الوضع الصحي للملك والفوضى التي حوله الحسد بين ابناءه والصراع بين اخوته ..خاص

الملك في جنيف
عدسة تكبير لفضائح الدولة

نشرة الإصلاح العدد 327 بتاريخ 12 أغسطس 2002

تجاوب طيب
تجاوبا مع نداء الحركة زوّدنا عدد من المطّلعين على وضع الملك حاليا بما يجري في جنيف حول وضعه الصحي وبرنامجه اليومي وواقع الوفد الذي معه. ولا شك أن المعلومات تحتوي تفاصيل كثيرة نختار منها فقط ما يصلح للنشر. وحين نقول ما يصلح للنشر فإننا نكون تجنبنا نشره إما لأسباب أخلاقية أو لكونه معلومة لا يعرفها إلا دائرة ضيقة ويؤدي نشرها لكشف هذه المصادر.

الحالة الصحية جسديا
جسديا تجاوز الملك مرحلة الخطر وتمكن فعلا من الخروج من المستشفى، بل إنه الآن ليس ملازما الفراش. ويتم بعض الأحيان نقل الملك إلى خيمة معدة في منطقة أخرى بضواحي جنيف بعيدة عن القصر والتجول به بالسيارة حول بحيرة جنيف لكن لا يستطيع النزول ولا حتى بالكرسي الكهربائي. الملك نفسه لا يدري شيئا عن البحيرة ولا عن الخيمة لكن القائمين عليه يعتقدون أن هذا التغيير يحسن نفسيته وفي نفس الوقت يقضي على إشاعات كونه في وضع صحي حرج بعد أن كثرت التقارير في الصحافة الغربية عن اقتراب اندلاع الخلاف في العائلة بسبب اقتراب وفاة الملك.

الحالة الصحية دماغيا
دماغيا في مقابل جسديا هناك تدهور مستمر وصل في الفترة الأخيرة إلى أن الملك أصبح لا يعرف حتى بعض أبنائه. ومنعا للإحراجات فقد رتب القيّمون على أمر الملك ساعة واحدة بين الثامنة والتاسعة مساء لمن يرغب زيارة الملك والجلوس معه من أبنائه أو من كبار الأسرة. ويأتي أبناء الملك متأخرين ويجلسون بعد تقبيل يده في جلسة ليس فيها حديث إلا الشكوى من تأخر العشاء وتلفت الحاضرين والنظر للساعة. الملك نفسه لا يدري أصلا أنه في جنيف ولا يدري عن زواره ولا عن وضعه شيئا.

إلى ماربيا الأربعاء
كان من المفترض أن يسافر الملك إلى ماربيا يوم أمس الأحد لكن السفرة أجلت لأسباب زعموا أن لها علاقة بالاضراب في مطارات أسبانيا. ويفترض أن يغادر الملك يوم الأربعاء وربما يتأجل مرة أخرى إلى الأثنين التالي. وكانت الإستعدادات كاملة لقدوم الملك إلى ماربيا منذ أن خرج من المملكة ولا يعرف سبب التأخير سوى تدهور صحته.

الوفد العظيم فضائح وإحراجات
يتألف الوفد من أربعمائة شخص أضيف إليهم مئة شخص تقريبا من وفد الأمير سلمان الذي نجح في أن جعل الصرف عليهم من ميزانية رحلة الملك. وأما وفد الأمير نايف فمعزول في لوزان بوفد كبير أيضا. ويحتل مرافقوا الملك معظم فنادق جنيف ويكاد يكون فندق نوقا هيلتون بالكامل للوفد. وقد ضج أهل جنيف من تصرفات الوفد المخجلة وكثرت الشكاوى عنهم في الصحافة السويسرية المحلية وتصرفاتهم المشينة. من جهة أخرى يتقاطر على جنيف عدد كبير من المتطفلين والمتسلقين والمنتفعين من جميع المستويات سواء من أطراف رجال الأسرة أو من رجال الأعمال الذين يريدون أن يبنوا علاقات مع الأمراء هناك أو من يرغب للمجيء لفرصة الفساد الخلقي مع الوفود الحاضرة أو من الجنسيات الأخرى الماهرة في استغلال الأمراء وأعضاء الوفد. ووصل الحال بفوضى الوفد أن اضطرت إدراة فندق نوقا هيلتون لإقفاله أمام غير النزلاء بعد أن أصبح الأمراء وأعضاء الوفد يأتون بأشكال وأحوال مختلفة حولت الفندق إلى فوضى عارمة.

خمسة مليارات
رصد لرحلة الملك هذه خمسة مليارات ريال لم يتوفر في ميزانية الدولة على شكل سيولة جاهزة إلا مليارين فتم تدبير الباقي وهو 3 مليارات ريال من شركة الإتصالات. ويدير التحكم بهذه الأموال رئيس الوفد الرسمي وهو الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز والذي يتهمه أعضاء الوفد بأنه استحوذ على معظم هذه الأموال. ويتناقل أعضاء الوفد عبارة قالها لهم الأمير عبد الرحمن هي "أنني مسؤول عن سكنكم وأكلكم، ولست مسؤولا عن ......". ينطبق هذا الكلام طبعا على أعضاء الوفد من غير الأسرة أما الأمراء فتأتي المخصصات مباشرة من البلد بشكل مستقل ليس محسوبا في ميزانية الرحلة.

تصور! ابنة ولي العهد تطالب بتحسين وضع!
"خادم الحرمين الشريفين ... أنا فهدة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أتقدم إلى مقامكم الكريم بطلب تحسين وضعي أنا وابني فواز وابنتي مضاوي .............الخ" نص معروض موجه للمك قدمته الأميرة فهدة بنت ولي العهد التي ذهبت إلى جنيف من ضمن من ذهب مستفيدة من الفوضى هناك وسهولة إيصال المعاريض. الأميرة فهدة تعلم أن الذي يتعامل مع المعروض هو الأمير عبدالعزيز بن فهد وليس الملك فهد شخصيا ولذلك فقد قدمت المعروض عمليا للأمير عبد العزيز بن فهد شخصيا. ولهذا المعروض عدة دلالات منها: أولا أن حكاية تحسين الوضع التي يستخدمها الأمراء لأخذ الهبات الخرافية من المال العام لا تزال سارية في البلد رغم بلوغ الدين العام مبلغا خطيرا. ثانيا أن شخصية الأمير عبد الله وهيبته قد انهارت إلى درجة أنه لم يعد يستطيع أن يسيطر حتى على أبنائه وبناته. ثالثا نوجه سؤالا بريئا إلى الأمير عبد الله إن كان تصرف ابنته يمثل نجاحا لمسؤوليته عن المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية إلى الدرجة التي تصبح فيها ابنته تحتاج تحسين وضع؟!! رابعا يمثل هذا الخبر مدى ضعف مؤسسة العلماء الذين استهان بهم الأمير عبد الله بعد اعتراضهم على ما يسمى بالدمج، وليروا كيف أنه حتى هذه الشخصية المتهافتة لا تلقي لهم بالا. وعلى كل حال نحن نستطيع أن نستشرف رد فعل الأمير عبد الله على نشر هذا الخبر. سيرفع الأمير الهاتف على ابنته ويسبها ويشتمها لأنها أحرجته أمام الناس فهذا كل فهمه وتصوره للقضية. لا نعتقد أن الأمير عبد الله يملك المقدرة على إدراك البعد السياسي والحضاري لما يمثله هذا الخبر من فضيحة للدولة نفسها والتدهور الذي أصاب الجهاز الإداري فيها بعد أن استلمه هو شخصيا.

أبناء فهد كيد وغيرة
يتهامس الحاضرون مع الوفد في جنيف عن قصص تضايق أولاد الملك فهد من كون الأمير عبد العزيز قد استحوذ على كل شيء باسم أبيهم. ويشترك الجميع بمن فيهم الأمير محمد في هذا التضايق من عبد العزيز، ألا أن بقية الأبناء متضايقين من محمد نفسه كذلك لأنه استفاد من أمارته للشرقية وتمكن من الاستحواذ على كمية هائلة من المال. ولذلك يقول البقية أنهم ضاعوا بين محمد وعبد العزيز وأصبحوا كالفقراء في هذه العائلة رغم أن الملك فهد والدهم.

وعبد العزيز لا يزال على رأس العمل
مظهر آخر من مظاهر تهافت شخصية الأمير عبد الله هو أن الأمير عبد العزيز بن فهد رغم كونه في جنيف مع والده ألا أنه لا يزال على رأس العمل كوزير للدولة وسكرتير لشؤون مجلس الوزراء. ولا يسمح الأمير عبد العزيز لغيره بإتمام الأوراق والقرارات المتصلة بوظيفته ولذلك تنقل له الأوراق بالطائرة إلى جنيف رغم أنف ولي العهد. الظريف أن الأمير لا يصحوا إلا بعد المغرب ولا يكاد ينظر في أي من الأوراق والمعاملات ولذلك تكدست معاملات المجلس بعد أن أعطى الأمير الأولوية لشؤون العقار والاستثمارات والسرقات الخاصة به.

سلمان في جنيف: البلد دمران وأنا الأنسب للإصلاح!
بعد أن بدأ مشروع علاقات عامة في داخل البلد يحرص الأمير سلمان حاليا في جنيف على مقابلة أكبر عدد من الشخصيات القبلية والعسكرية الكبيرة والحديث معها باستفاضة وشيء من الصراحة. ويكرر الأمير في لقاءاته هذه رسالة واحدة أنه منزعج تماما من الوضع السيء في البلد من حيث الفساد الإداري والمالي وفوضى الأسرة الحاكمة وتفشي الواسطة والمحسوبية بل ويتجاوزه إلى انتقاد تنامي الجريمة والفساد الخلقي!! ويتمم الأمير طرحه بأنه لو كان على سدة المسؤولية لم يكن لهذه المظاهر أي وجود ولاستطاع ضبط الوضع الاقتصادي والاجتماعي وقضى على الفساد والمحسوبية!! وتتفاوت صراحة الأمير سلمان في مجالسه تلك، فبينما يقتصر في بعض الجلسات على نقد عام لوضع والترويج لنفسه بشكل غير مباشر فإنه في جلسات أخرى مع من يطمئن لهم أكثر يصرح بتحميل ولي العهد وأمراء آخرين المسؤولية ويطرح نفسه بشكل صريح كشخص يجب أن يدعم من قبل القبائل والمشايخ والعسكريين لأجل أن يستلم المسؤولية.


حماقة

تعلمت السلطات الأردنية الحماقة من السلطات السعودية حين سمحت للشيخ سلمان العودة بدخول الأردن للمشاركة في مؤتمر وإلقاء محاضرة ثم فاجأته بإلغاء المحاضرة وإخراجه من الأردن بطريقة أمنية متعجرفة. هكذا أراد الله لهم أن يصبحوا مضحكة أمام الناس وإلا كان من السهل عليهم تماما أن يمنعوا دخول الشيخ للأراضي الأردنية أو على الأقل يمنعوا مشاركته في المؤتمر. لكن الذي لم نفهمه أن بعض من علق على الخبر من مريدي الشيخ سلمان انتقد المنع ذاته وناقش المنع منطقيا ولم ينتقد كون السلطات الأردنية سمحت ثم رفضت، ونسي أن الشيخ –حفظه الله- ممنوع من إلقاء المحاضرات في المملكة منذ ثمان سنين.


حقيقة التقارير الأمريكية

حظي تقرير اللجنة الاستشارية للبنتاجون الذي طالب بتصنيف المملكة كعدو، حظي باهتمام إعلامي كبير وحديث واسع في المملكة. وكنا في الحركة قد علقنا في إذاعة لندن أن الموقف الأمريكي الرسمي لم يتغير وهو القناعة بأن أفضل من يؤمن مصالح أمريكا في المنطقة هو آل سعود وأن هذا التقرير ليس من الحكومة. ولا شك أن الحكومة الأمريكية لا تكره هذا التقرير لأنه يساعدها في ابتزاز الحكومة السعودية التي تعتبر سهلة الابتزاز جدا. ولعل تصريح الأمير سعود الفيصل وتبعه كذلك تصريح عادل الجبير في وسائل الإعلام الأمريكية بتعاون استخباراتي سعودي أمريكي صريح وتفصيلي ضد الإرهاب هو استجابة سريعة لهذا الابتزاز. لكن ينبغي الإشارة إلى أن الحكومة السعودية تحاول بقدر ما تستطيع أن تستثمر هذه التقارير للظهور أمام الشعب الذي يمقت أمريكا بمظهر العدو لأمريكا. ولذلك تتعمد السلطات السعودية تجاهل التقارير الأخرى التي تتحدث عن الفساد والفوضى واحتمال انهيار النظام والتي أصبحت تتكرر في الصحافة الأمريكية والأوربية بكثرة. آخر هذه التقارير صدر في مجلة التايم الأمريكية وهو تقرير طويل يجيب على سؤال هل نحتاج السعودية؟ وشرح التقرير وضع الفساد الإداري والمالي والاستبداد والدكتاتورية والسرية المطلقة التي تحرج أمريكا بصفتها دولة ديموقراطية تزعم أنها تنشر أفكار الحريات والمشاركة السياسية والشفافية تدافع عن مثل هذا النظام الذي يطبق عكس هذه الأفكار. ويقول التقرير إن أمريكا لم تعد تأخذ من نفط المملكة إلا ثمانية بالمئة من احتياجاتها فلماذا تستميت وتحرج نفسها في علاقة استراتيجية مع المملكة وتبقى جيشها هناك؟


سعود الفيصل مفوضا عاما لإسرائيل

تحول الأمير سعود الفيصل في الفترة الأخيرة بتوجيهات خاصة من الأمير عبد الله إلى مفوض سامي لإسرائيل حين أصبح يطوف البلدان في حملة خاصة لتنفيذ مطالب إسرائيلية استلمتها المملكة من أمريكا. وبعد أن تجول الأمير على عدة بلدان عربية لحشد التأييد للمشروع الصهيوني بتغييرات في السلطة الفلسطينية وقمع الحركات الجهادية في فلسطين كانت زيارته إلى إيران مخصصة لإقناع إيران بخطورة دعم الجهاد الإسلامي أوحماس أو حتى حزب الله.


استجابة للابتزاز الأمريكي اعتقالات بالعشرات

شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات جديدة على المحسوبين على التيار الجهادي. وشملت الاعتقالات العشرات في المنطقة الغربية والوسطى والجنوبية والشرقية والشمالية. وجاءت الاعتقالات دفعة واحدة بعد أن تكررت التقارير في أمريكا أن المملكة لم تقدم ما يكفي لأن تثبت أنها متعاونة مع الحرب على الإرهاب. ولا يعني هذا أن الاعتقالات كانت متوقفة لكنها هذه المرة جاءت بأعداد كبيرة دفعة واحدة. الجدير بالذكر أن الأف بي آي موجودة داخل المملكة وتطلع على المحاضر مباشرة. ولكن وزارة الداخلية السعودية لم تعدم الحيلة في تحوير أجوبة المعتقلين حتى تعطي انطباعا للإف بي آي أنه لا يوجد تهديد حقيقي للنظام بتيار جهادي خطير.



تقرير اقتصادي نصف دقيق

نشر المركز الاستشاري للاستثمار والتمويل في الرياض الذي يديره الأستاذ عبدالعزيز الدخيل تقريرا عن الاقتصاد السعودي نشرت جريدة الحياة ملخصا له.والأستاذ الدخيل له كتابات ومحاضرات وبحوث مليئة بالصراحة والتحذير من الخطر القادم كان أهمها مقال له يطالب بحرية التعبير كوسيلة وحيدة لإنقاذ الإقتصاد، كما سبق أن وجه رسالة للأمير سلطان رسالة قوية حذر فيها من مغبة الفوضى الاقتصادية التي تتجه لها الدولة. ومع احترامنا للأستاذ الدخيل فإننا لم نر هذا التقرير على نفس النسق. صحيح إنه انتقد الاقتصاد السعودي وأعطى صورة قاتمة عن الدين العام لكنه أعطى مع ذلك صورة أفضل بكثير من الحقيقة. ونتمنى أن لا يكون مركز الأستاذ الدخيل قد أصبح دون قصد منه جسرا لتنفيذ النهج الجديد الذي تمارسه الدولة وهو الاعتراف بشيء من الوضع السيء لفرض المصداقية. ملاحظتان أساسيتان نطرحهما على التقرير، الأولى حول الرقم الذي ذكره لتقدير الدين العام وهو 168 بليون دولار، والرقم الحقيقي في اعتقادنا هو فوق 200 مليار دولار، ولعل الأستاذ الدخيل لديه من المصادر ما يؤكد الرقم الذي نطرحه لكن المركز ربما أخذ بالأرقام شبه الرسمية. الملاحظة الثانية أن التقرير هون من مشكلة الدين العام باعتبار 80 بالمئة منه من مؤسسة التأمينات ومعاشات التقاعد واعتبر التقرير أن "ذلك الأمر لا يعدو كونه معاملة حسابية تشير الى ان مؤســـسة حكومية تقرض اخرى". ونحن نعلم جيدا أن الاستاذ الدخيل لا يدعم هذا التحوير في حقيقة الدين العام بل هو من أشد من يحذر شخصيا من خطورة الدين العام. وعلى كل حال نقدر موقف الأستاذ الدخيل كون مركزه يعمل من داخل المملكة وبحاجة لأن يستمر في العمل.


الأمير عبد الله
"من هذا اللي سمح لهم بالسفر؟"

بعد أن شارك الدكتور العواجي في برنامج بلا حدود صدر توجيه رسمي من الأمير عبد الله بسحب جوازه بعد منعه من السفر ولفت نظر الدكتور الحظيف والشيخ سفر وإيقاف أي خطة للسماح للشيخ سفر للذهاب لقناة الجزيرة. وكان أول رد فعل للأمير عبد الله بعد مشاهدته لبرنامج بلا حدود "من الي سمح لهذا بالسفر والثانين بالحكي؟" وتبين من خلال تعليق الأمير عبد الله أنه أشد أخوانه منعا لحرية الكلمة وأن كل ما قيل عن تنصله من المسؤولية في قمع المصلحين غير صحيح. لا نريد أن يفهم من هذا تزكية الجناح الآخر لأننا على علم أن الجناح الآخر مستفيد استفادة قصوى من ظهور الأمير عبد الله وكأنه خصم للمصلحين والمؤسسة الدينية وكون الأمير نايف وابنه محمد وكأنهم أصبحوا في صف هذه الأسماء.


ضرب العراق
ورطة سعودية

قال أحد الجنرالات المتقاعدين في شهادات الكونجرس لقضية ضرب العراق في جلسة لن تنشر تفاصيلها لكن سمعها الحضور أن الولايات قررت أن حصة المملكة في مهمة ضر ب العراق هي 17 مليار دولار. وقال الجنرال إن الأمير عبد الله قدم رجاء للولايات المتحدة بإجراء تخفيض في هذه التكلفة لأنها كبيرة على المملكة التي تعاني من مشاكل اقتصادية. من المعلوم أن المملكة لا تريد ضرب العراق لأسباب سبق أن ذكرناها لكن المملكة لا تستطيع أن ترفض أمرين: أولا لا تستطيع رفض استخدام أراضيها لضرب العراق وخاصة للخدمات اللوجستية والقيادية. ثانيا لا تستطيع رفض طلب المشاركة ماليا بالتكاليف. وبعد أن لاحظت أمريكا نجاح أسلوب الابتزاز مع المملكة منذ أحداث سبتمبر وكيف أن النظام السعودي لا يلقي بالا لشعبه ولا لمشاعر شعبه وأنه يعيش رعبا من غضب الحكومة الأمريكية فقد تقرر أن تنفذ مشروعها في ضرب العراق دون اعتبار لأي اعتراض سعودي بل بانتزاع مساهمة سعودية في المشروع رغم أنف آل سعود.


حصار آل سعود على المحامي الحجيلان

وقفت فجأة حملة الصحافة السعودية على المحامي الحجيلان ربما بعد أن كتبنا ما كتبنا من تهكم بهم في نشرة الإصلاح. لكن الجديد الذي حصل والذي له دلالة أكبر على تهافت هذا النظام أن ستة أمراء كبار اتصلوا شخصيا على الأستاذ الحجيلان وطلبوا منه الانسحاب من قضية الأستاذ عبد الباري عطوان. ولم يكتفى بذلك بل استدعي الحجيلان من قبل ولي العهد والنائب الثاني لمقابلة خاصة ونقاش هذه القضية. ولا ندري ما هو موقف الأستاذ الحجيلان الآن لكنه لن يلام إذا رضخ لكل هذا الضغط وتخلى عن تمثيل الأستاذ عطوان. لكن هل سينفع الحكومة السعودية هذا التخلي؟ أبدا سيكون دليلا على أن صاحب الحق لا يستطيع حتى توكيل محام للدفاع عن حقه فضلا عن أن يحصل عليه !!.