قصة قبر الأعواد

قصت قبر الأعواد
(قصه واقعية)

أسره تملك بستانا جميلا ملئ بالأشجار المثمرة ، في إحدى زواياه بيتا صغيرا ، و بالقرب منه بركت سباحة ، وفي إحدى زوايا هذا البستان بئرا ماء ، وأجمل ما في هذا البستان أشجار النخيل .
اعتادت تلك الأسرة زيارت بستانها على فترات لقضاء أوقات جميلة و ممتعه يتخللها بعض التأملات في مخلوقات رب السماوات ..في إحدى تلك الزيارات كانت تتجول واحدة من أفراد الأسرة من أفراد العائلة في أخر البستان بالقرب من أشجار التين والتفاح ، فلا حظت أثناء سيرها سرعة انغماس حذائها في تلك التربة المنداة ببقايا مطر هطل قبل ثلاثة أيام ، فأعجبتها تلك التربة ، ثم جلست عليها تحت ظل إحدى الأشجار ،
وبدأت تحفر و ترسم عليها و تتحرك التربة هنا وهناك ، فتذكرت في تلك الحظة القبر وتذكرت أنواعه ، وعادت ذكريات المرحلة الثانوية عندما شاهدت في مدرستها شريط اليقين وبعد مرور دقائق بدأت تحفر قبرا صغيرا لتكمل
تخيلاتها ، فبدأت بحفر قبر الشق ، ثم اللحد ، وقد كانت متقنته فيشكله وأركانه ؛ لأن التراب به بعض الندى وقد تمنت أن يشاهده أخوانها وتعلمهم عليه ، وقد فكرت ! كيف يمكن أن يبقى اللحد بشكله إلى الزيارة القادمة عندما يحضر أبناء الأخت لمشاهدته فوجت على الأرض بعض الأعواد الساقطه من الشجر ، إنها أعواد يابسه غامقة اللون فجمعتها ثم ملأت بها القبر حتى يسهل نزعها عندما أحضر المرة القادمة ويبقى اللحد سليما كما هوا .............
ثم وضعت ورق كرتون وأخفت القبر بالتراب و وضعت عليه علامة لتستدل عليه في الزيارة القادمة وبعد مرور أسبوعين إجتمعت الأسرة مع الإبنة المتزوجة وأبنائها في ذلك البستان وبمجرد وصولهم إليه توجهت من حفرت القبر مع أبناء شقيقتها لتريهم ذلك القبر وبدأت في إبعاد التراب ثم الكرتون ثم الأعواد وبمجرد حملها للعود الأول وجدت لونه تغير إلى الون الأسود فستمرت في حمل باقي الأعواد ولاحظت أن أغلبها مفرغه من الداخل وسهلت الكسر فظهرت فجأه رائحة كريه جدا ثم أخذت قضيب من حديد وأدخلته بين الأعواد وبمجرد تحريك الأعواد فوجئ الجميع بخروج دود أبيض بأحجام مختلفه وأعداد كبيره اندهش الجميع لذلك المنظر ، وقالت خالة الأبناء التي حفرت القبر:-
سبحان الله كيف يأتي هذا الدود ليأكل أعواد يابسة , إنه الدود الذي يأكل لحم الإنسان عندما يكون في قبره ,إن هذه الرائحة لا تساوي ذرة من الرائحة التي تصدر من جسم الإنسان عندما يدفن في قبره لم يستطيع الجميع البقاء في المكان لانتشار الرائحة فأسرعوا بدفن القبر بكميه من التراب ليختفي الدود وتذهب الرائحة ,فكر الأبناء بوضع شئ أخر ليروا
ماذا يحصل لها ؟ فبدأوا بتقطيع بعض أوراق الأشجار الخضراء وأدخلوها في القبر ووضعوا علامة , لمعرفته ..
وما زال القبر كما هو حتى الآن ، يخاف الأبناء من فتحه لأنهم أدركوا أن النتيجة واحدة ...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع تحيات :- أبو فيصل
:-) :-) ;-) ;-)