ طبيعي ..
فقط نوع واحد من الناس يتشابه في تفكيره وفي حياته بالرغم من اختلاف طبقته .. إنهم الأطفال .
يحملون في صدورهم الصغيرة نفس القلب .. وتختفي خلف ملابسهم الثمينة وأسمالهم البالية نفس الروح .. وبغض النظر عن المستوى المعيشي فإن سلوكهم يتشابه على الأقل في بداية حياتهم .
هناك على رصيف بجوار السوبر ماركت وجدتها تفترش الرصيف .. يؤلمني هذا المنظر .. يجرحني .. يقتلني .. وكان معها طفلها ذو الثلاث سنوات .. بأسماله الممزقة القذرة .. ووجهه الأسود المتسخ .. ونظرته البريئة .. نظر طفلي إليه وابتسم .. هم في نفس العمر تقريبا .. وابتسم الصغير .. هناك فرق بينهما .. فرق من ناحية المظهر .. والاهتمام .. والرعاية .. لكن في تلك اللحظة والابتسامة المتبادلة ذابت كل الفروق .. تركت ابني معه وبقيت أراقبه من بعد .. يلعبان معا في براءة .. يبتسمان في براءة .. آه من قسوة الأيام .. ترى أي شئ يخبئه لنا القدر .
فكرت في الأم .. خلف هذا الصدر يختفي قلب يشعر بالحب .. ويمتلئ بالعاطفة .. يأنس ويفرح ويخاف .. يحب ويكره .. يرضى ويغضب .. لا نشعر بهذا الشي لكنه صحيح ..
نظرت إلى الأطفال ثانية .. سواء أصابني القرف من منظر الصغير أم لا فإن هناك قلبا يحبه بكل مشاعره .. يحبه كما هو .. يطير فرحا برويته .. يبني آمالا .. وينتظر له مستقبلا .. أي مستقبل المهم أنه يفكر بمستقبله .
أصابني صداع .. واقع متشابه ومختلف ، والنتيجة … ألم وقسوة .. نعم من حقه أن يعيش .. ومن حق أمه أن تحلم .. وإن كنت عاجزا عن قبوله فاتركه لا تجرحه .. ولا تجرح أمه ..
يا إلهي .. كم أخشى ألم هؤلاء المساكين .. وكم أخاف أن تصيبنا نقمة نتيجة بعدنا عنهم وعدم إحساسنا بهم .. أفقت من تأملاتي .. وناديت ابني .. وبنظرة منكسرة ابتعدت عن الصغير .:" :" :"
الكاتب ( ضمير حي ) جزاه الله خيراً وبارك الله في ولده
